منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 01 - 2014, 02:33 PM   رقم المشاركة : ( 41 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 41 (40 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
هو مزمور نبوي يتحدث فيه داود عن مقاومة الأشرار للسيد المسيح وآلامه ونصرته ولقد أشار له السيد المسيح بكونه نبوة عن خيانة يهوذا له (يو18:13 + أع16:1) ولذلك تصلي الكنيسة هذا المزمور في صلوات الساعة الثالثة.
نفهم المزمور بطريقتين:
1. تعليمية فنرى فيه مكافأة من يهتم بأخوة الرب.
2. نبوية.
الآيات (1-3): "طوبى للذي ينظر إلى المسكين في يوم الشر ينجيه الرب. الرب يحفظه ويحييه. يغتبط في الأرض ولا يسلمه إلى مرام أعدائه. الرب يعضده وهو على فراش الضعف. مهدت مضجعه كله في مرضه."
الْمَسْكِينِ هو المحتاج مادياً، المريض، الخاطئ الذي لا يعرف طريق الله.. الخ. والله يعطينا أن نهتم بكل من لا معين له بشرط أن تكون لنا هذه الرغبة أن نخدمهم، فنخدم ربنا يسوع فيهم، فهم إخوته الأصاغر (مت40:25). وإن لم تكن لنا هذه الرغبة علينا ان نغصب أنفسنا فملكوت السماوات يغصب (مت11 : 12) وهذا ما نسميه الجهاد. ومع الجهاد سنختبر فرحة اللقاء مع الرب يسوع . والمسيح في تواضع عجيب يقول أنا محتاج لخدماتكم كما قال للسامرية "إعطيني لأشرب"، ويقول "أنا عطشان" فهو عطشان لكل نفس لتخلص. ومن ينظر لكل محتاج ويقدم له خدمة ينقذه الله في يوم الشر. ولكن المسكين هنا إشارة ونبوة عن المسيح، الذي إفتقر ليغنينا وصُلِب في ضعف لتكون لنا نحن الضعفاء قوة، ومن ينظر إليه يستمد منه المعونة ينجيه (2كو9:8) (مت19:6 ، 20 + لو32:12 ، 33). ومن يقدم خدمة روحية (2كو10:6) فالله هو الذي يعطيه ليعطي لمن ليس له، ويَوْمِ الشَّرِّ هو اليوم الذي يهاجمنا فيه إبليس (1بط8:5) . وهجوم إبليس يشير لسقوطنا في خطية أو تجربة مؤلمة. وفى يوم الشر هذا يرحم الله من رحم إخوته (يع13:2 + مت7:5). ويَوْمِ الشَّرِّ أيضاً يشير إلى يوم الدينونة، فيه يرحم الله من رحم إخوته، ولا يسلمه ليد أعدائه الشياطين. والرب يعضد الرحيم في هذه الحياة وفي الدهر الآتي (1تي8:4). وفي هذه الأرض يحول له الرب الأرض سماء = يجعله فِي الأَرْضِ مغبوطا. ويقيم داخله ملكوته كملكوت تسبيح وتهليل وشكر على غنى نعمة الله المجانية. بل يهب الله له الصحة = الرب يعضده وهو على فراش الضعف= يعينه على سرير وجعه (سبعينية) وقد لا يتم الشفاء النهائي ولكن يشعر المريض بأن الله معه يقويه ويسنده وأنه ليس وحيداً كما كان المسيح مع الفتية الثلاثة في الأتون. وربما يشير السرير لفراش المرض الروحي والفتور، وهنا نجد المسيح المعين الذي ينتشلنا من هذا الفتور. ومن سرير الشهوة الزمنية ويعطينا حرية من العدو الشرير.
آية (4): "أنا قلت يا رب ارحمني اشف نفسي لأني قد أخطأت إليك."
ما أعذب أن يعترف الخاطئ بخطيته ويرجع إلى الله فيرجع الله إليه، فكثير من أمراضنا الروحية بل والجسدية سببها الخطية. والله قد يؤدب بالأمراض (عب6:12). والمرتل ذكر سابقًا أن الله يعين من على سرير وجعه إن كان رحيمًا، لذلك يعترف بتقصيره ويطلب الرحمة.
آية (5): "أعدائي يتقاولون عليَّ بشر متى يموت ويبيد أسمه."
في آية (4) سبق واعترف بخطيته وهنا يشتكي المقاومين الذي يطلبون إبادته. والشيطان يود لو أباد كل أولاد الله وكنيسته. ولكن هذه الآية هي صوت المسيح الذي اتهمه أعداؤه زورًا ورتبوا في هذه الساعة حكم الموت ضده حتى يباد اسمه (أع18:4). ولكن المسيح مات ولم يباد اسمه ولا باد اسم كنيسته.

دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
الآيات (6-9): "وإن دخل ليراني يتكلم بالكذب. قلبه يجمع لنفسه إثمًا. يخرج. في الخارج يتكلم. كل مبغضي يتناجون معًا عليَّ. عليَّ تفكروا بأذيتي. يقولون أمر رديء قد انسكب عليه. حيث اضطجع لا يعود يقوم. أيضًا رجل سلامتي الذي وثقت به آكل خبزي رفع عليّ عقبه."
هذا ما حدث من أخيتوفل ضد داود الذي صار رمزًا ليهوذا. وهنا نرى مؤامرات تحاك ضد المسيح من الأشرار. ومن الشيطان ضد الكنيسة. هذه الآيات تنطق بما حدث للمسيح حين اجتمع اليهود برؤساء كهنتهم، وكهنتهم والفريسيين والناموسيين بل وبيلاطس وهيرودس بل الشعب كله ضده، وتشاوروا عليه ليصلبوه ظنًا منهم أنه إن مات لا يعود يقوم = حيث اضطجع لا يعود يقوم. إنسان سلامتي= يهوذا الذي كان تلميذًا للرب من رجاله الذين وثق بهم، وأكل معه (يو6:13)
الآيات (10-12): "أما أنت يا رب فارحمني وأقمني فأجازيهم. بهذا علمت أنك سررت بي أنه لم يهتف عليَّ عدوي. أما أنا فبكمالي دعمتني وأقمتني قدامك إلى الأبد. مبارك الرب إله إسرائيل من الأزل وإلى الأبد آمين فآمين."
المسيح مات ودفن وهنا كأنه يصرخ أقمني= وهو قام وصار له سلطانًا ليدين كل الأشرار. وفيه صرنا محل رضا الآب. سررت بي، لقد سُرَّ الآب بطاعته وفيه سُرَّ بنا إذ بدمه تبررنا. فهنا نرى نبوة عن القيامة، قيامته، وقيامة الكنيسة وتبريرها. وأن المسيح سيدين العالم (يو22:5). والكنيسة موضع سرور الآب لأن المسيح يشفع فيها للأبد أمام الآب= سررت بي... أقمتني قدامك إلى الأبد.... فهل قام داود أمام الله للأبد؟
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 01 - 2014, 02:35 PM   رقم المشاركة : ( 42 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 42 - تفسير سفر المزامير
يتفق كثير من الدارسين أن داود هو كاتب المزمور حين كان منفياً عن الهيكل في فترة شاول أو إبشالوم، وكان يعبر في المزمور عن اشتياقاته للعودة. وبعد عودته سلَّم المزمور إلى بني قورح لتلحينه وإنشاده. وأصحاب هذا الرأي يدللون بأن المتكلم هنا بصيغة المفرد ولو كان بنو قورح هم الذين ألفوه لإستخدموا صيغة الجمع. والمزمور إتخذ كنبوة عن حال المسبيين في بابل وإشتياقهم للرجوع. والأهم هو نبوة عن إشتياق البشرية المسبية تحت عبودية إبليس للخلاص والرجوع للوطن الجديد (الكنيسة) مجتازة مياه المعمودية= جداولالمياه. مشتاقة أيضاً للإمتلاء من الروح القدس المعزي (يو38:7 ، 39) وأيضاً المزمور هو صرخة من شعب العهد القديم فيها تعبير عن عطشهم لرؤية المخلص. عموماً كل نفس مازالت مستعبدة للخطية تقول مع المرنم نفسي منحنية فيَّ فإن قدمت توبة بدموع صارت لي دموعي خبزاً= يعود لها الإشتياق إلى الله. وتقول عطشت نفسي إلى الله. والمسيح يجيب "إن عطش أحد فليقبل إلىَّ ويشرب" (يو37:7) ويقول "طوبى للجياعوالعطاش إلى البر لأنهم يشبعون" (مت6:5).
هذا المزمور بكلماته الرقيقة يشعل اشتياقات المؤمن إلى الله، نجد فيه رجاءً ونجد فيه مخاوف، نجد فيه نغمة فرح ونغمة حزن وأسى. هنا صراع بين نوعين من المشاعر، مشاعر الإيمان والرجاء والاشتياق إلى الله، والمشاعر الإنسانية المتألمة من واقعها الخاطئ الذي دنسته شهواتها وتقصيراتها. وكأن كلمات المزمور نجد فيها حوارًا بين النوعين من المشاعر.
الآيات (1، 2): "كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله إلى الإله الحي. متى أجيء وأتراءى قدام الله."
هنا صوت الرجاء والإيمان والاشتياق لله. فكما تشتاق الأيل في براري فلسطين الجافة الحارة لموسم امتلاء الجداول بالماء في فصول المطر، هكذا يشتاق المؤمن في برية هذا العالم لعطايا وتعزيات الروح القدس (كلمة الله والأسرار المقدسة). ولاحظ أن الأيل سريعة العدو وهكذا ينبغي أن يسرع المؤمن في طريق الله. ومن طبيعة الأيل أنها تجتذب الحيات لتخرج من جحورها عن طريق أنفاسها الخارجة من منخارها، وإذا خرجت تقتلها وتمزقها إربًا ومع ذلك فإذا ما سرى السم الخارج من الحيات في الأيائل يلهب جوفها فإنه وإن لم يقتلها لكنه يجعلها في حالة ظمأ محرق فتشتاق إلى جداول مياه صافية لتطفئ نيران السم الذي سبب لها عطشًا. (الحيات رمز للشياطين) وعلينا أن ندمر وندوس خطايانا لنرتوي من أبار مياه الروح القدس بعد أن نشعر بالعطش (أر13:2). عطشتنفسي إلى الله. النفس التائبة تدرك أنه لا حياة لها ولا تعزية إلا بأن تتقابل مع الله الحي فتشتاق لهذا اللقاء ، بل لن يشبع النفس سوى الله فهى مخلوقة على صورته. وهو إشتياق النفوس الآن لمجيء المسيح الثاني لنراه وجهاً لوجه.
الآيات (3، 4): "صارت لي دموعي خبزًا نهارًا وليلًا إذ قيل لي كل يوم أين إلهك. هذه اذكرها فاسكب نفسي عليّ. لأني كنت أمرّ مع الجمّاع أتدرج معهم إلى بيت الله بصوت ترنم وحمد جمهور معيّد."
هنا صوت الألم من الوضع الحالي، وبالذات حين تقارن النفس حالتها وهي في العبودية وحالتها السابقة حينما كانت تتمتع مع الله، تقف أمامه في الهيكل. فالآن بسبب خطاياها صارت دموعها خبز النهار والليل. ولماذا قال دموعي صارت لي خبز ولم يقل صارت لي شراب؟ لأنه بالخبز يحيا الإنسان وهكذا يُصَوِّر المرنم هنا أن حياته صارت دموعاً، ولأن الخبز بدون شراب يزيد من حالة العطش فصارت حياته دموعًا وعطشًا للرجوع لبيت الله. ونجد المرنم يبكي الليل والنهار ليعود إلى الله. والنهار يشير لأيام الفرج والليل يشير لأيام التجارب. وما زاد من ألام المرنم سخرية الأعداء منه قائلين "أين هو إلهك" فهم يحاولون تحطيم رجاؤه في الله كأن الله تركه وتخلي عنه. هذه اذكرها فأسكب نفسي علىّ = ما هذا الذي يذكره؟ بقية الآية تشرح أنه يتذكر أيام ظهوره وسط الجماعة في العبادة وإحسانات الله عليه فينسكب أمام الله طالبًا أن يعيد عليه هذه الإحسانات، هو لا يشغل نفسه بإهانات العدو، بل ينشغل بذكريات وخبرات الله معه في أيامه السابقة ليجدد رجاؤه. ولاحظ قوله جمهور مُعَيِّد= فما يجدد الرجاء أيام الأفراح (الأعياد) السابقة. أيام الفرح السابقة هي سند لنا في الوقت الحاضر المؤلم.
آية (5): "لماذا أنت منحنية يا نفسي ولماذا تئنّين فيّ. ارتجي الله لأني بعد احمده لأجل خلاص وجهه."
حين ذكر إحسانات الله، عادت نغمة الرجاء والإيمان فتساءل لماذا أنت منحنية يا نفسي؟
الآيات (6، 7): "يا الهي نفسي منحنية فيّ. لذلك أذكرك من ارض الأردن وجبال حرمون من جبل مصعر. غمر ينادي غمرًا عند صوت ميازيبك. كل تياراتك ولججك طمت عليّ."
يعود هنا للشكوى من آلامه الحاضرة والتجارب المحيطة به. فهو قد طرد من أورشليم واضطهدوه فهرب إلى الأردن (وادي الأردن المنخفض) ومنطقة جبال حرمون= من جبل مِصْعَرْ= وهذه تعني التل المنخفض. ومن أماكن تغربه كانت عينيه دائمًا تنظران لأورشليم العالية= أذكرك من أرض الأردن. ونحن يمكننا من أي مكان وفي كل زمان أن تتجه عيوننا إلى الله، إلى أورشليم السماوية. في كل ذلنا وتواضعنا وانخفاض مستوانا (وادي الأردن وجبل مصعر) يمكننا أن ننظر للسماء (أورشليم السماوية) وشكواه هنا من ان نفسه منحنية راجع لتغربه بعيدًا عن الله. وفي بعده عن الله تعرَّض لآلام وتجارب فاضت عليه غمر ينادي غمر= أي تجربة تفيض عليَّ لتغرقني وراءها تجربة أخرى وهكذا. وعمومًا فمن حكمة الله يسمح لنا بأن نجتاز هذه التجارب فتنخفض كبرياؤنا ونصير كمن هم في وادي منخفض (الأردن) أو تل منخفض (مصعر). وإذا تواضعنا نرفع عيوننا لأورشليم السماوية إلى الله فنجد الاستجابة. جِبَلِ حَرْمُونَ جبل عالٍ جداً وجَبَلِ مِصْعَرَ جبل منخفض. فجبل حرمون جبل عالٍ، فهو في ألامه تنخفض كبرياؤه، ولكن ما يعزيه أنه يعود ويذكر علاقته الحلوة السابقة مع الله التي جعلته يتذوق السماويات التي يشير لها علو جبل حرمون، وقمة هذا الجبل ثلجية منيرة فى ضوءالشمس ولنورها سميت قمة جبل حرمون سنير بمعنى النور ، وهذه تشير لبره السابق. وهذا هو مفهوم التواضع الصحيح إنسحاق مع رجاء في مراحم الله أن يعيده لهذه العشرة السماوية. ولكن لاحظ أنه يذكر جبل حرمون أولاً ويعود ويذكر جبل مصعر المنخفض في تواضع ، ويقولمن جبل مصعر المنخفض، والمعنى أنه يقول لقد إنخفض مستواي ووضعى الحالى ، ولكن فى خيالاته جبل حرمون العالى ويعبر عن إشياقاته للحياة السماوية فى بر.
آية (8): "بالنهار يوصي الرب رحمته وبالليل تسبيحه عندي صلاة لإله حياتي."
صوت الإيمان والرجاء نتيجة رفع القلب لله. فنجد هنا رجاء ينير قلبه بأن نهار الخلاص لابد وسيشرق ويأتي معه ليل الراحة والتسبيح.
الآيات (9، 10): "أقول للّه صخرتي لماذا نسيتني. لماذا اذهب حزينًا من مضايقة العدو. بسحق في عظامي عيّرني مضايقيّ بقولهم لي كل يوم أين إلهك."
طالما الإنسان على الأرض، فالآلام لن تنتهي، والصراخ لن يبطل. والإنسان في حزنه يتصور أن الله قد نسيه. وهنا نعود لصوت الشكوى. أين إلهك= هذا هو صوت اليأس الذي يضعه إبليس في أذاننا أن الله تخلى عنا، وهنا فداود يسمع هذا الصوت من الذين يستخدمهم إبليس = مضايقي. وهذا سبَّب لداود سحق في عظامه.
آية (11): "لماذا أنت منحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيّ. ترجي الله لأني بعد احمده خلاص وجهي والهي."
المزمور ينتهي بالرجاء ونغمة الرجاء تعود ثانية.
ملحوظة: مز(43) يعتبر تكملة لهذا المزمور لذلك ينتهي بنفس الشكوى "لماذا أنت منحنية يا نفسي".
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 01 - 2014, 02:36 PM   رقم المشاركة : ( 43 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 43 (42 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
يعتقد البعض أن (مز42، مز43) يمثلان وحدة واحدة. فيهما يصرخ المرتل وغالبًا هو داود في حزنه لله مشتاقًا للرجوع للعبادة في هيكل الله لينعم بالحضرة الإلهية. ولذلك اقترح البعض أن يكون داود قد كتب هذا المزمور (42، 43) في فترات هروبه من أمام شاول أو أبشالوم يعبر عن اشتياقه للعودة إلى الهيكل. وفي (مز42) نراه بعنوان قصيدة لبني قورح، ويغلب أن داود كتبه وأعطاه لبني قورح لترنيمه.
· جاء المزمور نبوة عن كل من أرغمته الظروف أن يبتعد عن أورشليم وعن الهيكل لذلك قيل أنه نبوة عن السبي. (المقصود 42، 43 كلاهما كوحدة واحدة). ولذلك وبنفس المفهوم فكل من استعبد للخطية تحت يد العدو القاسي يمكنه أن يرنم بهذه الكلمات تعبيرًا عن اشتياقه للعودة من السبي، والسبي هنا يشير إلى الخطية الداخلية وإلى الأعداء الخارجيين (إبليس ومن يتبعه).
· يتخذ المزمور كنبوة عن المسيح المتألم من الأمة اليهودية غير الراحمة ومن يهوذا رجل الغش (آية1) لذلك نصلي هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة.
· الترجمة السبعينية تشير صراحة أن كاتب المزمور هو داود.
آية (1): "اقض لي يا الله وخاصم مخاصمتي مع أمة غير راحمة ومن إنسان غش وظلم نجني."
قد يكون القائل هو المسيح، أو داود، أو الشعب في بابل يشتكون من البابليين أو أي مسيحي يشعر بآلام الاستعباد لخطية ما. ولمن نلجأ سوى لله ليخلصنا ويقضي لنا.
آية (2): "لأنك أنت إله حصني. لماذا رفضتني. لماذا أتمشى حزينًا من مضايقة العدو."
المرتل يصرخ لله فهو وحده قوته. وقد يشعر الخاطئ أن الله رفضه إذ يفقد التعزيات وقد يشعر المريض أو المتألم أو المضطهد أن الله تركه = لماذا رفضتني. وكان هذا هو ما قاله المسيح "إلهي إلهي لماذا تركتني". فهي صرخة المتألم في ألمه. ولكن يحسب للمرتل قوله أتمشى. فالضيقة لم تصبه بالشلل ولم يتوقف ولم يتراخ عن جهاده بالرغم من حزنه. والمسيح استمر في طريق الصليب ولم يتراجع بالرغم من أنه قال "نفسي حزينة جدًا حتى الموت". ومضايقة العدو هنا هي الخطية الساكنة فيَّ أو هو إبليس بمؤامراته فالخطية تسبب الحزن بينما البر سبب فرح.
آية (3): "أرسل نورك وحقك هما يهديانني ويأتيان بي إلى جبل قدسك وإلى مساكنك."
المرتل يطلب عون الله لكي يرجع من سبيه = (الخطية أو من بابل) ولكن بروح النبوةفداود مشتاق لتجسد المسيح فيقول لله أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي فالمسيح الذىهونورالعالم وهوالحق هو الذى سيقود مسيرة الكنيسة جسده إلى جبل قدس الله أى السماء . جَبَلِ قُدْسِ الله أي لأورشليم بالنسبة لداود البعيد عن الهيكل أو لعودة الخاطئ لحياة الشركة المفرحة في الكنيسة بيت الخلاص. الكنيسة هي الجبل الذي رآه دانيال حجراً صغيراً ثم نما وكبر وصار جبلاً كبيراً ملأ وجه الأرض وطلبة هذه الكنيسة لرأسها الرب يسوع هي أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ هُمَا يَهْدِيَانِنِي = هي طلبة كل نفس حتى لا تخسر الشركة في جبل قدس الله. فالرب يسوع هو نور الآب وحقه فهو الذي قال "أنا هو نورالعالم". والطريق الوحيد للخلاص هو الطلب واللجاجة.
آية (4): "فآتي إلى مذبح الله إلى الله بهجة فرحي وأحمدك بالعود يا الله إلهي."
يقول هذا المسبيين ليرجعوا إلى مذبح الله في أورشليم. وتقولها كل نفس إنفصلت عن شركة التناول بسبب خطاياها، وحينما تعودللشركة تعود لها أفراحها وتسابيحها فهي في فترة سبيها تركت التسبيح والقيثارة (مز137). وذبيحة التناول تعطي لمغفرة الخطايا، وفيها حياة أبدية لمن يتناول منها. إن الفرح هو سمة ملازمة للمسيحي الذي يتذوق دائماً بركات المذبح والغفران وهو عطية المسيح ومن ثمار الروح (يو16 : 22 + غل5 : 22)
آية (5): "لماذا أنت منحنية يا نفسي ولماذا تئنين فيّ. ترجي الله لأني بعد أحمده خلاص وجهي وإلهي."
هنا نصيحة المرتل لكل مُنْحَنِيَ النَفْسِ = لكل من يحمل أثقال الخطية أو الهموم أن يترجوا الله، يطلبوه ويثقوا في استجابته. والمسيح يستجيب ويعطي راحة. وبعد أن يستجيب يتحول هذا لتسبيح وحمد وشكر = لأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ.
والقيثارة والعود يرمزان لحواس المؤمن وقواه العقلية التي يحركها الروح القدس فتعطي أنغام التسبيح من قلب محب لله طاهر وهذا يتم بطاعة الوصية.
والآن لماذا أنت منحنية يا نفسي ولماذا تئنين؟ فلا معني لليأس بعد أن عرفت طريق فرحك وسلامك فقدمي توبة وارجعي إلى الله فيرجع إليك فتتحرك أوتار قيثاراتك بالتسبيح.
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 01 - 2014, 02:37 PM   رقم المشاركة : ( 44 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 44 - تفسير سفر المزامير
غير مؤكد من هو كاتب هذا المزمور، وإن كان داود فهو قد كتبه بروح النبوة ليعبر عن حال الشعب في السبي. ولكنه هو تعبير عن حال شعب الله المتألِّم دائمًا في برية هذا العالم. وإن كان هناك مزامير كثيرة تترنم بالخلاص فلابد أن تكون هناك مزامير تتكلم عن حال الكنيسة المتألمة في هذا العالم، لذلك استخدم بولس الرسول الآية (22) في (رو36:8) ليعبر عن حاله وحال كل الكنيسة المتألمة حتى الموت في عصور الاستشهاد. لقد بدأت الكنيسة عصر الاستشهاد بقتل هابيل واستمر مسلسل اضطهاد الكنيسة وسيستمر ليصل إلى ذروته عند مجيء ضد المسيح. ونسمع صدى هذه الآلام في السماء (رؤ9:6-11). فالكنيسة دخلت في شركة الصليب مع مسيحها.
الآيات (1-3): "اللهم بآذاننا قد سمعنا. آباؤنا اخبرونا بعمل عملته في أيامهم في أيام القدم. أنت بيدك استأصلت الأمم وغرستهم. حطمت شعوبًا ومددتهم. لأنه ليس بسيفهم امتلكوا الأرض ولا ذراعهم خلصتهم لكن يمينك وذراعك ونور وجهك لأنك رضيت عنهم."
هذه خبرات سمع عنها المرنم من الكتاب المقدس عن أعمال الله مع الشعب سابقًا. ومن المهم دائمًا أن نسبح الله ونذكر أعماله السابقة لإحياء روح الرجاء فينا وسط ألامنا. وكما أعان الله موسى ويشوع لدخول الأرض وهزيمة الأعداء. هكذا كان بالصليب هزيمة إبليس والمسيح هنا هو يمين الرب وذراعه ونور وجهه فهو النور الذي رأيناه وفيه رأينا الآب "الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خَبَّر" (يو 1: 18).
مددتهم = أي وسعت تخومهم وأخذوا الأرض كلها.
الآيات (4-8): " أنت هو ملكي يا الله. فأمر بخلاص يعقوب. بك ننطح مضايقينا. باسمك ندوس القائمين علينا. لأني على قوسي لا اتكل وسيفي لا يخلصني. لأنك أنت خلصتنا من مضايقينا وأخزيت مبغضينا. بالله نفتخر اليوم كله واسمك نحمد إلى الدهر. سلاه."
هذه صلاة ليخلص الله شعبه الآن كما خلَّص سابقًا "فيسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد" (عب8:13). أنت هو ملكي يا الله. فأمر بخلاص يعقوب = ما أجمل أن يستغل المؤمن دالته لدى الله، ويصلي طالبًا الخلاص لكل الكنيسة. بك ننطح مضايقينا = أي خطايانا وشهواتنا وإبليس نفسه. فأنت قوتنا = وعلى قوسي (قوتي) لا أتكل.
الآيات (9-16): " لكنك قد رفضتنا وأخجلتنا ولا تخرج مع جنودنا. ترجعنا إلى الوراء عن العدو ومبغضونا نهبوا لأنفسهم. جعلتنا كالضأن أكلًا. ذريتنا بين الأمم. بعت شعبك بغير مال وما ربحت بثمنهم. تجعلنا عارًا عند جيراننا. هزأة وسخرة للذين حولنا. تجعلنا مثلًا بين الشعوب. لانغاض الرأس بين الأمم. اليوم كله خجلي أمامي وخزي وجهي قد غطاني. من صوت المعيّر والشاتم. من وجه عدو ومنتقم."
هنا وصف للحالة المؤلمة الحالية، فالله حين رفض شعبه بسبب خطاياهم صاروا عارًا وهزءًا بين أعدائهم. وهذا تعبير عن حال الشعب في السبي، وحال بنى آدم حين استعبدهم إبليس وحال كل خاطئ يتخلى الله عنه. ولنلاحظ أن ما حلَّ بالشعب أو ببني آدم ليس بسبب قوة العدو بل بسبب تخلي الله عنهم لخطاياهم، والله سمح بهذا للتأديب. فمثلًا من ظن نفسه قوى حين يرى نفسه مثل شاة تساق للذبح يعرف ضعفه ويتضع فيخلص. ونجد المرنم هنا يعاتب الله= بعت شعبك بلا ثمن. وما ربحت بثمنهم= حين سلمهم الله للعار وسط أعدائهم الذين يهينونهم ويهينون اسم الله. هو عتاب ودي ليرفع الله الضيقة عن شعبه، وهو تعليم للشعب فالله لا يطلب نفعًا لنفسه من وراء ضيقتهم فهو لم يبعهم منتظرًا ربحًا. بل سلمهم وباعهم ليؤدبهم فيخلصوا. بل صار تأديبنا صورة لآلام المسيح فالآيات (14-16) تتكلم عن آلام المسيح فنحن نشترك معه في صليبه لنشترك معه في قيامته. (وهذه السخرية هي سخرية الأدوميين ضد شعب الله وحدثت عند سبي بابل).
الآيات (17-22): "هذا كله جاء علينا وما نسيناك ولا خنّا في عهدك. لم يرتد قلبنا إلى وراء ولا مالت خطواتنا عن طريقك. حتى سحقتنا في مكان التنانين وغطيتنا بظل الموت. أن نسينا اسم إلهنا أو بسطنا أيدينا إلى إله غريب. أفلا يفحص الله عن هذا لأنه هو يعرف خفيّات القلب. لأننا من أجلك نمات اليوم كله. قد حسبنا مثل غنم للذبح."
هنا المرنم مازال يعاتب الله الذي تركه بالرغم من أنه متمسك بالإيمان به. هذا مثل صوت بطرس "يا رب أنت تعلم أني أحبك" لذلك اقتبس بولس الآية (22) للإعلان عن حبه للمسيح، هنا إعلان عن حب الله رغمًا عن العقاب الصادر ضد الإنسان بالموت= غطيتنا بظل الموت= فموتنا الآن هو ظل الموت، أما الموت الحقيقي فهو الانفصال عن الله. وتعني أن حياتنا قصيرة نسير فيها نحو هدف واحد هو الموت. بل نحن معرضين للموت كل حين، وأولاد الله يسيرون في هذا الطريق الضيق بلا تذمر كما فعل الشهداء فهم يعرفون أنهم في طريق المسيح وكما احتمل هو الألم والموت ثم قام وصعد، سيقومون معه إن كانوا ثابتين فيه فهو الطريق. ويكمل عتابه الرقيق لله= حتى سحقتنا في مكان التنانين= التنانين هي مخلوقات جبارة تشير للمتكبرين والعتاة من البشر الذين سحقهم الله، والعتاب معناه لقد قبلنا منك يا رب أن تحكم علينا بالموت مثلهم ، مع أننا نحبك ولم نترك طريق الإيمان بك. ثم يترك الأمر كله بين يدي الله الذي يعرف خفايا القلوب ويعلم إيمانه ومحبته.
الآيات (23-26): "استيقظ. لماذا تتغافى يا رب. انتبه. لا ترفض إلى الأبد. لماذا تحجب وجهك وتنسى مذلتنا وضيقنا. لأن أنفسنا منحنية إلى التراب. لصقت في الأرض بطوننا. قم عونًا لنا وافدنا من اجل رحمتك."
هي صرخة من أجل الخلاص، مبنية على القيامة مع المسيح= اِسْتَيْقِظْ يَا رَبُّ لِمَاذَا تنام = تَتَغَافَى.. انْتَبِهْ = قم فنحن نقبل أن نموت لأن لنا رجاء في القيامة ، والصراخ للمسيح ليستيقظ هو صراخنا نحن بالتوبة والصبر والاحتمال.
انْتَبِهْ = المعني أنظر إلي حالنا البائس ولا تتركنا هكذا.
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 01 - 2014, 02:40 PM   رقم المشاركة : ( 45 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 45 (44 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
هو مزمور تسبحة العرس للمسيح الملك المحارب، والعُرس بين المسيح العريس وكنيسته.
المزامير السابقة كلمتنا عن الألم سواء للفرد أو للجماعة أو للمسيح، وهنا نرى أفراح العرس فالألم هو طريق العرس والمجد الأبدي. هنا نرى الشعب وقد اتحد بالمسيح الملك يدخل إلى مجد داخلي كعروس سماوية مزينة، يشتهي الملك جمالها الروحي، تدخل إلى قصره وتنعم به كملكة في بيت عريسها الملك، بل ونبوة عن دخول الأمم نسمع عن عذارى يأتين في إثرها.
والعريس لم يقتنيها مجانًا بل حارب جبابرة ليقتنيها. وبعد أن اقتناها يسمعها صوته إنس شعبك وبيت أبيك (العالم الذي وُلدتِ فيه) فيشتهي الملك حسنك.
المزمور أنشودة حب بين الكنيسة والمسيح، فالكنيسة تقول له "أنت أبرع جمالًا من بني البشر".
نرى هنا المسيح يُمسح بالروح القدس لحساب كنيسته وشعبه (هو بكر بين إخوة كثيرين) "مسحك الله بزيت البهجة أفضل من رفقائك" لذلك نصلي هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة فنذكر أن آلام المسيح انتهت بقيامته وحلول الروح القدس في هذه الساعة على الكنيسة. والروح القدس هو الذي يقدس النفس لتصير على صورة عريسها يأخذ مما له ويعطيها.
تستعمل الكنيسة صلوات وآيات من هذا المزمور في طقس الزواج بكون سر الزواج هو ظلًا للعرس الأبدي بين الله الكلمة والكنيسة، والعروسان يستمدان حبهما ووحدتهما من حب المسيح لكنيسته وحب الكنيسة لعريسها المسيح. ولذلك نجد عنوان المزمور ترنيمة محبة. ولذلك شبه السيد المسيح علاقته بالكنيسة بعرس (مت2:22 + 1:25).
يقول بعض الكتاب والمفسرين أن هذا المزمور يشير لعرس سليمان وهذا خطأ كبير لأن هذا المزمور يتكلم عن رجل قتال وسليمان لم يكن رجل قتال أبدًا. وربما كتبه داود النبي كنبوة عن المسيح ولذلك أخذ منه بولس الرسول (عب8:1، 9).
وفي أعياد القديسة العذراء مريم نرنم بآيات هذا المزمور التي تتكلم عن العروس، فالعذراء هي أم الكنيسة وشفيعتها وطهارة العذراء جعلت المسيح يشتهي حسنها، وهي مشتملة بثوب ذهب رمز طهارتها وحياتها السمائية فالذهب يرمز للسماويات، وكل مجدها من داخل فهي يتيمة بسيطة فقيرة لكن قلبها كان سماء.
آية (1): "فاض قلبي بكلام صالح. متكلم أنا بإنشائي للملك. لساني قلم كاتب ماهر."
المرتل وقد رأى خلاص المسيح وحبه كعريس لعروسه، فاض قلبه بالحب له، بل فاض لسانه بكلمات حب، أعطاها له الروح القدس . وكان لسان داود وهو ينطق بما يقول فى هذا المزمور وغيره ، هو مجرد قلم يكتب ما يمليه عليهكاتب ماهر هو الروح القدس= لِسَانِي قَلَمُ كَاتِبٍ مَاهِر. وهو وجد أن مشاعره كفيض، ويريدأن يعبر به عن محبته، وحينما لم يسعفه لسانه، أعطاه الروح القدس أن يفيض (يو37:7 ، 38). فاض عليه الروح القدس الكاتب الماهر بما قاله وكتبه فكان الروح القدس كمن يمسك لسانه ليكتب به. فوجد نفسه لا يحتاج للتفكير ولا يتوقف فالروح يملي عليه ما يقوله. وفي السبعينية= إني أخبر الملك بأفعالي= فالحب لم يجعل لسانه فقط يتكلم بل كل أفعاله صارت تنطق بهذا الحب، لقد صارت أعضاؤه آلات بر (رو6). وعموماً فهذه طريقة كتابة المزامير وهناك من قال عن المزامير .. "هل كان الروح القدس يعزف على قيثارة داود أم كان داود يعزف على قيثارة الروح القدس". ويرى بعض الأباء أن عبارة فَاضَ قَلْبِي بِكَلاَمٍ صَالِحٍ = هي تعبير عن ولادة المسيح (كلمة الله) من الآب. فهو الكلمة الذي يفيض من قلب الآب.
لسانى قلم كاتب ماهر = داود كتب كلاما عجيبا لم يحدث له وكمثال لهذا ما قاله فى مزمور 22"ثقبوا يدىَّ ورجلىَّ" فهل هذا حدث مع داود ؟ هذا لم يحدث . لكن داود إذ وجد نفسه يقول هذا نجده هنا يفسر لماذا قال ذلك ، وأنه وجد من يضع هذه الكلمات على لسانه ، فقال أنه الروح القدس الكاتب الماهر ، وفى هذا يقول بطرس الرسول "أنرجال الله القديسون تكلموا مسوقين بالروح القدس" (2بط1 : 21) .
آية (2): "أنت أبرع جمالًا من بني البشر. انسكبت النعمة على شفتيك لذلك باركك الله إلى الأبد."
هذا المولود من الآب أزلياً صار بشراً ولكنه أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ بَنِي الْبَشَرِ. ليس المقصود هو جمال الجسد بل لأنه كان بلا خطية لذلك أضاف انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ عَلَى شَفَتَيْكَ لم يقل أنه أبرع جمالاً من الملائكة فهو أخذ طبيعتنا وليس طبيعة الملائكة. ولنلاحظ أن الخطية في القلب تترك بصماتها على شكل الوجه، فالغضوب والحاسد والشهواني والخبيث.. هؤلاء يظهر على وجوههم ما في قلوبهم، فتصير وجوههم بلا جمال. لِذلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الدهر = المسيح بحسب الناسوت كان يتقدم في الحكمة والقامة والنعمة (لو52:2) فهو كان يمارس هذا بكونه إنساناً حقيقياً وكان هذا يظهر فيه تدريجياً. ويقال أن الله باركه بمعنى أنه يصير بركة للكنيسة أى أن ما تناله الكنيسة من بركات إلهية يكون هذا خلال الرأس وباسمه فهو أعطانا حتى جسده مأكلا حقيقيا نحيا به. والنعمة التي انسكبت على شفتيه هي تعاليمه، وكلمات الغفران للخطاة، والحب والشفقة لمن يحتاج. والبركة التي سمعها يوم العماد "هذا هو ابني الحبيب.." كانت لحساب كنيسته.
آية (3): "تقلد سيفك على فخذك أيها الجبار جلالك وبهاءك."
الفَخْذ إشارة إلى جسد الرب يسوع (تك2:24+ 10:49). والسَيْفَ هو صليبه الذي حمله ليحارب به أعداء عروسته (الشياطين).. تَقَلَّدْ سَيْفَكَ عَلَى فَخْذِكَ فالسيف يعلق على الفخذ فعلاً ويشهره المحارب للقتال. والمسيح حمل صليبه على ظهره وكان هذا كسيف للقتال، بل سُمِّرَ عليه وكأنه متمسك به وهذه تساوي "أوثقوا الذبيحة بربط إلى قرونالمذبح" (مز27:118). والحقيقة أن الذى أوثق المسيح بصليبه كانت محبته لنا . وبنفس هذا المعنى وجدنا الكبش الذي قدمه إبراهيم عوضاً عن إسحق إبنه "ممسكاً في الغابةبقرنيه" (تك13:22). والقرون إشارة للقوة، فالمسيح كان مرتبطاً بالصليب بقوة ليهزم إبليس ويحررنا. وكلٌ منا حين يحمل صليبه تابعاً المسيح دون تذمر فهو يحارب إبليس بنفس طريقة المسيح فيصير تلميذاً للمسيح.
جَلاَلَكَ وَبَهَاءَكَ =ومعركة الصليب أثبتت أنه جبار فقد سحق الشيطان وكسر شوكة الموت وفتح الجحيم (1كو18:1)، بل الكرازة بالصليب صارت كسيف (مت34:10). وكلمة الله صارت سيف ذو حدين (عب12:4 + أف17:6) فهي سيف يقطع حركات الشهوة وأهواء النفس التي يثيرها فينا عدو الخير حتى الآن. والمسيح في معركته كان يبدو أمام الناس كضعيف ولكنه كان جباراً وفي جلال، فلقد إظلمت الشمس والقبور تفتحت فآمن الجندي الوثني من جلال المصلوب.
آية (4): "وبجلالك أقتحم اركب من أجل الحق والدعة والبر فتريك يمينك مخاوف."
بعد معركته أقام الرب مملكته المؤسسة على الْحَقِّ وَالدَّعَةِ والعدل=الْبِرِّ. وهذا عكس مملكة إبليس القائمة على الباطل وشهوة هذا العالم الزائفة. وحينما نقبله فينا بكونه الحق لا يجد الباطل مكاناً فينا. وحينما نقتنيه وهو الوديع يهرب منا الكبرياء. وحين نتقلد هذه الأسلحة ، الحق والدعة والعدل نصير أقوياء كما تقلدها فصنع أعمالاً عجيبة بيَمِينُه = قوته. أعمالاً عجيبة أخافت الشياطين، وسقطت ممالك. اقْتَحِمِ = مملكة الموت مملكة إبليس، ليؤسس الرب مملكته .
آية (5): "نبلك المسنونة في قلب أعداء الملك شعوب تحتك يسقطون."
نبل السيد المسيح هي كلمات الكرازة بواسطة الرسل ،وهم كل من آمن بالمسيح وأحبهفصار كسهم موجه للشيطان. والشعوب هي الشياطين التي انهزمت أو الأمم التي آمنت بالسيد المسيح كالدولة الرومانية التي تحولت للمسيحية، بعد أن كانت مستعبدة لابليس .
آية (6): "كرسيك يا الله إلى دهر الدهور. قضيب استقامة قضيب ملكك."
ترتل كنيستنا القبطية هذه الآية في الساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة العظيمة في لحن طويل "بيك إثرونوس" pek`;ronoc لتقول للمسيح ولو أنك صلبت ومت ودفنت، إلا أنك على عرشك إلى دهر الدهور. وواضح أن هذه الكلمات لا توجه إلى ملك أرضي سواء داود أو سليمان فلم يكن أى ملك أرضى إلى دهر الدهور أى أبدى، بل هي للمسيح ملكنا السماوي، فهو قبل أن يتأنس كان ملكاً ورباً منذ الأزل . وبصليبهصار ملكاً ورباً على كل من آمن به وأحبه وملكه على قلبه . وبعد صعوده جلس عن يمين الآب إلى دهر الدهور. وسيأتى اليوم الذى يدين فيه كل العالم ويخضع الكلله.قَضِيبُ اسْتِقَامَةٍ قَضِيبُ مُلْكِكَ = القضيب هو صولجان الملك، وهو يملك بالعدل، تارة يترفق وتارة يؤدب، هو محب للبر ومبغض للإثم، فلا شركة للنور مع الظلمة. قَضِيبُ مُلْكِكَ = هو صولجان الملك الذي هو الصليب وهو طريق البر والإستقامة.
آية (7): "أحببت البر وأبغضت الإثم من أجل ذلك مسحك الله إلهك بدهن الابتهاج أكثر من رفقائك."
دُهْنِ الابْتِهَاجِ = إشارة لحلول الروح القدس على المسيح لحساب الكنيسة. ويسمى دهن الابتهاج فهو قَبِلَ أن يمسح بإبتهاج، يمسح ليكون الملك والكاهن والذبيحة (عب2:12) فهو مع ألامه التى لا ندركها كان فرحا بخلاصنا نحن البشر. ونحن رفقائه وبسبب أنه هو مُسِحَ صرنا مسيحيين لأننا به نُمسح لله بالروح القدس، فنتقدس أى نتكرس ونتخصصوتُفرز قلوبنا لحساب ملكوته، ويسكن فينا الروح القدس الذى حل على المسيح يوم المعمودية وكان هذا لحسابنا ليسكن فى الكنيسة وفينا بالميرون (راجع أع37:10، 38) ومن ثماره الفرح فنبتهج حين يسكن في أعماقنا. وتنزع عنا روح الغم، ولكن هذا لمن يحب البر ويبغض الإثم.
أَكْثَرَ = فالمسيح حلَّ عليه الروح القدس كاملاً بأقنومه (حمامة كاملة) . أما على التلاميذ حل الروح القدس على شكل ألسنة نار منقسمة على كل واحد منهم فنحن البشر لسنا آلهة حتى يسكن فينا الروح بكامله كالمسيح. حقاً نحن مسكن للروح القدس ولكن نحن نأخذ منه ما نحتاج إليه فقط. وحينما حل الروح القدس على شكل حمامة فلأن الحمام يرجع دائماً إلى بيته (مثل حمامة نوح والحمام الزاجل). والروح حل على جسد المسيح الذي هو كنيسته ليقود الكنيسة دائماً إلى المسيح، فعمله هو أن يثبتنا في المسيح.
آية (8): "كل ثيابك مر وعود وسليخة من قصور العاج سَرَّتك الأوتار."

دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
المر= مر الطعم جدًا (إشارة لآلام الصليب) ولكن رائحته زكية (إشارة للطاعة) وكانوا يكفنون الموتي بالمر والصبر وهكذا عَمِلَ يوسف الرامي مع جسد المسيح.
الميعة وَالسَلِيخَةٌ = أنواع من الأطياب تشير لألام المسيح فهي مرة (الميعة) أوهي تسلخ من شجرتها فتموت الشجرة (السليخة)، والمر والميعة يسيلان من بعض الاشجار. ولقد فاحت رائحة ألام المسيح وطاعته فهو أطاع حتى الموت موت الصليب، وفاحت الرائحة في جميع القصور= والقصور هي بيوت الله وهياكله، وهى أيضا قلوب قديسيه التي هي هياكل للروح القدس. وثوب المسيح هو كنيسته وحين يسكنها الروح القدس تصير لها رائحة حلوة، رائحة قبولها الألم مع مسيحها. وذكر عدة أنواع من العطور فلكل منا فضيلة معينة تختلف عن الآخر. وكنيسته= هي قُصُورِ الْعَاجِ والعاج لونه أبيض فالكنيسة تبررت بموت عريسها. ونلاحظ أن العاج يأخذونه من الأفيال بعد موتها، فالكنيسة قبلت الموت مع عريسها لذلك فاحت رائحتها العطرة لقبولها الصليب، وهكذا كل نفس تقبل الصليب. سَرَّتْكَ الأَوْتَارُ = تسبحتها تفرحك.
الآيات (9-16): "بنات ملوك بين حظياتك. جعلت الملكة عن يمينك بذهب أوفير. اسمعي يا بنت وانظري وأميلي أذنك وانسي شعبك وبيت أبيك. فيشتهي الملك حسنك لأنه هو سيدك فاسجدي له. وبنت صور أغنى الشعوب تترضى وجهك بهدية. كلها مجد ابنة الملك في خدرها. منسوجة بذهب ملابسها. بملابس مطرزة تحضر إلى الملك. في إثرها عذارى صاحباتها. مقدمات إليك. يحضرن بفرح وابتهاج. يدخلن إلى قصر الملك. عوضًا عن آبائك يكون بنوك تقيمهم رؤساء في كل الأرض."
يحدثنا المرتل هنا عن العروس. هي ملكة. عَنْ يَمِينِكَ. فهي عروس الملك. واليمين هو مكان الكرامة المعد للخراف لا للجداء. وهي في مكان الشفاعة فالكنيسة تصلي عن شعبها. وهي لها ثوبمنذَهَبِ أُوفِير= والذهب رمز للسماويات سمة العروس. بنات ملوك في تكريمك= بَيْنَ حَظِيَّاتِكَ (نسائك المكرمين)= هم المؤمنين الذين صاروا أبناء الملك والملكة يكرمونه يومياً بتسابيحهم وأعمالهم. "مزينة بأنواع كثيرة" (بحسب السبعينية) والمقصود حياتها المقدسة وفضائلها وقديسيها وشهدائها وألامها وأسرارها. وبعد أن تمتعت العروس بهذا الشرف عليها أن تنسى ماضيها (وثنيتها وخطاياها) ولاحظ أنها عروس وملكة وإبنة= اِسْمَعِي يَا أبِنْتُي = الله يشتاق لها لتلتصق به وتترك أهلها (العالم) وعاداتها السابقة كما ترك إبراهيم أور، وتنسي خطاياها، وكل ما كانت متعلقة به سابقاً كما ترك الرسل شباكهم وتركت السامرية جرتها. وعليها كعروس أن تقدم العبادة لله= فَاسْجُدِي لَهُ. ونرى هنا أن الأمم الوثنيين= صُورٍ هي نموذج للوثنيين وكانت أغنى أمم العالم وأكثرها خطية. سيقدمون هدية للعريس، وما هي الهدية المقبولة عنده سوى إيمانهم به. ولاحظ نصيحة المرتل أو العريس لعروسه الجديدة= أَمِيلِي أُذُنَكِ= أي تنفذي الوصايا. وتسمعي كل كلامه وتؤمني بقدرته. (مت21:15-28) لقد خرجت المرأة الكنعانية إلى المسيح وقدمت له هدية هي إيمانها ولاحظ أنها من نواحي صور وصيدا. والعروس كل مجدها من داخل= خدرها هذا يذكرنا بخيمة الاجتماع من داخل ذهب وشقق موشاة ومن خارج كباش محمرة وتخس. والكنيسة مجدها في مسيحها داخلها ومن خارج يوجد ألام واضطهاد. وكل نفس مسيحي مجده من داخل، في قلبه الذي تقدس وفرح بعريسه. فعلاقة العروس بعريسها هي في صلاة سرية في المخدع = خدرها(نش12:4). المؤمن الحقيقي لا يهتم بالخارج ولكنه يهتم بالداخل، فالعروس لا تكشف جمالها إلا لعريسها الذي أحبته، أما كشف فضائلنا لمن هم في الخارج فيوقعنا في الكبرياء. فتقول عروس النشيد "أدخلنى الملك إلى حجاله نبتهج ونفرح بك" (نش1 : 4) . وحجاله فى هذه الآية هى أيضا إشارة لعلاقة النفس بعريسها السماوى فى المخدع ، وهذه العلاقة كلها فرح ، تفرح هى ومن إجتذبتهم = "نبتهج ونفرح بك" .
مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا = مشتملة بأطراف موشاة بالذهب (سبعينية) الأطراف كانت رمانات وأجراس تعلق بأهداب رئيس الكهنة إشارة لتعليم العروس السماوي وكرازتها. والذهب يرمز للسماويات ، فهى صارت لها الشكل السمائى .
بِمَلاَبِسَ مُطَرَّزَةٍ تُحْضَرُ إِلَى الْمَلِكِ. في إِثْرِهَا عَذَارَى صَاحِبَاتُهَا. مُقَدَّمَاتٌ إِلَيْكَ = تجذب النفس المؤمنة غيرها للمسيح. وهذا إشتياق كل نفس عرفت المسيح وأحبته أن يعرفالمسيح كل إنسان لذلك قالت عروس النشيد"إجذبنى وراءك فنجرى"(نش1 : 4). والكل في فرح بسبب وجودهم في قصر العريس السماوي. وهي كنيسة ولود، فعوض الآباء يكون دائماً هناك أبناء. ولقد قدمت كنيستنا رؤساء كثيرين ولدتهم في معمودية (أثناسيوس/ كيرلس) أوريجانوس..) وأنطونيوس مؤسس الرهبنة.
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 01 - 2014, 02:41 PM   رقم المشاركة : ( 46 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 46 (45 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
وُضِعَ هذا المزمور بسبب الخلاص الذي أعطاه الله لشعبه إثر أزمة عسكرية مع عدو، ربما كان خلاص أورشليم من حصار أشور أو خلاصها من أي عدو آخر. وربما كتبه داود إثر انتصاره في معركة من المعارك إذ شاهد عمل الله العجيب معه.
المزمور يعلن عن سكنى الله وسط شعبه، سر قوتهم وإحساسهم بالأمان وملجأهم.
والروح القدس حلّ على الكنيسة، وهو الآن ساكن فيها وفي أفرادها، يقودها ويعطيها روح القوة. ولذلك تصلي الكنيسة هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة إذ يحدثنا عن الروح القدس. "نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن العلي".
آية (1): "الله لنا ملجأ وقوة. عونًا في الضيقات وجد شديدًا."
حين تشتد الآلام، نجد في الله ملجأ لنا وقوة ومعينًا، إن كنا مقدسين له، ننعم بالشركة معه: أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني". والأعداء محيطين دائمًا بالكنيسة ولكن وجود الله فيها يعطيها قوة وهو حصن لها. وعلينا أن لا نلجأ لسواه.
الآيات (2، 3): "لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار. تعج وتجيش مياهها. تتزعزع الجبال بطموها. سلاه.
مهما إشتدت الضيقة، حتى لو تصوَّر الإنسان كأن الأرض تتزلزل تحت قدميه وحتى ما هو راسخ كالجبال لو سقط في المحيطات، علينا أن لا نخاف. البحار هنا إشارة للعالم، والجبال هنا هم الجبابرة العالميين، حتى لو نزل هؤلاء إلى العالم ليحاربوا الكنيسة فلا نخاف لأن الله وسطها. فهؤلاء الجبال غير ثابتين أما المسيح فثابت (إش2:2) . وكل ما هو خارج المسيح يعج ويجيش ويضطرب ويتزعزع بسبب كبريائه=بِطُمُوِّهَا. وفي السبعينية "تتزعزع الجبال بعزته" = أي من تراهم جبال، ولكن أولاد الله بإيمانهم هم جبال ثابتة لاتتزعزع . إذا أظهر الله عزته وقوته تجدهم يتزعزعون. ولا ننسى أنه طالما إلهنا يسوع نائماً في سفينتا (الكنيسة) لا نخاف مهما إضطرب البحر (العالم) . والهيجان ضد الكنيسة بدأ من بداية الكنيسة ولكننا مازلنا نرى الكنيسة قائمة والمسيح في وسطها.
آية (4): "نهر سواقيه تفرح مدينة الله مقدس مساكن العلي."
هذه نبوة عن عمل الروح القدس المعزي (يو37:7-39) الذي يعطي سلامًا لكنيسته = مدينة الله. تروى هذه المياه مدينة الله فتعطيها ثمار... محبة فرح سلام.. + (يؤ18:3) هذا الروح القدس يعمله بالإضافة لهدم إنساننا العتيق وإقامة الجديد. ولنلاحظ أن العالم مشبه ببحار صاخبة متقلبة مياهها مالحة لا تروي، أما الروح القدس فمشبه بالنهر الذي مياهه مروية وهادئ (يعطي سلامًا لا قلق واضطراب). لقد قدس الروح القدس الكنيسة فصارت مقدس مساكن العلي. والروح القدس عامل في أسرار الكنيسة.
آية (5): "الله في وسطها فلن تتزعزع يعينها الله عند إقبال الصبح."
الله يعين كنيسته وينتشلها عند إقبال الصبح (شمس البر) بعد نهاية هذا العالم الذي هو كليل يمر بنا. ولكن الآن هو يسندنا ويعزينا إلى أن ينتشلنا نهائيًا إلى السماء.
آية (6): "عجت الأمم. تزعزعت الممالك. أعطى صوته ذابت الأرض."
مهما اشتد صوت المقاومين، الله قادر أن يسكتهم، ولقد هاجت الدولة الرومانية ضد المسيحية، ولكن صوت الله (الكرازة) أسكتها حتى ذابت في المسيحية.
آية (7): "رب الجنود معنا. ملجأنا إله يعقوب. سلاه."
الله بنفسه في وسطنا ولم يرسل إلينا لا ملاك ولا رئيس ملائكة.
الآيات (8، 9): "هلموا انظروا أعمال الله كيف جعل خربًا في الأرض. مسكن الحروب إلى أقصى الأرض. يكسر القوس ويقطع الروح. المركبات يحرقها بالنار."
الحروب التي قامت ضد الكنيسة انتهت غالباً بإيمان الأعداء (شاول الطرسوسي بل الدولة الرومانية) واللهكسِرُ ْقَوْسَهم = أي قوتهم وترتيباتهم ضد الكنيسة. ومن لم يؤمن أباده الرب. ولا ننسى هلاك 000,185 من رجال أشور عند أسوار أورشليم. فالله بطريقة أو بأخرى يهب كنيسته نصرة.
ونفسر الآيات السابقة أيضاً بأن ثورة الجسد علينا وهياجه في شهوات هذا العالم، هذه الشهوات يكسرها الله ، وهذه الشهوات هى أسلحة إبليس الروحية سواء خارجية أم داخلية، من إبليس المحارب ضدنا ، أو شهواتنا المحاربة فينا والتى يعمل إبليس على إثارتها فينا، فيما يسميه بولس الرسول إنساننا العتيق، وفى المعمودية يميت الروح القدس هذا الإنسان العتيق = انْظُرُوا أَعْمَالَ اللهِ، كَيْفَ جَعَلَ خِرَبًا فِي الأَرْضِ. (فالمعمودية هي موت ودفن ثم قيامة مع المسيح ) . ثم بقرار حر من الانسان أن يستمر في حالة الموت عن الخطية وهذه نسميها إماتة الجسد . راجع (رو 6). والروح القدس الذى يسكن فينا يعمل على أن يميت داخلنا الشهوات الخاطئة = مسكنالْحُرُوبِ إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ. يَكْسِرُ الْقَوْسَ وَيَقْطَعُ الرُّمْحَ. مرة أخرى هذا لمن يريد ويجاهد .
آية (10): "كفوا واعلموا أني أنا الله. أتعالى بين الأمم أتعالى في الأرض."
كفوا وإعلموا أني أنا الله = من يريد أن يختبر سلام الله، عليه أن يكف على أن يتكل على ذراع بشر. فهو يتعالي بين الأمم يحملنا إلى السمويات، ويتعالى بنا على الأرضيات. وعلى المؤمنين أن يكفوا عن محبة العالم. كفوا = هذا هو القرار الاختياري بالتوبة وأن نحيا كأموات أمام الخطية. اعلموا اني أنا الله = هذه تعني:-
1- انا الذي ادين علي الخطية فخافوا.
2- انا إلى اعطيكم نعمة فلا تسود الخطية عليكم (رو 6: 14).
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 01 - 2014, 02:43 PM   رقم المشاركة : ( 47 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 47 (46 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير
يقول بعض الدارسين أن المزمور كُتِبَ بمناسبة صعود التابوت من بيت عوبيد أدوم إلى أورشليم، والبعض يقول أنه كُتِبَ بمناسبة عمل إلهي فائق مع الشعب.
هذا المزمور دعوة لكل إنسان أن يسبح الله كملك يملك عليه شخصيًا وعلى الكل.
هذا المزمور فيه نبوة عن أن المسيح هو الملك على الأرض كلها (7) بعد أن صعد إلى السموات (أية 5) وقد ملك على كل الأمم (8، 9). وكان اليهود هم الوسطاء لذلك العمل العجيب (4) فالمسيح أتى من اليهود بحسب الجسد وصالح الشعوب كلها مع الله.
نرتل هذا المزمور في صلاة الساعة الثالثة فهو مزمور الصعود.
إنتهى المزمور السابق بقوله "أنا الله أتعالى بين الأمم" وهنا نرى كيف تم هذا؟ بالصعود فالمسيح بعد أن ظهر في الجسد ليخلص شعبه صعد بهذا الجسد وجلس عن يمين الآب. والقول "جلس عن يمين الآب" هو الرد على "أخلى ذاته". والسبب أن المسيح أراد أن هذا الجسد يتمجد ، ليتمجد إبن الإنسان بناسوته ، فنحصل نحن على المجد. مجدني أنت أيها الآب (بالجسد) بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم (الذي هو مجد لاهوت الإبن الأزلي) (يو5:17). وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني (يو22:17). وحينما نرى ما عمله المسيح لنا والمجد الذي أعده لنا نفهم "أن الله يتعالى بين الأمم" ليس لأنه يستحق كل المجد فقط ولكن لأنه أعطانا نحن أيضاً المجد فأحببناه وملكناه على قلوبنا.
آية (1): "يا جميع الأمم صفقوا بالأدياي. اهتفوا لله بصوت الابتهاج."
هي دعوة لكل الشعوب أن يسبحوا الله لعمله العجيب الفدائي. والتصوير هنا أن المسيح ملك عظيم أتى وهزم الملوك الآخرين (الشيطان/ الخطية/ الموت..) ليقيم مملكته هو. والابتهاج والتسبيح يكون بالهتاف والتسبيح. وتصفيق الأيادي= الأيادي رمز للأعمال الصالحة. الله لا يفرح بالأيادي المسترخية، ولا بالأيادي التي تشترك في الآثام.
آية (2): "لأن الرب علىٌ مخوف ملك كبير على كل الأرض."
من الذي ملك على كافة الأرض سوى المسيح وبصليب محبته.
آية (3): "يخضع الشعوب تحتنا والأمم تحت أقدامنا."
أخضع الله الشعوب الوثنية للإيمان بالمسيح، فتركوا خطاياهم وكبريائهم وإنحنوا للصليب. وأيضًا فالله اعطي للمؤمنين سلطانا أن يدوسوا الحيات والعقارب...(لو 10: 19) أي الشيطان الذي كان متسلطا علي الامم قبل المسيح.
آية (4): "يختار لنا نصيبنا فخر يعقوب الذي أحبه. سلاه."
في النص العبري= يَخْتَارُ لَنَا نَصِيبَنَا = الله يختار عبيده وميراثهم. بل هو أعطانا نفسه ميراثاً. وفي السبعينية يقول إختارنا ميراثاً له = أي لا فضل لنا في شئ، بل هو إختارنا.
وجمال هذه الترجمة يظهر فى أن الله يعتبر أولاده شئ عزيز عليه فهم ميراثه الذىيتمسك به لأنه يحبهم =يَعْقُوبَ الَّذِي أَحَبَّهُ = لأن يعقوب أحب البكورية (السمويات) وعيسو أحب العدس (الأرضيات). ولاحظ أن يعقوب هو أبو المؤمنين ( الكنيسة ) التي أحبها المسيح. هذه الآيةلخصتها عروس النشيد بقولها "أنا لحبيبى وحبيبى لى" (نش6 :3) .
آية (5): "صعد الله بهتاف الرب بصوت الصور."
الصُّور= بوق القرن. ونجد أن التلاميذ بعد صعود المخلص عادوا لأورشليم بفرح عظيم. وكانوا كل حين يسبحون (لو51:24-53). فهم رأوا في صعود المخلص صعوداً لهم. ألم يقل لهم "حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضاً". لذلك فعلينا أن لا نكف عن التسبيح.
الآيات (6-8):- "6رَنِّمُوا ِللهِ، رَنِّمُوا. رَنِّمُوا لِمَلِكِنَا، رَنِّمُوا. 7لأَنَّ اللهَ مَلِكُ الأَرْضِ كُلِّهَا، رَنِّمُوا قَصِيدَةً. 8مَلَكَ اللهُ عَلَى الأُمَمِ. اللهُ جَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ قُدْسِهِ."
آية (9):- "9شُرَفَاءُ الشُّعُوبِ اجْتَمَعُوا. شَعْبُ إِلهِ إِبْراهِيمَ. لأَنَّ ِللهِ مَجَانَّ الأَرْضِ. هُوَ مُتَعَال جِدًّا."
يملك الله على جميع الأمم حيث تتحقق وعود الله لإبراهيم " تتبارك فيك جميع قبائل الأرض" (تك12 : 3) . وذكر إبراهيم هنا لأن كل من ترك آلهته وآمن بالمسيح اجتمع مع إبراهيم. كل من عمل أعمال إبراهيم سيكون مع إبراهيم (يو39:8). لأَنَّ ِللهِ مَجَانَّ الأَرْضِ = مجّان جمع مجّن وهو درع الحرب ويستخدم لحماية جسم المقاتل ، أي أن الله هو الذي يدافع عن كل الأرض ويحميها.
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 01 - 2014, 02:46 PM   رقم المشاركة : ( 48 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 48 - تفسير سفر المزامير
قد يكون كاتب المزمور هو داود المبتهج بعمل الله وحمايته لمدينته المقدسة أورشليم. وقد يكون كاتب المزمور هو شخص عاش في أيام يهوشافاط أو حزقيا مسبحًا الله على خلاص ونجاة أورشليم فيه يتأمل الكاتب المرنم، كم من أعداء دحرهم الرب على أبواب أورشليم وبقيت هي سالمة. وبالأحرى هو صوت تسبيح شعب الله على حمايته للكنيسة عبر عصور الاستشهاد وفي كل العالم. فمن يقف ليتأمل التاريخ سيرى كم من عصور الاستشهاد قد مرت على الكنيسة، كانت كفيلة بتدميرها، ولكن الله كان معها، بل هو فيها سر مجدها وقوتها.
يسمى المزمور بأنه أحد مزامير صهيون أو الكنيسة، يسبح به لتمجيد الله الممجد في كنيسته التي يسميها المرنم مدينة الملك العظيم. والمسيح أشار لهذا الاسم في (مت35:5) فحضور المسيح فيها هو سر مجدها (1، 2) وأمانها (3-8) وفرحها وتسبيحها وبرها (9-14).
الآيات (1، 2): " عظيم هو الرب وحميد جدًا في مدينة إلهنا جبل قدسه. جميل الارتفاع فرح كل الأرض جبل صهيون. فرح أقاصي الشمال مدينة الملك العظيم."
الله وسط كنيسته سر مجدها وهو عظيم وحميد= يحمده كل إنسان على كل أعماله. ولاحظ تسميات الكنيسة هنا فهي مَدِينَةِ إِلهِنَا وهي جَبَلِ قُدْسِهِ وهي جَبَلُ صِهْيَوْنَ وهي مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ. وقوله جَبَلِ إشارة لأنها سماوية وأنها ثابتة راسخة. وهي مدينة الله فيها نلتقي مع الله في حب وفي عهد وفي علاقة شخصية وهي جَبَلِ قُدْسِهِ فهي تشهد لقداسته خلال ممارستها الحياة المقدسة وشركتها معه. وهي ثابتة كالجبل رغماً عن التجارب التي تحيط بها. وصهيون تعني حصناً فيها نحتمي بالله كسور لنا. وفيها يملك الملك العظيم على قلوب شعبه. ويشعر شعبه بعظمته فيعظموه ويحمدوه. هي جبل عالٍ في معتقداتها وإيمانها المسلَّم مرة للقديسين واحتفظت هي به سليماً. ودعيت مَدِينَةُ فهي تضم كثيرين من كل أنحاء العالم، الله حول قفرها إلى عمار وخرابها إلى مكان يسكن فيه شعبه في أمان والمدن مسوَّرة بأسوار والله هو سور مدينته. وهي جبل ملأ الأرض كلها (حلم الملك نبوخذ نصَّر.. راجع سفر دانيال). جَمِيلُ الارْتِفَاعِ = المرنم يعلن عن جمال الكنيسة وبهائها وعن دورها كبهجة كل الأرض، هي متعالية على الأرضيات ولكن في تواضع ومحبة لمن لا يزال يعيش في الأرضيات، هي تعلن حبها لكل العالم وتخدم الجميع وكمسيحها تبذل نفسها عن الجميع وتكرز بمسيحها في كل مكان. ولأن كرازتها وصلت لكل الأرض صارت فرح كل الأرض. بل فَرَحُ أَقَاصِي الشِّمَالِ = فالكرازة وصلت لكل المسكونة. ولاحظ أن الشمال بالنسبة لليهود كان يعني أشور وبابل واليونان والرومان الذين كانوا أعداءهم الذين أذلوهم. والآن حتى الأعداء صرنا معهم واحداً في الكنيسة. في المسيح صار الأمم واليهود شعباً واحداً.
الآيات (3-8): "الله في قصورها يعرف ملجأ. لأنه هوذا الملوك اجتمعوا. مضوا جميعًا. لما رأوا بهتوا ارتاعوا فرّوا. أخذتهم الرعدة هناك. والمخاض كوالدة. بريح شرقية تكسر سفن ترشيش. كما سمعنا هكذا رأينا في مدينة رب الجنود في مدينة إلهنا. الله يثبّتها إلى الأبد. سلاه."
المسيح وسط كنيسته أماناً لها = هو مَلْجَأً.. وحينما اجتمع عليها أعداءهامَضَوْا جَمِيعًا = "شاول شاول لماذا تضطهدني".اَللهُ فِي قُصُورِهَا = حيث يسكن الملك يكون هذا المكان قصراً. والله يسكن في أولاده (يو23:14 + 1كو16:3) هو يسكن فينا فنكون قصر الملك الذي يحميه الملك، ويكون هو ملجأ لنا. والسبعينية ترجمت الآية "الله يُعرف في شرفاتها". فمن خلال حياة أولاده المقدسة يعرف العالم المسيح. وكل قوات الشر تقوم ضد الكنيسة. ويذكر المرنم أن معدات هجومهم سُفُنَ تَرْشِيشَ = أي السفن العظيمة القوية ولكن الله بريحه الجبارة يكسر معداتهم. ترشيش أغنى سواحل البحر. وهناك فاجأهمالْمَخَاضُ كَوَالِدَةٍ= هم اجتمعوا ليتشاوروا ضد الكنيسة ولكن حل عليهم رعب الله فجأة. ولكن بعد المخاض يولد طفل جديد. فمن هؤلاء الأمم يخرج أولاد لله، كما حدث مع الدولة الرومانية فلقد هاجمت بكل قوتها المسيحية، وفاجأها الله بضرباته ليخرج الوليد الجديد، أي الدولة الرومانية المسيحية فمن يقبل تأديب الله بخوف يتحول لإبن لله . ولكن بألام كالمخاض . كَمَا سَمِعْنَا هكَذَا رَأَيْنَا = لقد سمعنا عن أعمال الله العجيبة مع شعبه في خروجه من مصر ودخوله كنعان. "ويسوع المسيح هو هو أمس واليوم وإلى الأبد". وهو يحمي شعبه دائماً.
الآيات (9-14):" ذكرنا يا الله رحمتك في وسط هيكلك. نظير اسمك يا الله تسبيحك إلى أقاصي الأرض. يمينك ملآنة برًا. يفرح جبل صهيون تبتهج بنات يهوذا من اجل أحكامك. طوفوا بصهيون ودوروا حولها. عدوّا أبراجها. ضعوا قلوبكم على متارسها. تأملوا قصورها لكي تحدثوا بها جيلًا آخر. لأن الله هذا هو إلهنا إلى الدهر والأبد. هو يهدينا حتى إلى الموت."
هنا نرى الكنيسة الفرحة بعريسها تسبحه وتعظمه وتذكر أعماله بالتهليل لأنه حفظها وحماها. ونلاحظ أن الضيق لا يفقدها سلامها. نَظِيرُ اسْمِكَ يَا اَللهُ تَسْبِيحُكَ. الاسم يشير لجوهر الإنسان وطبعه. واسم الله يشير لقوته وجبروته وعظمته ومحبته وحمايته لكنيسته. فصلاحك يا رب هو من جوهرك. وأعمالك يا رب وكلها صلاح هي طبيعتك. فأنت يا رب صانع خيرات وهذا طبعك ولهذا نسبحك.. "فلنشكر صانع الخيرات" اذاً نظِيرُ اسْمِكَ = في مقابل كل اعمال مراحمك لكل الشعوب وبقوة وقدرة تَسْبِيحُكَ إِلَى أَقَاصِي الأَرْضِ
عدوا أبراجها = الأبراج العالية التي يقيمها روح الله لكي يختفي فيها المؤمنون ويتحصنون من ضربات العدو. أي إحصوا معاملات الله العجيبة في حماية أولاده وخبروا بها.
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 01 - 2014, 04:45 PM   رقم المشاركة : ( 49 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 49 - تفسير سفر المزامير
هذا المزمور والمزمور التالي ليسا من مزامير التسابيح والصلوات، ولكنهما عبارة عن عظة فالمرنم هنا لا يرنم ولا يسبح ولا يصلي بل يرد على تساؤلات تجول بأفكار الناس ويُعلِّمْ، أن الخطية ومحبة العالم لا تفيد، بل على كل واحد أن يبحث عن العالم الآخر وهو الأفضل. وبكلماته في هذا المزمور يعزي شعب الله المتألم من اضطهاد الأشرار. هو عظة بليغة في فلسفة الحياة والموت يرد بها المرنم على كل ما يجول بخاطر الإنسان من ناحية وجوده وحياته وموته:
1. الإنسان حياته مهددة باليوم الشرير الذي يتعقبه.
2. للهروب من ضيق العالم ومفاجآته، يتكل الإنسان على أمواله ولكن خلاص الإنسان لا يتم إلا بالاتكال على الله.
آية (1): "اسمعوا هذا يا جميع الشعوب. أصغوا يا جميع سكان الدنيا."
هي دعوة لكل سكان الأرض ليسمعوا كلمة الله "ومن له أذنان للسمع فليسمع".
آية (3): "فمي يتكلم بالحكم ولهج قلبي فهم."
هو سمع صوت الله (الحكمة) ويردده ليسمعه كل واحد فيحيا. فحكمة المرنم هنا ليست خبرة إنسانية مجردة وإنما هبة الله الآب القادر أن يملأ العقل والقلب بالحكمة.
آية (4): "أميل أذني إلى مثل وأوضح بعود لغزي."
هنا نجد المرنم جالساً عند قدمي المخلص مثل مريم أخت لعازر يسمع الأمثال التي يستخدمها ليشرح بها، فتتهلل أعماقه بها فينشدها بفرح كما بمزمار وعود.لُغْزِي = "فإننا ننظر الآن في مرآة في لغز" (1كو12:13). ولأننا لا نستطيع أن ندرك السمائيات فهي "لم ترها عين ولم تسمع بها أذن" يستخدم الله الأمثال للشرح.
آية (5): "لماذا أخاف في أيام الشر عندما يحيط بي أثم متعقّبيّ."
النفس البشرية تميل إلى الخوف من يوم الشر الذي فيه تحل كارثة من تدبير الأشرار الأقوياء، المتكلين على قوتهم وثروتهم. ولكن المرنم يريد أن يعطي نصيحة، أن لا نخاف من تدبير إنسان، ولكن نخاف من وجود خطية في حياتنا (رو5:2).
الآيات (7، 8): "الأخ لن يفدي الإنسان فداء ولا يعطي الله كفارة عنه. وكريمة هي فدية نفوسهم فغلقت إلى الدهر."
المرنم يرى عبث الاتكال على المال والثروة في الحياة اليومية، وهنا نراه يقول وبالأولى فإن المال وغيره من الأمور الزمنية لا يمكن أن يفدينا من الموت أو يبررنا أمام الله، أو يدخل بنا لشركة الميراث الأبدي. أما من فدانا فهو حمل الله. وبدمه وليس بذهب ولا فضة. والتوبة فقط هي ما تجعلنا نستفيد من هذا الدم، وبأعمالنا الصالحة نكون كالعذارى الحكيمات، فمن يملك مالًا لا يظن أن ماله سيخلصه بل يستخدمه في عمل الصلاح. فكريمة هي فدية نفوسهم = نفس الإنسان عزيزة جدًا وكريمة ولا يساويها أي أموال وهي بالأكثر عزيزة عند الله الذي يحبه، وكل إنسان يتمني أن يجد من يفدي نفسه إذا أتت ساعة الموت حتى لا يموت فمن يموت لا يرجع ثانية = فغلقت إلى الدهر= أي من يموت يغلق على نفسه للأبد. ولكن كل أموال الأصحاب لن يفدي نفس من الموت. لن يفدي نفس أحد سوى دم المسيح الذي كانت عيون أنبياء العهد القديم عليه كفادي للنفوس.
وكان الحل في المسيح الذي مات مرة ليقدم فداءً أبديًا للنفوس (عب25:9، 26 + 12:10)، فكانت فدية نفوس البشر هي نفسه وهي كريمة جدًا. وهذا الفداء عمل مرة واحدة ولن يتكرر وبه انتهت مشكلة موت الإنسان وانفصاله عن الله، لقد أغلق المسيح بفدائه هذه المشكلة للأبد.
آية (9): "حتى يحيا إلى الأبد فلا يرى القبر."
المسيح الفادي سيحيا إلى الأبد، وهو جالس الآن بعد أن تمم فداءه للبشر عن يمين الآب. ولذلك فكل من يثبت فيه لن يرى الموت..... ولكن ما الذي يراه الإنسان الآن ويعانى منه؟
آية (10): "بل يراه. الحكماء يموتون. كذلك الجاهل والبليد يهلكان ويتركان ثروتهما لآخرين."
هذا ما يراه الإنسان الان...الكل يموت. وهذا ما يسبب ألمًا للجميع.
هنا نرى أن الحكماء والجهلاء.. الخ الكل يموت، لا تنفع أحد ثروته أو حكمته. البليد= المتكاسل في عبادته وفي فعل الخير. الجاهل= الذي لا يفهم ما هو لمنفعته.
آية (11): "باطنهم أن بيوتهم إلى الأبد مساكنهم إلى دور فدور. ينادون بأسمائهم في الأراضي."
يتمني الناس أنهم يعيشون للأبد في بيوتهم، لذلك يبنون بيوتهم ويبحثون عن المجد العالمي ليكون لهم صيت= ينادون بأسمائهم في الأراضي= هم يتناسون حقيقة الموت.
آية (12): "والإنسان في كرامة لا يبيت. يشبه البهائم التي تباد."
ما يجب أن يلاحظه كل واحد أن كرامة الإنسان لن تدوم، بل يموت ويدفن كالبهائم.
آية (13): "هذا طريقهم اعتمادهم وخلفاؤهم يرتضون بأقوالهم. سلاه."
بالرغم من وضوح هذه الحقيقة، فإن البشر لا يفهمونها. فالجيل السابق يبني مجدًا وثروة ويموت وينتهي، ويأتي الجيل الجديد ليعمل نفس الشيء وكأن الجيل الجديد لم يري أن الموت كان نهاية السابقين. ولنلاحظ أن الكتاب لا يعترض على أن يكون للإنسان ثروة ومجد. ولكن لا يكون هذا على حساب خلاص نفسه. علينا أن نضع حقيقة الموت في أي لحظة لنستعد.
آية (14): "مثل الغنم للهاوية يساقون. الموت يرعاهم ويسودهم المستقيمون. غداة وصورتهم تبلى. الهاوية مسكن لهم."
مِثْلَ الْغَنَمِ لِلْهَاوِيَةِ يُسَاقُونَ = هم يكنزون أموالاً ومقتنيات وفي النهاية يموتون وبهذا هم يشبهون الغنم التي يطعمونها لتسمن ثم يذبحونها= الْمَوْتُ يَرْعَاهُمْ. هذه مترجمة في الإنجليزية " الموت يتغذي عليهم" أي يلتهمهم . وَيَسُودُهُمُ الْمُسْتَقِيمُونَ غَدَاةً = في فجر يوم القيامة يظهر المستقيمون في مجد وهم يسودون الأشرار. بينما الشرير تكون الْهَاوِيَةُ مَسْكَنٌ لَهُمْ = ولن ينفعه مجده أو ثروته الأرضية.
آية (15): "إنما الله يفدي نفسي من يد الهاوية لأنه يأخذني. سلاه."
نجد فيها خلاصة هذا المزمور. المسيح الذي يفدي نفسي من الجحيم. فالمسيح نزل إلى الجحيم وأخذ نفس المرنم ومعه أنفس كل الصديقين الذين كانوا فيه. هنا بروح النبوة رأي المرنم عمل المسيح الذي نزل إلى الجحيم ليفتحه ويخرج نفوس الأبرار من هذه الهاوية وينطلق بها للفردوس. وهذا هو الفداء = الله يفدي نفسي من يد الهاوية.
الآيات (16-20): "لا تخش إذا استغنى إنسان إذا زاد مجد بيته. لأنه عند موته كله لا يأخذ. لا ينزل وراءه مجده. لأنه في حياته يبارك نفسه. ويحمدونك إذا أحسنت إلى نفسك. تدخل إلى جيل آبائه الذين لا يعاينون النور إلى الأبد. إنسان في كرامة ولا يفهم يشبه البهائم التي تباد."
يعود النبي ويذكر المتكلين على أموالهم بحقائق النهاية. ويعطي نصيحة لأولاد الله= لاَ تَخْشَ إِذَا اسْتَغْنَى إِنْسَانٌ = لا تخف من أصحاب السلطة والغنى ولا تتملقهم. فعند موت هذا الغني= لاَ يَنْزِلُ وَرَاءَهُ مَجْدُهُ. لأَنَّهُ فِي حَيَاتِهِ يُبَارِكُ نَفْسَهُ. هذا الغني مثل كل أولاد العالم يفرح ويمجد نفسه إذا امتلك كثيراً من حطام هذه الدنيا بل هو ينصح الآخرين بأن يتملكوا ليكونوا أقوياء، ويمدح من يفعل= وَيَحْمَدُونَكَ إِذَا أَحْسَنْتَ إِلَى نَفْسِكَ بأن تمتلك كثيراً. ولكن من يفعل مثله سيموت ويفني مثل من سبقه . ونكرر ليس عيباً أن نكون أغنياء في المال وفي الكرامة الزمنية وفي العلم.. الخ. ولكن على كل إنسان أن يسأل نفسه ... وماذا امتلكت وماذا كنزت للعالم الآخر. فمن لا يكنز في السماء يقال عنه= إنْسَانٌ فِي كَرَامَةٍ وَلاَ يَفْهَمُ يُشْبِهُ الْبَهَائِمَ الَّتِي تُبَادُ. وكل واحدٍ بحسب ما إكتنز يدخل إلى جيل أبائه. فمن كانت كل كنوزهم أرضية لا يعاينون النور إلى الأبد. لاَ يَفْهَمُ = انه لن يأخذ معه سوي أعماله التي تتبعه ( رؤ 14 : 13).
  رد مع اقتباس
قديم 16 - 01 - 2014, 04:47 PM   رقم المشاركة : ( 50 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,378

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مزمور 50 - تفسير سفر المزامير
أساف كان رئيس فرقة الموسيقيين في الخيمة (1أي4:16، 5، 7).
هذا المزمور نبوة تعلن عن الدينونة العامة، وتكشف عن إدانة الله للرياء في العبادة حيث تمارس في شكليات بلا روح، وإدانة الحياة الشريرة، ويحذر من الاستخدام الخاطئ للطقس، خاصة تقديم الذبائح، كقناع يخفي وراءه العابدون شرورهم. هنا ينبه أساف إلى أن الله ليس في حاجة إلى ذبائح وعطايا الناس بل إلى القلب النقي الشاكر لله. وهناك مجموعة من المزامير تنسب لأساف، وغالبًا فمن ألف وكتب هذه المزامير قد كتبها على طريقة أساف أو من مجموعة أساف خرج كُتّاب هذه المزامير. فبعض المزامير المنسوبة لأساف يتضح أنها كتبت بعد السبي.
الآيات (1-3): "إله الآلهة الرب تكلم ودعا الأرض من مشرق الشمس إلى مغربها. من صهيون كمال الجمال الله اشرق. يأتي إلهنا ولا يصمت. نار قدامه تأكل وحوله عاصف جدًا."
يمكن تطبيقها على المجيء الأول للمسيح وعلى مجيئه الثاني.
التطبيق على المجيء الأول: في (1) نرى تجسد المسيح (عب1:1، 2) فالآب كلمنا في ابنه ليدعو الأرض كلها أممًا ويهود لكنيسته. وفي (2) نرى سر جمال الكنيسة = صهيون أن الله أشرق فيها. وفي (3) نرى تعاليم المسيح = إلهنا لا يصمت. ونرى إرساله للروح القدس = نار قدامه وحوله عاصف جدًا. هذا ما حدث يوم الخمسين فقد حل الروح القدس على هيئة ألسنة نار مع هبوب ريح عاصف لتطهر الرسل القديسين من كل ضعف، فالنار تحرق الخطايا وتشعل القلب بالحب.
التطبيق الثاني، على مجيئه الثاني: الله سيتكلم في مجيئه الثاني، حين يدعو كل إنسان للدينونة، ليس كلام تعليم وكرازة بل كلمات دينونة للأشرار. وأما كنيسته فيكمل جمالها في هذا اليوم ، فالمسيح صار يسكن وسط كنيسته الممجدة في أورشليم السمائية = جبل صهيون. ويستعلن = من صهيون كمال الجمال. لقد كان جمالها على الأرض أن المسيح في وسطها يعطيها جمالًا وقوة، كان يعينها في جهادها لتحفظ وصاياه، وتكون بطهارتها جمالًا للعالم. وفي اليوم الأخير ستستعلن كعروس للمسيح وجماله ومجده ينعكس عليها (1يو1:3، 2). والنار هنا هي نار الدينونة للأشرار. إله الآلهة= الآلهة هم أولاد الله الذين هم على صورته، فالله أقام موسى إلهًا لفرعون وراجع (مز 1:82، 6، 7 + يو12:1). أما آلهة الشعوب فهي أصنامهم وشياطينهم. والمسيح إله الآلهة حين جاء في مجيئه الأول وصلت كرازته لكل أرجاء المسكونة. ولذلك ففي مجيئه الثاني سيدين كل واحد بحسب قبوله أو رفضه للإيمان وبحسب قبوله ورفضه لتنفيذ وصاياه. لقد أتى بناره لينقي ويمحص في مجيئه الأول، وفي مجيئه الثاني سوف يحرق من يجده قشًا وينقي ويقبل الذهب والفضة اللذان نقاهما.
الآيات (4-6): "يدعو السموات من فوق والأرض إلى مداينة شعبه. اجمعوا إليّ أتقيائي القاطعين عهدي على ذبيحة. وتخبر السموات بعدله لأن الله هو الديان. سلاه."
نرى هنا صورة المحاكمة حين يدعو الله السموات = الملائكة. والأرض = القديسين والرسل (مت28:19). إلى مداينة شعبه = محاكمتهم. وسيجمع الله مختاريه الأبرار الذين كانوا في عهد معه بتقديم ذبائح [1] قدموا أجسادهم ذبيحة حيَّة (رو1:12) [2] قدموا ذبائح التسبيح والرحمة بالفقراء (عب15:13، 16) [3] قدموا ذبائح الانسحاق (مز16:51، 17). فكل من دخل مع الله في عهد يقدم ذبائح كهذه. في هذا اليوم يظهر عدل الله الديان.
الآيات (7-15): "اسمع يا شعبي فأتكلم. يا إسرائيل فاشهد عليك. الله إلهك أنا. لا على ذبائحك أوبخك. فان محرقاتك هي دائمًا قدامي. لا آخذ من بيتك ثورًا ولا من حظائرك اعتدة. لأن لي حيوان الوعر والبهائم على الجبال الألوف. قد علمت كل طيور الجبال ووحوش البرية عندي. أن جعت فلا أقول لك لأن لي المسكونة وملأها. هل آكل لحم الثيران أو اشرب دم التيوس. اذبح لله حمدًا وأوف العلي نذورك. وادعني في يوم الضيق أنقذك فتمجدني. وللشرير قال الله مالك تحدث بفرائضي وتحمل عهدي على فمك. وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك."
نرى هنا صورة لدينونة الشكليين في العبادة. الله إلهك أنا= يكفي هذا فخرًا لأي إنسان أن يكون الله إلهه. وقد اختار الله إسرائيل شعبًا له في العهد القديم. وكانت الكنيسة عروسه في العهد الجديد، أعطاها جسده ودمه حياةً لها وأعطاها روحه القدوس يسكن فيها. لقد أعطانا الله الكثير وسنحاسب على ما أخذناه. ونرى الله هنا لا يطلب ذبائح ولكن يطلب القلب. ولاحظ عتاب الله الرقيق= لا أخذ من بيتك ثورًا= فنحن يجب أن نفهم أن الأرض وما عليها كلها لله. وما لدينا فهو عطية منه، وما نقدمه له فهو سبق وأعطاه لنا، ومن يده نعطيه. فنحن لا نتفضل عليه بشيء (1أي14:29). إن جعت فلا أقول لك لأن لي المسكونة= الله لا يجوع ولكنه هنا يعاتب اليهود الذين كانوا يشعرون أنهم يتفضلون على الله بذبائحهم. والله لا يحتاج لشيء بل هو يريد أن نقدم للفقراء في محبة له هو.
الآيات (16-23): "إذا رأيت سارقًا وافقته ومع الزناة نصيبك. أطلقت فمك بالشر ولسانك يخترع غشًا. تجلس تتكلم على أخيك. لابن أمك تضع معثرة. هذه صنعت وسكت. ظننت أني مثلك. أوبخك واصفّ خطاياك أمام عينيك. افهموا هذا يا أيها الناسون الله لئلا افترسكم ولا منقذ. ذابح الحمد يمجدني والمقوم طريقه أريه خلاص الله."
نرى هنا محاكمة الأشرار المرائين. ففي (16) نرى هذا المرائي يتكلم بفمه بكلام الله. وفي (17) نجده رافضًا تأديب الله (عب7:12) أما أولاد الله فيشكرونه على كل حال (23) ذابح الحمد= من يشكر الله فكمن يقدم ذبيحة مقبولة. المقوِّم طريقه= من يتوب ويتضع كالعشار (لو13:18). ونرى طول أناة الله (2) هذه صنعت وسَكَتُّ. ولكن في يوم الدينونة لن يسكت بل يظهرها= أَصُفُّ خطاياك أمام عينيك. فلا ينطق الشرير ونلاحظ قوله ظننت أني مثلك= فالإنسان في شره يتصوَّر أن الله قد قبل شروره طالما هو ساكت لا يعاقب. ولكن الله يطيل أناته ويذخر غضبًا ليوم الدينونة (رو2:2-10).
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب ثياب الحشمة - القس أنطونيوس فهمي
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - مقدمة في سفر الملوك الأول "Kings 1"
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - مقدمة في سفر راعوث " Ruth "
دراسة كتاب مقدس: عهد قديم -مقدمة في سفر القضاة " Judges "


الساعة الآن 04:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024