رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حصار السامرة وقال أليشع: اسمعوا كلام الرب. هكذا قال الرب: في مثل هذا الوقت غدًا تكون كيلة الدقيق بشاقل، وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة ( 2مل 7: 1 ) ها قد كُشفت الحالة المُريعة للشعب، وكذا شر الملك. وها شعب السامرة يحاولون الحصول على رأس حمار أو شيء من زبل الحمام، وها الأمهات يأكلن أبناءهن. وأخيرًا أخذ الملك يهدد حياة رجل الله، ويضع اللوم كله على رأس مَنْ لم يكن عليه. وكأن الملك يقول: ما فائدة أليشع من جلوسه في بيته لا يعمل شيئًا؟ لقد أنقذني مرة من الهلاك، لماذا لا يعمل الآن شيئًا؟ ما فائدة انتظار الرب؟ لا شيء. إذًا سأُبعد الرب عن فكري، وسأنزع رأس أليشع نبيه. ألا نرى في هذا المشهد ظلاً لِمَا ظهر من شر العالم في الصليب حيث ظهر هذا الشر إلى أقصى درجة، إذ أسلموا البار الذي لم يكن مثله بين الناس، ولم يفعل شيئًا يستحق عليه الموت. وإن كنا نرى في حصار السامرة الشر ظاهرًا بكيفية مُريعة، لكننا نرى نعمة الله تظهر في كل ملئها، لأنه «حيث كثرت الخطية ازدادت النعمة جدًا» ( رو 5: 20 ). وهنا نرى صورة النعمة التي أُظهرت في الصليب متسامية فوق الخطية مُعلِنة الغفران والبركة. وهكذا حدث، عندما كشف الملك ذاته، تكلم أليشع الذي كان «جالسًا في بيته» عن الخلاص. لقد جاء وقت الرب لأننا نقرأ: «وقال أليشع: اسمعوا كلام الرب». لقد سمعنا ما قاله الملك مُظهرًا بما قاله، شر قلبه. وها نحن الآن نسمع كلام الرب مُعلنًا ما في قلبه من نعمة غنية «هكذا قال الرب: في مثل هذا الوقت غدًا تكون كيلة الدقيق بشاقل، وكيلتا الشعير بشاقل في باب السامرة». ونلاحظ أننا لا نسمع كلمة عن الشرور التي جَرَت في المدينة، أو كلمة عن شر الملك، بل نسمع وعدًا بالبركة بدون شرط من مجرد النعمة الغنية، لمدينة وصل شرها إلى ذروته، لأن هذا الخير يتدفق «في باب السامرة». وهذا يذكّرنا برسالة التوبة والغفران، الرسالة التي بعثت بها النعمة لجميع الأمم، ولكن كان لا بد أن تبدأ هذه الرسالة «من أورشليم». هي رسالة لكل الناس لأن الجميع أخطأوا، لكن كان يجب أن تبدأ من المكان الأشد ظلامًا دون أن تُسمع كلمة عن شر المدينة، أو كلمة مما تفوَّه به القادة، بل النعمة الغنية تقدم غفرانًا باسم الرب يسوع لكل المدينة التي صلبت رب المجد. |
|