رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِأَنَّ كُلَّ امْرِئٍ سَيُمَلَّحُ بِالنَّار تشير عبارة "سَيُمَلَّحُ" إلى كل إنسان بار كان أو شريرا يُمتحن بنار إلهيَّة، وهي إمَّا نار التنقية وإمَّا نار النقمة. وكما تُمَلح كل ذبيحة تُقرَّب في الهيكل كذلك يجب إن يُملح كل مسيحي بملح نعمة الروح القدس باعتباره "ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسةً مَرْضِيَّةً عِندَ الله " (رومة 12: 1). إن كل ذبيحة تملّح بالنار مما تدل على تحدي عما للآلام من قيمة في التطهير. إذ اعتاد أهل فلسطين أن يستعملوا الملح في أفرانهم لتكون كأداة حفّازة. وهذا الملح يفقد خواصه الكيمائية بعد بضع سنوات فيُطرح. لأنه يصبح بلا ملوحة. ومن هنا التفسير الذي أتى به بعض المُفسِّرين "يجب على كل واحد إن يكون كالملح للنار". لكن مختلف النصوص الإنجيلية التي ورد فيها الملح تفيد بانه يرمز إلى الزهد في النفس، وهو صفة لا يكون التلميذ بدونها أصيلا. أمَّا عبارة "النار" فشير إلى المحنة أو الاضطهاد، كما أنها تدل على النار الأبدية، فيكون المعنى "ينبغي على كل واحد أن يقبل التضحية ليستطيع اجتياز المحنة والامتحان والشدائد، لذلك يُفرض على الإنسان التجرّد، ويُطلب منه أن يتبدّل كما يتبدّل الطعام حين يُوضع فيه الملح، والاَّ ستمر النار على أعماله التي تكون "ذهبا وفضة أو خشبا وقشا وتبنا وهذِه النَّارُ ستَمتَحِنُ قيمةَ عَمَلِ كُلِّ واحِد" (1 قورنتس 3: 12-13). ومن هنا تشير الآية إلى أهمية الآلام كقيمة في التطهير. الأب لويس حزبون - فلسطين |
|