رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
عَافَتْ نَفْسِي أَنْ تَمَسَّهَا، فَصَارَتْ خُبْزِيَ الْكَرِيهِ! [7] ما كانت نفسه تعافه في أيام رخائه، وما لم يكن قادرًا أن يمسه بيده صار خبزه الكريه. يقول المرتل:"صارت لي دموعي خبزًا نهارًا وليلًا، إذ قيل لي كل يوم: أين إلهك؟" (مز 42: 3). "قد أطعمتهم خبز الدموع، وسقيتهم الدموع بالكيل" (مز 80: 5). "إني قد أكلت الرماد مثل الخبز، ومزجت شرابي بدموعٍ" (مز 102: 9). "قال الرب: هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم" (حز 4: 13). كما قيل: " قل لشعب الأرض هكذا قال السيد الرب على سكان أورشليم في ارض إسرائيل، يأكلون خبزهم بالغم، ويشربون ماءهم بحيرةٍ، لكي تخرب أرضها عن ملئها من ظلم كل الساكنين فيها" (حز 12: 19). "هوذا أيام تأتي يقول السيد الرب أرسل جوعًا في الأرض، لا جوعًا للخبز ولا عطشًا للماء، بل لاستماع كلمات الرب" (عا 8: 11). * "ما عافت نفسي أن تمسها، هذه صارت مثل خبزي الكريه" (أي 7:6). قبلًا كانت النفس مهتمة فقط بما لنفعها، مشمئزة من أن تحمل أثقال الغير، عطفها على الآخرين قليل، وكانت عاجزة عن أن تواجه المضادين. الآن تلزم نفسها أن تحتمل ضعف قريبها. إنها تحتاج إلى قوة لتغلب المضاد، حتى بحب الحق تطلب متاعب الحياة الحاضرة بشجاعة عظيمة هكذا، حتى الأمور التي كانت قبلًا تهرب منها في ضعفها. فبانحنائها (من أجل الغير) تُبنى. بانجذابها إلى الغير تمتد إلى قدام، وبمشاركتها المشاعر تتقوى، وإذ تنفتح لحب قريبها تكون كمن بتصميم عزيمتها ترتفع نحو خالقها. البابا غريغوريوس (الكبير) يقول هكذا: ما كنت قد اخترت أن أنتحب على هذا الأمر، لو لم توجد ضرورة تحثني على هذا. فإن كان ليس من المقبول أكل خبز بلا ملحٍ، فليس أقل من أن ألتزم بالنحيب وأتوجع وانطق بكلمات زائدة... "فإن نفسي لا تجد راحة"، لماذا؟ لأني أعرف أن طعامي له رائحة تعافه النفس كرائحة الأسد. القروح والصديد لا يكفيان، فأضاف عذابًا جديدًا. المرض قد أفسد كل أحاسيسه حتى صار الطعام بالنسبة له عذابًا. يقول إن الغثيان مع رائحة كريهة للغرغرينا نزعت تمييزه الحسي. أي شيء أكثر عذابًا من هذا؟ النوم لا يعطي راحة والطعام لا يقوته! القديس يوحنا الذهبي الفم |
|