كنيسة مارمرقس المعلقة
و كانت هذه الكنيسة قائمة عند الفتح العربي للإسكندرية، واحترقت في حوادث الفتح، إذ كان لها موضع هام من الناحية الحربية، فقد كانت قائمة علي سور المدينة وإلي جوارها أحد أبراج هذا السور. وقد ذكرها بتلر (6) وقال إنها [كانت عند ثنية المرفأ الأعظم، وقد بلغت من عظم الشأن إنها كانت تحل محل الكنيسة الكبرى. فقد كان بناؤها جليلًا، ولها مسلتان قديمتان في فنائها. فكانت تشرف فوق أسوار المدينة]. ولذلك أيضًا كانت تسمي (المعلقة) كما كانت تسمي أيضًا بكنيسة القمحة. وقد أعيد بناؤها، ودعيت باسم مار مرقس، وحفظت فيها رأس القديس بعد حادثة سرقتها سنة 644 م. وهي التي كلف عمرو بن العاص البابا بنيامين (38) ببنائها لحفظ رأس مار مرقس ولعل البابا أغاثو (39) هو الذي أكمل بنائها حسب قول المقريزي (7). وقد هدمت أيضًا سنة 1218 خلال الحملة الصليبية الخامسة، بدعوي أنها تتحكم في الميناء، والذي يستولي عليها، يمكن أن ينصب فيها آلات الحرب ويتحكم في الخليج. وهذه الكنيسة هي التي زارها البابا بطرس السادس (104)، وأخفي فيها رأس القديس خوفًا عليها من السرقة. وكان ختام أمر هذه الكنيسة علي يد الحملة الفرنسية سنة 1798. فهدموها خشية أن يتعصم بها الإنجليز. فحمل كهنتها جميع أوانيها ومخطوطاتها وأثارها ونفائسها حيث حفظت بكنيسة رشيد. وكان مما حملوه معهم صورة الملاك ميخائيل الأثرية التي ما تزال في كنيسة رشيد إلي يومنا هذا. وبعض هذه النفائس نقل إلي المتحف القبطي فيما بعد.
و موضع هذه الكنيسة يستنتجه بتلر من موضع المسلتين، اللتين نقلت أحداهما إلي لندن سنة 1877 م. والأخرى إلي الولايات المتحدة سنة 1879 وهي الآن في سنترال بارك في نيويورك.ويمكن أن نعرف مكان وضعها حاليًا بأنه في الجانب الأيمن في آخر شارع النبي دانيال بين البحر وشارع السلطان حسين وشارع صفية زغلول.
____________
5- أنظر السنكسار (12 بؤونة).
6- بتلر: فتح العرب لمصر، ترجمة فريد أبو حديد، ص 323 - 325.
7- المقريزي ص 44.