منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 29 - 10 - 2022, 06:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,258

مزمور 45 - إعلان ملكوته



إعلان ملكوته:

"كرسيك يا الله إلى دهر الدهور.
قضيب الاستقامة هو قضيب ملكك.
لأنك أحببت البر، وأبغضت الإثم.
من أجل هذا مسحك الله إلهك بزيت البهجة أفضل من رفقائك.
المرّ والميعة والسليخة من ثيابك.
من المنازل الشريفة العاج الني منها ابتهجت" [6-8].
يتطلع المرتل إلى المسيّا الملك الغالب بصليبه، الذي يُقدم دمه الثمين كفارة عن خطايا العالم، ومهرًا لعروسه الملكة السماوية، فيترنم قائلًا: "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور". وقد وضعت الكنيسة القبطية لحنًا مشهورًا يُدعى "بيك اثرونوس" pek`;ronoc أي "كرسيك" يستغرق حوالي ثلث ساعة تنطلق فيه النفس لتتأمل في عرش الملك المصلوب. تترنم به الكنيسة في أسبوع الآلام (الثلاثاء) كما في الجمعة العظيمة قبل الدفن... إن أحداث الصلب والدفن في عيني المؤمن ليست إلا إعلانًا عن عرش الملك الأبدي.
ما هي سمات هذا الملكوت المُعلن بالصليب؟
1. ملكوت إلهي: اقتبس القديس بولس هذه الآية وما بعدها في (عب 1: 8، 9) لتأكيد لاهوت ربنا يسوع المسيح؛ فإنه لا يمكن مطلقًا أن نوجه حديثنا إلى سليمان الحكيم أو غيره من الملوك، قائلين: "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور"؛ إنما هو حديث خاص بالكلمة المتجسد الذي يعلن ملكوته فينا ويحملنا إلى ملكوته السماوي إلى الأبد.
* جليٌّ أنه حتى قبل أن يصير إنسانًا كان ملكًا وربًا منذ الأزل. إنه أيقونة الآب وكلمته؛... وقد تحدث بطرس عن ربوبيته علينا، التي تحققت حين صار إنسانًا (إذ ملك علينا)، مخلصًا الكل بالصليب وقد صار ربًا على الكل وملكًا (أع 2: 36).

القديس أثناسيوس الرسولي

2. ملكوت أبدي: لكل مملكة بداية كما لها نهاية، أما المسيا الملك فقد جاء يعلن عن ملكوته فينا لنبقى معه إلى الأبد، حيث لا يقدر الموت أن يُحطم ملكوته! إنه يحملنا ونحن بعد في الجسد إلى ما فوق الزمن والمكان لنحيا بقلوبنا معه في ملكوته، مترنمين مع الرسول: "أجلسنا معه في السمويات" (أف 2: 6) متممين الوصية: "فإن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله؛ اهتموا بما فوق لا بما على الأرض... متى أُظهر المسيح حياتنا فحينئذ تُظهرون أنتم أيضًا معه في المجد" (كو 3: 1-4).
3. قضيب ملكه قضيب الاستقامة: في حكمة تارة يترفق وأخرى يؤدب، وفي الحالتين يطلب استقامتنا وبرَّنا، فهو محب للبرِّ، لأنه قدوس ومبغض للإثم، لأنه لا يمكن أن تتفق الظلمة مع النور.
4. له مسحة الابتهاج: في العهد القديم كان الأنبياء والكهنة والملوك يُمسحون بالدهن المقدس علامة حلول الروح عليهم لتكريس حياتهم وطاقاتهم لحساب شعب الله. بهذا يُحسبون مُفرزين للعمل المقدس، في ملكية الله ولحسابه، ولا يجوز لهم الانحراف عن رسالتهم. ولم يكن ممكنًا في العهد القديم أن يُسمح إنسان ما ملكًا وكاهنًا في نفس الوقت، لأن الكهنة من سبط لاوي بينما الملوك من سبط يهوذا، أما كلمة الله فقد قبل إخلاء ذاته بإرادته خلال التجسد والصلب ليعمل لحساب البشرية ولتقديسها فيه بكونه الكاهن الفريد الذي وحده الكاهن والنبي (رب الأنبياء) والملك والذبيحة... هذا هو مفهوم مسحته. فريد في مسحته لأنه وهو رب الكهنة والأنبياء والملوك وخالق الذبائح قبِل بإرادته ومسرته أن يصير الكاهن والنبي والملك والذبيح!
مُسح بزيت البهجة، لأنه قبِل هذه المسحة بسرور، كقول الرسول: "من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (عب 12: 2). كما قبلها كمسرة أبيه الذي يشهد عن الابن قائلًا: "هذا هم ابني الحبيب الذي به سُررت" (مت 3: 7؛ 17: 5، مر 1: 11؛ لو 3: 22).
بمسحته الفريدة يهبنا نحن أعضاء جسده، مسحة البهجة في سرّ الميرون، فنُحْسب ملوكًا وكهنة (رؤ 1: 6) وذبيحة أو تقدمة للرب! دُعي "المسيح" بكونه الممسوح لخلاصنا أزليًا، ونحن نُدعى مسيحيين لأننا به نُمسح لله وتُفرز قلوبنا لحساب ملكوته.
لقد مُسح السيد المسيح كحجر مرفوض يصلح رأسًا للزاوية (مز 118: 22)، وكما يقول الرسول بطرس: "الذي إذ تأتون إليه حجرًا مرفوضًا من الناس، ولكنه مُختار من الله كريم، كونوا أنتم أيضًا مبنيين كحجارة حية بيتًا روحيًا كهنوتيًا مقدسًا لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح" (1 بط 2: 4، 5).
أُشير إلى السيد المسيح كحجر مرفوض من الناس مقدّس لله بالحجر الذي وضعه يعقوب تحت رأسه عندما نام (تك 28: 11-18)، فرأى السماء مفتوحة و"إذا سلم منصوبة على الأرض ورأسها يمس السماء". وملائكة الله صاعدة ونازلة عليه، عندئذ قام يعقوب ومسح الحجر بالزيت ثم تركه ومضى... إنه رمز للسيد المسيح الذي مُسح ليصالح السماء مع الأرض، لكنه هو المسيح المتروك أو المرفوض من الناس!
فيما يلي بعض تعليقات للآباء عن الكلمة المتجسد الممسوح، والذي فيه نحن مُسحنا:
* هذا الختم (المسحة) هو بالحري على قلوبنا لا على أجسادنا.


القديس أمبروسيوس

* لأنه بالحق نال كل الملوك والأشخاص الممسوحين منه نصيبهم في أسماء الملوك والمسحاء، كما تسلم هم نفسه من الآب الألقاب: "الملك والمسيح والكاهن والملاك" والألقاب الأخرى المماثلة التي يحملها أو قد حملها.
عصا هرون التي أفرخت تعلن عنه أنه رئيس الكهنة، وقد تنبأ إشعياء أن قضيبًا يخرج من جذع يسىَّ، وكان هذا هو المسيح.


الشهيد يوستين

* يستحيل الإيمان بالمسيح دون تعلم الاعتراف بالآب والابن والروح القدس، لأن المسيح هو ابن الله الحيّ، الذي مسحه الآب بالروح القدس (مت 16: 16؛ أع 10: 38). وكما يقول داود بإعلان إلهي: "لهذا مسحك الله إلهك بزيت الابتهاج أكثر من رفقائك"، وإذ يتحدث إشعياء باسم الرب يقول: "روح الرب عليّ، لأن الرب مسحني" (إش 61: 1).
* حين أصبح إنسانًا أخذ اسم المسيح، لأن الألم والموت هما ثمرة هذا الاسم.


الأب يوحنا الدمشقي

* بهذه الكلمة كشف عن اسمه، إذ كما سبق فشرحت إنه دُعي مسيحًا من المسح anointing.


الآب لاكثانتيوس

* انظروا أيها الأريوسيون، واعلموا ما هو الحق... يسبحه المرتل بكونه الله السرمدي، قائلًا: "كرسيك يا الله منذ الأزل وإلى الأبد"، وقد أعلن عن الأمور الأخرى لكي تشاركه فيها... لقد مُسح هنا، لا لكي يصير إلهًا، إذ هو كذلك من قبل؛ ولا لكي يصير ملكًا، لأن ملكوته أزلي؛ إذ هو صورة الله، يُظهر الإعلان الإلهي المقدس. لكن لأجلنا كُتبت هذه الأمور مقدمًا. فإن ملوك إسرائيل صاروا ملوكًا عند مسحهم، وهم لم يكونوا هكذا قبلًا، وذلك مثل داود وحزقيال ويوشيا والبقية. أما بالنسبة للمخلص فعلى العكس هو الله، الحاكم أبدًا. قيل عنه كإنسان إنه مُسح بالروح، ليمنحنا نحن البشر، لا الرفعة والقيامة فحسب وإنما أيضًا سكنى وألفة الروح، ولتأكيد هذا الأمر يقول الرب نفسه بفمه في إنجيل يوحنا: "أرسلتهم أنا إلى العالم؛ ولأجلهم أقدس أنا ذاتي ليكونوا هم أيضًا مقدسين في الحق" (يو 17: 18، 19) بقوله هذا أوضح أنه ليس المقدَّس بل المقدِّس، لا يقدسه آخر بل يتقدس بذاته! يتقدس في الحق؛ من يقدس ذاته هو رب التقديس، فكيف يحدث هذا إذن؟ ما الذي يعنيه سوى هكذا: "إنني يكوني كلمة الآب، أبذل ذاتي، أصير إنسانًا، أتقدس فيه، حتى يتقدس الجميع فيَّ أنا الذي هو الحق" .


البابا أثناسيوس الرسولي

* هذا هو زيت الابتهاج، الذي يقول عنه النبي: "مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك" [7]. أخيرًا يقول بطرس: "أنتم تعلمون الأمر الذي صار في كل اليهودية مبتدئًا من الجليل بعد المعمودية التي كرز بها يوحنا، يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه الله بالروح القدس" (أع 10: 37، 38). الروح القدس إذن هو زيت الابتهاج. حقًا قال: "دهن الابتهاج" لئلا تحسبونه مخلوقًا، لأن طبيعة هذا النوع من الدهن لا يختلط برطوبة (ماء) من نوع آخر. هكذا أيضًا لا تمسح البهجة الجسد بل تنير القلب الداخلي، كما قال النبي: "جعلت سرورًا في قلبي" (مز 4: 7)...


القديس أمبروسيوس

يرى القديس أمبروسيوس في هذه المسحة إنها "دهن بهجة" ترتبط بالأعماق الداخلية لا الجسد، فتنزع عن القلب روح الغم والتبرم، وتهبه الفرح والبهجة، كما يُفصل من الماء بسهولة، لأن الزيت يطفو عليه ولا يمتزج به.
إذ يتحدث المرتل عن المسحة التي بها نكتشف سرّ الصليب، يقول

"مُرّ وميعة وسليخة من ثيابك" [8].
كانت ثياب أمراء الشرق ثمينة للغاية (لو 7: 25)، أما ثوب السيد المسيح فهو كنيسته، وهو ذو أريج حلو يبهجه بعمل روحه القدوس. كنيسته طاهرة "بلا دنس ولا غضب" (أف 5: 27)، تحمل رائحة بره وقداسته، رائحة المسيح الذكية (2 كو 2: 15).
ويرى بعض القديسين أن ثياب السيد المسيح قد نسجت من خيوط آلامه على الصليب ودفنه، لأن المرّ والميعة والسليخة تُشير إلى الأطياب التي طُيَّبَ بها جسد السيد المسيح.
* يشير النبي بهذه العطور إلى آلام ربنا وموته، لأنه عند إنزال جسده المقدس عن الصليب طيَّبه يوسف ونيقوديموس بمر وميعة. الميعة هي عصير شجرة، والسليخة هي قشرة تُسلخ من شجرة.

يقول القديس باسيليوس الكبير:[إن المُرّ رمز لدفنه لأنه مشدد (جاف) ويدل على وضع الجسد في القبر؛ وأما الميعه فلكونها سائل فهي تدل على نزوله إلى الجحيم ليخلص المسجونين هناك: وأما السليخة فتدل على شجرة الصليب، وهذه قد فاضت رائحة عطرها، وملأت رائحتها الذكية البرايا. وأما قوله "من ثيابك" فيدل على تجسد ربنا وأخذ جسدًا يحل فيه اللاهوت.]


الأب أنثيموس الأورشليمي

المُرّ هو نوع من الأطياب يستخرج كصمغ من شجرة ضخمة قصيرة تُسمى Balsamodendron Myrrah. وهو على شكل حبوب بيضاء أو صفراء لها رائحة ذكية. أُستخدم المُرّ في صنع المسحة المقدسة (خر 30: 23)، وفي التحنيط (يو 19: 39)، وفي تعطير النساء (إس 2: 12، أم 7: 17)، وهو ذو قيمة ثمينة (مت 2: 11). وهو أحد الهدايا التي قدمها المجوس عند ميلاد السيد المسيح.
الميعةوهي زيت عطري يستخرج من شجرة من أصل هندي تنمو في جميع الأراضي المقدسة. ويظن البعض أن الميعة هي صمغ راتينجي يُستخرج من شجرة شبيهة بشجرة المُرّ، وهي نوع من Balsamodendron. كان هذا العطر مستخدمًا في فلسطين للملابس وفي المخدع وعند الدفن في التكفين (أم 7: 17؛ نش 4: 14؛ يو 19: 39).
وتتكون السليخة (خر 30: 24؛ حز 27: 19) من عيدان من لحاء شجرة نوع من "القرفة" Cinnamomum Cassia، نبات ينمو في الصين وماليزيا. وبراعم السليخة هي زهور لم يكتمل نضوجها تحمل ذات طعم القرفة ورائحتها.
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن المرتل يرى في الثوب تنوعًا، إشارة إلى أن خلاصنا لا يتحقق بالنعمة وحدها وإنما ثمة حاجة إلى الإيمان وما يلحقه من ممارسة الفضائل. وكان المُرّ والميعة والسليخة تفوح رائحتها بكونها رائحة المسيح الذكية التي نتمتع بها بنعمة الله دون تكاسل أو تهاون من جانبنا!
يرى العلامة أوريجانوس أن ثياب كلمة الله تُشير إلى تعليم الحكمة الإلهية التي يفوح منها رائحة ذكية: يرمز المرّ إلى الموت الذي قبله السيد المسيح لأجل البشرية، والميعة تشير إلى تنازله وإخلائه ذاته ليحمل صورة العبد، والسليخة التي تستخرج من نبات يتغذى وينمو حيث ينهمر المطر بغزارة، تشير إلى فداء البشرية الموهوب من خلال مياه المعمودية. وكأن غاية تعليم المسيح أن تموت معه (المُرّ) بروح الاتضاع (الميعة) متمتعًا بالبنوة لله (السليخة).


ويرى كل من القديسين أمبروسيوس وأثناسيوس الرسولي

أن هذه العطور تُشير إلى الدفن إذ بها طُيّبَ جسد السيد المسيح. بمعنى آخر، إن كانت الكنيسة هي ثوب المسيح الملتصق به، فأنها لن تحمل رائحته الذكية ما لم تُدفن معه لتقوم أيضًا معه!
بعد أن تحدث عن ثياب المسيح التي تفيح رائحتها الذكية، يتعرض لهيكله البهي الناصع البياض الذي تقيمه نفوس المؤمنين بروحه القدوس، كمقدس له، وموضع بهجة!
"من المنازل الشريفة العاج التي منها ابتهجت.
بنات الملوك في كرامتك" [8].

* الحصون (المنازل) التي يتحدث عنها تعني هياكل الله التي بُنيت بعد آلام المسيح وبعد أن فاح عطرها في العالم.
قوله "من العاج"... لأنه كثير الثمن ومتلألئ في البهاء ويدون طويلًا. هكذا صارت الهياكل المقدسة لامعة بنور نعمة الله ودائمة.
أما "بنات الملوك" فهن الملكة هيلانة والملكة أفدوكسيا وغيرهما اللواتي قمن ببناء هياكل مكرّمة وبهية في أورشليم كما في بلاد أخرى.
ويُقال أيضًا عن نفوس المؤمنين إنها بنات ملك الملوك الذي هو ربنا يسوع المسيح.


أنثيموس أسقف أورشليم
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إعلان واضح من المسيح أن ملكوته يشمل الأمم أيضًا مثل اليهود
مزمور 64 | إعلان حماية الله له
مزمور 19 - إعلان الله في خبرتنا اليومية
مزمور 19 - إعلان الله في الخليقة
مزمور 17 - إعلان خلاصه ومراحمه للذين عن يمينه


الساعة الآن 01:24 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024