منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 14 - 01 - 2023, 01:01 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,568

يشوع والملوك في مغارة




الملوك في مغارة...

"فهرب أولئك الخمسة ملوك واختبأوا في مغارة مقيدة... فقال يشوع: دحرجوا حجارة عظيمة على فم المغارة وأقيموا عليها رجالًا لأجل حفظهم. وأما أنتم فلا تقفوا بل إسعوا وراء أعدائكم وأضربوا مؤخرهم. لا تدعوهم يدخلون مدنهم، لأن الرب إلهكم قد أسلمهم بيدكم" [16-19].
لماذا اختبأوا في مغارة في مقيدة؟ إن كان هؤلاء الملوك الخمسة يشيرون إلى تدنيس الحواس أو هجوم حرب الحواس ضد المؤمنين، فإن هذه الحرب غايتها أن تدخل بالإنسان إلى المغارة، أي تنزل به إلى أعماق الأرضيات لتحبسه فيها، فلا يقدر أن ينطلق إلى السماويات.

وفي هذا يقول العلامة أوريجانوس: [المغارة هي مكان منحوت في عمق الأرض، فإن كنا نتكلم على حواس الإنسان المنشغلة بالأرضيات ولا تهتم إلاَّ بما يشتهيه الجسد دون خدمة الله يمكننا أن نقول بأن حواسه مختبئة في عمق الأرض]. لهذا يليق بنا أن نتحرر من سلطان هؤلاء الملوك ليحتل يسوع المسيح مكانهم، فلا ندخل إلى المغارة بل نرتفع إلى الحياة السماوية.
حرب هؤلاء الملوك قديمة قدم الإنسان، فقد جاءت الحية تتسلل زاحفة على الأرض لكي تسحب قلب حواء إلى المغارة عوض أن يرتفع نحو الأبديات... ولم يكن ممكنًا للشيطان أن يأسر قلبي آدم وحواء لو لم ينزلا إلى الرضيات ويشتهيا الزمنيات.
يقول القديس أمبرسيوس: [الحية تمثل الشهوات الجسدية التي تجعل البشر يزحفون على الأرض، هؤلاء الذين إلههم بطنهم ومجدهم في خزيهم (في 3: 19)، يأكلون ما هو ترابي].
ويقول الأسقف أغناطيوس بريانشانينوف: [انظروا أيها الإخوة ماذا يفعل الشيطان؟ ماذا سيفعل؟ إنه يقود ذهن الإنسان من السماء الروحية إلى الأمور المادية، يربط قلبه بالأرض والاهتمامات الأرضية. تأمل وأحذر].
لهذا يقول القديس برصنوفيوس: [إن أردت أن تخلص التزم بالموت عن كل ما هو أرضي. احسب نفسك كلا شيء وجاهد من أجل ما هو أمامك لئلا تحت مظهر العمل الصالح يشغلك الشيطان بقلاقل في غير أوانها].
ويؤكد القديس يوحنا الذهبي الفم: التزامنا أن نرتفع إلى السماء ونحن على الأرض، فلا ننخدع بحيل إبليس بل نرتبط بملكنا السماوي،
قائلًا: [لا تظن أن لك شيئًا يربطك بالأرض، فإن جسدك لم ينتقل بعد إلى السماء لكن رأسك يقطن فوق! نعم لقد جاء الرب أولًا إلى هنا، وإذ أحضر ملائكته إنما بقصد أن يأخذك معه ويرحل بك إلى هناك، حتى تدرك أنه يمكنك حتى قبل ذهابك إلى هذا الموضع أن تقطن على الأرض كما لو كانت سماء ].
إن كان دنس الحواس يود أن يحبسنا في الأرضيات ويخنق نفوسنا كما في مغارة فإنه يليق بنا تحت قيادة يشوع أن نحبس الدنس في مغارة وندحرج عليه حجارة كبيرة ونقيم عليه رجالًا كحراس، ونتفرغ لبقية الحروب حتى يملك يشوع لنعود فنقتل الدنس تمامًا. ماذا يعني هذا إلاَّ عدم إعطاء فرصة للدنس أن يدخل معنا في مباحثات، إنما نغلق عليه بحجارة عظيمة ونقيم حراسة روحية على حواسنا ونعمل عمل الرب الإيجابي فلا يكون للشر بعد قوة على مقاومتنا. يليق بالمسيحي أن يهتم بالجانب الإيجابي أكثر من السلبي، فعندما نهتم أن يملك يشوع على العين مثلًا فتقدس بالروح القدس لنتطلع دائمًا إلى السماويات لا تعود بعد حرب "النظر الدنس" تُمثل عبئًا على النفس! لنهتم بالأكثر أن يملك يشوع فينا ولا نُكتل كل القوة على محاربة السلبيات في حياتنا.

يقول العلامة أوريجانوس: [يجب أن نعلم أن الممالك التي هزم يشوع ملوكها وجعلهم يلجأون إلى المغارة، هذه الممالك بعينها تدخل فيما بعد في ميراث القديسين، وتحسب "نصيبُا للرب"، مثل أورشليم ولخيش وحيرون. في رأيي هذا يعني أن الحواس الخمس الجسدية بعد أن يهزمها يسوع ويجردها من خيانتها للإيمان، بعد موت الخطية فيها، إذ تكف عن عبوديتها للخطية، هذه الحواس الخمس تصبح في خدمة الروح لعمل البرّ. هكذا أورشليم التي كان يحكملها ملك غير شريف ولا نبيل صار يحكمها فيما بعد داود القوي وسليمان الحكيم].
إن رب المجد يسوع يطلب أن يُرفع ليقيم الميت لعازر من القبر، مشتاقًا أن يحلّ رباطات كل إنسان ويطلقه من قبر الاهتمامات الزمنية والشهوات الجسدية، نراه هنا خلال الرمز يأمر بدحرجة حجارة عظيمة على المغارة وإقامة الحراس ليستلم هو المملكة. إنه يُريد أن يحررنا ويطلقنا لكنه يكتم أنفاس الشر ويشدد الحراسة ضده دون تفاهم معهم أو جدال، كما سبق فقلت.
وكما يقول القديس يوحنا كليماكوس: [لا تظن أن تبطل شيطان الفجور بالجدال معه].
كما يقول [إِغلق باب القلاية بالنسبة لجسدك، وباب لسانك بالنسبة للكلام، والبوابة الداخلية بالنسبة للأرواح الشريرة].
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
+ مغارة مظلمة استقبلت السيد مغارة باردة
متى يجب وضع مغارة عيد الميلاد؟ ومتى نضع شخص الطفل يسوع؟
إلى مغارة يسوع المسيح ومغارتنا
قلبي مغارة.. مغارة لصوص لص يسرق عمري،
مغارة الطفل يسوع .. ماهى قصتها ؟


الساعة الآن 06:42 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024