رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
منطقة عمل تلاميذه فبالنسبة لإرسالية الاثنى عشر، نقرأ فيها عن المسيح «ثُمَّ دَعَا تَلاَمِيذَهُ الاثْنَيْ عَشَرَ وَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا عَلَى أَرْوَاحٍ نَجِسَةٍ... يَشْفُوا كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعْفٍ... وَأَوْصَاهُمْ قَائِلاً: إِلَى طَرِيقِ أُمَمٍ لاَ تَمْضُوا، وَإِلَى مَدِينَةٍ لِلسَّامِرِيِّينَ لاَ تَدْخُلُوا. بَلِ اذْهَبُوا بِالْحَرِيِّ إِلَى خِرَافِ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ الضَّالَّةِ»(متى١٠: ١، ٥، ٦). والحقيقة أن كثير من المفتريين زورًا، فهموا الكلام السابق بطريقتهم الانتقائية، واعتبروا أن هذه الإرسالية دليل على عنصرية المسيح، وتَعصبهُ لجنسه اليهودي، لأنه يمنع تلاميذه من التبشير للأمم والسامريين، ويوصيهم فقط بالذهاب إلى خراف بيت إسرائيل، وكأنه لا ضالين غيرهم. ولكنهم غفلوا عن أن المسيح خصص هذه الإرسالية لليهود «لأنه إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» (يوحنا١: ١١)، ولهذا أعطى تلاميذه سلطانًا لشفاء الأمراض وإخراج الشياطين، لأن هذه هي اللغة التي يفهمها اليهود جيدًا. أما الإرسالية الثانية؛ إرسالية السبعين، فنقرأ فيها «وَبَعْدَ ذلِكَ عَيَّنَ الرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضًا، وَأَرْسَلَهُمُ اثْنَيْنِ اثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كُلِّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَانَ هُوَ مُزْمِعًا أَنْ يَأْتِيَ» (لوقا١٠: ١). فمنطقة عمل هذه الإرسالية أوسع جغرافيًا من الأولى، لأن هؤلاء السبعين تم إرسالهم إلى القرى والمدن التي كان المسيح مزمعًا أن يمر بها في طريقه لأورشليم، فنقرأ «وَحِينَ تَمَّتِ الأَيَّامُ لارْتِفَاعِهِ ثَبَّتَ وَجْهَهُ لِيَنْطَلِقَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَأَرْسَلَ أَمَامَ وَجْهِهِ رُسُلاً، فَذَهَبُوا وَدَخَلُوا قَرْيَةً لِلسَّامِرِيِّينَ حَتَّى يُعِدُّوا لَهُ» (لوقا٩: ٥١-٥٢). ما أروعك أيها المسيح القائد... تعرف أن التخطيط لا يضاد الاتكال على الله... فخططت لتلاميذك نطاق عملهم... وأرسلتهم للمدن والقرى قبلك وأمامك... لكي تكون قلوب الناس مهيئة لكلماتك وأعمالك... فيا لك من قائد!! |
|