ثانياً: شرح معاني كلمة الإيمـــــان المعنى الأول: الثقــــــــــة والاتكال
+ وابتدأ يُعلمهم ان ابن الإنسان ينبغي أن يتألم كثيراً ويُرفض من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة ويُقتل وبعد ثلاثة أيام يقوم. وقال القول علانية παρρησίᾳ. (مرقس 8: 31، 32) + لأنه ليس أحد يعمل شيئا في الخفاء وهو يُريد أن يكون علانية παρρησίᾳ، أن كنت تعمل هذه الاشياء فاظهر نفسك للعالم؛ ولكن لم يكن أحد يتكلم عنه جهاراً παρρησίᾳ لسبب الخوف من اليهود؛ وها هو يتكلم جهاراً παρρησίᾳ ولا يقولون له شيئاً العل الرؤساء عرفوا يقيناً أن هذا هو المسيح حقاً. (يوحنا 7: 4، 13، 26) + فقال لهم يسوع حينئذ علانية παρρησίᾳ (بوضوح وصراحة) لعازر مات. وأنا أفرح لأجلكم إني لم أكن هناك لتؤمنوا ولكن لنذهب إليه. (يوحنا 11: 14) + "قد كلمتكم بهذا بأمثال ولكن تأتي ساعة حين لا أُكلمكم أيضاً بأمثال، بل أُخبركم عن الآب علانيةπαρρησίᾳ . في ذلك اليوم تطلبون باسمي ولستُ أقول لكم إني أنا أسأل الآب من أجلكم. لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم قد أحببتموني وآمنتم إني من عند الله خرجت. خرجت من عند الآب وقد أتيت إلى العالم وأيضاً أترك العالم وأذهب إلى الآب". قال له تلاميذه: "هوذا الآن تتكلم علانية ولست تقول مثلاً واحداً. الآن نعلم إنك عالم بكل شيء ولست تحتاج أن يسألك أحد، لهذا نؤمن أنك من الله خرجت". (يوحنا 16: 25 – 30) + (أنظر للأهمية أعمال الرسل 4: 7 – 31) مما فات نستطيع الآن أن نستوعب اتساع معنى الثقة بالله وعلاقتها الوطيدة بالصلاة بشكل خاص ومُميز والتي يحدث فيها امتلاء بالروح القدس ومن ثم المجاهرة، لأن وقفة الصلاة تشمل المعاني السابقة التي تم شرحها، والظاهرة في أعمال الرسل (4: 7 – 31)، وهي تعتمد على حالة التبني الذي يعيشها الإنسان في المسيح، لأن لو عدنا للمعاني السابقة سنجدها تتميز بصفات البنوة التي تخص عطية الله لنا في المسيح: + رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ، ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ. (لوقا 4: 18) + وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ؛ فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً. (يوحنا 8: 32؛ 36) + فَاثْبُتُوا إِذاً فِي الْحُرِّيَّةِ الَّتِي قَدْ حَرَّرَنَا الْمَسِيحُ بِهَا، وَلاَ تَرْتَبِكُوا أَيْضاً بِنِيرِ عُبُودِيَّةٍ. (غلاطية 5: 1)
+ ثمَّ أخذه أيضاً إبليس إلى جبلٍ عال جداً وأراه جميع ممالك العالم ومجدها وقال لهُ: أُعطيك هذه جميعها إن خررت وسجدت لي؛ نعلم أننا من الله والعالم كله وضع في الشرير؛ ولكن شكراً لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح؛ لأن كل من ولد من الله يغلب العالم، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم إيماننا. (متى 4: 8 – 9؛ 1يوحنا 5: 19؛ 1كورنثوس 15: 57؛ 1يوحنا 5: 4)
+ فقد تكلمت إلى شيوخ الشعب عندما سمعت أن عُزّيا وعد أن يُسلم المدينة إذا لم يتدخل الله بعد خمسة أيام قائلة: "من أنتم حتى تُجربوا الرب، ليس هذا بكلام يستعطف الرحمة، بل بالأحرى يُهيج الغضب ويُضرم السخط، فإنكم قد ضربتم (حددتم) أجلاً لرحمة الرب وعينتم لهُ يوماً كما شئتم (إذ أنهم قالوا: إن لم تأتينا معونة بعد خمسة أيام نُسلّم المدينة) ولكن بما أن الرب طويل الأناة فلنندم على هذا ونلتمس غُفرانه بالدموع المسكوبة. إنه ليس وعيد الله كوعيد الإنسان ولا هوَّ يستشيط حنقاً كابن البشر، لذلك فلنذلل لهُ أنفسنا ونعبده بروح متواضع ولنسأل الرب باكين أن يؤتينا رحمته حسب مشيئته لنفتخر بتواضعنا مثلما اضطربت قلوبنا بتكبرهم". (يهوديت 8: 11 – 17)
+ أما أنا فمسكين وبائس، الرب يهتم بي، عوني ومنقذي أنت يا إلهي لا تُبطئ. (مزمور 40: 17) + وأما أنا فعلى رحمتك توكلت يبتهج قلبي بخلاصك. (مزمور 13: 5) + كثيرة هيَّ نكبات الشرير، أما المتوكل على الرب فالرحمة تُحيط به. (مزمور 32: 10) (للأهمية أنظر مز2: 12، مز130 كله والمزمور 131، الذي هوَّ تعبير واضح وصادق عن هذه الثقة المتواضعة التي سوف يُعطيها ربنا ومخلصنا الكلى الصلاح الفائق، كمالها الأخير في تجسده)
+ وأنا أقول لكم أسألوا تُعطوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتح لكم، لأن كل من يسأل يأخذ، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يُفتح لهُ. فمن منكم وهوَّ أب يسأله ابنه خبزاً أيعطيه حجراً!، أو سمكة أيعطيه حية بدل السمكة!، أو إذا سأله بيضة أيُعطيه عقرباً!، فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري الآب الذي من السماء يُعطي الروح القدس للذين يسألونه. (لوقا 11: 9 – 13)