رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لقد طلب الله من جزقيال أن ينام على جنبه الشمال 390 يوما (وبحسب الترجمة السبعينية 190 يومًا)، ثم يعود فينام على جنبه اليمين لمدة أربعين يومًا، بالنوم الأول يشير إلى إثم بيت إسرائيل والثاني إلى بيت يهوذا. أما بالنسبة للأرقام فلا أريد الدخول في تفاصيل كثيرة، إذ وجدت لها تفاسير متنوعة، مكتفيًا هنا بإبراز النقاط التالية: أ. يرى البعض بإضافة الرقمين معًا (390+40) يكون الناتج 430 يومًا رمزًا إلى سني العبودية التي عاشتها الأمة اليهودية في مصر تحت العبودية. وكأن هذه الأرقام ليست إلا رمزًا عن فعل الخطيئة في حياة المؤمنين، إذ تدخل بهم إلى العبودية المُرّة. ب. يرى البعض أن رقم 390 يشير إلى السنوات التي عاشتها إسرائيل منذ ارتداد يربعام حتى خراب أورشليم، بينما رقم 40 يشير إلى السنوات التي انحط فيها يهوذا قبل السبي. ج. يفسر البعض رقم 390 هكذا؛ إن حصار أورشليم قد بقى 18 شهرًا (إر 52: 4-6) فإذا حذف منها خمسة شهور انسحب فيها المحاصرون عندما اقترب جيش فرعون (إر 37: 5-8) فيكون الباقي 13 شهرًا أي 390 يومًا. د. الرقمان 390، 40 يرمزان إلى الخطيئة التي شملت كل إنسان، وشملت كل الحياة الزمنية، فحطمت كل البشرية بفالجها، وحطمت كل واحد كل أيام زمانه. فرقم 390 إنما هو حصيلة ضرب رقم 39 في 10، لأن عدد أسباط مملكة إسرائيل (10)، وأجرة الشر 39 جلدة، كأن كل الأسباط قد استحقوا الجلد. أما رقم 40 فيشير للحياة الزمنية كلها، لهذا صام السيد المسيح أربعين يومًا وأيضًا موسى وإيليا علامة ضرورة زهدنا كل أيام غربتنا. فالرقم الأول يعني شمول الخطيئة لحياة كل الناس، والرقم الثاني أنها تشمل كل أيام زماننا. يرى البعض أن ما ورد هنا عن اتكائه 390 يومًا على جنبه الأيسر و40 يومًا على جنبه الأيمن يتعارض مع ما ورد في (حز 8: 1) حيث نجد النبي جالسًا وسط كبار قومه أثناء المدة المذكورة، فضلًا عن تعارض أمر الله له هذا مع إمكانية البشر، فلا يُعقل أن حزقيال تمَّكن من تنفيذه. يرد على ذلك: يتضمن النص السابق عادة شرقية قديمة، وهي عادة "اتكاء" الرجال أثناء جلوسهم على الأرض، متوسدين وسادة توضع تحت اليد اليمنى أو اليسرى، حسب رغبة الشخص. ولا يشترط النص المذكور عدم حركة النبي أثناء تنفيذه أمر الرب، لكن يشترط عليه ضرورة الالتزام بالاتكاء على جنبه الأيسر خلال الـ390 يومًا والجنب الأيمن خلال الـ40 يومًا كلما رغب في الجلوس فقط، واشترط أيضًا ضرورة كشف الذراع كله الذي يتكئ عليه [7]. وهذا الأمر لا يتعارض مع مباشرة النبي كل ما يريده من تحركات وأعمال متفاوتة أثناء المدة الزمنية المذكورة، ولا نجد صعوبة ما على النبي أو على غيره في ممارسة هذا الأمر. كما لا نجد أي تعارض مع النص الوارد في (حز 8: 1) الخاص بجلوس حزقيال النبي وسط كبار قومه. فالنص الأول لا يحرم على النبي الجلوس مع غيره، وفي نفس الوقت يؤكد أنه كان في بيته جالسًا، أي متكئًا، وبلا شك في أنه كان يلتزم بالوضع الذي حدده له الإعلان الإلهي، فلا خلاف بين النصين. |
|