رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القدِّيس إكليمنضس السكندري الابتسامة الدائمة دون الضحك المثير يجب أن يُطرد من مجتمعنا الأشخاص الذين يقلِّدون الهزليين، والذين يجلبون الضحك والسخرية على أنفسهم . إن كنا لا نتحمل أن نجعل من أنفسنا أضحوكة وهزءًا، كما نرى البعض يصنعون في الاستعراضات والمواكب، فكيف نجعل من أنفسنا ومن ضمائرنا موضوعًا للسخرية، بأن نظهر للناس بشكلٍ مُزري، كما يجب ألاَّ نتخذ أشكالاً مثيرة للهزء والسخرية بإرادتنا ورغبتنا . البشاشة والمرح لا بأس بهما، ولكن ليس التهريج. كذلك يجب أن يكون للضحك حدود. فإن استخدمناه في أصوله يدل على الأدب وحسن التربية، أما إذا لم نتحكم فيه يصبح بلا رابطٍ ولا ضابطٍ، فإن هذا معناه انفلات الزمام والتسيُّب . القهقهة هي ضحك همجي قبيح. فالأحمق يرفع صوته عندما يضحك (ابن سيراخ 21: 23)، إما الشخص الحريص فيبتسم بشكلٍ لا يلفت النظر، ويُسمى مثل هذا الإنسان حكيمًا، لأنه في هذا يختلف عن الغبي الأحمق. ومن الجانب الآخر، لا يليق بالإنسان أن يكون مكتئبًا متجهِّمًا، بل أن يكون فقط جادًا. فإني أُفضِّل من له قسمات جادة مع الابتسامة، فذاك خير ممن يضحك بلا داعٍ، فيصير موضع استهزاء . لئلاَّ نُتهم بأننا نتشفَّى فيمن هو متألم، يلزمنا أن نُظهر الحزن لا السعادة… فإننا إن أبدينا السرور تجاه المتألم، نثير الريبة بأننا قساة وغلاظ القلوب . يجب ألاَّ نضحك مع الكل دون استثناء، ولا في كل مكانٍ، ولا لكل أحدٍٍ، ولا لكل شيءٍ، لأن هذا من خاصِّية الأطفال والنساء . |
|