إن الحياة الزوجية السعيدة يجب أن تبني علي الفهم المشترك بين الزوجين وهذا الفهم الصحيح لا يأتي إلا بإدراكهما للفروق الفردية بينهما ومحاولة البحث عن الأمور التي يلتقيان فيها حتي تذوب تلك الفروق ونتحول من حلبة صراع إلي عامل تجاذب بينهما يساعدهما علي استفادة كل منهما من الخبرات الحياتية لدي الآخر حتي يتحقق بينهما نوع من التكامل من أجل حياة أكثر سعادة.
ولأهمية هذا الموضوع تحدثنا مع د.ميشيل حليم أستاذ علم الاجتماع بكلية آداب بجامعة حلوان الذي قال: هناك العديد من الفروق الفردية بين الزوجين مثل الفروق الوراثية,لأن ما ورثه الزوج عن أبويه يختلف عن ماورثته الزوجة,الفروق البيئية التي تؤثر في القيم والعادات والتقاليد الاجتماعية التي تختلف بين بيئة كل من الزوجين,هذا إلي جانب الفروق المزاجية فقد يكون أحد الزوجين مرح متفائل والآخر يميل إلي العبوس والحساسية الزائدة لكرامته الشخصية,هذا بالإضافة إلي الفروق الأخلاقية فقد يكون أحدهما من النوع المتسامح الكريم, والآخر عكس هذا, وأخيرا الفروق الثقافية التي تتأثر بالمستوي التعليمي والثقافي.
ومن جانبه أضاف د.مصطفي محمد أستاذ الصحة النفسية بمركز الإرشاد النفسي جامعة عين شمس قائلا:إن معرفة الزوجين بوجود تلك الفروق الفردية يساعدهما علي إدراك أن التطابق بينهما مستحيل مع الإدراك بأن نقاط الالتقاء أكثر بكثير, وهي التي ينبغي أن يعززاها لكي تنمو وتقوي علاقتهما.
أما نقاط الاختلاف ينبغي أن تكون عاملا علي تحقيق التكامل بينهما والعمل علي سد النقص في خبرة كل منهما بالاستعانة بما عند شريكه من خبرات.
وأشار إلي أن الزوج يجب أن يكتسب من زوجته العديد من الخبرات مثل التحكم في الغضب وضبط الانفعالات التي تدفع الزوج في بعض الأحيان إلي تصرفات خاطئة, تمسك الزوجة بالقيم الدينية ومحاولته تقليدها بفضل ما يراه من تصرفات طيبة تصدر عنها, اكتساب عادات تنظيمية لم يتسن له اكتسابها.كما يجب علي الزوجة أيضا أن تكتسب العديد من الخبرات من زوجها مثل حسم المواقف المعلقة, واتخاذ القرارات الحكيمة الغير متهورة, القدرة علي بتر العلاقات التي تهدد أمن الأسرة,واستقلالها عن والديها واستغلالها للحرية والمسئولية التي منحت لها عن طريق اكتشاف واستثمار قدراتها التي لم تستثمر بعد.