رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اتهامه بالوحشية أَنَّكَ ارْتَهَنْتَ أَخَاكَ بِلاَ سَبَب، وَسَلَبْتَ ثِيَابَ الْعُرَاةِ [6]. يصوِّر لنا أليفاز أيوب في صورة وحشية. يراه إنسانًا لا يعرف الرحمة، وليس فيه أية لمسة إنسانية. لا يرتهن أشياء من أخيه كضمانٍ لتسديد ما يقدمه له من قرض، بل يرتهن أخاه نفسه، ويتحفظ عليه كرهينةٍ ذليلةٍ، وكعبدٍ يفقد حريته. في مبالغة خطيرة مؤلمة يصوِّر أليفاز أيوب أنه يسلب العاري، الذي بلا ثياب، ثيابه! بمعنى أنه عوض أن يقدم ثيابًا للعراة كي يستر عليهم ويستدفئوا، أو حتى يتجاهل عريهم وما يعانونه من فقرٍ مدقعٍ وما يتحملونه من بردٍ، يعرف كيف يسلب ثيابًا ممن ليس لديهم ثياب! اتهم أيوب بأنه أخذ بعض الأشخاص رهينة، وأودعهم في السجن، واستعبدهم، لأنه لم يكن لديهم ما يوفون به من دينٍ. وأنه جردهم من ملابسهم وتركهم عراة، الأمر الذي ينهاه الناموس الطبيعي وأيضًا الموسوي (خر 22: 26؛ تث 24: 13). لكي يبرز أيوب في أكثر وحشية يتهمه أنه لم يستعبد غريبًا (فقط)، وهذا فيه وحشية، وإنما استعبد أيضًا أخاه الذي هو عضو في أسرته أو من بني جنسه. لم يذكر أليفاز أسماء أشخاص ارتكب معهم أيوب هذا العنف، ولو أن هذا حق لما وصفه الله نفسه أنه مستقيم. *"لأنك ارتهنت أخاك بلا سبب، وسلبت ثياب العراة" [6]. في الكتاب المقدس تستخدم كلمة "pledge" (رهن أو عربون) لتشير إلى مواهب الروح القدس، وأحيانًا إلى الاعتراف بالخطية. تستخدم كموهبة الروح القدس عندما يقول بولس: "وأعطى عربون الروح القدس في قلوبنا" (2 كو 1: 22). فإننا ننال العربون ليكون لدينا تأكيد الوعد الذي قُدم لنا. تُدعى عطية الروح القدس عربونًا حيث تتقوى نفوسنا بتأكيد الرجاء الداخلي. مرة أخرى يقصد بكلمة "عربون" الاعتراف عن خطية، كما هو مكتوب في الناموس: "إن صار أخوك مدينًا لك في شيء وأخذت منه رهينة فإلى غروب الشمس تردها له" (راجع خر 22: 26). فإن أخانا يكون مدينًا لنا عندما يخطئ ضد زميله المخلوق في أمرٍ ضدنا. فإننا ندعو الخطايا "ديونًا" (مت 18: 32). وفي الصلاة الربانية نصلي كل يوم: "اغفر لنا ما علينا، كما نغفر نحن لمن لنا عليهم" (مت 6: 12). * "وسلبت ثياب العراة" [6]... من يكون عاريًا لا يمكن تجريده من شيء، لكننا نتساءل: لماذا يُشار إليهم كعراة ثم بعد ذلك يُجردون. من الضروري أن تعرف أن كل واحدٍ تمتع بنقاوة الفكر، فإنه بهذا ليس له ثوب التعامل الخادع (بوجهين) فهو عارٍ. ويوجد البعض بين الهراطقة من لهم نقاوة القلب بالحق، ولا يزالون يتمسكون بعقائدٍ فاسدة في تعليمهم. هؤلاء عراة بنقاوتهم ويرتدون كما بتعليم الناس. البابا غريغوريوس (الكبير) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أيوب | فزعه من اتهامه بالرياء |
أيوب | اتهامه بالإلحاد العملي |
أيوب | اتهامه بمحاباة الوجوه |
أيوب | اتهامه بمقاومة صنع الخير |
أيوب | اتهامه أنه ينتقد تصرفات الله |