ما أغرب هذا الصوت في آذان السامعين، ولا سيما في آذان المستهزئين. لص يقول للص: "أَوَلاَ أنت تخاف اللّه؟" ويعترف بأنه يستحق الصلْبَ لأجل آثامه. ويسمِّي المصلوب بجانبه رباً سوف يجيء منتصراً كملك. فصارت دموع أسفه على ماضيه كالعدسيات في المِرْقب، تمكّنه من رؤية ما كان بعيداً عن أبصار الآخرين. لقد رأى بالإيمان ملكوتاً روحياً ملِكُهُ هذا المصلوب. جعله يدعوه: "اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك". فكم من الألوف استفادوا وتشجعوا وخَلَصوا بواسطة هذا المِثال، وكم من خاطئ قضى حياته بعيداً عن اللّه، ثم قدَّم أخيراً توبة حقيقية مقبولة عند اللّه، بسبب قبول المسيح توبة هذا اللص.