رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تذكار مؤسّس إحدى أكبر الرهبانيّات في تاريخ الكنيسة القدّيس مبارك (بندكتس) يقع في الحادي عشر من شهر تمّوز تذكار القدّيس مبارك (بندكتس) مؤسّس إحدى أقدم الرهبانيّات في تاريخ الكنيسة بحسب السنكسار الماروني. ومع الصور التالية تجدون نبذة صغيرة عن سيرة حياته. ولِدَ هذا القدِّيس العَظيم في إيطاليا العام 480 وَهوَ سَليلُ أُسرَةٍ شَريفَةٍ غنيَّةٍ وتقيَّة. أَرسَلَهُ والدُهُ إلى روما لاقتِباسِ العلومِ، فبَرَعَ فيها. لكِن ما كانَ يَراهُ مِن سوءِ السلوكِ في رُفَقَائِهِ ومِنَ الـمَفَاسِدِ والشُّرورِ في تلكَ العاصِمَة، دَفَعَهُ إلى تَركِها والرُجوعِ إلى بيتِ أبيه. وما لَبِثَ أن عَقَدَ النيَّةَ على الزُّهدِ في الدُنيا، وهوَ في الرابِعَة عشرة مِنَ العُمر. فانسحب ذاتَ يوم ٍمِنَ بيتِ أبيهِ سرًّا، تاركًا ما فيهِ مِن ثروةٍ ونعيمٍ ليكونَ بكلِّيتِهِ لله في العُزلةِ والانفِراد. فسارَ في الجبَلِ حيثُ التقى براهبٍ قدِّيسٍ اسمُهُ رومانوس، سألَهُ قَصدَهُ، فأبدى لَهُ رَغبَتَهُ في التَنَسُّكِ، فألبَسَهُ الإسكيمَ الرهبانيّ. فقامَ مبارك (بندكتس) يُناجي اللهَ في خلوَتِهِ السَّعيدة، مـُمَارِسًا الصَّلَواتِ وَالأَصوامَ مُدَّةَ ثَلاثِ سَنوات، حتّى تَسامى بِالكَمال. فَاشتَهَرَت قَداسَتُهُ عِندَ المجاوِرينَ لمــَنسَكِهِ. وإذ كانَ إبليسُ يُجَرِّبُهُ كانَ يَطرَحُ ذاتَهُ على الأَشواكِ، إلى أَن تُفارِقَهُ التَّجرِبَة. وَقَد خَاضَ هَذِهِ الــمَعرَكَة مِرارًا، حتّى انتَصَرَ أخيرًا انتِصارًا باهِرًا. فَمَنَحَهُ اللهُ عِفَّةً مَلائِكِيَّةً مَدى الحياة. فَقَصَدَهُ الكَثيرونَ يَرغَبونَ في الإقتِداءِ بِسيرَتِهِ، مِنهُم الشّابانِ تِلميذاهُ موريس وبلاسيد. ولـمَّا كَثُرَ عَدَدُ تلاميذِهِ، أَنشَأَ لـَهُم إثنَيّ عَشرَ دَيرًا. وَكانَ هوَ يُرشِدُهُم وَيَهتَمُّ بِأُمورِهِم. وَفي سَنَة 530 أَوحى اللهُ إليهِ أَن يَذهَبَ إلى جُبلٍ عالٍ مُنفَرِدٍ يُدعى جَبَلَ كاسّينو، حَيثُ بَنى الدَّيرَ الرّئيسيَّ للرهبانيَّةِ البندكتيَّة. إنَّ خِبرَتَهُ في قيادَةِ النُّفوسِ وَمُداواتِها مِمَّا ساعَدَهُ في وَضعِ قانونٍ رُهبانيّ، فَضَّلَهُ القدّيس غريغوريوس المُتَّشح باللَّه على كلِّ القَوانينِ التي كانَ قَد عَرفَها سابقاً. وَقَد شاعَ هذا القانونُ حتّى شَمَلَ الرُّهبانَ في الغربِ قاطِبةً؛ يَتَلَخَّصُ بِهذِهِ العِبارة"Ora et Labora" أي "الصّلاة وَالعَمَل". وانتَقَلَ إلى ديار الآب في 21 آذار سنة 547 بَعدَ أَن قَضى في دَيرِهِ في جَبَل كاسّينو نَحوَ ثَلاث عشرَة سَنَة. يُعتَبَرُ القدّيس مبارك (بندكتس) مُؤَسِّس الحياةِ الرُّهبانيّةِ في الغرب، وانتَشَرَتْ رُهبانيَّتُهُ وَأَديِرَتُها في جَميعِ الأَقطار. وَقدَّمَت للكَنيسَةِ وَللإنسانيَّة وَما زالَت، خِدَمًا جَليلَةً كبيرة. وَكانَ مِن رُهبانِهِ باباواتٍ عِظام، وَقِدّيسونَ، وَأساقِفَة كَثيرون، وَعُلَماءٌ قَد أَفادوا الكَنيسَةَ وَشرَّفوها بِسامي فَضائِلِهِم، وَغَزيرِ عُلومِهِمِ. صَلاتُهُ مَعَنا. آمين |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
صورة القديس بندكتس |
القديس بندكتس |
هذا ما طلبه بندكتس السادس عشر في عيد الميلاد |
القديس بندكتس |
عظة البابا بندكتس السادس عشر |