رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"اِحْمَرَّ وَجْهِي مِنَ الْبُكَاءِ، وَعَلَى هُدْبِي ظِلُّ الْمَوْت"ِ. [16] لم يفقد أيوب الفرح فحسب، وإنما صار الوقت لائقًا أن يذرف الدموع من أجل خطاياه، ومن أجل تأديبات الرب له، وقسوة أصدقائه عليه، فصار وجهه محمرًا من البكاء، وحملت عيناه علامات الموت. العجيب أن أيوب قد أحمر وجهه كله، وليس فقط عيناه، وذلك بالدموع الكثيرة، لكنه لم يخشَ الموت، إذ صار بلا سلطان عليه. رآه ظلًا عابرًا بعد أن قاد المسيح بنفسه عجلة الموت ليحطم بها الموت نفسه، ويهبنا قوة قيامته. هذا ما تتغنى به الكنيسة مسبحة القائم من الأموات: "بموته داس الموت!" * "على جفون عيني ظلال الموت" (أي 16: 16). ليس الموت بل "ظلال الموت"، لأن المخلص نائم. لهذا تنبأ الأب يعقوب عن موت المخلص من أجلنا، ناطقًا بالكلمات التالية في بركته: "من نسلي يا ابني تصعد، ترقد كأسد ومثل شبل، ومن عندئذ يوقظه؟" ( راجع تك 49: 9). فإنه ليس بمحتاج إلى أحد يوقظه، هذا الذي يقيم كل البشرية. إنما قام بنفسه بإرادته. الأب هيسيخيوس الأورشليمي البابا غريغوريوس (الكبير) في نهار الأحد فُتح لهم باب السماء الذي كان موصدًا يوم الجمعة في وجه الملائكة لئلا ينزلوا إلى الجلجثة، فأسرعوا لينحدروا بثيابهم البيض، ليستقبلوا ملكنا الذي خلص المسبيين وعاد عند أبيه. صار القبر الجديد بيت العرس، أُنشأ في الحديقة للعريس المذبوح، الذي أعاد العروس من حرب الأعداء. اجتمع وحضر إلى الباب الحسن الملائكة في ثيابهم البيض، والتلميذات بأطيابهن (لو 23: 56). سمعان ويوحنا يركضان بسبب الأخبار السارة (يو 20: 3-8). كليوباس وأخوه (سمعان) تنفتح أعينهما بخبز البركة لينظرا القيامة علنًا. الأصدقاء يكشفون عن وجوههم، والمبغضون يطأطئون رؤوسهم. حنان خجل، وقيافا لا يستطيع أن يتكلم. يهوذا مشنوق، ورؤساء المجمع يلطمون على وجوههم. أُغلق باب الهاوية، وفُتح باب المعمودية. نُصب الصليب في مجاري المياه. جاء القطيع الناطق ليرتوي من المياه التي سالت من الصليب. نظر إليه وهو لابس النور، وواقف على الينبوع، فحبل وولد على شبه منظر نوره الحسن. لبس بياضًا ناصعًا كالنور، وجعله أبيض كالثلج... القطيع كله أبيض، لأن الصليب كله متشح بالنور. القديس مار يعقوب السروجي * أما تعرف كيف أصلح الصليب أخطاء كثيرة؟ ألم يحطم الموت، ويمسحُ الخطية، وينهى قوة الشيطان، وُيشبع كيان جسدنا الصالح؟ ألم يصلح العالم كله، ومع هذا لا تثق أنت فيه؟ * من يخبر عن أعمال الرب القديرة؟ (مز 2:105) من الموت صرنا خالدين، هل فهمتم النصرة والطريق التي بلغتها؟ تعلموا كيف اُقتنيت هذه الغلبة بدون تعب وعرق. لم تتلطخ أسلحتنا بالدماء، ولا وقفنا في خط المعركة، ولا جُرحنا، ولا رأينا المعركة، لكننا اقتنينا المعركة. الجهاد هو (تمتعنا) بمسيحنا، وإكليل النصرة هو لنا. مادامت النصرة هي لنا، إذن يليق بنا كجنودٍ أن نرتل اليوم بأصوات مفرحة بتسابيح الغلبة. لنسبح سيدنا قائلين: "قد أُبتلع الموت إلى غلبة. أين غلبتك يا موت أين شوكتك يا هاوية؟" (1 كو 54:15-55). القديس يوحنا الذهبي الفم |
17 - 03 - 2023, 02:32 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
سراج مضئ | الفرح المسيحى
|
رد: أيوب | اِحْمَرَّ وَجْهِي مِنَ الْبُكَاءِ
ربنا يفرح قلبك
موضوع حلو |
||||
|