مفتاح العهد الجديد (67)
كتاب لقداسة البابا تواضروس الثاني كتب في فترة حبريته أسقفا عاما للبحيرة
٢٧ يونيو ٢٠١٥
أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول والرسائل الجامعة وسفر الرؤيا الكنيسة المسيحية:كنيسة من أجل العالم كله
ثانيا:الروح الذي يوحد
منحت الكنيسة منذ تأسيسها يوم الخمسين مواهب روحية ليس لإبهار العالم والناس وإنما لثلاثة أهداف رئيسية علي الأقل هي:
أ-كوسائل لنشر الإيمان المسيحي.
ب-لتجديد العالم روحيا وأدبيا.
جـ-كطاقات تفي بحاجة الكنيسة الناشئة.
ولكن ماهي مواهب الروح القدس…؟
هذه المواهب الروحية تسميCharismata(مواهب النعمة) تميزا لها عن المواهب الفطرية الطبيعية.وهي فائقة للطبيعة من جهة مصدرها ولكنها تتمشي مع الفضائل الطبيعة.هي تتبع في عملها قدرات الإنسان العقلية والأدبية وتسمو بها وتنشطها وتقدسها للمسيح.
هذه المواهب توهب لأجل خدمة الآخرين كما سماها بولس الرسول في(1كو12:4-7):خدمة -أعمال-منفعة.
لايجب أن يسعي إليها الإنسان من أجل ذاتها أو لفائدتها الشخصية(في4:17).هذه المواهب لا تعني بالضرورة قداسة السيرة أو أن أصحابها ذوو حظوة لدي الله.فقد كشف لنا الرب يسوع عن هذه العينة من الناس حيث يقولون:أليس باسمك تنبأنا,وباسمك أخرجنا شياطين,وباسمك صنعنا قوات كثيرة؟ ومع ذلك يقول لهم:إني لم أعرفكم قط!(مت7:22-23).
لذلك ففي هذه المواهب يكمن خطر الكبرياء أو الغرور أو الاحتيال أو الكسب أو الشهرة…..إلخ.
أصحاح المواهب(1كو12):
يتحدث فيه عن المواهب الروحية بأنواعها العديدة ولكن مصدرها الواحد (1كو12:4) ويختم الحديث بتوجيه النظر إلي طريق أفضل وهو المحبة حيث يفرد الأصحاح13 كله لذلك.
كما ورد ذكر لهذه المواهب الروحية في(رومية12) وهي إما عقلية تختص بالعلم والفكر وإما وجدانية تختص بالشعور والوجدان وأما عملية تختص بالإدارة والعمل.
معني ذلك أن المواهب هي:طاقات عمل يعمل من خلالها روح الله القدوس بهدف بنيان جسد المسيح الذي هو الكنيسة وهي علي أنواع:
أ-خاصة بالكرازة والتبشير مثل:
موهبة الحكمة(1كو12:8)-موهبة تعليم(رو12:7).
ب-خاصة بالخدمة وحاجاتها مثل:
موهبة تدبير(رو12:8) خدمة الرتب الكنسية(1كو12:28,أف4:11).
جـ-خاصة بتثبيت الإيمان وتقوية النفوس مثل:
موهبة شفاء الأمراض(1كو12:9) -موهبة شفاء شياطين (1كو12:9) عمل المعجزات (1كو12:10,عب2:4).
د-موهبة التكلم بألسنة
وقد ورد الحديث عن هذه الموهبة تصريحا في العهد الجديد أربع مرات هي:
- (أع2:11).
- (أع10:46).
- (أع 19:6).
وهي ذات طابع تبشيري بهدف خاص
- (1كو1:14) وهي عمل تعبدي يختص بالصلاة.
كما ورد الحديث عنها تلميحا في العهد الجديد في أربعة مواضع أخري هي:
-(رو8:15) -(رو8:26) -(غلا 4:6) -(أف5:19).
حلول الروح القدس يوم الخمسين:
*المكان:العلية بأورشليم وهي موضع اجتماع التلاميذ والرسل وصارت أول كنيسة مسيحية في العالم.
*الحالة:وهذه سمة من سمات الكنيسة الأولي(2:4/46:5/24:15/12:25).
نفس واحدة(أع2:1).
*كيف:من خلال ثلاثة مظاهر مختلفة:
أ-الريح: استخدم بصورة خلاقة كرمز للقوة(مثل نجم المجوس).
ب-النار:رمز لقوة الشريعة الجديدة.
جـ-الألسنة:وكان التكلم بها علي مرحلتين:
1-قبل عظة بطرس(معجزة كلام):يتكلمون لغات عديدة لتسبيح الله(ع11).
2-أثناء عظة بطرس(معجزة سماع):يتكلم بلغة(أيا كانت والروح يترجم للسامعين كل حسب لغته وذلك لتبشير الأمم).
*الهدف:المسيحية ديانة الجميع(يو17:21).
عظة بطرس الرسول:
كانت عظة تبشيرية خالصة جاءت بعد حدث العنصرة…ولكن لماذا؟للأسباب التالية:
*رد علي تساؤلات كثيرة(ع12) موجودة في أذهان الحاضرين بخصوص مايسمعونه ويشاهدونه.
*رد علي اتهام الرسل بأنهم سكاري(ع15) في صباح يوم العنصرة المزدحم جدا بالبشر.
*توضيح هذه الأحداث الجديدة(الغريبة) وشهادة بميلاد الكنيسة المسيحية.
كيف…؟
أ-قدمها بأسلوب تربوي(22) حيث بدأ بالمعلوم وانتهي بالمجهول.
ب-أعلنها بشجاعة ومجاهرة(ع32) وبثقة في النفس.
جـ- تكرار القيامة 4مرات34/32/31/24) شهود لذلك.
فعاليتها:
-داخليا:تأثروا(نخسوا في قلوبهم)(ع37).
-خارجيا:تساؤل…ماذا نصنع؟(ع38).
نتيجتها:
-(ع41):ليس إعجاب عقلي بل قبول الكلمة.
-(ع42):حياة المؤمنين:تعاليم الرسل-الشركة(الأخوة المسيحية)-سر التناول-الصلوات.
والخلاصة:
المسيحية بتواضعها الشديد في الكنيسة الوليدة يوم حلول الروح القدس تعيد وحدة البشر من خلال فهم اللغة بعد أن فقدوا هذه الوحدة وقت بلبلة الألسنة في حادثة برج بابل(تك11:1-9) من جراء خطاياهم.