رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس متاؤس الأول خلاص البابا متاؤس من الاضطهاد والسجن الذي وقع فيهما بعد موت السلطان برقوق وعندما استولى تيمور لنك على الشام، سافَر السلطان الملك الناصر فرج بن برقوق لمُحاربته، وأناب عنه في حُكم مصر الأمير يلبغا السالمي. ولما خلا الجو لهذا الأمير، أوقع على المصريين ظُلمًا كثيرًا، حتى أنه أمر بحصر كل أبوابهم: أبواب المنازل والحوانيت والطواحين والأفران والبساتين والسواقي والكروم، وقَدَّر عليها ضرائب باهظة. وقبض على البابا متاؤس الأول وسَجَنه، وأحضر نساء النصارى واليهود وألبسهم ملابس زرقاء وصفراء أمام البطريرك. ولكن البابا قاوَمه فغضب ذلك الأمير عليه واستل سيفه يضرب رقبة البابا. فَمَدَّ البطريرك رقبته إليه وسأله أن يقتله. فرجع الأمير عن عزمه واندهش لشجاعة البابا وأرد أن يطلق سراحه. ولكن البابا رفض ذلك إلا إذا أطلق أبناءه المسجونين بدون ذنب أو جريرة. وأتى أحد تلاميذ القديس فريج إليه، فوجده مُلقى على الأرض لا يتكلم، فقال له: "ألا تعلم أن الأمير قبض على أبينا البطريرك وَسَجَنَهُ وكاد يقتله؟ فلماذا لا تُحَرِّك ساكِنًا؟!" فرفع القديس فريج وجهه وأصابعه إلى السماء وقال لتلميذه: "انظر إلي فوق، فإن سيدتنا العذراء سَتُخَلِّصهُ". ولما سمع التلميذ هذا الكلام من مُعلمه اندهش من اطمئنانه وثباته. وأخذت التلميذ سنة من النوم ورأى في نومه صليبًا من النور في كبد السماء، وخرجت منه يمامة حسنة المنظر، وقد بسطت جناحيها على رأس البابا البطريرك. ثم سمع أثناء ذلك القديس فريج يخاطب البطريرك قائلًا: "مَتَّى، متى.. لا يخف قلبك. لأن الحمامة الحسنة التي تحبها ( مُبَشِّرًا بذلك إلى السيدة الطاهرة مريم والدة الإله حامية البابا متاؤس) قد خرجت اليوم لخلاص، وسَتُهْلِك عدوَّك". وعند ذلك استيقظ التلميذ من نومه، وتَوَجَّه إلى البابا البطريرك في السجن، وقصَّ عليه هذه الرؤيا. وفي تلك الأثناء هجم أحد أمراء مصر على السجن وكسَّر أبوابه الحديدية، وأخرج البابا متاؤس البطريرك القديس ومَنْ معه من المسجونين من السجن، وهزم الأمير يلبغا السالمي. وفي ذلك الأسبوع حضر السلطان الناصر فرج بن برقوق، ولما علم بما فعله الأمير يلبغا من الأعمال الوحشية قام بمطاردته من مكان إلى آخر، حتى تمكَّن أخيرًا من القبض عليه. وسجنه وأوقَع عليه عقوبات السَّجن والضرب حتى مات شر ميتة. وهكذا تمَّت نبوة القديس فريج بحذافيرها، وانتقم الله للقديس متاؤس وأبنائه المظلومين من الجبار يلبغا سريعًا، ونال جزاءه على ما اقترفته يداه الآثِمة. |
|