قداسة البابا شنوده الثالث
قيمة الراحة أو التعب في حياة شخص:
فان آمنت بلزوم الراحة لك كما يؤمن بذلك أيضا مريض القلب مثلا فلابد انك ستعطي جسدك راحته مهما كانت ظروفك، وقد تؤجل بعض مشغولياتك إلى وقت آخر التماسًا لراحة جسدك واقتناعا منك بان الراحة تجدد نشاطك وتبعد عنك الإرهاق المضر، كما يقول المثل 'إن لجسدك عليك حقا'.. كل ذلك لان الراحة قد نالت قيمة معينة في مفاهيمك.. أما إن فقدت الراحة قيمتها في نظرك فسوف لا تعمل لها حسابًا.
وهكذا فان إنسانا آخر قد يري أن كل القيمة هي للتعب وليس للراحة كما يقول الشاعر:
وإذا كانت النفوس كبارا.. تعبت في مرادها الأجساد.
فمثل هذا الشخص يؤمن انه يجب عليه أن يتعب علي قدر طاقته لكي يحقق أهدافه، وينال مكافأته حسب تعبه، هنا وفي الحياة الأبدية أيضًا.. بهذا تفقد الراحة الجسدية قيمتها. ويصبح التعب من القيم التي يؤمن بها هذا الشخص.
وهنا نجد خلافا بين من يعطي كل القيمة لمصيره الأبدي في الحياة الأخرى، ومن تكون كل القيمة عنده، هي لمتعته علي هذه الأرض!
فان أخذت الأبدية قيمتها السامية عند شخص فانه لا يعمل أي عمل يتعارض مع أبديته ويمس مصيره الأبدي في شيء.
أما إن فقد تقييمه للأبدية أو تجاهلها أو تناساها فحينئذ سيتصرف كيفما يشاء بلا ضابط وقد يصل إلى الاستهانة والاستباحة!