رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المانية Manichaeism مؤسس هذه البدعة هو ماني أو مانس أو مانخيوس من القرن الثالث، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. النظام الماني في أصله هو وليد التقاليد الغنوصية القادمة من شرق بلاد فارس، والتي تقوم على افتراض وجود صراع بين النور والظلمة، وبين الله والمادة. أما هدف ممارسة الدين عندهم، فهو إدراك عناصر النور التي اِغتصبها الشيطان من عالم النور وسجنها في ذهن الإنسان، وأن يسوع وبوذا والأنبياء وماني إنما جاءوا لهذا العمل. ظهور آدم كان غايته استعادة النور المسجون. أما يسوع فغايته استعادة "النور المتلألئ"، فقد خلص آدم برؤيا[64] منيرة. والممارسات الدينية عندهم هي الامتناع عن أكل اللحم والزهد في الحياة الجنسية وهي وسائل لتحقيق استمرار تحرر هذا النور تدريجيًا. إذن لا نعجب إن رأينا أتباع ماني ظنّوا أن يسوع المسيح ليس ابنًا لمريم بأي حال من الأحوال. لهذا قام القديس الكسندروس بابا الإسكندرية يُدافِع عن حقيقة ناسوتية السيد المسيح، وبالتالي عن أمومة القديسة مريم الحقيقية له، مقاومًا الغنوصيين وأتباع ماني. وقام القديس أثناسيوس بنفس الأمر، إذ يقول: [كان جسد الرب جسدًا حقيقيًا.. مثل جسدنا، لأن مريم هي أختنا[65].] كما يقول القدّيس أمبروسيوس: [قدمت العذراء شيئًا من عندياتها، أي من جسدها، ولم تعطه شيئًا -جسدًا- غريبًا عنها بل من جسدها، قدَّمته بطريقة غير عادية (بدون زواج) لكن العمل (إعطاء الجسد للابن) كان عاديًا، قدَّمت للثمرة جسدها |
|