أما اليهود فاذ أرادوا الا يكدر فرح ذاك السبت العظيم الواقع في عيد الفصح. قد رغبوا تنزيل جسد يسوع من على الصليب، ولكن لأنهم لم يكونوا يستطيعوا أن ينزلوا أجساد المصلوبين قبل أن تكون أنفصلت عنها الأنفس بالموت. فلهذا جاء الجند ومعهم عصي حادة فكسروا ساقي اللص الأول وساقي اللص الآخر ليموتا سرعةً. وأما مريم البتول فكانت واقفةً هناك تبكي على موت حبيبها يسوع. وحالما شاهدت الجنود جاءوا بالأسلحة وكسروا ساقات اللصين متحهين ضد جسد أبنها أيضاً. ففي الأبتداء أستوعبت منهم خوفاً. ولكن بعد ذلك، يقول القديس بوناونتورا، قد تفوهت نحوهم هكذا قائلةً: واحسرتاه أن أبني قد مات فأعدلوا عن أن تفترئوا عليه أكثر . وتغاضوا عن أنكم تسببون لي أنا أمه المسكينة آلاماً أمر: الا أنه وفيما كانت هي تخاطبهم بهذا الكلام الصوابي. واذا بها شاهدت واحداً من الجند قد دنا من جسد يسوع. وبقوةً شديدةٍ طعنه في جنبه بالحربة التي كانت بيده. وللوقت خرج من ذاك الجنب الأقدس المفتوح على هذه الصورة بطعن الحربة دمٌ وماءٌ (يوحنا ص19ع34) ففي هذه الطعنة ومن جرائها قد أرتج جسد يسوع مع صليبه.