ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
15 - 01 - 2014, 03:58 PM | رقم المشاركة : ( 11 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 10 - تفسير سفر المزامير آية (1): "يا رب لماذا تقف بعيدًا. لماذا تختفي في أزمنة الضيق." سؤال يتساءله الأبرار دائماً. لماذا لا يظهر الله قوته حينما يضطهد الأشرار أولاده ، بل يترك الله الشرير دون عقاب. (مز73 + إر1:12) بل هذا السؤال هو محور سفر أيوب. بل الشرير ينمو ويزداد شره. لكن الله طويل الأناة. آية (2): "في كبرياء الشرير يحترق المسكين. يؤخذون بالمؤامرة التي فكروا بها." هنا نرى البار ينسحق من ظلم الشرير. وهذا التساؤل يدل على نفاذ صبر الإنسان. ولكن السيد المسيح يقول "من يصبر إلى المنتهى فذاك يخلص" فكل تجربة للبار هي لمنفعته فبها يزداد إيمانه وصبره ورجاؤه. والحقيقة أن الله لا يبتعد عنا وقت الضيقة لكن ما يحدث أنه نتيجة لقلة إيماننا نشعر بهذا فنشكو. والعكس هو الصحيح فالله يحيط بنا وقت ضيقتنا ونكتشف هذا في خلوة الصلاة ودراسة الكتاب (الثلاثة فتية في الأتون) وحينما تكتشف النفس وجود الله تنتهي حالة القلق والاضطراب والشك. ويرى كثيرون أن مواصفات الشرير هنا تنطبق على ضد المسيح في آخر الأزمنة. ونرى المبدأ أن من حفر حفرة لأخيه يسقط فيها= يؤخذون بالمؤامرة التي فكروا بها. الآيات (3-11): "لأن الشرير يفتخر بشهوات نفسه. والخاطف يجدف يهين الرب. الشرير حسب تشامخ انفه يقول لا يطالب. كل أفكاره أنه لا إله. تثبت سبله في كل حين. عالية أحكامك فوقه. كل أعدائه ينفث فيهم. قال في قلبه لا أتزعزع. من دور إلى دور بلا سوء. فمه مملوء لعنة وغشًا وظلمًا. تحت لسانه مشقة وإثم. يجلس في مكمن الديار في المختفيات يقتل البري. عيناه تراقبان المسكين. يكمن في المختفى كأسد في عرّيسه. يكمن ليخطف المسكين. يخطف المسكين بجذبه في شبكته. فتنسحق وتنحني وتسقط المساكين ببراثنه. قال في قلبه أن الله قد نسي. حجب وجهه. لا يرى إلى الأبد." نرى فيها تصورات قلب الأشرار أو إبليس أو ضد المسيح، فهو متكبر، يفتخر بصنع الشر والتجديف على الله والإلحادفهو يقول لا إله، وإن وجد إله فهو لاَ يُطَالِبُ = أي لا يعاقب، أو أنه ينسى شروره. وهو واثق في نفسه. وعموماً فالكبرياء يؤدي لكل هذا. تَثْبُتُ سُبْلُهُ فِي كُلِّ حِينٍ = الله لا يعاقب فورا . عَالِيَةٌ أَحْكَامُكَ فَوْقَهُ = في نظر المظلوم أن الشرير تثبت طرقه أي لا يجد مقاومة. ولكن المرنم يضيف أن هذا بسماح من الله وبحكمة تعلو على فهمه . والله لأنه فوق هذا الشرير بقوته وحكمته يسمح بذلك إلى حين وليس في كل حين. تَحْتَ لِسَانِهِ مَشَقَّةٌ = مشقة = أي عناء ووجع "فلا سلام للأشرار" (سبعينية)، فكلامه يسبب ألاما لمن يقبلها ولمن يقولها ولمن يعلمها ، بل ولكل شرير . وإبليس كان يختفي وراء لسان الهراطقة. وهو يكمن في الهراطقة = المختفىليخدع بهم البسطاء. وهو يحارب بقوة كَأَسَدٍ فِي عِرِّيسِهِ = عرينه. لقد قيل عن ضد المسيح أنه "مرتفع على كل ما يدعي إلهاً" (2تس4:2). فإبليس أعطاه كل قوته وشره (رؤ2:13). الآيات (12-18): "قم يا رب. يا الله ارفع يدك. لا تنس المساكين. لماذا أهان الشرير الله. لماذا قال في قلبه لا تطالب. قد رأيت لأنك تبصر المشقة والغم لتجازي بيدك. إليك يسلم المسكين أمره. أنت صرت معين اليتيم. أحطم ذراع الفاجر. والشرير تطلب شرّه ولا تجده. الرب ملك إلى الدهر والأبد بادت الأمم من أرضه. تأوه الودعاء قد سمعت يا رب. تثبت قلوبهم. تميل أذنك. لحق اليتيم والمنسحق لكي لا يعود أيضًا يرعبهم إنسان من الأرض." هي صرخة من المرنم ومن كل مظلوم ومن الكنيسة ليتدخل الله الذي يبدو كما لو كان نائماً في السفينة (مت25:8). فالكنيسة وهي تتألم تشبه هذه السفينة التي تلاطمها الأمواج. قُمْ = هنا الكنيسة تطلب سرعة مجيء الرب الديان. ونلاحظ تكرار كلمات "المسكين واليتيم والمتواضع" وهي تشير للكنيسة ككل أو للنفس. فالنفس التي تشعر بأنها يتيمة تسمع الله يقول لها صلوا هكذا "يا أبانا الذي في السموات" والنفس التي تشعر بأنها مسكينة تسمع "طوبى للمساكين" "لن أترككم يتامي لكن أرسل لكم الروح المعزي". قُمْ يا رب = الذى يقوم فهو يتهيأ ليعمل والكنيسة تصلي لله ليعمل علي إبادة الشر. نلاحظ إرتفاع فكر داود عن فكر أيوب ، فكلاهما لاحظا أن الشرير يظلم البار ، لكن بينما لام أيوب الله على ذلك ، نجد داود يقابل هذا بالصلاة واثقا أن هذا الإرتفاع هو إلى حين ، وأن الله هو سند للمظلوم وقت ضيقته وفى النهاية سيدين الشرير . لذلك نجد أن سفر المزامير هو درجة روحية أعلى من سفر أيوب فيها يعلمنا داود النبى أن نقابل التجارب بالصلاة والصراخ إلى الله ، والله يسندنا ويعزينا إلى أن تأتى التجربة بالثمار المطلوبة ثم يزيح الله الشرير وتنتهى التجربة . |
||||
15 - 01 - 2014, 04:39 PM | رقم المشاركة : ( 12 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 11 - تفسير سفر المزامير كتب داود هذا المزمور غالبًا عندما بدأ شاول يطارده ورماه بحربته، فنصحه من حوله بالهروب لحياته من وطنه فرفض. ونحن نعلم أنه هرب بعد ذلك. والهروب من الشر في حد ذاته ليس خطية بل هو حكمة فالمسيح نفسه هرب من اليهودية وأتى إلى مصر. ولكن المشكلة هي في الأفكار التي تدور في القلب. هل نهرب لأننا غير واثقين في قدرة الله على حمايتنا أو هل نهرب لعدم تبديد الوقت في مقاومة الشر. ويبدو أن هذا الصراع دار داخل قلب داود، وتعرض للغواية بأن يهرب لأن الله لن يحميه ونجده بروح الصلاة وقد تغلب على هذا الفكر فوأده داخل قلبه، ولما هرب بعد ذلك كان في ذلك لا يخطئ إذ كانت أفكاره مقدسة وكان يهرب شاعرًا أن الله يحميه في هربه. يمكن تفسير المزمور بطريقتين [1] ما حدث لداود فعلًا. [2] بطريقة نبوية عن الكنيسة المضطهدة. الآيات (1-7): "على الرب توكلت. كيف تقولون لنفسي اهربوا إلى جبالكم كعصفور. لأنه هوذا الأشرار يمدون القوس. فوّقوا السهم في الوتر ليرموا في الدجى مستقيمي القلوب. إذا انقلبت الأعمدة فالصديق ماذا يفعل. الرب في هيكل قدسه. الرب في السماء كرسيه. عيناه تنظران أجفانه تمتحن بني آدم. الرب يمتحن الصدّيق. أما الشرير ومحب الظلم فتبغضه نفسه. يمطر على الأشرار فخاخًا نارًا وكبريتًا وريح السموم نصيب كأسهم. لأن الرب عادل ويحب العدل. المستقيم يبصر وجهه." في (1) نجد داود يستنكر، فهربه كعصفور أي مذعوراً فيه تشكيك في قدرة الله وهو إتخذ قراره بأنه يتوكل على الله. والله صخرته وحمايته وليست الجبال المحيطة. وفي (2) ربما محاولات أصدقائه بإقناعه بفكرة الهرب أو أفكاره الداخلية التي تنازعه بأن شاول مستعد لقتله وهو فَوَّقُ السَّهْمَ = أي وضعه على وتر القوس وجذب الوتر. ويعدون أنفسهم ليرموا السهم ليلاً أي بينما داود غير منتبه أو نائم أو لا يرى كيف يدافع عن نفسه وفي (3) إِذَا انْقَلَبَتِ الأَعْمِدَةُ في السبعينية "لأن الذي أصلحته أنت هم هدموه". وفي الإنجليزية "إذا إنقلبت الأساسات"فَالصِّدِّيقُ مَاذَا يَفْعَلُ. فشاول إستهان بناموس الرب وقتل كهنة نوب (أعمدة) . أو الأعمدة هم الأشراف والنبلاء الذين إضطهدهم شاول في شره. والأساسات تفهم بأنها أسس العدل المؤسسة على ناموس الله والتي إستهان بها شاول. فإذا فعل شاول هذا فكيف يثبت أمامه صديق مسكين مثل داود. وبعد صلاته رفع داود رأسه ووجد اللهُ فِي السَّمَاءِ كُرْسِيُّهُ (4) أي هو فوق كل الظالمين وهو هناك ليدين شرهم ويحفظ أولاده فلماذا الخوف، إذا كانت عَيْنَاهُ تَنْظُرَانِ المسكين= فهو يرى ظلمه وسيتدخل لإنقاذه في الوقت المناسب. وفي (5) نرى لماذا يتأخر في إنقاذ الصديق .... فهو يَمْتَحِنُه = بمعنى ينقيه، ويكشفه لنفسه ثم حين ترى يد الرب التي تنقذه يزداد إيمانه. فالتجارب هي لفائدة وخير المؤمنين والله يعطي للأشرار فرصة وراء فرصة ، فهو يطيل باله عليهم لعلهم يتوبون، فإن لم يتوبوا يمطر عليهم نَارًا وَكِبْرِيتًا. ويكون نصيبهم عذابات لا ينطق بها= نَصِيبَ كَأْسِهِمْ. ومن الناحية النبوية: فإبليس وجنوده من أعداء الكنيسة والهراطقة يحاولون خداع أولاد الله بكلماتهم التي هي كالسهام، أو كما حدث أيام الاضطهاد فعلاً فقد قتلوا أجساد أولاد الله. فِي دُّجَى الليل = الليل تصوير لفترة الإضطهادات في الكنيسة أو فترة سيادة هرطقات معينة كهرطقة أريوس. وهل نترك جبل الرب أي كنيسته ونلجأ لأي جبل آخر. والكنيسة تشبه بالقمر فهي تعكس نور شمس البر عريسها. ولكن إذا سادت الهرطقات كان المؤمنين وكأنهم في دجى الليل معرضين لسهام الأعداء وفي فترة الهرطقات انْقَلَبَتِ بعض الأَعْمِدَةُ ، فكثير من الهراطقة كانوا بطاركة وأساقفة، فإذا إنقلب هؤلاء وإنفصلوا عن الكنيسة فالصدِّيق أي المؤمن البسيط ماذا يفعل. ولكن علينا أن لا نترك كنيستنا لأن الرب فيها = اَلرَّبُّ فِي هَيْكَلِه المقُدسِ. والله يسكن في هيكله أي النفس البشرية (1كو17:3) وفي الكنيسة التي هي جسده (أف22:1 + 30:5) وإذا ثبتنا في جسده وكنيسته كيف نخاف، هو سيعطينا هذا الإيمان أن عيناه تنظران إلى المساكين. وأَجْفَانُهُ تَمْتَحِنُ بَنِي آدَمَ = أي يعطيهم المعرفة الحقيقية الإلهية فلا يضلوا بسب الهرطقات، أو يتشتتوا بسبب الإضطهادات. وسيرى الصديق أن الله عادل. "وأنقياء القلب سيعاينون الله" = الْمُسْتَقِيمُ يُبْصِرُ وَجْهَهُ. |
||||
15 - 01 - 2014, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 13 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 12 (11 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير يقول البعض أن داود كتب هذا المزمور في أثناء فترة حكم شاول وانتشار الأكاذيب ضده في القصر الملكي، فالكل يُداهِنْ الملك شاول وينشر إشاعات مغرضة ضد داود لإرضاء شاول، وداود يصرخ لله واثقًا في كلام الله ووعوده. ونحن هنا أمام ثلاث أنواع من الكلام. 1. كلام الأشرار: كذب ورياء وكبرياء ينطقون بفم أبيهم إبليس الكذاب وأبو الكذاب. 2. كلام الأبرار: تنهدات المساكين بسبب ما يعانوه من ضيق ومتاعب، والله يسمع لهم. 3. كلام الله: كلام نقي، محل ثقة، مصدر الخلاص. كفضة مصفاة بلا شوائب. وإن قيل هذا المزمور في أيام شاول أو غيره، فهذه حقيقة واقعة أن كلام الأشرار المتكبرين وأكاذيبهم تنتشر لفترة، وربما يتعالون وينتصرون لفترة ما بسماح من الله وخلال هذه الفترة يكون الأبرار المساكين يتنهدون ويصرخون لله واضعين وعوده بأنه يخلص نصب عيونهم، وتكون فترة انتظار الرب هي فترة طول أناة على الأشرار لعل طول أناته تقتادهم للتوبة، وتكون فترة الانتظار هذه للأبرار فرصة تنقية فهي فترة صراخ لله وصلاة والتصاق بالله، وفي هذا يتنقون كما تتنقى الفضة من الشوائب في البوطة (فرن الصهر). ثم يتدخل الله وينصف الأبرار ويقطع شفاه الأشرار. آية (1): "خلص يا رب لأنه قد انقرض التقي لأنه قد انقطع الأمناء من بني البشر." قد إنقرض التقى = "البار قد فني" (سبعينية) = داود رأي أن الكذب قد انتشر، والخيانة انتشرت، لم يرى واحد بار، فشاول يخونه ومعه رجاله وكذلك أهل زيف وقعيلة، ورأى مذبحة الكهنة بسببه فصرخ خَلِّصْ يَا رَبُّ ، فلم يبق ولا بار. فمن كثرة الاضطهاد فنى الأبرار. ولأن الشر ساد العالم كله إحتاج العالم لمخلص، وكأن صرخة داود خلص يا رب هي بروح النبوة صرخة نداء لله ليتجسد المسيح إذ زاغ الجميع وفسدوا. داود هنا شابه إيليا حين تصوَّر أن الأبرار إنتهوا من الأرض ولم يبق سواه (1مل10:19). الآيات (2-4): "يتكلمون بالكذب كل واحد على صاحبه بشفاه ملقة بقلب فقلب يتكلمون. يقطع الرب جميع الشفاه الملقة واللسان المتكلم بالعظائم. الذين قالوا بألسنتنا نتجبر. شفاهنا معنا. من هو سيد علينا." رأى داود قلة الأمانة والكذب ينتشران بين الناس. (ونرى في يع 3 كيف أن اللسان عطية الله لو استخدم في الباطل يكون كدفة سفينة تقودها للهلاك) ومن علامات الرياء ازدواج القلب = بقلب فقلب يتكلمون= هم غير أمناء ولا يقولون الحق والله سيقطع هذه الشفاه، كما قطع لسان فرعون الذي قال في تجبر "إني لست أعرف الرب" وقطع شعب اليهود ورؤسائهم الذين تجبروا على المسيح، وقطع لسان كل من تجبر على الكنيسة الذين قالوا من هو سيد علينا. بقلب فقلب يتكلمون= جاءت في الإنجليزية الآية هكذا "يتكلمون بشفاه غاشة وقلب مزدوج" ويعني هذا أن القلب زائغ منقسم بين الحق والباطل = قلب مرائي. آية (5): "من اغتصاب المساكين من صرخة البائسين الآن أقوم يقول الرب. أجعل في وسع الذي يُنْفَث فيه." هنا نسمع صراخ الأبرار في ظلمهم وألمهم. يتدخل الله في الوقت الذي يراه صالحاً= هذا معني الآنَ ، وهذا الوقت المناسب أطلق عليه بولس الرسول (ملء الزمان) . وأَجْعَلُ فِي وُسْعٍ الَّذِي يُنْفَثُ فِيهِ = وجاءت في الترجمة السبعينية " اصنع الخلاص علانية "و جاءت في ترجمات عربية أخرى "لأفرج كربة المتضايقين". وفي اللغة العربية نْفَثُ= النفث شبيه بالنفخ وهو أقل من التفل. ومنها الطائرات النفاثة. والمعنى بهذا يكون أن الله سيعطي راحة لمن نفثفيهم الناس وملأوهم ظلماً، كما ينفث الثعبان السم فى الناس. وجاءت الآية في الإنجليزية "أضع المسكين في أمان تطول مدته". آية (6): "كلام الرب كلام نقي كفضة مصفاة في بوطة في الأرض ممحوصة سبع مرات." هنا نسمع عن كلمة الله التي هي كفضة مصفاة نقية، والكتاب المقدس كلمة الله منزه عن كل خطأ وشبه خطأ أو تضاد أو كلمة بشرية ساقطة، فالكتاب كله موحى به من الله. والأبرار يثقون في وعود الله التي لا تسقط أبداً، فليس في وعوده غش، ففى الآية السابقةالله وعد المظلوم بالراحة ، فلا بد أن يوفى بوعده.وهنا نرى التناقض بين غش ورياء البشر وصدق كلمة الله النقية ووعوده التي لا تسقط. بل كلام الله ينقي النفس "أنتم أنقياء من أجل الكلام الذي كلمتكم به" فالرب حين يعطينا من مواهب الروح القدس تنقي حياتنا 7 أضعاف ورقم (7) رقم كامل. وهناك من رأى أن رقم 7 يشير لقول أشعياء روح الرب. وروح الحكمة والفهم....(إش2:11). مُصَفَّاةٍ = الكتاب المقدس هو كلمة الله مكتوبة بلسان وحروف بشرية . واللغة البشرية يشوبها النقص . ولكن كلمة الله غير خاضعة لهذا النقص الانساني . بل كاملة لا يشوبها نقص. الآيات (7، 8): "أنت يا رب تحفظهم تحرسهم من هذا الجيل إلى الدهر. الأشرار يتمشون من كل ناحية عند ارتفاع الأرذال بين الناس." نرى هنا خلاص الرب لعبيده وأنه سينجيهم في هذا الجيل وكل جيل وإلى نهاية الدهر رغم أن الأشرار ينجحون=إن الأَشْرَارُ يَتَمَشَّوْنَ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ ويرتفعون =والمعنى أن الأشرار منتشرين في كل مكان على الأرض بل أقوياء مرتفعينوبالرغم من أنهم محيطين بنا، إلاّ أنك تحفظ كل أولادك. عِنْدَ ارْتِفَاعِ الأَرْذَالِ بَيْنَ النَّاسِ = تعني أن هؤلاء الأشرار بالرغم من شرهم تجدهم مرتفعين وسط الناس ، لكن اللهيحرس اولادهمنهم ويحفظهم. نصلي هذا المزمور في باكر فنبدأ يومنا بالثقة في حماية الله رغمًا عن كل المؤامرات حولنا. ونرى فيه أنه بالرغم من مؤامرات اليهود على المسيح وصلبه إلا أنه سيقوم ويصنع الخلاص علانية فنذكر القيامة في بدء يومنا= الآن أقوم يقول الرب.= السيد المسيح قام ليعطينا حياة وخلاص |
||||
15 - 01 - 2014, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 14 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 13 (12 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير يرى البعض أن هذا المزمور قاله داود وهو هارب من وجه إبشالوم، وهذا سبب إحساسه بغضب الله وأن الله نساه، هذا الحزن الواضح في بداية المزمور تعبير عن الحزن الداخلي إذ تذكر خطيته وها هو يعاني من نتائجها. ولكننا نرى في هذا المزمور الطريق الصحيح الذي يجب أن يتبعه كل من يشعر بخطيته فيقدم عنها توبة ويصرخ إلى الله ولا يكف عن الصراخ إلى أن يشعر بالاستجابة، وهنا نرى داود يصرخ 4 مرات إلى متى طالبًا العون ثم وكأنه يعاتب الله، هل تقبل يا رب أن يفرح أعدائي بحالتي هذه. ولا يتوقف في صلاته عند هذا الحد، بل نجد إيمانه يتشدد ويقول أما أنا فعلي رحمتك توكلت بل يتقدم أكثر ويسبح بفرح. "الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج" (مز5:126) وهذا الأسلوب نجده دائمًا في مزامير داود، فهو يبدأ بالصراخ والدموع وينتهي مسبحًا الله بفرح ونرى في هذا المزمور صورتين. 1. تعبير عن حالة نفس في فتورها الروحي وشعورها بآلام نسيان الله. 2. ربما يعبر هذا المزمور عن قول المسيح على الصليب "إلهي إلهي لماذا تركتني" ولكنه ينتهي بتسبيح الله على خلاصه أي قيامة المسيح وانتصاره لذلك نصلي هذا المزمور في باكر. 3. ويقال المزمور من أي مظلوم ومتألم من أي ضيقة. الآيات (1-2): "إلى متى يا رب تنساني كل النسيان. إلى متى تحجب وجهك عني.إلى متى أجعل همومًا في نفسي وحزنًا في قلبي كل يوم إلى متى يرتفع عدوي عليّ" هي صراخ الخاطئ في حالة فتوره محاولاً الرجوع لله، ولكنه يحس أن الأمر ليس سهلاً وربما ظن أن الله سيتركه إلى الإنقضاء، وربما أخذ يردد هذه المشاعر الحزينة في قلبه كل يوم، وحزنه راجع إلى انتصار عدوه (الشيطان والجسد) عليه = عَدُوِّيقد أرْتَفِعُ عَلَيَّ. وفي (نش6:5) نرى هنا أن الحبيب تحوَّل وعبر، هذه هي الفترة التي تشعر فيها النفس بنسيان الله لها. ولماذا يتركها الله فترة في هذا الشعور؟ حتى حينما تجده لا تعود للتراخي بل تمسك به ولا ترخِهِ (نش4:3). ونلاحظ هنا أن داود لم يشتكي من مؤامرة ابنه وخيانة الناس، بل ما يزعجه هنا هو نسيان الله له، فإن لم يرضى العالم علينا لكن كنانتمتع بحب الله فنحن لم نَخْسَرْ شيئاً. أما لو كسبنا العالم كله وخسرنا الله فقد خسرنا كل شئ. وليس من شئ يجعلنا نشعر بأن الله يحجب وجهه عنا سوى الخطية ويعزينا قول إشعياء "لحيظةتركتك وبمراحم عظيمة سأجمعك" (إش7:54). آية (3): "أنظر واستجب لي يا رب إلهي. أنر عيني لئلا أنام نوم الموت." صراخ داود حتى لا يموت في خطيته، يموت دون أن يشعر أن الله قد غفر. أو أن يستمر الإنسان في حالة موت الخطية.أو اليأس من الغفران فهذا أيضا يقود للموت. فالخاطئ يصرخ إلى الله هل تتركني هكذا كميت بسبب خطيتي. ويصلي أَنِرْ عَيْنَيَّ = فننال فهماً جديداً لمحبة الله ونعاين أمجاده السماوية فلا نعود نفرح بتفاهة العالم وخطاياه. بهذه الاستنارة لا يبقي للظلام موضعاً في الإنسان. أو يعطينا الله تعزية وسط الألم والشعور بوجوده معنا فلا نيأس.وهذه مشورة رب المجد لملاك كنيسة لاودكية "كحل عينيك بكحل لكي تبصر"(رؤ3 : 18 ). أمامن ظلت عينه الداخلية مغلقة تائها وراء ملذات الخطية، فهو ما زال في الموت، غافلا أو نائما غير فاهم أنه في طريقه للموت. آية (4): "لئلا يقول عدوي قد قويت عليه. لئلا يهتف مضايقي بأني تزعزعت." العدو هو إبليس (أو الخطية) وهو يفرح بسقوط الإنسان قطعًا، ويشمت فيه (مز 25: 2). آية (5): "أما أنا فعلي رحمتك توكلت. يبتهج قلبي بخلاصك." هنا نرى الإيمان المتزايد، فهو يلقي بثقته على الله أن ينجيه، وما يبني عليه ثقته هو مراحم الله، ليس لبر في نفسي يا رب ولكن من أجل مراحمك لنا دالة أن نطلب ونثق فيك أنك تستجيب بسبب مراحمك. ولاحظ أنه ظل يصلي ربما عدة أيام حتى شعر بهذا. بل نتيجة الصلاة أيضًا سمع صوت الروح القدس داخله قائلًا "لا تخف أنا معك" فإبتهج قلبه. ومن يسمع صوت الروح القدس قائلًا لا تخف لا يعود يخاف أبدًا من شيء. آية (6): "أغني للرب لأنه أحسن إلىَّ." حصل داود هنا على حالة السلام الداخلي نتيجة صلواته وإيمانه فبدأ التسبيح ولم يتوقف. والتسبيح علامة على الإمتلاء من الروح القدس الذي أعطاه الفرح ، والتسبيح هو تعبيرعن حالة الفرح الداخلى الذى يعطيه الروح القدس. فأليصابات وزكريا حينما إمتلئا من الروح القدس سبحا الله (لو1). |
||||
15 - 01 - 2014, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 15 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 14 (13 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير هو نفس كلمات المزمور 53 والفرق أن اسم يهوه هنا تكرر 4 مرات ، وقيل في مزمور 53 مرة واحدة فقط. قال البعض أن داود كتب هذا المزمور في فترة اضطهاد شاول له وقال البعض في فترة ثورة إبشالوم. ولكن الكتاب لم يوضح. ولكن غالبًا فهذا المزمور كُتِبَ بصورة عامة ليظهر فكرة معينة. فالقديس بولس الرسول اقتبس من هذا المزمور في (رو3) ليثبت أن اليهود والأمم كلاهما سقطا تحت الخطية، وأن كل العالم مذنب أمام الله. وبهذا نفهم أن العالم كله ناقص وغير كامل وكل بني آدم مولودين في الخطية "بالخطايا ولدتني أمي" فنحن نرث خطية أبينا آدم "الخطية الجدية أو الأصلية". هنا نرى صورة لفساد الجنس البشري (1يو19:5). ولم يكن هناك علاج سوى بالمسيح. فالخطية جرحت البشر وقتلتهم وجاء المسيح ليجرحه الخطاة ويقتلوه فيداوي جروحنا ويحيينا. وداود إذا صوَّر نفسه على أنه البار الذي تعرض لهجمات وظلم الأشرار فهو رمز للمسيح البار في آلامه. وكل الآلام التي تعرض لها داود سواء في الكلمات الظالمة والإشاعات الرديئة أو كل الآلام التي وقعت عليه من الأشرار. أو الآلام التي وقعت على المسيح وتقع على كنيسته راجعة إلى فساد الجنس البشري كله. لذلك يقسم المرنم البشر لقسمين [1] الجهلاء وهم عديمي القيم، الذين يرفضون الله ويرفضون شريعته [2] الأبرار أو شعب الله المتألم. الآيات (1-3): "قال الجاهل في قلبه ليس اله. فسدوا ورجسوا بأفعالهم. ليس من يعمل صلاحًا. الرب من السماء اشرف على بني البشر لينظر هل من فاهم طالب الله. الكل قد زاغوا معا فسدوا. ليس من يعمل صلاحًا ليس ولا واحد. في آية (1) نرى سببين للإلحاد :- [1] الْجَاهِلُ = أي إن تصوّر الإنسان أن لا إله . [2]الفَساَدُ: وجود شهوة في القلب. وفي معظم الأحيان تكون الشهوة الفاسدة في القلب سبباً في إنكار وجود الله حتى لا يزعجوا ضمائرهم ويتمادون في شهواتهم، وبالتالي فهم غير ملتزمين بوصايا الله، وهذا ما قاله أغسطينوس. قَالَ الْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ = فمن القلب تخرج الدوافع الشريرة (إر9:17). ونرى أن هذا الفساد قد عمَّ وسط كل بني آدم. وإحتاج البشر إلى تجديد. اَلرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ أَشْرَفَ = تشير لأن الله مطلع على كل شئ ويعرف خفايا القلوب.فَاهِمٍ = حكيماً ومتعقل وقد وردت بعد هذا في الترجمة السبعينية بعض آيات لم ترد في الترجمة العبرية وهي: "حنجرتهم قبر مفتوح، مكروا بلسانهم. سم الأفاعي تحت شفاههم، أفواههم مملوءة لعنة ومرارة، أرجلهم سريعة إلى سفك الدماء. والإنكسار والشقاء في سبلهم، وطريق السلامة لم يعرفوها. ليس خوف الله أمام أعينهم، أليس يعلم جميع عاملي الإثم" وهذا ما اقتبسه بولس الرسول في (رو3). فالعهد الجديد كان يقتبس من النسخة السبعينية. آية (4): "ألم يعلم كل فاعلي الإثم الذين يأكلون شعبي كما يأكلون الخبز والرب لم يدعوا." نرى هنا نتيجة من نتائج ترك الله بالإضافة لفساد طبعه وهي ظلم المساكين. فلقد امتلأت قلوبهم فساداً وظلماً وقسوة. فكانوا يأكلون المساكين كَمَا يَأْكُلُونَ الْخُبْزَ. ونتيجة أخرى كانت الاعتزاز بالنفس وعدم الالتجاء لله= وَالرَّبَّ لَمْ يَدْعُوا. وهذا ناتج عنالكبرياء أن لايكون للإنسان علاقة بالله فلا يصلى ولا يطلبه. آية (5): "هناك خافوا خوفًا لأن الله في الجيل البار." نرى هنا صورة فيها تناقض فالأشرار رغم قسوتهم وجبروتهم نجدهم خائفون إذ لا سلام للأشرار= هناك خافوا خوفًا. أما الأبرار فالله في وسطهم مصدر سلامهم. وقد ظهر المسيح وسط شعب اليهود فخافوا منه أن يأخذ نصيبهم حينما يلتف الشعب حوله فقاموا وقتلوه. الأشرار في خوف حتى لا تضيع منهم مملكتهم الأرضية، أي كرامتهم وسلطانهم وغناهم. ومع الكنيسة يحدث نفس الشيء، فالأشرار يضطهدونها فهم يخافون أن تسلبهم مجدهم الزمني. ولكن الله يتجلي وسط أولاده ووسط كنيسته ويعلن عن حلوله وسكناه في وسطهم= لأن الله في جيل الأبرار. آية (6): "رأي المسكين ناقضتم لأن الرب ملجأه." المسكين هم أولاد الله الذين يقوم ضدهم الأشرار ثائرين على أقوالهم، فإبليس يحرك هؤلاء الأشرار. وإبليس لا يحتمل أولاد الله الذين لهم الرب ملجأ يحتمون به. ولكن قد يضحك الأشرار على الأبرار إلى حين. فالله ملجأهم لن يتخلى عنهم. آية (7): "ليت من صهيون خلاص إسرائيل. عند رد الرب سبي شعبه يهتف يعقوب ويفرح إسرائيل." تسبحة رجاء من العهد القديم أن المخلص سيأتي من صهيون ليخلص إسرائيل. ولقد تجسد المسيح من وسط اليهود ليخلص كنيسته. ويحررها من سبي إبليس والخطية فتفرح الكنيسة بالخلاص وتسبح = يَهْتِفُ يَعْقُوبُ، وَيَفْرَحُ إِسْرَائِيلُ . وكل نفس بعيدة عن اللهتعتبر في سبي إبليس. |
||||
15 - 01 - 2014, 04:44 PM | رقم المشاركة : ( 16 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 15 - تفسير سفر المزامير هذا المزمور يرسم ويظهر لنا طريق السماء. ولكي نحيا في فرح يجب أن نكون في قداسة وأمانة (مت17:19). فهنا نرى شروط السكنى مع الله (يو23:14). فالقداسة وحفظ الوصايا شرط أن نعاين الله (عب14:12). وبيت الرب يليق به القداسة. وهنا نرى خصائص الإنسان التقي الذي يسكن في مسكن الرب. وعلى كل من يدخل بيت الرب ليصلي أن يسأل نفسه ويفحص ضميره بالمقارنة مع هذا المزمور. وربما كان داود وهو يكتب هذا المزمور متأثراً بموت عُزة عندما لمس التابوت وهم ينقلونه ثم بركة الله لبيت عوبيد أدوم. وكان هذا المزمور من مزامير الاحتفال عند باب الهيكل لتذكير كل من يدخل بضرورة نقاوته. هذه مثل صراخ الكاهن الآن "القدسات للقديسين" قبل التناول وإذ يشعر الشعب كله بالحاجة إلى عمل الله القدوس لتقديسهم يجيبون "واحد هو الآبالقدوس.. ". آية (1): "يا رب من ينزل في مسكنك. من يسكن في جبل قدسك." مسكنك= جاءت في أصلها خيمتك، فالهيكل لم يكن قد تم بناؤه أيام داود. وجبل صهيون= يشير للكنيسة ويشير للسماء حيث نسكن أبديًا مع الله. ومن لا يوجد مستحقًا أن يسكن في الكنيسة الآن على الأرض (الخيمة)، لن يكون مستحقًا أن يكون في السماء للأبد فالخيمة تشير لحياة غربتنا على الأرض. ومن يعيش في العالم بحسب المواصفات الآتية. في الآيات 2-5 يكون له مسكن الله (الكنيسة) مكان راحة وحماية من تجارب العالم. ثم يكون له نصيب في الحياة الأبدية. ومسكننا المؤقت هو جسدنا هيكل الله. ومن يحيا في قداسة هنا فحينما تنتهي حياة غربته هنا على الأرض يكون له مسكن أبدي في السماء (2كو1:5) الآيات (2-5): "السالك بالكمال والعامل الحق والمتكلم بالصدق في قلبه. الذي لا يشي بلسانه ولا يصنع شرًا بصاحبه ولا يحمل تعييرًا على قريبه. والرذيل محتقر في عينيه ويكرم خائفي الرب. يحلف للضرر ولا يغير. فضته لا يعطيها بالربا ولا يأخذ الرشوة على البرئ. الذي يصنع هذا لا يتزعزع إلى الدهر." نصلي هذا المزمور في باكر لنقارن تصرفاتنا مع هذه المثاليات. ولكن من يستطيع أن يحيا في هذه المثاليات دون عمل الرب يسوع فيه، فكأن من يصلي هذا المزمور في صلاة باكر يقول لله "هبني يا رب أن أحيا هكذا كما يرضيك فيكون لي نصيبًا معك". السَّلوِكُ بلاعيب = أعماله أمام الناس كاملة. وَالْمُتَكَلِّمُ بالحق فِي قَلْبِهِ = هنا يدخل للعمق ويطلب ان يكون القلب مملوء حقاً، تسكن فيه كلمة الله. لاَ يغش بِلِسَانِهِ = لا كذب ولا رياء ولا وشاية لاَ يَحْمِلُ تَعْيِيرًا عَلَى قَرِيبِهِ = لا يقبل عاراً على جيرانه (سبعينية). الرَّذِيلُ مُحْتَقَرٌ فِي عَيْنَيْهِ = فاعل الشر مرذول أمامه أي لا يشتهي الشر الذي يصنعه الشرير بل يرفضه ويكرهه يحلف للضرر ولا يغير= "الذي يحلف لقريبه ولا يغدر به" (سبعينية). هو ذو قلب مملوء بالمحبة لكل إنسان كالسامري الصالح. مثل هذَا لاَ يَتَزَعْزَعُ إِلَى الدَّهْرِ = يصمد كالجبل هنا على الأرض وله حياة في السماء. وفي آية (4) يَحْلِفُ لِلضَّرَرِ وَلاَ يُغَيِّرُ = يحلف لقريبه أنه سيفعل كذا وكذا، وإذا إكتشف بعد ذلك أن هذا سوف يصيبه هو بالضرر لا يغير كلامه بل ينفذ لأنه حلف. وهكذا جاءت في الإنجليزية who swears to his own hurt and does not change. المقصود انه يعطي وعدا ويحلف انه ينفذ ، فإذا وجد بعد ذلك ان التنفيذ سيعود بالضرر عليه هو نفسه أى الذى حلف، ينفذ وعده لأنه حلف. |
||||
15 - 01 - 2014, 04:45 PM | رقم المشاركة : ( 17 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 16 (15 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير هذا المزمور هو نبوة رائعة عن السيد المسيح الذي داس الموت بموته وقام دون أن يرى جسده فساداً. ففي المزمور (2) رأينا ولادة المسيح الأزلية وولادته بالجسد وفي مزمور (8) رأينا المسيح بتأنسه يعيد المجد للإنسان، وهنا نرى كيف أعاد المسيح المجد للإنسان. وقد يحتوي المزمور شيئاً عن داود ولكنه مكتوب بروح النبوة عن المسيح فداود مات وفسد جسده، أما المسيح فهو وحده الذي قام ولم يرى جسده فساداً. وهكذا شرح معلمنا بطرس المزمور في (أع24:2-27). وهكذا شرح بولس الرسول المزمور (أع36:13 ، 37) ولذلك أكمل داود تعرفني سبل الحياة، أمامك شبع سرور، فنحن بقيامة المسيح صار لناقيامة وحياة أبدية وفرح أبدي. وكأن داود حين يقول احفظني يا رب فإني عليك توكلت يتحدث بلسان الكنيسة التي تطلب أن يحفظها الله من هذا الموت الذي أصابها. فكان أن المسيح تجسد وأخلى ذاته وشاركنا في طبعنا ليرفعنا معه لمجده. ومازالت الكنيسة جسد المسيح تصلي إحفظني يا رب فإني عليك توكلت حتى تحصل على الحياة الأبدية. هذا المزمور هو مزمور القيامة لذلك تصليه الكنيسة في صلاة باكرفالمسيح قام فى الفجر. هذا المزمور يعطينا رجاء في ميراثنا الأبدي، لذلك نجده معنوناً بالقول مذهبة فهو كلام من ذهب، هو جوهرة من جواهر الكتاب المقدس. آية (1): "احفظني يا الله لأني عليك توكلت." الكنيسة تلقي اتكالها الكامل على الرب لذلك يحفظها. ويرى أباء الكنيسة أن المسيح هو المتكلم هنا بلسان الكنيسة جسده، يسأل الآب قيامة جسده لتقوم الكنيسة كلها معه وفيه. (عب7:5) + (أش8:49). وهذه الآية يجب أن يصلي بها كل واحد لله. آية (2): "قلت للرب أنت سيدي خيري لا شيء غيرك." خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ = أنا محتاج لك، وأنت لا تحتاج لى = "لا تحتاج إلى صلاحي" (سبعينية). الصلاح هو عطية الله، والله لا يحتاج لصلاحنا، بل باتحادنا بالمسيح يهبنا الله الصلاح. وإذ تلتقي النفس بالله مصدر حمايتها وصلاحها تجد فيه كل الكفاية فتقول له أنت ربي وتسلم الحياة كلها له. ليكون هو الرب وهو القائد. ولو كان المسيح هو المتكلم في هذه الآية فهو حين يقول "ربي" يعلن عن كامل إنسانيته واتحاده ببشريتنا، وكممثل عن الكنيسة جسده يقول للآب خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ فالكنيسة مصدر خيراتها الوحيد هو الله صانع الخيرات. خَيْرِي لاَ شَيْءَ غَيْرُكَ = "لا خير لي في شئ بعيداً عنك أو بالإنفصال عنك" وهكذا جاءت في الإنجليزية. الله هو المصدر الوحيد للخير . آية (3): "القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم." المتكلم هو المسيح . ومنهم قديسيه إلا أعضاء جسده الذين تقدسوا بالاتحاد به، هؤلاء هم الكنيسة وهؤلاء قد صنع الله فيهم كل مشيئاته الصالحة وكل أعاجيبه ووهبهم القداسة إذ آمنوا به وقاموا معه من موت الخطية، لذلك نصلي سبحوا الله في جميع قديسيه فالله ممجد في قديسيه، وصنع فيهم كل مشيئته لأنهم سلموا له المشيئة بالكامل"لتكن مشيئتك". ولاحظ أنهم صاروا قديسين بالرغم من أنهم مازالوا على الأرض. فالله يفعل المستحيلات وحوَّل شعبه إلى قديسين في وسط عالم شرير. وهذه هي مسرة الله أن يحولشعبه إلى قديسين ويهبهم الصلاح= كُلُّ مَسَرَّتِي بِهِمْ = صنع فيهم كل مشيئاته ونلاحظ أن القيامة لم يشاهدها سوى المؤمنين (500 شخص الذين رأوا المسيح بعد قيامته). آية (4): "تكثر أوجاعهم الذين أسرعوا وراء آخر. لا أسكب سكائبهم من دم. ولا أذكر أسماءهم بشفتي." من ساروا وراء آلهة أخرى (شهوة/ مال/ كرامة زمنية..) تكثر أمراضهم وأوجاعهم فالمسيح وحده هو الشافي لأرواحنا وأجسادنا ونفوسنا. لا أسكب سكائبهم من دم= فقد كان من عادة الوثنيين أن يشربوا كأسًا من الدم كتقدمة وكنوع من العبادة ولا أذكر أسماءهم= أي أسماء الآلهة الوثنية (خر13:23). فالقديسين الذين عرفوا الرب يقطعون كل علاقة لهم بالخطية والخطاة. لا أسكب سكائبهم من دم= جاءت في السبعينية "لا أجتمع بمجامعهم من الدماء" أي لا أوجد في وسط هؤلاء الذين يفعلون هذا. ولا أذكر أسماءهم= لا أريد أن أعرفهم. آية (5، 6) "الرب نصيب قسمتي وكأسي. أنت قابض قرعتي. حبال وقعت لي في النعماء. فالميراث حسن عندي." هذا هو صوت الكنيسة، الله هو نصيبنا وميراثنا وكأسنا الذي نشربه من الألم والمجد، والمسيح أعاد لنا ميراثنا. وكان تقسيم الأرض في الميراث يقاس بالحبال وبالقرعة (يش6:13). وداود يشعر أن الله قابض قرعته= هي ليست في يد إنسان أو بالحظ أو بالصدفة، الله هو الذي يحددها له، وطالما أن الله يحددها له فقرعته وحبال التقسيم وقعت في النعماء. وكان اللاويين لا نصيب لهم في الأرض وكان الله نصيبهم ليشرح الله أن من يكون الله نصيبه فقد فاز بالنعماء. وقد فهم داود هذا ولم يفرح بملكه ولكنه فرح بأن الرب نصيبه (مز26:73). هذه هي فرحة التمتع بالشركة مع الله. ومن يرفض أن يقبل كأس لذات العالم من يد الشيطان يصير الرب كأسه وقسمته ويكون ميراثه ثابت (1بط4:1). ومن يكون نصيبه الله يكون ميراثه السماء والمجد في الأبدية، ويضاف لهذا بركات أرضية. النعماء = مترجمة في السبعينية "أرض خصبة" وفي الانجليزية " مكان مفرح" والله خلقنا ووضعنا في فردوس النعيم. آية (7): "أبارك الرب الذي نصحني. وأيضًا بالليل تنذرني كليتاي." أُبَارِكُ الرَّبَّ الَّذِي نَصَحَنِي"أفهمني"(سبعينية). وَأَيْضًا بِاللَّيْلِ تُنْذِرُنِي كُلْيَتَايَ = هذا هو عمل الروح القدس فهو يعلمكم كل شئ ويبكت على خطية.. وهو روح النصح (يو16 : : 8 + 2تي1 : 7) ليضمن لنا ميراثنا إن لم نقاومه وفي النهار (طريق التوبة) يعلم ويكشف عن أسرار الله. وفي الليل (وقت الخطية) يبكت وينذر. والكلية ترمز للأعماق، لداخل النفس، مجال عمل الروح القدس. والروح القدس يريد أن يعلن لنا أسرار الميراث، وهذا ما جعل المسيح يفرح (لو21:10). ونلاحظ أن الكليتان تنقيان الدم، وهكذا عمل التوبة ينقي الحياة والنفس لتؤهل للميراث الأبدي. ولكن التوبة هي دعوة وإقناع من الروح القدس الذي يبكت ويقنع ( إر 20 : 7) وإستجابة منا. وهذا ما قاله ارمياء النبي "توبني فأتوب لأنك انت الرب الهي"(إر31 : 18).أبارك الرب= أسبحه إذ عمل لى كل هذا. آية (8): "جعلت الرب أمامي في كل حين. لأنه عن يميني فلا أتزعزع." من له الإيمان الحي، هو من يجد الرب أمامه في كل حين، يشعر أنه في حضرته فلا يخطئ (يوسف) وقوله عن يميني إشارة لأن من له هذا الإيمان الحي يكون الله قوته. فاليمين لا تعني مكانًا ما وإنما هي تشير للقوة. ونلاحظ أنه حينما نقول المسيح جلس عن يمين الآب أنه صار بناسوته له نفس مجد الآب ، والذي هو نفس مجد لاهوت الابن (يو 17: 5). ولأن الآب والابن واحد، والآب في الابن والابن في الآب، نجد الآية هنا وهي بلسان المسيح تقول جعلت الرب.. عن يميني، فالآب هنا عن يمين الابن. والمعني أن الآب حفظ المسيح من كل محاولات قتله (يو 8: 59)، حتى حان وقت الصليب. آية (9): "لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي. جسدي أيضًا يسكن مطمئنًا." الذي وجد الله عن يمينه أي مصدر قوته يتهلل ويفرح، فالله حي وبالتالي لن يترك عبيده يموتون للأبد، لذلك يقول جَسَدِي أَيْضًا يَسْكُنُ مُطْمَئِنًّا = "يسكن على الرجاء" (سبعينية) أي رجاء القيامة. وبلسان المسيح فتكون هذه الآية تشير لفرح المسيح بأن عمله الكفاري وفداءه أعطيا حياة وقيامة لجسده أي كنيسته. وقيامته أعطتنا الرجاء. آية (10): "لأنك لن تترك نفسي في الهاوية. لن تدع تقيك يرى فسادًا." هي نبوة واضحة عن قيامة المسيح، إذ لم يكن الموت قادرًا أن يمسكه للأبد. آية (11): "تعرفني سبل الحيوة. أمامك شبع سرور. في يمينك نعم إلى الأبد." سبيل الحياة= طرق الحياة. هي الحياة المعاشة في شركة مع الله وهذه تستمر هنا على الأرض وفيما بعد الموت. والطريق هو المسيح فمن يثبت فيه يقوم معه ويصعد معه. والمسيح بقيامته أعطانا الحياة الأبدية. ولكنه لم يتركنا بعد ذلك حتى لا نضل ويضيع منا الطريق، فأرسل لنا الروح القدس، الذي سكن فينا في سر الميرون (سر التثبيت). والروح القدس يثبتنا في المسيح، والمسيح هو الطريق |
||||
15 - 01 - 2014, 04:47 PM | رقم المشاركة : ( 18 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 17 - تفسير سفر المزامير رنم داود بهذه الصلاة الرائعة في فترة من حياته كان فيها مضطهدًا وهو برئ فكان رمزًا للمسيح البرئ وقد أحاط به أعداؤه من كل جانب. وحينما يتكلم داود عن براءته فالموضوع نسبي فهو برئ من التهم التي لفقها له أعداؤه، أما في خطايا أخرى فهو بالتأكيد قد سقط. أما المسيح فهو برئ براءة مطلقة من كل خطية. من هذا المزمور يتعلم كل منا كيف يصلي وهو في ضيقة أو وهو شاعر بظلم الآخرين له، فنخرج من الصلاة شاعرين بأننا في حماية الله فنطمئن، بل نتحول إلى صورة الله، نتشبه بالمسيح، ونتحول إلى صورته، فنحتمل في تسليم والقلب مملوء سلامًا. آية (1): "اسمع يا رب للحق. أنصت إلى صراخي أصغ إلى صلاتي من شفتين بلا غش." نرى فيها اللجاجة، داود يصلي ويصرخ لله بثقة فهو لا يجد سواه ملجأ يثق فيه مِنْ شَفَتَيْنِ بِلاَ غِشٍّ = هذا شرط للصلاة المقبولة، فكيف يقبل الله صلواتنا ونحن نصلي برياء، أو بقلب حاقد، أو قلب شهواني. وداود كان بريئاً مما يتهمونه به. ولكن الوحيد الذي بلا خطية هو المسيح ولذلك فشفاعته الكفارية مقبولة ، أى أن يموت نيابة عن البشر أما من له خطية لا يمكنه فداء أحد فهو يموت عن خطاياه هو.ونحن إذا صلينا بهذه الكلمات فلنفهم أن برنا الذاتي لا يبررنا بل نحن مبررين في دم المسيح. آية (2): "من قدامك يخرج قضائي. عيناك تنظران المستقيمات." هو لا يريد أن الحكم عليه يأتي من ظالمين، ويترك الحكم النهائي لله العادل. آية (3): "جربت قلبي تعهدته ليلًا. محصتني. لا تجد فيَّ ذمومًا. لا يتعدى فمي." جَرَّبْتَ قَلْبِي. تَعَهَّدْتَهُ لَيْلاً.. لاَ تَجِدُ فِيَّ ذُمُومًا = ربما قصد المرتل أن يقدم قلبه أمام الله ليكتشف الله نقاوته وأنه لا يحمل حقداً ولا غشاً. والليل وقت الهدوء، بعيداً عن الانشغال بكلام الناس وعن الانشغال بالعالم، هناك يرى الله اشتياقاته المقدسة له. ولكن الأقربلأفكار داود المنسحق والمتألم أنجَرَّبْتَ تشير لامتحان الذهب بالنار فيتنقى. وهذا ما يسمح به الله لأولاده فهو يجربهم ببعض التجارب لتنكشف أمام أعينهم حقيقة ما يدور في قلوبهم فيندمون ويبدأوا طريق التوبة. والليل هنا يشير لوقت التجارب وحينما يتنقى الإنسان لا يجد الله فيه ذموماً = أى شر يستحق أن يُذَّمْ بسببه ، وهذه فائدة التجارب. ونرى نتيجة التمحيص أي التنقية = لاَ يَتَعَدَّى فَمِي. هو يقتل كلمات الشر فيتنقى قلبه بالتالي. بل نجد داود بهذا المفهوم يطلب أن يجربه الله أى يجعله يتعرض لبعض الألام ليزداد فى النقاوة "جرِّبنى يا رب وإمتحنى ، صفِّ كُلْيتىَّ وِقلبى" (مز26 : 2) . وجاءت الآية فى السبعينية " أبلنى يا رب وجربنى. نَقِّ قلبى وكُلْيتَىَّ " . آية (4): "من جهة أعمال الناس فبكلام شفتيك أنا تحفظت من طرق المعتنف." كما تحفظ المرنم على أقواله، نجده هنا يتحفظ في أعماله، ولا يعمل عملًا إلا لو كان بحسب وصايا الله= كلام شفتيك. فهو يريد أن يسلك في حياته حسب مشيئة الله. آية (5): "تمسكت خطواتي بآثارك فما زلت قدماي." لقد سلك المرنم الطريق الضيق، طريق الوصية، التي من يسلك فيها لا تزل قدماه. آية (6): "أنا دعوتك لأنك تستجيب لي يا الله. أمل أذنك إليّ. اسمع كلامي." نرى هنا ثقة المرنم في استجابة الله. وهذا شرط للصلاة المستجابة أى الثقة في الله. آية (7): "ميّز مراحمك يا مخلّص المتكلين عليك بيمينك من المقاومين." مَيِّز= المعنى كما جاء فى الترجمة الإنجليزية "إظهر يا رب مراحمك المميزة لمن إتكلوا عليك" فمراحم الله مميزة وتلاحظها كل عين وخاصة للإنسان المتكل عليه. ويسهل تمييز أعمال رحمة الله. آية (8): "احفظني مثل حدقة العين. بظل جناحيك استرني." الله يحفظنا كحدقة العين (زك8:2). فالجفون تحمي العين عند أي خطر. بل أن الله يحفظنا لأن من يمس أولاده كمن يمس عينه. وبظل جناحيه يسترنا (مت37:23). آية (9): "من وجه الأشرار الذين يخربونني أعدائي بالنفس الذين يكتنفونني." أعدائي بالنفس= أي الذين يدفعونني للخطية ولأن أبتعد عن الله. وكلمة أعدائي بالنفس تترجم أعدائي القتلة فهناك قتل روحي. آية (10): "قلبهم السمين قد أغلقوا. بأفواههم قد تكلموا بالكبرياء." لقد أغلقوا قلوبهم لقساوتها فما عادوا يسمعون أي كلمة أو فعل رحمة ومحبة. وهم مملوءون كبرياء وغطرسة. وهكذا أحاط الأعداء بالمسيح ليفترسوه كالأسود. الآيات (11، 12): "في خطواتنا الآن قد أحاطوا بنا. نصبوا أعينهم ليزلقونا إلى الأرض. مثله مثل الأسد القرم إلى الافتراس وكالشبل الكامن في عرّيسه." راجع (1بط8:5). آية (13): "قم يا رب تقدمه. اصرعه. نج نفسي من الشرير بسيفك." الله له سيوف كثيرة يستخدمها ضد أعدائه وأعداء كنيسته، تبدأ بسيف كلمته لعلهم يتوبون وتنتهي بالسيف الحقيقي أي نهاية حياتهم بالجسد على الأرض لمن لا يتوب. وهنا المرنم يلجأ إلى الله ليعينه إذ أدرك بطلان كل معونة بشرية. آية (14): "من الناس بيدك يا رب من أهل الدنيا. نصيبهم في حياتهم. بذخائرك تملأ بطونهم. يشبعون أولادًا ويتركون فضالتهم لأطفالهم." مِنَ النَّاسِ بِيَدِكَ يَا رَبُّ = هناك من الناس الذين خلقتهم أنت يا رب بيدك ، لكنهم إنفصلوا عنك وإختاروا أن يكونوا من أهل الدنيا ، بينما أنك أفضت عليهم من خيراتك . عداوة الأشرار وعنفهم ليس عن إحتياج، فالله لم يحرمهم من عطاياه الأرضية "فهو يشرق بشمسه على الأبرار والأشرار". وهم يعيشون في ترف وبطونهم مملوءة من خيرات الله ويتركون فضلاتهم لأطفالهم. وقد تعني يتركون فضلاتهم لأطفالهم أن شرورهم تبقى ميراثاً لأطفالهم "دمه علينا وعلى أولادنا". آية (15): "أما أنا فبالبر انظر وجهك. اشبع إذا استيقظت بشبهك." الإنسان المتكل على الله ينجو من بطش الشرير، فالأشرار ينتهون، ولكن البار يستيقظ أي يقوم بعد موته ويعاين وجه الرب (في21:3 + 1يو2:3). بل كل من يصلي بإيمان لن يحرم من التمتع برؤية الله، إن كان قلبه نقيًا كما جاء في أول المزمور. أما أنا فبالبر أنظر وجهك= وجه الآب هو الابن الذي خبَّرنا عن الآب (يو1 : 18) وبه ندخل للأحضان الأبوية. والأبرار أنقياء القلب يعاينون الله. فكل من يحيا بالبر يرى الابن الذي هو وجه الآب. ويرى هنا ليست الرؤية السطحية بل معناها يراه بقلبه رؤية المعرفة، وهذه المعرفة هي التي تشبع= أشبع إذا استيقظت بشبهك وهذه الأخيرة لها ترجمتين بالإنجليزية. When I awake I shall be satisfied with beholding thy form. (Revised) I shall be satisfied when I awake in your likeness (Kjv) وترجمة الأولى حينما أستيقظ أشبع بالتأمل في شكلك وهيئتك وصورتك وترجمة الثانية أشبع حينما أستيقظ بشبهك كما جاءت في ترجمة بيروت. وكلا الترجمتين يتكاملان. فالأولى تكلمنا عن الشبع بالتأمل في المسيح الذي هو صورة الآب، فلاحظ أن داود كان يكلم الله، الذي رأينا صورته في المسيح "من رآني فقد رأىالآب" . والثانية تشير لكل من يقدم توبة ويستيقظ من نوم الغفلة، غفلة موت الخطية (أف14:5)، فيأخذ شكل المسيح (غل19:4). ولاحظ أن من يستيقظ يستطيع أن يرى المسيح كلمة الله بالتأمل في الكتاب المقدس كلمة الله، ولاحظ قول بولس الرسول "أيهاالغلاطيون.. الذين أمام عيونكم قد رُسِم يسوع المسيح بينكم مصلوباً" (غل1:3). |
||||
15 - 01 - 2014, 04:50 PM | رقم المشاركة : ( 19 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 18 - تفسير سفر المزامير هذا المزمور هو متطابق تقريبًا مع (2صم22). هي قصيدة انتصار، فيها يسبح داود الرب على كل أعمال مراحمه معه كل حياته بعد أن استراح من كل أعدائه. والفروق بين هذا المزمور وبين (2صم22) هي في بعض كلمات ليصير المزمور نشيدًا يستخدم في تسبيح الشعب لله ويكون من ضمن تسابيح الهيكل. يمكن رؤية المزمور على أنه نبوة عن خلاص المسيح وهلاك إبليس (ورمزه شاول وجنوده) فالمسيح أتي وحارب وغلب، وهو يقيم ملكوته خلال عالم متمرد بأسلحة الحب والإيمان ويحول مؤمنيه إلى ملوك روحيين (رؤ6:1). ونرى في المزمور مقاومة وهيجان الأعداء ثم الاستعانة بالله ونزول المسيح ليخلصنا ثم صعوده. ونرى الله ينقذ الإنسان ويقبل الأمم. حين نسبح بكلمات هذا المزمور نسبح الله الذي خلصنا بصليبه ويعيننا في حروبنا الروحية في رحلة حياتنا ويخلصنا من كل ضيقة في هذا العالم، هو مزمور القوة والرجاء الذي لا يخزى ونسمع في عنوان المزمور أن داود كلم الرب بكلام هذا النشيد. ففي يوم خلاصنا وفرحنا لا نذهب سوى لله نقدم له الشكر والتسبيح. يرجى الرجوع لتفسير الإصحاح 22 من سفر صموئيل الأول فبه تفاصيل أكثر. الآيات (1-6): "احبك يا رب يا قوتي. الرب صخرتي وحصني ومنقذي. الهي صخرتي به احتمي. ترسي وقرن خلاصي وملجأي. ادعو الرب الحميد فأتخلّص من أعدائي. اكتنفتني حبال الموت. وسيول الهلاك أفزعتني. حبال الهاوية حاقت بي. أشراك الموت أنتشبت بي. في ضيقي دعوت الرب والى الهي صرخت. فسمع من هيكله صوتي وصراخي قدامه دخل أذنيه." المرنم يبدأ بأن يذكر بأنه يحب الله لأنه قوته وأن الله هو الذي يسنده. لذلك هو في ضيقته لا يلجأ سوى لله. ولذلك نلاحظ تغير صفة الأفعال المستخدمة بين الماضي والحاضر، فالله الذي خلَّص هو الذي يخلص وسوف يخلص "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد". اكتنفتني حبال الموت= جميع من ماتوا قبل مجيء المسيح ذهبوا للجحيم، فالموت كان نصيب كل بني آدم= حبال الهاوية حاقت بي. وبهذا نجد أن أعدائنا هم إبليس والموت والجحيم. ولكن إلهنا قوي وقد خلصنا= قرن خلاصي= فالقرن علامة القوة. ولاحظ أنه يقول الله خلاصي ولم يقل خلصني، فالله خلاصه دائم وفي كل وقت. وكان نزول المسيح وصلبه وقيامته وصعوده هو خلاصنا من الموت والشيطان والخطية فنحن أعضاء جسده. فسمع من هيكله= الهيكل قد يكون خيمة الاجتماع أو السماء نفسها فالهيكل الأرضي رمز للهيكل السماوي. وقد يشير الهيكل لتجسد المسيح (يو21:2). وقد تأتي الاستجابة من هيكل الله أي من مسكنه داخل قلبي. فنحن هياكل لله والروح القدس يسكن فينا. آية (7): "فارتجت الأرض وارتعشت أسس الجبال ارتعدت وارتجت لأنه غضب." داود صرخ بسبب مشكلة ابشر وأن نهايتهم هي الموت. والله الذي يتضايق في كل ضيقتنا، وبكي علي قبر لعازر تألم بسبب آلامنا. وبسبب آلامنا كانت آلامه في تجسده وصليبه. ويوم الصليب كانت استجابة الرب لصراخ داود، وكل الأبرار الذين صرخوا مثل داود، فكان الموت يحجز كل من يموت قبل المسيح، وبعد الصلب تزلزلت الأرض وتفتحت القبور وخرجت أجساد بعض الموتى علامة على الانتصار النهائي وقيامة الموتى في نهاية الأيام. وكل من دخل في شركة مع الله تتزلزل أرضه (جسده) ويقوم من موت الخطية. ونلاحظ فصراخ داود كان من ظلم أعدائه، والأرض ترتج من غضب الله على الظلم الذي يقع على أولاده، ولكن الله يغضب أيضًا من الخطية ومن إبليس ومن يتبعه ومن أفعالهم. وكم هو مخيف الوقوع في يد الله الحي حينما يغضب. آية (8): "صعد دخان من انفه ونار من فمه أكلت. جمر اشتعلت منه." هذه الآية إشارة لغضب الله مما تسبب فيه خداع إبليس لآدم وحواء. وكان الصليب لدينونة إبليس والخطية. وكلمة الله أيضًا نار تأكل الخطية داخل قلوبنا وتلهب قلوبنا بنار الحب الإلهي. ولذلك حل الروح القدس على هيئة ألسنة نارية. جمر اشتعل منه = من امتلأ بالروح صار كجمر مشتعل. وهنا أيضًا نرى صورة مخيفة لغضب الله، ولكن شكرًا لله الذي في غضبه كان الفداء الذي أتى لنا بالسماء علي الأرض بل حوَّلنا إلى سماء كما نرى في الآية القادمة، لذلك نصلي كما في السماء كذلك على الأرض. لقد أكمل الله كل بر بصليبه، لكن إذا استمر الإنسان غير خائف من الله يقع عليه كل هذا الغضب. آية (9): "طأطأ السموات ونزل وضباب تحت رجليه." هذه عن التجسد، فالمسيح تواضع. وطأطأ السموات ليلصقها بالأرض (أف16:2) وكان نزوله مخفيًا في تجسده كالضباب. طأطأ = أحنى. فالمسيح أتى بالسماء علي الأرض ليعطينا إمكانية أن نحيا على الأرض حياة سماوية. وكيف قارب بينهما؟ كان ذلك بأن نزل المسيح السماوي إلى الأرض، وهو أيضًا بعد تجسده ظل بيننا والي انقضاء الأيام (مت 28: 20) بل حياته صارت فينا، وأينما يوجد المسيح ، فالمكان الذي فيه يتحول إلى سماء. والضباب يشير لأنه أخفى بهاء لاهوته. وقد حدث شيء من هذا في ظهوره لموسى على الجبل ليخلص شعبه. آية (10): "ركب على كروب وطار وهف على أجنحة الرياح." كَرُوبٍ = (تك24:3 + خر18:25-20 + حز1،10 + مز4:68 ، 33 + 3:104) الكاروب رمز للمعرفة. فحين نقول أن الله يجلس على الكاروبيم أي أنه يجد راحته فيهم لأنهم يعرفونه، وبالتالي يحبونه.وَطَار= هذه تشير لصعوده للسماء ولأن الله حينما يرتاحفى أحد يحمله للسماء فيحيا حياة سماوية وهو بعد على الأرض. وَهَفَّ عَلَى أَجْنِحَةِ الرِّيَاحِ = أي لا عائق يمنعه من أن يأتي لنجدة وخلاص المؤمنين، يأتي سريعاً. المسيح قام ليقيمنا معه وصعد لنصعد نحن أيضاً معه (أف6:2). فما نحياه الآن في السماويات هو عربون ما سنحيا فيه في السماء إلى الأبد. ولنراجع ( إش 6 ) لنري المركبة الكاروبيمية كعرش ليهوه ، فنفهم أن من أتي وتجسد وصعد أي المسيح هو نفسه يهوه . آية (11): "جعل الظلمة ستره حوله مظلته ضباب المياه وظلام الغمام." لا نراه الآن بالعيان، فلقد حجبته سحابة عن أعين تلاميذه بعد صعوده للسماء. حَوْلَهُ مِظَلَّتَهُ = كان الإبن فى تجسده مُخفياً لاهوته فى ناسوته ( والجسد الإنسانى يُشار له بالخيمة 2كو5 : 1) وكما كان جسد المسيح = مظلته حول لاهوته ، كانت كنيسته تحيط به، وكما كان تابوت العهد وسط شعبه في خيمة الاجتماع أو في الهيكل هكذا فالمسيح الآن في وسط كنيسته ( رؤ 2 : 1) يسكن فيها ولكنه غير مرئي بالنسبة للعالم. وكل من يقترب من المسيح يرتفع بأفكاره وإشتياقاته للسماء ويكون هذا غير مرئياً لمن هم في العالم. هذا الغموض يشير لأننا مازلنا نحيا في عربون السماويات، فهناك سنراه كما هو (1يو2:3) . آية (12): "من الشعاع قدامه عبرت سحبه. برد وجمر نار." أرسل الله روحه القدوس على شكل ألسنة نار. والسحب تشير للأنبياء والقديسين (عب1:12). وخرج من الأنبياء نبوات عن المسيح أضاءت المسكونة كالبرق الخارج من السحب. ولمن يقبل تكون هذه نوراً له ، أما من يرفض الله ، فالله له وسائله ليؤدبه، بل تكون كلماته هذه سبب تأديب، والتأديب يكون كما ببَرَد ونار (خر24:9 ، 25 + يش11:10). أما للقديسين فالبَرَدْ لتأديب وعقوبة أعدائهم والنار لتحرقهم (وهذا معنى آية 14 أيضاً) والبَرَد = ليس هو البَرْد cool إنما هو hail وهو كرات ثلجية تنهمر من السماء. بل وفى إنهمارها تتصادم فيخرج منها ألسنة لهيب حارقة (خر9 : 24) . مِنَ الشُّعَاعِ = المسيح نور من نور. كما أن الشعاع يولد من الشمس هكذا الابن مولود من الآب، وجاء لنا كنور يضئ لنا، ومن قبل المسيح وآمن به رأي هذا النور صار المسيح له مُخَلِّصا وتحول إلى القداسة = قُدَّامَهُ عَبَرَتْ سُحُبُفالسحاب يشير للقديسين الذين صاروا في المسيح يعبرون من الموت للحياة، أما لمن رفض المسيح يكون له المسيح ديانا = قدامه برد وجمر نار . الآيات (13، 14): "ارعد الرب من السموات والعلي أعطى صوته بردًا وجمر نار. ارسل سهامهم فشتتهم وبروقا كثيرة فأزعجهم. الله فعل كل شئ لنصير قديسين ويكون نصيبنا السماء. لكن الذي يرفض فهذه الآيات هي إعلان عن غضب الله على الشيطان ومن يترك المسيح تابعاً مشورات الشيطان. وغضب الله هنا يمثل على أنه رعد وبَرَدْ ونار وسهام لتشتت أعداء الله. أما من يسير مع الله فهو يسمع الرعد (صوت الله) ويقدم توبة والبرق يشير لوعود الله للتائب فالبرق يعقبهمطر ، والمطر يعتبر خير عظيم . آية (15): "فظهرت أعماق المياه وانكشفت أسس المسكونة من زجرك يا رب من نسمة ريح انفك." ظَهَرَتْ أَعْمَاقُ الْمِيَاهِ = ظهرت قوة الولادة الثانية من الماء والروح في المعمودية بعد حلول الروح على الكنيسة يوم الخمسين. وتشير الآية لما حدث مع موسى عند شق البحر فلقد ظهرت الأرض اليابسة بعد أن إنشق البحر (وكان عبور الشعب فى البحر رمزا للمعمودية 1كو10 : 1 ، 2). وهكذا في كل ضيقة، الله قادر أن يشقها كما فعل مع موسى فعلاً بشق البحر أو مع داود حين شق تجاربه وأنهاها. وأكبر ضيقة تواجه البشر هي الموت، والبحار بمياهها تشير للموت ، فنحن غير قادرين أن نحيا وسط المياه ، فالله لكي ينقذ أولاده مستعد أن يشق المياه والأرض لتنكشف أساسات المسكونة ، ويشق بحر الموت ليخرج حياة من الموت . وإذا فهمنا أن الكنيسة مبنية على أساس الكرازة بواسطة الرسل، فنفهم أن خلاصنا كان بكرازة الرسل وكانت كلماتهم هي الأساسات التي بنيت عليها الكنيسة. فهم أعلنوا لنا أسس وأسرار المسيح (أف20:2)، ومن الأسرار التي أعلنها المسيح، ثم أعلنها الرسل أن الله لم يخلقنا لنموت بل لنحيا حياة أبدية . الله كشف أن الاساس الذي تأسست عليه المسكونة هو عمق محبته للبشر الذين من أجلهم خلق المسكونة . الآيات (16-18): "أرسل من العلي فأخذني. نشلني من مياه كثيرة. أنقذني من عدوي القوي ومن مبغضيّ لأنهم أقوى مني. اصابوني في يوم بليتي وكان الرب سندي" المياه كادت أن تبتلعه (أعداؤه ومؤامراتهم). ولكن الله جاء وانتشله هذا ما قاله يونان وهو في بطن الحوت. (يون3:2-6). ومياه العالم التي ينتشلنا منها الله هي ضلالاته وأثامه وأفكاره. والعدو القوى هو إبليس الذي أصابنا في يوم بليتنا (18). ويوم بليتنا هو يوم سقطنا بسبب خداع إبليس فمتنا. الآيات (19-24): "أخرجني إلى الرحب. خلصني لأنه سرّ بي. يكافئني الرب حسب بري. حسب طهارة يديّ يرد لي. لأني حفظت طرق الرب ولم اعص الهي. لأن جميع أحكامه أمامي وفرائضه لم أبعدها عن نفسي. وأكون كاملًا معه وأتحفظ من إثمي. فيرد الرب لي كبرّي وكطهارة يديّ أمام عينيه." أَخْرَجَنِي إِلَى الرُّحْبِ خلصنى من الضيقة التى كنت فيها . خَلَّصَنِي لأَنَّهُ سُرَّ بِي = قالوا هذا عن المسيح، ولم ينزله الله عن الصليب ليخلصنا فهو سُرَّ بنا وأحبنا. يُكَافِئُنِي الرَّبُّ حَسَبَ بِرِّي = برنا الحقيقي هو المسيح. ولكن علينا نحن أن نسلك بحسب وصاياه فيكافئنا. ومن ناحية داود خلصه الله فعلاً ونجاه، ذلك لأن داود سلك بحسب وصايا الله. وبالنسبة لداود كان كماله وبره نسبياً، أما الكامل حقاً فهو المسيح وحده وفيه نوجد نحن كاملين إن ثبتنا فيه. الآيات (25، 26): "مع الرحيم تكون رحيمًا. مع الرجل الكامل تكون كاملًا. مع الطاهر تكون طاهرًا ومع الأعوج تكون ملتويًا." الرَّحِيمِ ينعم برحمة الله، أما القاسي فيُتْرَك لتصرفاته ويحرم نفسه من لطف الله (مثال لذلك... فرعون). وعوبديا النبي لخص هذه الآية بقوله "ما فعلته يفعل بك" ( عو 15). ملتويا= تعنى أن الله يجعل طريق الأعوج كلها مسدودة ومعوجة ولا بركة فيها . الآيات (27، 28): "لأنك أنت تخلص الشعب البائس والأعين المرتفعة تضعها. لأنك أنت تضيء سراجي. الرب إلهي ينير ظلمتي." تُضِيءُ سِرَاجِي= من يتضع يختبر الله كمعين له ينير له الطريق فلا يضل طريقه ، وهذا بإرشاد الروح القدس "روح النصح" (2تى1 : 7) . وهذا عكس الآية السابقةإذ رأينا أن الله يعوج طريق الأشرار. أما المتكبر يجعله الله ينخفض = وَالأَعْيُنُ الْمُرْتَفِعَةُ تَضَعُهَا. ونحن كسراج (مصباح) لا نضئ من ذواتنا. بل نحتاج لزيت النعمة الإلهية أى عمل الروح القدس ، بل نحن ظلمة بسبب خطيتنا ولكن الله يضئ ظلمتنا. الآيات (29-40): "لأني بك اقتحمت جيشا وبإلهي تسورت أسوارًا. الله طريقه كامل. قول الرب نقي. ترس هو لجميع المحتمين به. لأنه من هو إله غير الرب. ومن هو صخرة سوى إلهنا. الإله الذي ينطّقني بالقوة ويصيّر طريقي كاملًا. الذي يجعل رجليّ كالإيل وعلى مرتفعاتي يقيمني. الذي يعلم يديّ القتال فتحنى بذراعيّ قوس من نحاس. وتجعل لي ترس خلاصك ويمينك تعضدني ولطفك يعظمني. توسع خطواتي تحتي فلم تتقلقل عقباي. اتبع أعدائي فأدركهم ولا ارجع حتى أفنيهم. اسحقهم فلا يستطيعون القيام. يسقطون تحت رجليّ. تنطّقني بقوة للقتال. تصرع تحتي القائمين عليّ. وتعطيني أقفية أعدائي ومبغضيّ أفنيهم." المؤمن ضعيف بذاته، ولكن بقوة الله ومعونته يقدر أن يثب على أي أسوار يضعها إبليس في طريقه إلى أورشليم السماوية، هو يرفعنا فنتخطى هذه الأسوار. (2كو10 :3-5). وحينما يذكر المرنم القوة التي يعطيها الله لأولاده يسبحه" من هو إله غير الرب. فالله يحوِّل العاجز غير القادر على الحرب إلى إِيَّلِ= سريع الحركة يهرب من أعدائه في الوقت المناسب ، ومقاتل مدهش في أوقات أخرى، فَالإِيَّلِ يستخدم قدميه في دوس الحيات المعادية. واليدان المرتعشتان يعلمها الله القتال. هذه هي الأيادي التي ترتفع في الصلاة. وفي حرب المؤمن ضد إبليس يعطيه الله شجاعة= تُوَسِّعُ خُطُوَاتِي وهو لا يحارب وينتصر ضد خطية واحدة، بل يريد أن يهزم كل الخطايا = لاَ أَرْجعُ حَتَّى أُفْنِيَهُمْ وهذا لم يتحقق بداود بل في المسيح. ونلاحظ قوة الأسلحة = تُحْنَى بِذِرَاعَيَّ قَوْسٌ مِنْ نُحَاسٍ= والمعنى المباشر أنه يستطيع أن يحني ذراعه ليحمل قوس نحاس في الحرب. والله أعطانا أسلحة روحية في أيدينا قوية جداً (أف11:6-18). لاحظ هنا ان داود يفتخر بالرب "من إفتخر فليفتخر بالرب" (اكو 1 : 31 ) فالله هو الذي أعطاه هذه القوة ، مثلا أن يحني بيديه قوس من نحاس أو يكون سريع الحركة كالأيل . وعلينا نحن أن نفتخر بالرب الذي يعطينا أي موهبة ، لا أن ندخل في كبرياء بسببها ، عالمين أن كل ما عندنا من مواهب هو وزنات سنحاسب عليها إن لم نأتي منها بثمار تفرح وتمجد الله ، وتكون وسيلة لبنيان جسده . آية (41): "يصرخون ولا مخلّص. إلى الرب فلا يستجيب لهم." وهل يستجيب الله لصراخ أعداء شعبه؟! وهذه الآية اتخذت نبوة عن رفض اليهود بعد صلبهم للمسيح واضطهاد كنيسته ورفضهم للمسيح حتى الآن. آية (42): "فاسحقهم كالغبار قدام الريح. مثل طين الأسواق اطرحهم." كل من يقف في وجه المسيح وكنيسته يتحول لهباء تذريه الريح (دا 35:2 + 2تس8:2). الآيات (43-45): "تنقذني من مخاصمات الشعب. تجعلني رأسًا للأمم. شعب لم اعرفه يتعبد لي. من سماع الأذن يسمعون لي. بنو الغرباء يتذللون لي. بنو الغرباء يبلون ويزحفون من حصونهم." هذه الآيات لا يمكن أن تتحقق سوى في المسيح ملك الملوك الذي نزل من السماء وأتى إلى الأرض لتتعبد له كل الأمم. وهؤلاء بدون أن يروا المسيح آمنوا به لسماعهم كلمات الكرازة= من سماع الأذن يسمعون لي. بنو الغرباء يبلون= أي يذبلون ويتلاشون. ويزحفون من حصونهم= يخرجون من حصونهم في خوف. وهذه تشير لليهود الذين طردوا من بلادهم التي ظنوها حصنًا منيعًا لهم. وسماهم المرنم هنا الغرباء إذ أصبحوا برفضهم المسيح غرباء عن رعوية الله. وجاءت الآية في الترجمة السبعينية "تعرجوا في سبلهم" والأعرج يسير على قدم واحدة، وهم قبلوا العهد القديم فقط. الآيات (46-50): "حيّ هو الرب ومبارك صخرتي ومرتفع إله خلاصي. الإله المنتقم لي والذي يخضع الشعوب تحتي. منجيّ من أعدائي. رافعي أيضًا فوق القائمين عليّ. من الرجل الظالم تنقذني. لذلك أحمدك يا رب في الأمم وأرنم لاسمك. برج خلاص لملكه والصانع رحمة لمسيحه لداود ونسله إلى الأبد." تسبحة شكر لله الذي أمسك بيدنا لينصرنا في حروبنا، وأعطانا أسلحة روحية بها نحارب. وبعد الانتصار تتحول الحياة إلى فرح وتهليل كثمرة للانتصار الروحي. برج خلاص لملكه= الملك هو داود الذي أنقذه الله من يد أعدائه. والملك هو كل مؤمن يحيا المسيح فيه (فنحن ملوك وكهنة) و"اسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع". |
||||
15 - 01 - 2014, 04:51 PM | رقم المشاركة : ( 20 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي
مزمور 19 (18 في الأجبية) - تفسير سفر المزامير بدأ داود هذا المزمور بالتأمل في عظمة الله التي ظهرت في خليقته، الشمس والنجوم والفلك وخليقة الله تظهر عظمة الله كخالق، فيها نرى يد الله (رو20:1). ثم رأي داود الشمس تنير العالم كله وحرارتها تصل لكل شيء، فامتد بصره إلى ناموس الرب فوجد الخصائص متشابهة، فناموس الرب عجيب وهو كامل وينير لنا الطريق ويشهد لله وقادر أن ينشر المعرفة والدفء في قلوب البشر من أقصى السموات إلى أقصائها، وبعد أن وصل داود إلى هذا الحد نظر إلى نفسه ليقارن ما قاله مع حياته. فوجد أن ناموس الرب بالنسبة له كنور شديد يكشف داخل ثنايا قلبه عن الخطايا المستترة التي ربما لا يراها الإنسان العادي الذي لم يتمتع بإشراق نور الشمس داخل نفسه، فصلى ليبرأ منها. إلا أن هذا المزمور أيضًا يفهم بطريقة نبوية عن المسيح شمس البر ورسله الذين نشروا الإيمان في كل العالم، = في كل الأرض خرج منطقهم (وهكذا فهمها بولس الرسول (رو18:10)). الآيات (1-6): "السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه. يوم إلى يوم يذيع كلامًا وليل إلى ليل يبدي علمًا. لا قول ولا كلام. لا يسمع صوتهم. في كل الأرض خرج منطقهم وإلى أقصى المسكونة كلماتهم. جعل للشمس مسكنًا فيها. وهي مثل العروس الخارج من حجلته. يبتهج مثل الجبار للسباق في الطريق. من أقصى السموات خروجها ومدارها إلى أقاصيها ولا شيء يختفي من حرها." خليقة الله هي إعلان عن قدرة الله ومجده، وداود يسبح الله هنا على قدرته . والخليقة كتاب نقرأ فيه عن قدرة الخالق ولاهوته، كما أن الناموس كتاب يعرفنا إرادة الله. هناك كلمة للبابا أثناسيوس الرسولي "أن الفنان نعرفه من خلال لوحاته حتى وإن لم نراه" لاَ قَوْلَ وَلاَ كَلاَمَ لاَ يُسْمَعُ صَوْتُهُمْ = "فالنجوم لا تتكلم لتشهد أو تكرز باسم الله، ولكن التطلع إليها يصدر صوتاً أعلى من صوت البوق" (ذهبى الفم). وقديسي الله لهم نفس الخاصية فالتطلع فيهم يكفي لأن نرى يد الله التي عملت فيهم، أجاب أحد تلاميذ الأنبا أنطونيوس عليه حين سأله لماذا لا تسألني فأجيبك وقال له "يكفيني أن أتطلع إلى وجهك يا أبي". والطبيعة فيها شهادة لكل إنسان لعمل الله وقدرته.هذه الآيات (1-6) إستخدمت إسمالله= اَلسَّمَاوَاتُ تُحَدِّثُ بِمَجْدِ اللهِ ، فهو الخالق القدير إله كل الخليقة. أما(الآيات7-14) التى تتكلم عن الناموس حيث يعلن الله ذاته لشعبه الخاص، ومن خلال الخبرات اليومية المعاشة مع كلمة الله وعملها، فنجد المرنم فى هذه الآيات يستخدم إسم الرب= يهوه وهو الإسم الخاص بشعب الله فقط. وجمال السموات يدفعنا للتأمل فى جمال خالقها وأنه أروع بما لا يقاس. يَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ (يُذِيعُ) كَلاَمًا وَلَيْلٌ إِلَى لَيْل (يُبْدِي) عِلْمًا = توالي الليل والنهار أيضاً يكشفان التناسق والنظام الدقيق الذي يتبعانه، بل لا يعبر يوم إلا ونرى إعلان جديد عن عظمة الله في خلقته.جَعَلَ لِلشَّمْسِ مَسْكَنًا فِيهَا = أي في السموات. والشمس في العبرية والأرامية مذكر لذلك تشبه بالعريس (والمسيح دعي شمس البر ملا2:4). وتبدو أنها مِثْلَ ملك ْجَبَّارِ لِلسِّبَاقِ فِي الطَّرِيقِ"الذي يسرع في طريقه" (سبعينية) أي هي تشق السماء في حركتها من الشروق للغروب بسرعة لتؤدي عملها الذي حدده لها الرب فتنير للبشر وتوزع حرارتها عليها وتعطي حياة. الْخَارِجِ مِنْ خدره = (حجلته). "جعل فيالشمس مظلته" (سبعينية) التصوير هنا أن الشمس كملك يضرب خيمته (السماء هي خيمة الشمس لفترة ظهورها) وسرعان ما يخلع هذه الخيمة ويرسل إلى موضع آخر بعد أن بعث الدفء، وحددت النهار والليل والصيف والشتاء.. الخ . أي أن الشمس عملت عملها بدقة شديدة. وكل هذا يتم بلا قول ولا كلام. وَهِيَ مِثْلُ الْعَرُوسِ الْخَارِجِ مِنْ حَجَلَتِهِ = هو يمثل الشمس بعريس كان نائماً في خدره في الليل، وحينما إستيقظ ظهر= ظهرت الشمس صباحاً. وبدأ العريس يشق السماء ويعمل عمله ثم يعود لخدره في المساء. ومن الناحية النبوية= فالشمس هي المسيح العريس الذي أتى وحل في جسد (خيمة) أشرق فيها وأشرق على العالم لفترة وجوده بالجسد على الأرض، ليتخذ له عروساً بعمله الفدائي ويعطي حياة ودفء ونور للعالم، المسيح الذي جعل من جسده = مظلته (مقدسه) وخيم بيننا (حلَّ بيننا) (يو14:1). وصارت الكنيسة هي السموات الحقيقية يسكنها المخلص السماوي، فهي تشترك في التسابيح مع السمائيين ولها حياة سمائية. وكل من سكن المسيح فيه صار سماءً تحدث بمجد الله . ويَوْمٌ إِلَى يَوْمٍ.. وَلَيْلٌ إِلَى لَيْل أي دائماً يظهر الله ينابيع محبته تجاه كنيسته ويعطيها علماً ومعرفة . فينطق أولاد الله شهادة لله سواء بكلماتهم أو بحياتهم التي قدسها الله وحولهم أنواراً للعالم. واليوم يشير للنهار حيث العمل والخدمة، والليل يشير للمساء حيث التأمل والله يظهر لنا ذاته خلالهما، نراه يعمل معنا ونراه يظهر نفسه لنا في تأملاتنا. ليس أقَواْلَ وَلاَ كَلاَمَ = فالكنيسة تشهد لله بحياتها أكثر من كلماتها. والرسل بلغ منطقهم وكرازتهم إلى كل العالم وآمن العالم بالمسيح. وظهر نور المسيح للعالم كله وتمتع العالم بحب الله من أقصى الأرض لأقصاها. ولأن المسيح خطبنا عروساً له قيل في المزمور عن الشمس كعريسخارج من خدره. ومسيحنا هو الشمس التي ترسل حرارتها فتذيب الثلوج التي صنعتها خطايانا ويرسل نوره يبدد الظلمة. ولاحظ قوله يَبْتَهِجُ = فالمسيح ابتهج بعروسه، وباتحادنا بعريسنا نحمل روح البهجة ولاحظ قوله أيضاً أن هذا الْعَرُيسِجَبَّار= فهو قوي وكنيسته "كجيش مرهب بألوية" (نش4:6). الآيات (7-11): "ناموس الرب كامل يرد النفس. شهادات الرب صادقة تصير الجاهل حكيمًا. وصايا الرب مستقيمة تفرح القلب. أمر الرب طاهر ينير العينين. خوف الرب نقي ثابت إلى الأبد. أحكام الرب حق عادلة كلها. أشهى من الذهب والإبريز الكثير وأحلى من العسل وقطر الشهاد. أيضًا عبدك يحذر بها وفي حفظها ثواب عظيم." طالما رأى داود بعيني النبوة كرازة الرسل في العالم، وقبول المؤمنين لناموس الرب. يتأمل هنا في ناموس الرب وكماله وهو يرد النفس = فناموس الرب يكشف للنفس خطاياها ويهب للمؤمنين حكمة. ومن ينفذ الوصايا يلتقي بالسيد المسيح نفسه كلمة الله الذي يغير طبيعته. وكلمة الرب صادقة= شهادات الرب صادقة = لأنها تشهد عن مرارة الخطية وعن صدق وعود الله بالخلاص. وأوامر الرب تنفيذها لا يسبب كبت وضيق بل هي تفرح القلب وجاء في الترجمة السبعينية أن وصية الرب مضيئة تنير العينين عن بعد = أي تهبهما أبعادًا جديدة في النظر، ترفع النظر إلى السماء فنعاين الأشياء غير المنظورة. ناموس الرب كامل لا يضاف إليه شيء ولا ينقص منه شيء. وهو يعلم الجاهل الحكمة = تعلم الأطفال (السبعينية) ويكشف لنا طريق العثرات فنحذر منها "سراج لرجلي كلامك ونور لسبيلي". خشية الرب= أو مخافته، وخوف الرب هنا ليس خوف العبيد بل روح التقوى، الخوف على جرح مشاعر من أحبنا والذي يترفق بأولاده. وحتى لا يفهم أحد أن وصايا الله تأتي بالخوف وتضيع البهجة قال داود أنها أشهى من الذهب وأنه يحذر بها وحينما اختبر هذا نال ثواب عظيم = فصارت له الوصية شهوة قلبه وأنها أثمن من الذهب وأحلى من العسل. لأنه اختبر لذة تنفيذ الوصية. وقال عن كلمة الرب أنها.. زكية (سبعينية) = فهي تهب لمن يتبعها رائحة المسيح الزكية. حقًا أولاد الله لا يخافوا خوف العبيد لكن يقول بولس الرسول "تمموا خلاصكم بخوف ورعدة" أفلا نخاف أن نغضب من أحبنا كل هذا الحب، وألا نخاف أن نخسر خلاصًا هذا مقداره وبركات سماوية وأرضية. الآيات (12-14): "السهوات من يشعر بها. من الخطايا المستترة أبرئني. أيضًا من المتكبرين أحفظ عبدك فلا يتسلطوا على. حينئذ أكون كاملًا وأتبرأ من ذنب عظيم. لتكن أقوال فمي وفكر قلبي مرضية أمامك يا رب صخرتي ووليي." المرتل هنا وصل للآتي، أن المسيح هو شمس البر، وكلمة الله منيرة تضئ العينين عن بعد، فهو يرى ما لا يراه غيره، وحينما أشرقت الشمس أي نور ناموس الرب داخله رأي خطايا لم يكن رآها من قبل، ازدادت حدة بصره الداخلية فصار يرى حتى خطايا السهو، لقد اكتشف ظلمات نفسه، وحينما رأي هذا قال ابرئني. وقال ومن المتكبرين أي الشياطين احفظ عبدك. فهو ليس له سوى الله فقال له صخرتي ووليي. فلنسرع إلى الله بالتوبة قبل أن يأتي للدينونة فهو كشمس تكشف خطايانا ولا يختفي من حرارتها أحد ولا من ضوئها أحد، وإن لم نستفد من الأيام الآن التي نحيا فيها، ستأتي أيام يكون فيها المسيح هو الشمس الذي ستشرق في اليوم الأخير ولا يختفي من دينونته أحد. نصلي هذا المزمور في صلاة باكر لنذكر المسيح شمس برنا ونرجوه أن يشرق فينا فنكون له رسلًا ننشر منطقه في كل مكان نذهب إليه. ونكون كواكب منيرة كما كان الرسل. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|