رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
((مريم خادمة)) إنّ الحضور الإلهي ما كان ليتم لولا الحضور البشري، لو لم تنطلق العذراء إلى اليصابات لتقوم نحوها بأعمال الخدمة. لقد دعت مريم نفسها خادمة الرب وأرادت أن تكون خادمة الآخرين أيضاً لأنَّ الخدمة في الإنجيل لا تعني عبودية وذلاًّ بل تعاوناً ومحبة. إنّها تعني أنَّ الآخرين أخوة لنا نعاونهم في أتعاب الحياة ومشقاتها. ولقد عاش يسوع مجسِّداً هذه الخدمة: خدمة أبيه أولاً وخدمة الناس أيضاً. إنّه الوديع والمتواضع القلب الذي وقف بين تلاميذه كالخادم مع أنّه السيد والرب. وخدمته هذه قادته إلى بذل حياته في سبيل أحبائه: "إنّ ابن الإنسان لم يأت ليُخدَم بل ليَخدُم ويبذل حياته" (مرقس 10/45). وبما أنَّ يسوع عاش هذه الخدمة علّمها تلاميذه ليفهمنا أنَّ محبة القريب وخدمته هي المحك والعلامة لمحبة الله. هذا هو معنى مثل السامري الشفوق الذي أغاث الجريح على طريق أريحا. وفي مثل الدينونة شدّد (متى 25) على مساعدة الجائع والعطشان والمحبوس والعريان والغريب لآنَّ كلّ ما نفعله مع أحد أخوته هؤلاء الصغار إنَّما نفعله معه بالذات. فالمحبة ليست كلاماً بل عملاً وخدمة. ولقد مارست مريم هذه الخدمة بزيارتها اليصابات كما مارستها في العيلة المقدسة وفي قانا الجليل ومع النساء القديسات المرافقات ليسوع. فاستحقت تطويب يسوع: طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويعملون بها. وكما كانت زيارتها وخدمتها لأليصابات فرصة لحضور الرب في بيت زكريا، هكذا يمكن أن تكون زياراتنا وخدمتنا لإستحضار الرب في كل لقاء يتم بين بعضنا بعضاً. صلاة: يا مريم، لقد حملت يسوع إلى اليصابات فابتهجت به وتقدّس يوحنا بحضوره. علّمينا أن نحمل المسيح في زياراتنا، في كلامنا وأعمالنا وخاصة في خدمتنا الآخرين.آمين. "لقد بشَّر الملاك العذراء مريم بأشياء سرية. ولتوطيد إيمانها، أطلعها على أمومة قريبة لامرأة مسنة وعاقر، برهاناً على أنَّ الله يستطيع أن يعمل ما يشاء. عندما سمعت مريم هذا، أسرعت إلى الجبل، لا لعدم إيمانها بالنبأ، ولا عن تردّد في ما يخص البشارة، ولا عن شك، ولكن عن ابتهاج شوقها، وسرعة فرحها، وأمانتها لتقدم خدمة. إلى أين تذهب، بهذه السرعة، وقد امتلأت من الله، إلاَّ نحو القمم؟ نعمة الروح القدس لا تعرف مهلاً. وفي الحال ظهرت إحسانات مجيء مريم وحضور الرب. فعندما سمعت اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس. لنلاحظ اختيار كل كلمة ووزنها. كانت اليصابات الأولى في سماع الصوت، وأمّا يوحنا فكان الأول في قبول النعمة. سمعت اليصابات بحسب نظام الطبيعة، أمّا يوحنا فتهلل بدافع السر. اليصابات شعرت بمجيء مريم، أمّا يوحنا فبمجيء الرب... تهلّل الولد، والأم فاضت عليها النعم. الأم لم تغمرها إحسانات الله قبل ابنها، بل الابن امتلأ من الروح القدس فملأ أمّه. يوحنا تهلّل، وروح مريم تهلّلت، أمّا اليصابات فامتلأت حين تهلّل يوحنا..." |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|