وقد سمع إشعياء فى الهيكل هتاف السرافيم : « قدوس قدوس قدوس » ، والتعبير فى مفهومه العبرى تعبير عن القداسة الكلية المرتفعة المتعالية ، وهى عندنا - كمؤمنين بالثالوث - هى الصفة الإلهية للاب والابن والروح القدس وهى ليست مجرد الانفراد والعزلة عن الخطية ، أو الكمال الأدبى المطلق ، بل هى - أكثر من ذلك - السمو المرتفع الذى ينفرد به اللّه وحده !! .. وهذه القداسة هى التى لا يمكن أن تتقابل مع الخطية أو تتهاون معها ، .. والخطية هى القذارة والاتساخ والبرص ، ولهذا صرخ إشعياء فى التو والحال : « ويل لى إنى هلكت لأنى إنسان نجس الشقتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عينى قد رأتا الملك رب الجنود » " إش 6 : 5 " ... والخطية هــى العصيان : « ربيت بنين ونشأتهــــم أما هم فعصوا على ّ » " إش 1 : 2 " وهــــى المرض : « من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة بل جرح وإحباط وضربة طرية . لم تعصر ولم تعصب ولم تلين بالزيت » .. " إش 1 : 6 " وإشعياء يؤكد أن عقابها رهيب ، وأن يوم اللّه لابد أن يقضى على الخطية والخطاة .