رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مزمور 94 | الله ديان السماء والأرض والمدافع عن المظلومين كثيرًا ما يقف الإنسان في دهشة أمام ما يجري في هذا العالم. يبدو كأن الله لا ينظر إلى ما يحل ببني البشر، ولا يسمع لصرخات المظلومين. فالأشرار يمارسون الظلم، وكأنه ليس من يقف أمامهم، والأبرار يصرخون ليلًا ونهارًا، وكأنه ليس من يسمع ولا من ينصت إلى طلباتهم. غالبًا ما كُتب هذا المزمور في وقت ضيقٍ شديدٍ حلّ بالشعب بواسطة عدوٍ غريبٍ. جاء في الترجمة السبعينية كما في المشناه Mishna، أن هذا المزمور كان يسبح به الشعب في اليوم الرابع من الأسبوع (الأربعاء)، أي في منتصف الأسبوع. يتسم هذا المزمور بغناه في تقديم التعزيات وسط الضيقات على مستوى الجماعة، كما على المستوى الفرد، كما أنه غني في أدبه اللغوي فيحمل مراثٍ، وتوسلات لله، وتساؤلات، وتعاليم، ويصور الانتهاكات التي تحل بالأبرار، وتأكيد عدالة الله ودفاعه عن المظلومين في الوقت المعين. * معروف لنا جميعًا، وأود ألا نكون من بينهم، أنه قد يتذمر البعض على طول أناة الله ويحزنون، إما لأن الأشرار غير الأتقياء يعيشون في هذا العالم في رغدٍ، أو أنهم أصحاب سلطة عظيمة، وما هو أكثر من هذا أن الأشرار بوجه عام لهم سلطة عظيمة ضد الصالحين، وأنهم غالبًا ما يمارسون الضغوط على الصالحين. فيتشامخ الأشرار ويتألم الصالحون. إذ يلاحظ هذا في الجنس البشري إذ يزدهر الأشرار، فإن أصحاب العقول الضعيفة وضيقي الصدر ينحرفون، كمن يمارسون الصلاح باطلًا، كأن الله لا يتطلع أو يبدو كمن لا يبالي بالأعمال الصالحة التي للأتقياء والمؤمنين، ويرفع الأشرار في ملذاتهم التي يحبونها... من يفكر هكذا، فإنه وإن كان لا يضر أحدًا، لكن يؤثر على نفسه جدًا، إنه شرير بالنسبة لنفسه، وبشره لا يؤذي الله، إنما يقتل نفسه. القديس أغسطينوس |
|