تنصيب أغسطينوس أسقفًا
طُعن فاليروس في السن، فأقام أغسطينوس أسقفًا مساعدًا له عام 395 م برضا أوريليوس أسقف قرطاجنة وبقية أساقفة الإقليم، فعّمت الشعب موجة من الفرح والتهليل، وإن كان الهراطقة قد حزنوا جدًا لذلك، مما جعلهم يحركون قومًا يدعون سمرقسلبوس أي طوافو البيوت لقتل المسيحيين بالسيوف، كما حاولوا قتل القديس لولا عناية الله التي حفظته من أيديهم.
امتاز الأسقف أغسطينوس بتواضعه العجيب وحرصه التام على عفته ومحبته للفقراء والمحتاجين، فكان يوزع كل ما لديه وما بالكنيسة حتى كان يبيع أواني الكنيسة المقدسة لأجل حاجاتهم، وإذ لم يكن يجد شيئًا كان يقول لأصحاب الشأن في الدولة: "لم يبق شيء لأتصدق به على المساكين، فأعطوهم أنتم الآن، أو أعطوني فأعطيهم أنا". كما كان يجمع ليَفي عن المسجونين ويخلصهم.
أما عن محاربته للبدع، فكان عجيبًا، فقد أعاد الكثيرين إلى حظيرة الإيمان، كما كتب كتبًا كثيرة للرد على الهراطقة. وفي عام 421 م أمر الملك أونوريوس بعقد مجمع يحضره الدوناتيون والمسيحيون، فحضر 275 أسقفًا مؤمنًا و279 من أساقفة الدوناتيين وحضر الجدال مرسلينوس نائبًا عن الملك، فقام القديس وجادلهم ورد الكثيرين إلى الإيمان المستقيم.