السيد المسيح فى عماده ومسحه بالروح القدس
1. عماد السيد المسيح
قبل أن يبدأ السيد المسيح خدمته التبشيرية بملكوت الله ذهب ليعتمد من يوحنا المعمدان فى نهر الأردن. كان الشعب يذهبون ليعتمدوا بمعمودية التوبة لغفران الخطايا فى نهر الأردن، وذهب معهم السيد المسيح فى اتضاع عجيب، ضمن جموع التائبين الذين يغتسلون بالماء من خطاياهم، مع أنه لم يفعل أية خطية.
(هنا ونشير إلى حقيقة أن الغفران بذبائح العهد القديم أو بمعمودية يوحنا غفراناً ينتظر ذبيحة صليب السيد المسيح وفاعليتها، إذ لم ينتقل البشر من الموت إلى الحياة، ومن الجحيم إلى الفردوس إلا بعد إتمام الفداء على الصليب).
ذهب مخلص العالم البار القدوس الذى بلا خطية وحده، ليُحسب (فى نظر الناس) مع الخطاة والتائبين الذين يغتسلون من خطاياهم، مثلما قيل عنه “وأحصى مع أثمة” (إش53: 12).
حقاً يا رب لقد حملت خطايانا، وقبلت ذلك بكل اتضاع لكى نحمل نحن الخطاة صورة برك وقداستك وكمالك.
إن العقل يتساءل: ما الذى فكرتْ فيه تلك الجموع، حينما أبصرتْ السيد المسيح آتياً إلى معمودية التوبة من يوحنا ؟!.. ذلك المشهد العجيب الذى تحيّرت أمامه أفهام الملائكة العلوية.
حاول يوحنا أن يمنع السيد المسيح من ذلك وقال له: “أنا محتاج أن أعتمد منك وأنت تأتى إلىّ؟!” (مت3: 14). ولكن السيد المسيح أجابه فى اتضاع عجيب بعيد عن كل مظاهر العظمة والافتخار: “اسمح الآن لأنه هكذا يليق بنا أن نكمل كل بر” (مت3: 15)، “حينئذ سمح له (يوحنا)” (مت3: 15).
لقد دار ذلك الحديث بينهما ولم يسمعه غالبية الجمع، ولكن ما أبصرته الجموع هو ذلك الحمل الوديع وهو يضع نفسه أمام الآب فى طاعة عميقة صامتة، حاملاً صورة الإنسان الذى أخطأ وجاء لكى يطلب الاغتسال والمغفرة.. ونزل السيد المسيح إلى الماء، واعتمد من يوحنا الكاهن.
وهنا لم يكن ممكناً للسماء أن تصمت أكثر من ذلك، فللوقت وهو صاعد من الماء “وإذا السماوات قد انفتحت له.. وصوت من السماوات قائلاً: هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت” (مت3: 16، 17).
وقف يوحنا المعمدان ليرى بعينيه الروح القدس آتياً من السماء التى انشقت ومستقراً على رأس السيد المسيح، وليسمع بأذنيه صوت الآب السماوى وهو يشهد لابنه الوحيد الذى تجسد، بأنه هو فتاه الذى اختاره وحبيبه الذى سُرَّت به نفسه (انظر مت12: 18). ومنذ ذلك اليوم فصاعداً صار يوحنا يشهد للسيد المسيح ويرشد الناس إليه..
حقا قال الآباء: [ إن من يسعى وراء الكرامة تهرب منه، ومن يهرب منها تسعى خلفه وترشد جميع الناس إليه ].
2. قد رأيت الروح
قال يوحنا المعمدان: “إنى قد رأيت الروح نازلاً مثل حمامة من السماء فاستقر عليه. وأنا لم أكن أعرفه لكن الذى أرسلنى لأعمد بالماء، ذاك قال لى الذى ترى الروح نازلاً ومستقراً عليه فهذا هو الذى يعمّد بالروح القدس. وأنا قد رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله” (يو1: 32-34).
كانت هذه هى العلامة التى أعطاها الله لنبيه يوحنا، أن الذى يرى الروح أثناء عماده نازلاً من السماء ومستقراً عليه، فهذا هو المسيح ابن الله، حمل الله الذى يحمل خطية العالم ليخلّصه.
وقد حل الروح القدس وظهر “بهيئة جسمية مثل حمامة” (لو3: 22) إذ “السماوات قد انشقت” (مر1: 10) ونزل الروح القدس واستقر على رأس السيد المسيح (انظر يو1: 32). كان المنظر مبهراً وجميلاً جداً؛ فالسماوات التى انفتحت قد جاء منها الروح القدس، وصوت الآب قائلاً: “هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت” (مت3: 17).
ولاشك أن يوحنا قد انبهر وفرح بهذا المشهد العجيب، مع صوت الآب وتسابيح الملائكة، والمناظر السمائية حينما انفتحت السماء. مشهد لا يقل بالطبع روعة عن حلم الأب يعقوب حينما أبصر السلم المنصوب على الأرض ورأسه يمس السماء، والملائكة صاعدة ونازلة عليه، والرب واقف عليه بمنظر مخوف يتكلم مع يعقوب.
كان سلم يعقوب إشارة إلى التجسد الإلهى، وإشارة إلى انفتاح السماوات على الأرض. وها هو يوحنا يبصر بعينيه، ليس فى منام، بل فى يقظة، السماوات مفتوحة بكل ما فيها من أمجاد روحانية لتعلن أن الصاعد من مياه الأردن هو الابن الحبيب الذى سُرّ به قلب الآب، والذى عليه يكون رجاء الأمم والشعوب.
3. لماذا سُرَّ الآب بابنه الحبيب؟
من المفهوم طبعاً أن الابن فى تجسده كان موضوعاً لسرور الآب نظراً لقداسته المطلقة وطاعته الكاملة. لهذا قال السيد المسيح: “الذى أرسلنى هو معى ولم يتركنى الآب وحدى لأنى فى كل حين أفعل ما يرضيه” (يو8: 29). وفى مناجاته مع الآب السماوى فى ليلة صلبه وآلامه قال له: “أنا مجّدتك على الأرض. العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته.. أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتنى من العالم.. وعرّفتهم اسمك وسأعرّفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم” (يو17: 4، 6، 26).
لاشك أن السيد المسيح قد أرضى قلب الآب بتقديم مثال الإنسان الكامل الذى تمم كل رغبات الآب وأطاع حتى الموت موت الصليب.
ولكن هناك بُعداً آخراً لسرور الآب من نحو ابنه الوحيد الجنس المولود منه قبل كل الدهور وقبل خلق الملائكة والبشر وكل ما فى العالم من موجودات. وذلك لأن الابن فى ولادته الروحية الأزلية من الآب قد حمل فى أقنومه الخاص كل الصفات الإلهية التى للآب مثل الحق والحكمة والصلاح والقداسة والحب والقدرة على كل شئ والعدل والقوة.. ولأن المحبة هى من صفات الجوهر الإلهى؛ فينبغى أن تمارَس بين الأقانيم الثلاثة قبل كل الدهور لهذا قال السيد المسيح للآب: “لأنك أحببتنى قبل إنشاء العالم” (يو17: 24).
فالابن -والحال هكذا- هو موضوع لحب الآب ولمسرته.. لأن الآب يرى فى الابن كل الكمالات الإلهية التى يحبها.
وقد يسأل سائل كيف يستطيع الآب أن يرى الابن بينما نعلم أن الابن هو فى الآب حسب قوله لتلاميذه: “صدقونى أنى فى الآب والآب فىّ” (يو14: 11)؟
ونجيب على ذلك بأن الرؤية الإلهية لا تخضع للمقاييس المادية. وعلى سبيل المثال: فإن الفكر يولد من العقل فى العقل ومع ذلك فإن العقل يستطيع أن يرى الفكر المولود منه وفيه. ويعجب به مثلما يقول قائل عن فكرة أعجبته [أنا أرى أن هذه الفكرة جميلة] أو عن فكر صائب [أنا أرى أن هذا الفكر سليم]. فالعقل يرى الفكر ومن الممكن أن يحبه ويعجب به. فكم بالأولى يكون الحال بين الآب الوالد للابن، والابن الكلمة المولود منه الذى هو العقل الإلهى منطوق به؟!!.
إن الابن هو موضوع سرور الآب منذ الأزل أى قبل كل الدهور وهو موضوع فرحُه الدائم. وكل ما يمكن أن يُسر قلب الآب بالنسبة للخليقة هو من خلال مسرته بالابن.
لهذا قال معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل أفسس إن الآب قد باركنا فى المسيح واختارنا قبل تأسيس العالم فى المسيح فكتب يقول: “مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى باركنا بكل بركة روحية فى السماويات فى المسيح كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه فى المحبة. إذ سبق فعيّننا للتبنّى بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته لمدح مجد نعمته التى أنعم بها علينا فى المحبوب” (أف1: 3-6).
لقد بارك الله الآب قديسيه فى المسيح لأنهم صاروا أعضاء فى جسده أى الكنيسة، واختارهم فى المسيح لأنهم باغتسالهم بدمه قد نالوا سلطاناً أن يصيروا أولاد الله. لهذا قال: “إذ سبق فعيّننا للتبنّى بيسوع المسيح .. الذى فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا” (أف1: 5، 7).
وقد كتب القديس أثناسيوس الرسولى يقول: {الآب يفعل كل شئ من خلال الكلمة (أى الابن) فى الروح القدس} (الرسالة الأولى إلى سرابيون). وهذا ما يؤكده قول معلمنا بولس الرسول: “مخلصنا الله.. بمقتضى رحمته خلّصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس الذى سكبه بغنى علينا بيسوع المسيح مخلصنا” (تى3: 4-6). وأيضاً قوله عن قدومنا إلى الآب بالابن فى الروح القدس “المسيح يسوع.. به لنا كِلَينا قدوماً فى روح واحد إلى الآب” (أف2: 13، 18).
إن الله لم يبارك قديسيه ويختَرهم فقط فى المسيح، بل أكثر من ذلك أنهم قد خلقوا به وله. كقول معلمنا بولس الرسول فى رسالته إلى أهل كولوسى عن الابن: “الذى هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فإنه فيه خُلِقَ الكل ما فى السماوات وما على الأرض ما يُرى وما لا يُرى سواء كان عروشاً أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خُلق. الذى هو قبل كل شئ وفيه يقوم الكل وهو رأس الجسد الكنيسة” (كو1: 15-18).
إن الخليقة قد خلقت من أجل الابن.. ليس فقط كل شئ به كان، بل كل شئ لأجله أيضاً كان. أليست الخليقة هى نتيجة الحكمة الإلهية والابن هو الملقّب “حكمة الله” (1كو1: 24)؟!.
4. ما بين الظهور والتجسد
لم يكن ظهور الروح بهيئة جسمية مثل حمامة معناه أن الروح القدس قد تجسّد.. لأن الروح القدس لا يتجسد مثلما تجسد كلمة الله. بل إن الظهور شئ، والتجسد شئ آخر. فالمسيح كلمة الله قد ظهر مرارًا فى العهد القديم دون أن يكون ذلك تجسداً على الإطلاق.
وفى هذا المقام نذكر على سبيل المثال ظهور السيد المسيح مع ملاكين لإبراهيم عند بلوطات ممرا فى هيئة ثلاثة رجال. وتكلم إبراهيم معه ودعاه وأعطاه الرب الموعد بميلاد إسحق بعد عام من هذا الظهور. ثم سار إبراهيم مع السيد المسيح بينما ذهب الملاكان إلى سدوم وعمورة وتحدث الرب مع إبراهيم عما كان مزمعاً أن يفعله بالنسبة لشر سدوم وعمورة الذى كان قد تزايد جداً (تك18).
ونذكر أيضاً ظهور السيد المسيح ليعقوب أب الآباء عند مخاضة يبوق، إذ ظهر له فى هيئة إنسان، وصارعه إلى طلوع الفجر وباركه فى النهاية وأعطاه اسماً جديداً ودعا يعقوب اسم ذلك المكان فنيئيل قائلاً: “لأنى نظرت الله وجهاً لوجه ونُجِّيت نفسى” (تك32: 30).
لم تكن هذه الظهورات تجسداً على الإطلاق، بل ظهر السيد المسيح بهيئة جسمية مثل إنسان. ولكنه حينما حل فى بطن العذراء مريم، فقد أخذ طبيعة بشرية حقيقية كاملة بلا خطية وجعلها فى وحدة حقيقية تامة مع لاهوته بغير اختلاط ولا تغيير.
التجسد يعنى أن يأخذ الرب جسداً حقيقياً مساوياً لطبيعتنا فى الجوهر بلا خطية.. جسداً حقيقياً بروح عاقلة أى طبيعة بشرية كاملة. وهذا الجسد الإنسانى أو هذه الطبيعة البشرية لها كل خواص الطبيعة البشرية، بما فى ذلك القابلية للحزن وللألم وللجوع وللموت، وكذلك للفرح والراحة وما يشبه ذلك من أمور بشرية بلا خطية.
لهذا ينبغى أن نرى الفارق الواضح بين الظهور والتجسد.
ولم يكن مجيء ابن الله فى الجسد مجرد ظهور، ولكنه كان تجسداً بمعنى الكلمة، ولهذا قال الإنجيل: “والكلمة صار جسداً وحل بيننا” (يو1: 14). ولكن التجسد طبعاً يتضمن الظهور أيضاً كما هو مكتوب “الله ظهر فى الجسد” (1تى3: 16). أما ظهور الروح القدس عند نهر الأردن فكان ظهوراً فريداً.. ظهر فيه الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة، ليكون ذلك علامة فريدة على نزوله واستقراره على السيد المسيح إتماماً للنبوات، وإعلاناً لبدء عمله الكهنوتى النبوى الملوكى لخلاص البشرية.
فى هذه المناسبة الفريدة ظهر الثالوث القدوس بأجلى بيان.
5. عيد الظهور الإلهى
صوت الآب من السماوات المفتوحة، والابن المتجسد صاعد من مياه الأردن، والروح القدس آتياً ومستقراً عليه مثل حمامة. لهذا تسمى الكنيسة هذا اليوم }يوم الظهور الإلهى (عيد الإبيفانيا){.
وقد ظهر الروح القدس مرة أخرى فى يوم الخمسين على هيئة ألسنة منقسمة كأنها من نار، مقترناً بصوت كما من هبوب ريح عاصف وملأ كل البيت حيث كان التلاميذ مجتمعين (انظر أع2: 1-3).
كان منظر الألسنة التى تشبه منظر النار إشارة إلى عمل الروح القدس فى التطهير وفى محبة الله. وصار منظر كل واحد من التلاميذ كأنه مصباح أو شمعة متقدة بالنار لتنير للعالم من فوق المنارة.
كما إنه لم تكن مصادفة أن تبدأ خدمة السيد المسيح الخلاصية فى سن الثلاثين لأن هذا هو سن الكاهن حسب شريعة موسى فى بداية خدمته الكهنوتية (انظر عد4: 23، 35) و (1 أى 23: 3). ولم تكن مصادفة أن يمسح السيد المسيح بالروح القدس من قِبل الآب السماوى عند عماده من يوحنا المعمدان. ولم تكن مصادفة أيضاً أن يستعلن الثالوث القدوس بهذه الصورة الواضحة فى بداية خدمة ومسح قدوس القدوسين.
لقد تجسد الله الكلمة لكى يعرفنا الثالوث
فباعتباره هو الابن الوحيد الجنس من الآب فقد أظهر لنا ذاته حينما تجسد. ولهذا قال معلمنا بولس الرسول : “وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر فى الجسد، تبرر فى الروح، تراءى لملائكة، كُرز به بين الأمم، أومن به فى العالم، رفع فى المجد” (1تى3: 16).
أما عن الآب فقد خبّرنا عنه بكل الوسائل ولهذا قال فى مناجاته مع الآب قبل الصلب: “أنا مجدتك على الأرض .. أنا أظهرت اسمك للناس الذين أعطيتنى.. وعرفتهم اسمك وسأعرفهم ليكون فيهم الحب الذى أحببتنى به وأكون أنا فيهم” (يو17: 4، 6، 26).
وبالنسبة للروح القدس فقد أفرد حديثاً طويلاً مع تلاميذه فى ليلة آلامه عن الروح القدس سجّله القديس يوحنا فى إنجيله ومن أمثلة ذلك قول السيد المسيح: “إن كنتم تحبوننى فاحفظوا وصاياى. وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزياً آخر ليمكث معكم إلى الأبد. روح الحق الذى لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه وأما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم” (يو14: 15-17) وقال أيضاً: “وأما المعزى الروح القدس الذى سيرسله الآب باسمى فهو يعلمكم كل شئ ويذكركم بكل ما قلته لكم” (يو14: 26). وكذلك قال: “ومتى جاء المعزى الذى سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذى من عند الآب ينبثق فهو يشهد لى. وتشهدون أنتم أيضاً لأنكم معى من الابتداء” (يو15: 26، 27).
وهكذا عبّر القديس غريغوريوس النازينزى فى قداسه العظيم قائلاً عن السيد المسيح: {الذى أظهر لنا نور الآب، الذى أنعم علينا بمعرفة الروح القدس الحقيقية}.
إن معرفة الآب والابن والروح القدس هى الوسيلة الحقيقية للوصول إلى الحياة الأبدية.
فعن معرفة الآب والابن قال السيد المسيح: “وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته” (يو17: 3).
وعن معرفة الروح القدس قال: “روح الحق الذى لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه. أما أنتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم ويكون فيكم” (يو14: 17).
المعمودية والثالوث
ارتباط المعمودية بالثالوث واضح من أمرين :
الأمر الأول : هو إعلان الثالوث أثناء عماد السيد المسيح.
والأمر الثانى : هو قول السيد المسيح لتلاميذه قبيل صعوده إلى السماء: “فاذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (مت28: 19). أى أن المعمودية تتم على اسم الثالوث القدوس لأنها مرتبطة بالإيمان بالثالوث القدوس الواحد فى الجوهر.
إن خدمة السيد المسيح قد بدأت بمسحه بالروح القدس وإعلان الثالوث. ثم وصلت إلى غايتها حينما صالح الآب مع البشرية بدم صليبه وأخذ موعد الآب بإرسال الروح القدس فى يوم الخمسين وبذلك دخلت الكنيسة إلى شركة الحياة مع الثالوث القدوس.