منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 11 - 2022, 10:54 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,056

مزمور 59 - هلاك الأشرار







هلاك الأشرار

لاَ تَقْتُلْهُمْ لئلاَّ يَنْسَى شَعْبِي.
تَيِّهْهُمْ بِقُوَّتِكَ،
وَأَهْبِطْهُمْ يَا رَبُّ، تُرْسَنَا [ع11].
يسأل الرب ألا يزيل الأعداء مرة واحدة، بل يسمح ببقية لهم تتشتت، كشهادةٍ وتذكارٍ لعمل الله، فلا ينسى الشعب عمل الله وحفظه لهم من الأعداء. لقد طلب من الله أن يشتتهم فقط، فيصيروا بلا قوة للمقاومة
يطلب من إلهه أن يهبطهم، أي أن ينزل بهم من تشامخهم، ليدركوا أنهم بلا قوة لمقاومة الله.
عندما قتل قايين هابيل لم يعاقبه الله بالقتل فورًا، إنما تركه حيًا يجول في تيهٍ (تك 4: 12-14). كشهادة لثمرة الخطية، وتحقيق نوع من العدالة الإلهية. يرى كثير من الآباء أن هذا القول يشير إلى اليهود الذين صلبوا رب المجد، فصاروا في تيهٍ في العالم.
ربما يتساءل البعض: لماذا لم يعاقب الله الشيطان وملائكته، فيستريح المؤمنون من هجماتهم. بقاء الشياطين يعطي الفرصة لدخولنا في معارك مستمرة، وبالتالي لارتباطنا بالله ملجأنا، وتمتعنا بالنصرة ونوال الإكليل. لنفس السبب يترك الله الأشرار، ويطيل أناته عليهم، لتزكية الصِديقين، وإعطاء فرصة للتوبة للأشرار حيث يلمسون أن الله يدافع عن مؤمنيه.
كثيرًا ما يترك الله الأشرار، لكنهم يعيشون كمن في تيه، بلا سلام. فيرى المؤمنون ذلك لا ليشمتوا فيهم، وإنما لكي يثبت إيمانهم بالله.
"أهبطهم يا رب ترسنا!" بينما يرتفع المؤمن وسط الضيقات، وتنفتح أمامه أبواب السماء، إذا بالأشرار يهبطون مع أبيهم. "وأنت يا الله تحدرهم إلى جب الهلاك. رجال الدماء والغش لا ينصفون أيامهم" (مز 55: 23).
جاء تعبير: "تيههم بقوتك" في الترجمة السبعينية: "شتتهم بقوتك". يرى العلامة ترتليان أن المرتل هنا يصرخ إلى الله وهو يتطلع إلى صالبي السيد المسيح، سائلًا إياه أن يضرب الصالبين بالمسيح يسوع كسيفٍ لا يقتل بل يُشتت، وبهذا تشتت اليهود بسبب صلبهم للسيد.
* من أين نثبت أن السيف هو المسيح؟ بما جاء في المزمور أنه لا يسمع لهم، بل يطلب من الآب تشتيتهم، قائلًا: "شتتهم في قوتك" (مز 59: 11 LXX).
العلامة ترتليان

* "شتتهم بقوتك" [11]. لقد تحقق هذا الآن، فقد تشتت اليهود بين كل الأمم، شهادة عن إثمهم وعن الحق الذي لنا.
القديس أغسطينوس

* أطلقوا لسانهم الذي لا يُكبح جماحه ضد المسيح، وهكذا تحدثوا إذ تشامخوا برفع قرنهم، ونطقوا بالإثم على الله، كما هو مكتوب، سقطوا في كبريائهم.
القديس كيرلس الكبير

يقف المرتل متأملًا في مراحم الله العجيبة العاملة لخلاصه من الأشرار، وما يحل على الأشرار المصرين على مقاومتهم للحق الإلهي من تشتيت ومتاعب، فيقارن بينهم، مظهرًا أن الفارق علته قبول الاقتراب من الله أو الإصرار على اعتزاله.
* يا لعظم الرحمة التي يقدمها لي، ويظهرها لأعدائي. ليقارن الإنسان نفسه بالناس الذين يهجرهم (الله)، المختار بالمرذولين، إناء الرحمة بآنية الغضب. لينظر كيف أن الله يصنع من كتلة واحدة إناءً للكرامة وآخر للهوان (رو 9: 21).
* إنه يُظهر رحمته لزيتونة البرية المطعمة (رو 11: 17) بأغصان قُطعت بسبب الكبرياء. انظروا أين يسقطون إذ كانوا متكبرين، وأين أنتم طُعمتم عوض الذين سقطوا. لا تتكبروا لئلا تتأهلوا للقطع (يو 11: 24).
القديس أغسطينوس

خَطِيَّةُ أَفْوَاهِهِمْ هِيَ كَلاَمُ شِفَاهِهِمْ.
وَلْيُؤْخَذُوا بِكِبْرِيَائِهِمْ،
وَمِنَ اللَعْنَةِ وَمِنَ الْكَذِبِ الَّذِي يُحَدِّثُونَ بِهِ [ع12].
هنا يتحدث عن خطيتين خطيرتين:
الأولى: خطية اللسان، حيث تنطق شفاههم باللعنات مع الكذب والافتراءات والتهديدات. قدر ما كثرت كلماتهم ازدادت خطاياهم.
الثانية: الكبرياء، إذ يثقون أن خططهم لن تفشل، فتتشامخ قلوبهم، بتأكدهم من النجاح والنصرة. لكن وهم في كبريائهم يُلقى القبض عليهم ويُعتقلون.
هذا ينطبق على شاول الملك في مقاومته لداود، حاسبًا أن الخلاص منه أمر أكيد، لاعنًا إياه، ومتهمًا إياه بافتراءات كثيرة.
بشفاههم يبسط الأشرار شباكهم، ليصطادوا الصِديقين، فإذا بهم يسقطون فيها. في كبريائهم يترقبون اصطياد الأبرار، فيؤخذ الأشرار في ذات الشباك التي ينصبونها. "تورطت الأمم في الحفرة التي عملوها. في الشبكة التي أخفوها، أنشبت أرجلهم" (مز 9: 15). "برّ المستقيمين ينجيهم، أما الغادرون فيؤخذون بفسادهم" (أم 11: 6).
* ما هو الذي تريد أن تذبحه فيهم؟ ما صرخوا به: "أصلبه، أصلبه"، وليس الصارخين أنفسهم. فإنهم أرادوا أن يمحوا المسيح ويقطعوه ويدمروه، أما أنت فبقيامة المسيح الذي أرادوا هلاكه تقتل معاصي فمهم، ومنطوقات شفاههم. فإنه في ذاك الذي صرخوا أن يُقتل يحيا وهم يرتعبون. أليس ذاك الذي استخفوا به على الأرض تتعبد له كل الأمم في السماء، وهم يتشتتون، بهذا تُقتل معاصيهم ومنطوقات كبريائهم؟
* لا يسمح الكبرياء للإنسان أن يصير كاملًا، ليس مثله ما يعوق الكمال...
كيف يمكنني أن أتحدث بتوسعٍ عن مدى الشرور التي في الكبرياء؟ فإن الشيطان يُعاقب بسبب هذا وحده. باختصار هو رأس كل الخطاة، هو المجرب بالخطية، لا يُنسب له الزنا ولا السُكر بالخمر ولا الفسق، ولا سلب الآخرين، وإنما بالكبرياء وحده سقط.
القديس أغسطينوس

أَفْنِ بِحَنَق،ٍ أَفْنِ وَلاَ يَكُونُوا،
وَلْيَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مُتَسَلِّطٌ فِي يَعْقُوبَ
إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ. سِلاَهْ [ع13].
بقوله: "ولا يكونوا" يعني أن لا يدخلوا أرض الأحياء، الخاصة بالصديقين.
إن كان قد سبق فطلب ألا يقتلهم دفعة واحدة، لكن هنا إذ تتنبأ عن مصير بيت شاول يقول: "أفن بغضبٍ أو سخطٍ" أي خلال العدل الإلهي، لأنهم ليسوا أهلًا للرحمة. كما تحمل نبوة عن ضد المسيح وأتباعه في الأيام الأخيرة .
إذ يسخط الله على ضد المسيح وأتباعه، يدركون بحق أن الله صاحب سلطان، وملك على يعقوب الجديد، أو كنيسة العهد الجديد الممتدة من أقاصي المسكونة إلى أقاصيها.
تبدو كلمة "أفنِ" تعني الحرق بالنار، لكن لا يعني هذا أن النار هي وسيلة هلاكهم، إنما هو نار غضب الله على ضد المسيح وأتباعه. جاء تكرار كلمة "أفنِ" لأجل التأكيد، ولكي يتحقق الهلاك تمامًا وبالكامل.
يطلب المرتل من الله أن يفني الأشرار بغضبه الإلهي، ليدركوا أن الله ضابط الكل.
وَيَعُودُونَ عِنْدَ الْمَسَاءِ.
يَهِرُّونَ مِثْلَ الْكَلْبِ،
وَيَدُورُونَ فِي الْمَدِينَةِ [ع14].
يكرر ما ورد في العدد 6، مع إضافة حرف العطف "و"، مظهرًا أنهم يدورون هنا وهناك، متعطشين إلى سفك الدم، وفاقدين السلام. لأن الأشرار إذ يكتشفون الله القدير هو ملك الكنيسة والمدافع عنها يدورون كالكلاب النجسة حول المدينة، كمن في حالة احتضار، يطلبون أن يغتصبوها ويفترسوها، إذ ليسوا مكتفين ولا هم شعبي. هنا يسخر المرتل بضد المسيح ورجاله، فيطلب ليعودوا ويدوروا مثل الكلاب، فإنهم لن يقدروا أن يصيبوا كنيسة المسيح بضررٍ، كما لم يقدر شاول ورجاله أن يصيبوا داود ورجاله بأذيةٍ ما.
* يخص النبي هنا أعداء المسيح ويدعوهم أعداءه، لكون المسيح الإله يأتي من نسله. إنه يطلب من أجلهم بأن لا يقتلهم موتًا، بل يُشتّتهم مبددًا إياهم. وذلك لئلاَّ تنسى الشعوب عدل الله وحق شريعته، لأنه لو أباد اليهود الذين صلبوا المسيح بالكلية، لكان مع مرور الزمن قد اندثر ذكرهم وتعليمهم.
الأب أنثيموس الأورشليمي

* كيف ترى هيئة ذوات الأربع؟ إن رأسها منحنٍ صوْب الأرض، وهي تنظر إلى بطنها، تفتِّش عن الأشياء التي تتلذذ بها. أما أنت أيها الإنسان، فرأسك مرتفع نحو السماء، وعيناك تنظران إلى العُلي، فإذا كنت تتلطَّخ بشهوات الجسد، وتتعبَّد للذَّات الجوف، وللَّذَّات السُفلية، فأنت بهذا تقترب من الحيوانات التي لا تعقل وتتشبه بها (مز 58: 13). إني أعرض عليك الاهتمام بأمر آخر يليق بك: "اُطلب الأشياء السامية، حيث المسيح" (كو 3: 1). وارتفع فوق أعراض الدنيا الفانية، وتعلَّم من تكوينك الجسدي، وأجعله قانونًا لحياتك: فمدينتك هي السماء، ووطنك الحقيقي هو أورشليم العليا، ومواطنوك هم الأبكار، الذين كُتبت أسماؤهم في السماوات(188).
القديس باسيليوس الكبير

* أناشدكم إذًا أن تتجددوا (أف 4: 20-24؛ رو 12: 1-2). فلتتعلموا أن في الإمكان أن تتجددوا, وتلقوا عنكم هيئة (الخنزير) التي هي صفة النفس غير النقية, وهيئة (الكلب), التي تصف من ينبح ويعوي, ويتحدث بالبذاءات.
في الإمكان التحول, حتى عن هيئة (الأفعى), حيث يخاطَب الأشرار بالقول: "أيها الحيات أولاد الأفاعي" (مت 23: 33).فإذا ما اقتنعنا أن في مقدورنا التحول عن شبه الأفاعي والخنازير والكلاب, دعنا نتعلم من الرسول, كيف يتم هذا التحول, الذي يعتمد علينا. فهو يعبر عن ذلك في قوله: "ونحن جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف, نتغير إلى تلك الصورة عينها, من مجدٍ إلى مجدٍ, كما من الرب الروح" (2 كو 3: 17). فإن كنت قبلًا نابحًا، ثم شكَّلتك الكلمة وغَيَّرَتك, فقد تحوَّلت من كلبٍ إلى إنسانٍ. وإن كنت قبلًا غير طاهر, ولمسَت الكلمة نفسك, فقدمت ذاتك لها لتشكِلك, فقد تحوّلت من خنزيرٍ إلى إنسانٍ. وإن كنت قبلًا وحشًا شرسًا، واستمعت إلى الكلمة التي تستأنس وتروِّض, فحوَّلتك بمشيئتها إلى إنسانٍ, فلن تُخاطَب فيما بعد: "أيها الحيات أولاد الأفاعي" (مت 23: 33).
فإن أهملنا الدرس, نفقد الحقيقة التي نملكها بالفعل, جاذبيتها, كما يحذرنا كاتب المزامير.
العلامة أوريجينوس

سبق أن رأينا كيف يتطلع القديس أغسطينوس إلى الكلاب بنظرة موقرة فيرى عودتها بالليل لتطوف في المدينة إشارة إلى عودة الأشرار بالتوبة للشهادة لله مخلصهم، حتى وإن بدا كأنهم عائدون بالليل في وقت متأخر من حياتهم.
* "ويهتدون (ويعودون) عند المساء" [14]، بمعنى وإن كان الوقت متأخرًا، أي بعد قتل ربنا يسوع المسيح، "يعودون عند المساء، ويجوعون كالكلاب". لكنهم كالكلاب وليس كالقطيع والثيران... يعرفون خطيتهم أنهم كان يظنون أنهم أبرار... حسن للخاطي أن يتواضع، وليس أمر يستعصي شفاؤه مثل أن يظن الإنسان في نفسه أنه كامل.
القديس أغسطينوس

هُمْ يَتِيهُونَ لِلأَكْلِ.
إِنْ لَمْ يَشْبَعُوا وَيَبِيتُوا [ع15].
يشبه المرتل الأشرار المصممين على الشر بالكلاب الجائعة التي لا تقدر أن تسكت، بل تنطلق في الظلام تطلب طعامًا. إنها تدور في المدينة، لكنها باطلًا تتعب الليل كله، إذ لا تحقق أي نصيب من خطتها. هكذا لا يمكن للشر أن يعطي شبعًا لفاعليه، بل يكونوا دومًا في حالة جوعٍ وعطشٍ.
هذا ومن جانب آخر فإن خطايا الأشرار تحرمهم من السلام والهدوء الداخلي، فيدورون بلا نفع، وبلا شبع داخلي.
إذ يرى القديس أغسطينوس في الكلاب العائدة في المساء صورة مجازية للخطاة الذين يعودون إلى الحق معترفين بخطاياك، ولو في وقت متأخر من حياتهم، لذا يتحدث عنهم كجائعين. أي طعام يطلبونه؟ رجوع الخطاة إلى الحق، يقول: ["يتشتتون (يتيهون) للأكل" بمعنى أن يطلبوا كسب الغير، حتى في جسدهم يصيرون مؤمنين.] هكذا إذ يكتشف الإنسان خطاياه، وفي تواضع يتمتع بالاهتداء للحق، يشتهي أن يشاركه العالم كله ذات الخبرة المفرحة.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
السرّ الحقيقي في هلاك الأشرار هو نبذهم للشَريعةَ
مزمور 92 | هلاك الجاهل
مزمور 58 - هلاك الأشرار
مزمور 37 - هلاك الأشرار بذات أسلحتهم
هلاك الأشرار الفجائي


الساعة الآن 08:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024