يوضح معلمنا يوحنا البشير ذلك عندما تحدث عن العشاء الأخير قبل صلب السيد المسيح حينما أكل الفصح مع تلاميذه فقال: "فحين كان العشاء، وقد ألقى الشيطان في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يسلّمه" (يو13: 2).
في هذه المرحلة كان السيد المسيح سيوجّه تحذيرات وإنذارات ليهوذا لكي لا يرتكب خطيته الفظيعة. وكان الأمر يحتاج إلى تقسية إضافية لقلبه من الشيطان لئلا يلين أمام الإنذارات المرعبة "كان خيرًا لذلك الرجل لو لم يولد" (مت26: 24) هكذا فعل الشيطان فاستمر في ترغيب يهوذا في ارتكاب فعلته الشنعاء.
وعندما ابتدأ السيد المسيح يحدد من هو الذي سيسلمه كان الأمر محرجًا جدًا بالنسبة ليهوذا الإسخريوطي أمام السيد المسيح وأمام التلميذ الذي كان يسوع يحبه. إذ أن يوحنا الحبيب حينما سأله: يا سيد من هو؟ "أجاب يسوع: هو ذاك الذي أغمس أنا اللقمة وأعطيه. فغمس اللقمة وأعطاها ليهوذا سمعان الإسخريوطي. فبعد اللقمة دخله الشيطان.. فذاك لما أخذ اللقمة خرج للوقت وكان ليلًا" (يو13: 26، 27، 30).
شيء عجيب جدًا أن السيد المسيح حينما غمس لقمة الفصح اليهودي في المرق حسب طقس الفصح وأعطاها ليهوذا ليأكلها؛ دخله الشيطان!!.