تصحيح ترجمات بعض الكلمات والمصطلحات في الكتاب المقدس
سؤال: لاحظت بعض الوُعَّاظ الذين ينبهون لوجود ترجمات خاطئة، أو كلمات غير دقيقة في بعض ترجمات الكتاب المقدس، يتضح معناها إذا تُرْجِمَت بصورة صحيحة.. هل من الممكن ذِكر بعضها؟
الإجابة(1): .
هذا كلام سليم.. فبعض الترجمات قد قامت باستخدام بعض المصطلحات الغير دقيقة لبعض الكلمات، سواء بسبب استخدامها حسب الزمن أو المكان الذي تُرْجِمَت فيه، وقلَّ مع الوقت استخدامها. أو ترجمات غير دقيقة لإثبات عقيدة تتبع تلك الهيئة.
وهنا سنعرض عينات من هذه الكلمات، وتوضيح وجهة النظر حول كلٍ منها:
"سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُنْعَمُ عَلَيْهَا" (لوقا 1: 28)(2): الترجمة الصحيحة هي "سَلاَمٌ لَكِ أَيَّتُهَا الْمُمْتَلِئَة نِعْمَةً"(4)، حيث أن السيدة العذراء ليست مجرد امرأة بارة عادية أنعم الله عليها بشرف التجسد منها، بل كانت بالفعل ممتلئة نعمة. الله قد ينعم على الجميع، ولكن نعمة القديسة مريم هي حالة خاصة.
تضع بعض الترجمات البروتستانتية كلمات مثل "شيخ"، "شيوخ" بدلًا من "كاهن. كما أن هناك خَلْط بين "قسوس" و"أساقفة" في مصادر أخرى.
"تقاليد" بدلًا من "تعاليم": للأسف فإن أخوتنا البروتستانت في الترجمة البيروتية للكتاب، وضعوا كلمة "تعاليم" بدلًا من كلمة "تقاليد" في الأمور التي تؤيد فكرة التقاليد. واستبقوا كلمة تقاليد في كل ما يدل على التقاليد الباطلة وترفضه الكنيسة المقدسة(3). وهذا الأمر غير مُخفًى على الباحثين في الكتاب المقدس، والرجوع إلى المخطوطات اليونانية للكتاب المقدس نجد الكلمة واضحة "تقليد" Παράδοση (پارادوسي)، وقد ذُكِرت مرات عديدة. وفي الإنجليزية حتى في نسخ كينج جيمز الأولى والحديثة نجدها traditions.
القيروان، القيرواني (الصحيح هو: قيرين، القيريني)(5): القيروان Kairouan هي مدينة في تونس أُنشئت في القرن السابع الميلادي (بعد الميلاد)، أما قيرين (قورين، قورينا، كيرين) فهي تقع في شرق ليبيا(6) أُنشئت في القرن السابع قبل الميلاد. وقد تُرْجِم اسم المدينة خطأ في الترجمة العربية في (1 مك 15: 23؛ 2 مك 2: 24؛ مت 27: 32؛ مر 15: 21؛ لو 23: 26؛ أع 2: 10؛ 6: 9؛ 11: 20؛ 13: 1). وبهذا تصبح الأسماء الصحيحة هي: سمعان القيريني، ياسون القيريني، لوكيوس القيريني..
ملاحظة هامة:
لا يصلح ولا يَصِح أن يقوم أي أحد بتعديل النص حسب هواه أو حسب قناعاته الشخصية أو عقيدته أو غيره.. فالكنيسة هي الجهة الوحيدة المَنوط بها هذا الأمر كهيئة رسمية، أو هي التي يجب أن تعرض ما هو مقبول أو غير مقبول. فالباحث له أن يدرس ويحلل ويبحث عن النصوص الأصلية ومقارنتها مع الترجمات ووضع الملاحظات أمام الآخرين، ولكن لا أن يغير في الترجمات وينشرها على أنها هي ترجمات رسمية! وحينما تنشر الكنيسة طبعات أحدث، فحينها نستطيع استخدامها ونشرها كنص رسمي.
وهنا يأتي هدف هذه الصفحة، التي نحاول فيها تجميع ملاحظات حول بعض الكلمات أو النصوص، ليعرف القارئ والباحث وجهة النظر الأرثوذكسية والكِتابية الصحيحة في الأمر.