المحبة التى لن تزول

Ramez5 · رقم المشاركة : ( 1 ) 19 - 10 - 2016, 09:51 AM

لقد أشرق السيد المسيح على البشرية بآفاق الحب الإلهى الغامر، وكانت معجزة المسيحية الكبرى هى تفجير طاقات هذا الحب الإلهى فى قلوب أبناء الملكوت ليصبح المحور الرئيسى الذى تدور حوله حياتهم بأسرها فيها ..وهو الدافع الذى يحرك امكانيات الفضيلة فى اعماقهم لتمتلئ بالبر والطهر والقداسة ، وليكونوا رسالة المسيح المقروءة من جميع الناس

واليكم هذه القصة التى تعبر عن حب المسيح وتعاليمه الغالية لنا ؛
(حدث يوماً أن أحد الجنود أثناء الحرب اقتحم منزلاً، وبعدما أخذ ماخف حمله وغلى ثمنه قتل أب العائلة أمام ابنته الممرضه.
وبعد ايام جرح هذا الجندى فى الحرب وحمل الى المستشفى التى كانت تعمل بها هذه الممرضه ، ولما وقع نظرها عليه دب فى قلبها صراعان :الأول:- أن تنتقم منه لأنه قتل والدها أمام عينيها ،
والاخر أن تعامله بالمحبة حسب تعاليم ووصية السيد المسيح.
(احبوا أعدائكم واحسنوا الى مبغضيكم ...)
ولكن بقوة الله الساكن فيها تغلبت على طبيعتها واعتنت به أكثر من غيره من المرضى...وبعد شفائه ، تقدم إليها قائلاً (لماذا هذه العناية الخاصة؟)........... فقالت له:
أنت قتلت والدى وأنا أريد ان انفذ معك تعاليم ربى وإلهى يسوع المسيح بأن أحب عدوى...، فلما سمع الجندى ذلك ركع أمامها وصرخ باكياً"من الآن أنا عبد لإلهك يسوع المسيح ..، ومن ذلك الوقت تغيرت حياته وأصبح إنساناً جديداً.

هذه هى مدرسة الحب الإلهى السامية المقدسة التى ملأت السماء بالبشريين.. التى تعلم فيها جميع الشهداء والقديسين والمجاهدين والأبرار وكل الذين فى السماء تخرجوا منها ونالوا شهاداتهم.. رئيس هذه المدرسة ، المعلم الماهر الحائز على جميع كنوز العلم والمعرفة، القادر على كل شئ حتى إنه يسكب مواهبه ونعمه على كل طلبة المدرسة.. ولايمكن الالتحاق بهذه اللمدرسة إلا بقبول سمة رئيسها بالمحبة.. وقد رفع فوق بابها علم مكتوب عليه بيد القادر على كل شئ بيديه الداميتين من أثر المسامير:
(اللـــــــــــــــــــــــه محبــــــــــــــــــــــة)
ولا يعرف التلميذ فيها انه ماهر فى سائر فضائله إلا إذا اكمل المحبة..
لأن قلب المحب عرش يسكنه الروح القدس ويحل فيه الثالوث الأقدس....
"من يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه.."1يوحنا 4:16
"بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذى إن كان لكم حب بعضاً لبعض"يو 13:35
لتكن محبتك العجيبة ياإلهنا المحبوب موضوع تأملاتنا فى كل حين، فتبقى على الدوام لخطواتنا النور الذى يضئ لنا الطريق فى هذا العالم، وتذكرنا دائماً بوعودك الصادقة:" لاتخف لأنى معك. دعوتك بإسمى . أنت لى."
فنطرح فى ثقة كل خوف وانزعاج خارجاً... ولتكن هى القوة التى تمد يمينها لنصرتنا دائماً لأان حكمتك الأزلية وقوتك غير المنظورة هى التى تحيط بنا من كل جهة وتجعل كل الأمور تعمل معا للخير