رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَبْهَى أَنْتَ، أَمْجَدُ مِنْ جِبَالِ السَلَبِ [4]. تشير الجبال أيضًا إلى الممالك، فجبال السلب تشير إلى الممالك التي تقوم خلال النهب والسلب، والتي تظن أنه ليس من إله يمكن أن يردعها. قيل عن هذه الممالك: "أين مأوى الأسود ومرعى أشبال الأسود، حيث يمشي الأسد واللبوة وشبل الأسد ليس من يخوف. الأسد المفترس لحاجة جرائه والخانق لأجل لبواته حتى ملأ مغاراته فرائس ومآويه مفترسات" (نا 2: 11- 12)، "ويل لمدينة الدماء؛ كلها ملآنة كذبًا وخطفًا. لا يزول الافتراس" (نا 3: 1). يقول المرتل إن الله أعظم وأقوى وأبهى من كل الممالك الأرضية مهما بلغ سلطانها ورعبها على وجه الأرض. فإن سلطان هذه الممالك إلى حين، أما سلطان الله فأبدي لا يزول. عظمتهم تزول في لحظات، أما مجد الرب وعظمته فلا يزولان. جاء في الترجمة السبعينية: "أنت تضيء بالعجب من الجبال الأبدية" (75: 3 LXX). تطلع القديس يوحنا الحبيب إلى الكنائس فوجدها سبع منارات، والسيد المسيح شمس البرّ حال في وسطها، هو يضيء كما من جباله المقدسة، مشرقًا بأعماله العجيبة خلالها. يقول المرتل: "أرسل نورك وحقك هما يهديانني، ويأتيان بي إلى جبل قدسك، وإلى مساكنك" (مز 43: 3). * نفسر الجبال بطريقتين: في العهد القديم هي الأنبياء؛ وفي الجديد الرسل. يقول الكتاب عن هذه الجبال: "رفعت عينيَّ إلى الجبال من حيث يأتي عوني" (مز ١٢١: ١). على هذه الجبال أيضًا استراحت مدينة الله. أيَّة مدينة موضوعة على جبل لا يمكن أن تُخفى. كنا نحن جميعًا جالسين في الظلمة، في ظلال الموت، والرب أشرق علينا من جباله الأبدية، أي من الأنبياء والرسل. القديس چيروم * ما هي الجبال الأبدية؟ أولئك الذين يجعلهم خالدين، الجبال العظيمة، الكارزون بالحق... تتقبل الجبال العظيمة أولًا نورك، ومن النور الذي تتقبله الجبال تكتسي الأرض به أيضًا . القديس أغسطينوس * الجبال الأبدية هي السماوات التي منها أرسل موهبة الروح القدس، وأنار الرسل، وبهم استنار العالم قاطبة بحالٍ لا يدركه عقل بشري. وأيضًا جبال الأبدية هي القوات الملائكية التي بواسطتها يثير نفوس المستحقين للاستنارة. وأيضًا الرجال القديسون مثل موسى وبقية الأنبياء الذين كانوا قبل حضور ربنا جبالًا أبدية. والذين بعد حضوره مثل الرسل والمعلمين الذين بهم أضاء الله نفوس المؤمنين. بحالٍ عجيبٍ، أي برؤى واستعلانات. وأيضًا جبال أبدية هي معتقدات الإيمان الحقيقي التي منها ينير الله كل نفسٍ آتية إلى الإيمان. الأب أنثيموس الأورشليمي |
|