منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 03 - 2022, 12:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577

قراءةُ الإنجيلِ وتفسيرُهُ: مَثَلُ الاِبنِ الضَّال (لو 15: 11-32)




قراءةُ الإنجيلِ وتفسيرُهُ: مَثَلُ الاِبنِ الضَّال (لو 15: 11-32)
11 وقالَ: كانَ لِرَجُلٍ اِبنان. 12 فقالَ أصغَرُهما لأبيه: يا أبَتِ أعطِني النَّصيبَ الذي يَعودُ علَيَّ مِنَ المال. فقَسَمَ مالَهُ بَينَهما. 13وبَعدَ بِضعَةِ أيَّامٍ جَمَعَ الاِبنُ الأصغَرُ كُلَّ شَيءٍ لَه، وسافَرَ إلى بَلَدٍ بَعيد، فَبدَّدَ مالَهُ هُناكَ في عيشَةِ إسراف. 14 فَلَمَّا أنفَقَ كُلَّ شَيءٍ، أصابَت ذلِكَ البَلَدَ مَجاعَةٌ شَديدة، فأخَذَ يَشْكو العَوَز. 15 ثُمَّ ذَهَبَ فالتَحَقَ بِرَجُلٍ مِن أهلِ ذلكَ البَلَد، فأرسَلَه إلى حُقولِهِ يَرْعى الخَنازير. 16 وكانَ يَشتَهي أن يَملأ بَطنَه مِنَ الخُرنوبِ الذي كانتِ الخَنازيرُ تَأكُلُه، فلا يُعطيهِ أحَد. 17 فرَجَعَ إلى نَفسِه وقال: كم أجيرٍ لأبي يَفضُلُ عنه الخُبْزُ وأنا أهلِكُ هُنا جُوعًا! 18 أقومُ وأمضي إلى أبي فأقولُ لَه: يا أبتِ إنِّي خَطِئتُ إلى السَّماءِ وإلَيكَ. 19 ولَستُ أهْلاً بَعدَ ذلك لأن أُدْعى لَكَ ابنًا، فاجعَلْني كأحَدِ أُجَرائِكَ. 20 فقامَ ومَضى إلى أبيه. وكانَ لم يَزَلْ بَعيدًا إذ رآه أبوه، فتَحَرَّكَت أحْشاؤُه وأسرَعَ فألْقى بِنَفسِه على عُنُقِه وقَبَّلَه طَويلاً. 21 فقالَ لَه الابْنُ: يا أبَتِ، إنِّي خَطِئتُ إلى السَّماءِ وإلَيكَ، ولَستُ أهْلاً بَعدَ ذلِكَ لأن أُدْعى لَكَ ابنًا. 22 فقالَ الأبُ لِخَدَمِه: أسرِعوا فأتوا بِأفخَرِ حُلَّةٍ وألبِسوه، واجعَلوا في إصبَعِه خاتَمًا وفي قَدَمَيه حِذاءً، 23 وأتوا بالعِجْلِ المـُسَمَّن واذبَحوه فنأكُلَ ونَتَنَعَّم، 24لأنَّ ابنِيَ هذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالاً فوُجِد. فأخذوا يتَنَعَّمون.
25 وكانَ ابنُه الأكبَرُ في الحَقْل، فلمَّا رَجَعَ واقترَبَ مِنَ الدَّار، سَمِعَ غِناءً ورَقْصًا. 26 فدَعا أحَدَ الخَدَمِ واستَخبَرَ ما عَسَى أن يَكونَ ذلك. 27 فقالَ له: قَدِمَ أخوكَ فذَبَحَ أبوكَ العِجْلَ المـُسَمَّن لأنَّه لَقِيَه سالِمًا. 28 فغَضِبَ وأبى أن يَدخُل. فَخَرَجَ إلَيه أبوهُ يَسألُه أن يَدخُل، 29 فأجابَ أباه: ها إنِّي أخدُمُكَ مُنذُ سِنينَ طِوال، وما عَصَيتُ لَكَ أمرًا قَطّ، فما أعطَيتَني جَدْيًا واحِدًا لأتَنعَّمَ به مع أصدِقائي. 30 ولمـَّا قَدِمَ ابنُكَ هذا الذي أكَلَ مالَكَ مع البَغايا ذَبَحتَ له العِجْلَ المـُسَمَّن! 31 فقالَ له: يا بُنَيَّ، أنتَ مَعي دائمًا أبدًا، وجَميعُ ما هو لي فهُو لَكَ. 32 ولكِن قد وَجَبَ أن نَتَنعَّمَ ونَفرَح، لأنَّ أخاكَ هذا كانَ مَيتًا فعاش، وكانَ ضالاًّ فوُجِد.
2. 1- الشرح
يُصوِّرُ لنا يسوعُ في هذا المـَثـَل رغبَةَ الابنِ الأصغر في الابتِعادِ والاستِقلالِ عن أبيهِ آخِذًا معَهُ حِصَّتهُ منَ الميراث. أمّا الأبُ، وبالرغمِ مِن مَحبَّتِهِ اللامحدودة ورغبَتِهِ الأبويَّةِ في أن يبقى ابنُهُ في البَيت، فنراهُ يَترُكُ الحُريةَ لهذا الاِبنَ ويَحترمُ قرارَهُ بأن يَكونَ لهُ اختِبارُهُ الخاصّ. انتظَرَهُ حتى عاد؛ قبِلَ توبَتَهُ وأعادَ إليه البُنوَّةَ وفَرِحَ كثيرًا برجوعِهِ. وفي النهايَةِ خرَجَ ليُقنِعَ الأخَ الأكبرَ بالدخولِ والمـُشاركَةِ في الفرح. كلُّها أعمالٌ يُظهِرُ اللهُ مِن خِلالِها رحابَةَ صَدرِهِ بالتعامُلِ معَنا.
اِعتَقَدَ الابنُ الأصغرُ أنّهُ سيُحَقِّقُ سعادَتَهُ في العَيشِ على هَواهُ مُنغَمِسًا في الخَطيئَةِ، ولكنَّهُ أدرَكَ أنَّ السعادَةَ التي اِقتناها بالمالِ الزائِلِ لم تَكُن سِوى سعادَةٍ مُزيَّفة أوصَلَتهُ إلى أن يَفقِدَ كرامَتَهُ كابنٍ لله. لقد طلبَ أن يأخُذَ الميراثَ بالرغمِ مِن أنَّ أباهُ كانَ لا يزالُ حَيًّا. اِختارَ أن يَبتعِدَ عن أبيهِ فصارَ في عَوَزهِ نجِسًا يَشتهي أن يَملأ بَطنَهُ مِن طعامِ الخنازير. وعِندَما عادَ إلى نَفسِهِ، وَعى في عُمقِ شقائِهِ وتعاسَتِهِ أنَّهُ قد خَطِئَ، أظهرَ ندامَةً عمليّةً مِن خِلال اقتِراحِهِ بأن يكونَ خادِمًا. فاختِبارُ الحُبِّ الذي سَبَقَ وعاشَهُ في البَيتِ الوالديّ، والتأكُّدُ مِن أنَّ أباهُ أمينٌ في مَحبَّتِهِ، أنضجا قرارَهُ بالعَودَةِ تائِبًا. فقدَ هذا الابنُ صِفةَ البُنوّة، ولكنَّ الأبَ لم يَفقِد صِفةَ الأبوّة. لقد كانَ يَنتظِرُ عَودةَ هذا الابنِ الضَّال لأنَّ حُبَّهُ أقوى من أيِّ نُكرانِ جَميل. لم يَسأل اِبنَهُ العائِدَ عن أسبابِ ذهابِهِ وإيابه؛ ولم يُعاتِبهُ على تَبذير ميراثِهِ، بل اكتفى بأن يَضُمَّهُ إلى صَدرِهِ ويُقبِّلَهُ طويلاً ليَمنَحَهُ الحُبَّ الذي افتَقدَهُ زَمناً طَويلاً.
بطَريقَةٍ مُختَصَرة، يَعرِضُ لنا هذا المـَثـَل مَحبَّةَ الآبِ الكَبيرة التي تَغفِرُ خَطيئةَ الإنسانِ عبرَ المـَراحِلِ التالية:
1- الخَطيئَةُ ونتائِجُها: الافتِقارُ للقيَم، الانحِطاطُ الاجتِماعيّ، فِقدانُ الكرامة، العَوَزُ إلى كُلِّ شَيءٍ بسبَبِ خَسارَةِ كُلِّ شَيء.
2- التَّوبَةُ ومُقوِّماتُها: الندامَةُ، الإقرارُ والتَّعويض.
3- الغُفرانُ وثِمارُهُ في الحَياةِ الجديدةِ التي رُمِزَ إليها بأربعَةِ أمور:

أ- الثوبُ الفاخِرُ هوَ حالَةُ البرارَةِ مِن خِلالِ استِعادَةِ بَهاءِ صورَةِ اللهِ فينا
ب- الخاتمُ هوَ عَهدُ الأُبوَّةِ والبُنوّة، بينَ اللهِ والإنسان، عُربونًا لميراثِ مَلكوتِ السموات.
ج- الحِذاءُ هوَ الاتجاهُ الجَديدُ على دَربِ الحَياةِ اليوميَّةِ على خُطا الربِّ يسوع.
د- وَليمَةُ العِجلِ المـُسمَّن هيَ المـُشارَكَةُ في وَليمَةِ جَسدِ الربِّ ودَمِهِ في القُدّاس.

في هذا المـَثـَل، يَخرُجُ الأبُ مرَّتَين مِنَ البيت. في المرّةِ الأولى لاستِقبالِ ابنهِ الأصغر العائِدِ مِن غُربَتِهِ، وفي المرّةِ الثانية يَخرُجُ ليَتوسَّلَ إلى اِبنهِ الأكبر ليَدخُلَ ويُشارِكَ في الفَرَح وفي العيد. وبالرغمِ مِن اتِّهامِهِ مِن قِبَلِ الابنِ الأكبَر بأنَّهُ كانَ مُجحِفًا بحَقِّ مَن بَقيَ لهُ أمينًا، لم يَتذرَّع الأبُ بالشريعَةِ ليُدافِعَ عن حَقِّهِ الوالِديّ بالتصرُّفِ بمُمتَلكاتِهِ بحُرّيةٍ ما دامَ على قَيدِ الحياة، بل نَزلَ إلى مُستوى تَفكيرِ الابنِ الأكبَر ليُساعِدَهُ على الارتِقاءِ بتَفكيرِهِ إلى مُستوى البُنوّة. وبالرغمِ مِن أنَّ الابنَ الأكبَر لا يتوجَّهُ إلى أبيهِ قائِلاً لهُ «يا أبي»، يقولُ لهُ أبوهُ بِتحَبُّبٍ «يا وَلدي» تعبيرًا عن علاقةٍ حَميمةٍ تَربطُهُ بهِ. وجوابًا على ما يَقولُهُ الابنُ الأكبر: «لمّا جاءَ ابنُكَ هذا»، يقولُ لهُ أبوه: «يَجبُ أن نتنعَّمَ ونفرَحَ لأنَّ أخاكَ هذا كانَ ميّتًا فعاش وضائِعًا فوُجِد». فالتوبَةُ الأعمَق التي يَنتظِرُها الأبُ ليسَت مِن الأصغر الذي عادَ إلى البَيتِ كي لا يَموتَ جوعًا، بل مِنَ الأكبر غيرِ القادِرِ على تَعرُّف أبيهِ مِن جِهَةٍ وتَعرُّفِ أخيهِ من جِهَةٍ أُخرى.
2. 2- التأوين
إن عُدنا إلى إطارِ هذا المـَثـَل في بِدايَةِ الفَصل 15 مِن إنجيلِ لوقا لوَجدنا أنَّ يسوعَ يَتحدَّثُ عن مَثلِ الخَروفِ الضَّال خارِجَ الحَظيرة في البَريّةِ (15: 1-7)، ويَتحدَّثُ عن دِرهَمٍ أضاعَتهُ اِمرأةٌ داخِلَ البَيت (15: 8-10). فمَثَلُ الأبِ المـُّحِب (15: 11-32) يتحدَّثُ عن وَلدَين ضاعا: الأصغر في الخارِجِ والأكبر في الداخِل. فأينما كانَ ضياعُنا، في الخارجِ أم في الداخِل، نحنُ مَدعوونَ لمـُلاقاةِ حُبِّ اللهِ الرحومِ الذي يَنتظِرُنا.
قد نرى في الابنِ الأصغر صورَةَ الخاطِئينَ والبَعيدينَ وجُباةِ الضرائِب وكُلِّ التائِبينَ الوَثنيين البَعيدينَ عَن شريعَةِ الله. ونرى في الابنِ الأكبر وَجهَ المـُتديّنينَ اليَهود الفرّيسيين وكُلَّ الذين يَدَّعونَ الانتِماءَ إلى الربِّ وإلى قَضيَّتِهِ بينما هُم في غُربةٍ رَهيبةٍ عَن جَوهَرِها وروحِها. فإن كُنّا أخطأنا كثيرًا في حياتِنا وإن اعتَقدنا أننا مُعتَدِلونَ في سُلوكِنا، يَتوجَّهُ هذا الإنجيلُ إلينا ويَدعونا إلى التوبة.
العِنادُ لا يُفيدُنا. الندامَةُ تَجلِبُ لنا الخلاصَ وتُفرِّحُ قلبَ الله. يجبُ ألاّ نَغضَبَ ممّا نَعتَبرُهُ اجحافًا بحَقِّنا. بل عَلينا دائِمًا بالتروّي والتساؤلِ إن كُنّا مُخطئين. نحنُ لسنا ديّانينَ للآخرين بل أخوَةٌ لهُم ومعَهُم سائِرونَ على دَربِ التوبةِ الدائِمة نحوَ الحُبِّ اللامَحدود.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
فلْيَثبُتْ إذًا إيمانُ الجميعِ بحسبِ تعليمِ الإنجيلِ المقدَّس
يُعطي الْمسيحُ مَثَلَ نوح
واضح بجلاء أن الأب كان يترقَّب بلهفة عودة ابنه الضَّال
فلْيَثبُتْ إذًا إيمانُ الجميعِ بحسبِ تعليمِ الإنجيلِ المقدَّس
كبرياء الابن الأكبر في مثل الابن الضَّال (لو15: 11-32)


الساعة الآن 04:02 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024