منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 28 - 03 - 2016, 04:22 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,632

«لأَعْرِفَهُ»

«لأَعْرِفَهُ»
«لأَعْرِفَهُ»
(فيلبي 3: 10)

في العدد السابع من الأصحاح 3 من رسالة فيلبي، حسب الرسول بولس كل شيء في الوجود خسارة من أجل فضل معرفة يسوع المسيح. حتى امتيازاته اليهودية كالختان والبر الذي في الناموس حسبها نفاية بإزاء معرفة يسوع. وفي العددين 10 و11 أبدى الحسبان عينه وانما في شكل يلفت الأنظار. إذ قال :
«بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ .. وَقُوَّةَ قِيَامَتِه»
(فيلبي 3: 8-10) .
*
قال أحد الأتقياء في صلاته:
يا رب ان حصلت على كل شيء دونك فماذا أنتفع؟
ان لم أجدك فما المنفعة من كل تعبي. معك لا اريد شيئا آخر. لا أريد البحر ولا أريد الأرض ولا أريد السماء ان خلت منك. فمثل هذه الأفكار كانت تراود خاطر بولس حين كتب هذا الفصل من رسالته الى الفليبيين. وهذه الأفكار حملته على ان يستخف بكل خسارة مقابل ربح المسيح. وبالفعل فالرسول الكريم ترك العالم بأفراحه وآماله ودياناته وتحول كلياً الى يسوع. والآن دعوني أتأمل وإياكم في مطلب الرسول بثلاث كلمات.
*
الكلمة الأولى:
الرغبة الملحة في معرفة الرب المقام قال:
«لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِه»
(فيلبي 3: 10).
انها لرغبة سامية حقا اذ تعلمنا بأن لا نكتفي بما نسمع عن يسوع. حتى ولا بقراءة الأسفار المقدسة التي تتحدث عن أمجاد يسوع. بل يجب ان نخترق كل الواجهات الخارجية لكي ندخل ونقف في حضرة الرب الحي. هذا حق لكل نفس فداها الرب بدمه وقدسها في حقه. انه لم يعط لها أن تعرف عنه وحسب بل أن تعرفه. لانه لم يعظ لها ان تقرأ ما كتب عن سموه وجماله في السجلات المقدسة المعطرة بالمر والعود والسليخة فقط، بل ان تكون لها شركة مع الرسل الذين رأوا الكلمة الذي كان في البدء عند الله. وأظهر لهم وسمعوه ولمسته أيديهم وأخذوا من ملئه ونعمة فوق نعمة. يا أخي لا تكتف بالتأمل في ما كتبه الانبياء والراؤون عن الراعي الذي يقود خرافه الى المراح الجيد. بل اسع لكي يكون لك اختبار داود الملك حين لمسه بالايمان وقال:

« الرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ»
(مزمور 23: 1).
*
أيها الأعزاء
أن المسيحي الحقيقي لا يرضى إلا أن يدخل بعبادته الى عمق الشركة مع المسيح. ويدرك مع جميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو لمحبة المسيح الفائقة ويمتلئ الى كل ملء الله. والمسيحي لا يكتفي بالانتساب الأسمى الى المسيح، بل يتمثل به في كل شيء وينمو في معرفته الى أن يبلغ قامة إنسان الله المتأهب لكل عمل صالح. حينئذ يصير بالإيمان والرجاء والمحبة، شريكا في الطبيعة الإلهية، التي تهرب من الفساد الذي في العالم بالشهوة.
*
هذه الامتيازات الروحية ليست وهماً ولا سراباً، لأن مسيحنا الذي معنا الذي فينا ليس مجرد عظيم عاش في أحقاب التاريخ السالفة. وليس هو ملاكا يمكث في سماء الله البعيدة بل هو الله العامل فينا. انه ليس عن أحد منا ببعيد، لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد.
*
هذا سر عرفه الأنبياء منذ القديم فلقبوه بعمانوئيل الذي تفسيره الله معنا. وعرفه الرسل والأطهار، فقالوا ان المسيح فينا رجاء المجد. والرب نفسه قال:
«وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ الأَيَّامِ إِلَى انْقِضَاءِ الدَّهْرِ»
(متّى 28: 20).
ولكننا مع ذلك لا يمكنا ان نعرفه الا بإرشاد الروح القدس. كما هو مكتوب:
«وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَقُولَ: «يَسُوعُ رَبٌّ» إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ»
(1كورنثوس 12: 3).
فلنصل ولنجاهد ولنبتهل بالروح الى أن يترائى لنا ونعرفه، ليس ذلك الفادي الذي مات لأجلنا فقط، أيضا نعرف فيه ذلك الصديق الالزق من الاخ.
*
اعرف المسيح يا اخي اعرفه في محبته اعرفه في حلمه اعرفه في غفرانه اعرفه في تعزياته. اعرفه حين تحيق بك الهموم، وتنتابك الاحزان الشديدة، وحين تجتاز وادي ظل الموت، حينئذ لا تخاف شراً. اعرف المسيح في حلاوة تصرفه مع الضعيف وطول أناته مع المتخاذل. مكتوب عنه في الأنبياء انه قصبة مرضوضة لا يقصف وفتيلة مدخنة لا يطفئ. اعرف المسيح في رأفته بالضال، وشفقته على المطرود وعنايته بالكسير وعطفه على الجريح.
*
الكلمة الثانية:
الحاجة الى قوة قيامته، قال يسوع المقام:
«دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ»
(متّى 2: 18).
«أَنَا هُوَ الْقِيَامَةُ وَالْحَيَاةُ. مَنْ آمَنَ بِي وَلَوْ مَاتَ فَسَيَحْيَا»
(يوحنا 11: 25).
هنا نجد الكلمة الذي فيه كانت الحياة وهنا نجد الحي في نصرته على الموت، ونسمع صوته القائل:
«وَلِي مَفَاتِيحُ الْهَاوِيَةِ وَالْمَوْتِ»
(رؤيا 1: 18).
وهنا نجد الغالب والمنتصر على كل قوات الدهر ونسمع صوته القائل:
«أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ... مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَجْلِسَ مَعِي فِي عَرْشِي، كَمَا غَلَبْتُ أَنَا أَيْضًا وَجَلَسْتُ مَعَ أَبِي فِي عَرْشِهِ»
(يوحنا 16: 33 رؤيا 3: 21).
تشدد وليتشجع قلبك يا مؤمن ففاديك هو مصدر كل قوة. وحالما تتحد به النفس بالإيمان يلبسها قوة من الأعالي. فتقوم من قبر الخطية الذي كانت سجينة فيه وتتخلص من عبودية الفساد الذي في العالم وتخرج الى حرية أولاد الله.
اذكر يا أخي ان القبر لم يستطع ان يمسك فاديك ومخلصك الرب. فقد قام من الموت وصار باكورة الراقدين. وهكذا النفس التي قبلته فانها تقوم من سبات نوم الموت. وتحلق في سماء المجد وتتنفس جو الأبدية. وخلال وجودها هنا على أرض التجارب والآلام يعظم انتصارها بالذي أحبها.
*
الكلمة الثالثة:
الحاجة الى شركة آلام المسيح. قال الرسول:
«لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِه»
(فيلبي 3: 10).
صحيح ان الرسول المغبوط لم يضع شركة آلام المسيح في رأس حاجات النفس. لأنه لا يتوقع ان نخرج الى العالم وهدفنا القبر المظلم. ولهذا يهيب بنا ان نطلب المقام، اذ يقول:
ان كنتم قد متم مع المسيح فاطلبوا ما فوق حيث المسيح جالس عن يمين الله. افتحوا القلوب لكي تمتلئ بقوة قيامته وفرح انتصاره على الموت. فالفرح ينزع من ذهنكم التفكير فيما عاينتم من شركة آلامه. كالمرأة الولود التي في غمرة فرحها بالطفل تنسى آلام مخاضها.
*
قال أحد رجال الله ان آلام الزمان الحاضر ليست سوى وخز إبرة بالنسبة لثقل المجد الأبدي. بحيث لا تستطيع ان تنزع الفرح من قلب المؤمن المولود من الله. ومع ذلك فقد كثر المسيحيون المكتئبون الذين يعيشون وكأن قبورهم بادية للعيان. بينما كان حري بهم ان يتذكروا قوة قيامة المسيح التي تجعل الموت ربحاً، والقبر باباً يؤدي الى ميراث القديسين في النور.
*
صحيح ان معرفةالمسيح تقتضينا ان نشرب من كأس آلامه. وقد يسيء الناس الظن بنا، كما أساءوا الظن بسيدنا. وقد يهجروننا كما هجروه ويسيؤون الينا كما أساءوا اليه. وقد نتعرض للحقد والضغينة والاضطهاد كما تعرض. ولكن دخولنا الى أسرار المسيح، يستاهل ان نتحمل كل هذه الأرزاء. وسمونا معه الى فوق يستاهل ان ننزل الى حضيض حقارة الناس.
*
قال أحد الأتقياء:
ان الديانة القليلة التضحية قليلة التعزية. اني أضع في اذنك اليوم دعوة المسيح القائلة :
«إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي»
(متّى 16: 24).
في اعتقادي انك لا تستطيع الارتفاع ان كنت تصرف الوقت في قياس الانخفاض. وعلى العكس فبوسعك ان تنال قوة قيامته ان قست أبعاد الصليب.
لأعرفه وقوة قيامته هكذا قال الرسول، وأعظم بها من معرفة تتيح لنا بلوغ قيامة الأموات في الرب. وبانتظار ذلك نحيا هنا حياة سيرتها في السمويات. فنحفظ حقوق الصداقة والوفاء والمودة للجميع على السواء. هكذا فعل مسيحنا المقام، فقد نادى مريم المجدلية باسمها المألوف وجلس في وسط خاصته ومنحهم سلامه. وحين فشلوا في الصيد وأضناهم التعب وعضهم الجوع جاءهم الى الشاطئ وأعد لهم مكانا للراحة وسمكا وخبزا ليأكلوا. وحين أحدق الأعداء باستفانوس ليرجموه وقف فوق عرشه وفتح ذراعيه ليتقبل روحه بشوق وحنان. هذا هو التصرف اللائق بنا نحن الذين عرفناه وقمنا معه يجب ان لا نتجاهل روابطنا البشرية، لأن الحياة المقامة تضع علينا التزامات نحو الآخرين.
«قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي ٱلْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي ٱلْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفاً، وَفِي ٱلتَّعَفُّفِ صَبْراً، وَفِي ٱلصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي ٱلتَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي ٱلْمَوَدَّةِ ٱلأَخَوِيَّةِ مَحَبَّة»
(2بطرس 1: 5-7).
بهذه ندلل على ان مسحينا حي فينا ونحن أحياء فيه.
*
لاعرفه شركة آلامه متشبها بموته قال الرسول وأعظم بها من معرفة تتيح لنا الاشتراك في مجده. قال الرسول بطرس:
«لاَ تَسْتَغْرِبُوا الْبَلْوَى الْمُحْرِقَةَ الَّتِي بَيْنَكُمْ حَادِثَةٌ، لأَجْلِ امْتِحَانِكُمْ، كَأَنَّهُ أَصَابَكُمْ أَمْرٌ غَرِيبٌ بَلْ كَمَا اشْتَرَكْتُمْ فِي آلاَمِ الْمَسِيحِ، افْرَحُوا لِكَيْ تَفْرَحُوا فِي اسْتِعْلاَنِ مَجْدِهِ أَيْضًا مُبْتَهِجِين»
(1بطرس 4: 12-13) .
في الحقيقة ان كانت الرفاهية هي بركة العهد القديم، فان الآلام هي بركة العهد الجديد. فهي سياط المحبة التي تتيح لنا الاشتراك في قداسة الله.

هل عرفت المسيح؟
يقول الرسول يوحنا:
«مَنْ قَالَ قَدْ عَرَفْتُهُ وَهُوَ لاَ يَحْفَظُ وَصَايَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ وَلَيْسَ ٱلْحَقُّ فِيهِ. وَأَمَّا مَنْ حَفِظَ كَلِمَتَهُ، فَحَقّاً فِي هٰذَا قَدْ تَكَمَّلَتْ مَحَبَّةُ ٱللّٰهِ. بِهٰذَا نَعْرِفُ أَنَّنَا فِيهِ: مَنْ قَالَ إِنَّهُ ثَابِتٌ فِيهِ، يَنْبَغِي أَنَّهُ كَمَا سَلَكَ ذَاكَ هٰكَذَا يَسْلُكُ هُوَ أَيْضا»
(1يوحنا 2: 4-6).
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ
لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ
لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ
لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ
لأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلاَمِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ


الساعة الآن 08:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024