رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أسرار خطة السيسي التي طهر بها مصر من جواسيس أردوغان أسرار عديدة تقف وراء الحملة الشرسة التي يقودها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ضد الجيش المصري وقياداته في محاولة منه لإقناع المجتمع الدولي بأن ما حدث في مصر انقلاب وليس ثورة.. هذا هو ما ألقي الضوء عليه المحلل السياسي الأمريكي ستيفن كوك في محاولة منه لكشف الأسباب الحقيقية حول اتخاذ " أردوغان" هذا الموقف المعادي للقيادة المصرية منذ الإطاحة بحليفه محمد مرسي, بعيدا عن التكهنات الإعلامية التي تطلق بين الحين والآخر . في هذا الإطار أكد "كوك " الباحث في الشأن المصري بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني في مقال له نشره موقع مجلس العلاقات الخارجية، أن تدهور العلاقات المصرية التركية بعد ثورة 30 يونيو وقرار القاهرة بتخفيض درجة التمثيل الدبلوماسي إلي درجة قائم بالأعمال بدلا من سفير لم يكن وليد اللحظة حيث إن العلاقات بدأت تنهار بالفعل منذ فترة. ولفت كوك إلي أنه كان قد أصيب بالدهشة عندما كان في القاهرة في سبتمبر 2011 ولاحظ وجود عدد كبير من الأتراك في الفندق الذي كان يقيم فيه بالقاهرة حيث صادف أنه في هذا التوقيت كان رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي في زيارة تاريخية للقاهرة ،وكانت كل الفنادق تقريبا مليئة برجال الأعمال والإعلاميين الأتراك ، كما كان هناك الكثير من اللافتات عليها صور أردوغان وتحمل كلمات تدل علي الترحيب بالتعاون وكان الشعور وقتها لطيفا مع رؤية التحول الكبير من التنافس والعداوة بين الدولتين الكبيرتين في المنطقة إلي كل هذا الود وبدأ الحديث عن المستقبل المشترك والعلاقات والمصالح المتبادلة. وأشار كوك إلي أن تدهور العلاقات مع مصر سوف يضاف إلي الأسباب والمواقف والسياسات التي أدت إلي زيادة انتقاد أردوغان في الفترة الأخيرة علما بأن الأمر لا يتعلق فقط بالدور الذي تقوم به كل من القاهرة وأنقرة فالأتراك أصبحت لديهم علاقات صعبة مع كل بلد مهم في الشرق الأوسط، ومع ذلك فهناك سلسلة من القضايا السياسية الكامنة وراء النزاع الحالي مع المصريين والذي انتهي بالانفصال التام فقبل ثورة 25 يناير كانت العلاقات بين البلدين تسير في الاتجاه الصحيح ولكن بالكاد يمكن أن نقول عليها ودية ،حيث كان هناك اختلاف واضح بين شخصيتي حسني مبارك وأردوغان فالأول كان حذرا للغاية ورزينا وسلطويا في حين كان رئيس الوزراء التركي شابا مليئا بالحيوية له شخصية كاريزماتية وينتهج سياسة الإصلاح حتي ظهرت نزعته الاستبدادية في وقت لاحق ،كما كان الرئيس المصري متخوفا من الإسلاميين الذين كانوا في وضع مشبوه بالنسبة له وهي المجموعة التي ينتمي إليها المسئول التركي الذي كان قد فقد الكثير من حب المؤسسة العسكرية التي أشاد بها الرئيس المصري الأسبق في بلاده. وإضافة إلي هذا الاختلاف في الشخصية والاتجاه الفكري ،فقد كان هناك اختلاف كبير في السياسة الخارجية حيث أن رغبة أردوغان الدائمة في إظهار نفسه كمعاد لإسرائيل كانت تقلل من شأن مبارك وتجعله يبدو سيئا بالمقارنة به وسط شعبه . وأوضح كوك أن جزءا كبيرا من سحر أردوغان في منطقة الشرق الأوسط حصل عليه بسبب موقفه من القضية الفلسطينية الرافض للحصار علي غزة في الوقت الذي أشيع فيه في وسائل الإعلام أن مبارك ورئيس مخابراته عمر سليمان متواطئان علي أهل غزة مما دفع الأخير إلي حمل الضغينة لرئيس الوزراء التركي حيث رأي أيضا أن التدخل التركي في الشأن الفلسطيني هدفه الرئيسي تقديم بديل للقاهرة أمام إيران وسوريا وبالتالي الانتقاص من دور مصر الإقليمي ،وفي نفس الوقت كان ضعف الرئيس المصري في نهاية عهده وعدم انشغاله بالشأن الخارجي أعطي الفرصة لأنقرة ليتعاظم دورها في الشرق الأوسط دون بذل الكثير من الجهد ،ولذلك كان من الصعب توقع أن أردوغان ممكن أن تتقبله القيادة المصرية ولكن مع صعود محمد مرسي للحكم تم عقد عدد من الاتفاقيات بين البلدين في عام 2012 فالإخوان المسلمون يختلفون عن إسلاميي تركيا وعلي الرغم من أن الجماعة تعتبر أعضاء حزب العدالة والتنمية التركي الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء عبارة عن مجموعة من المغرورين والليبراليين إلا أنهم في نفس الوقت مفتونون بنجاحهم كما يعتبرون الجماعة بمثابة الجد لكل الحركات الإسلامية في العالم ومع وصولهم للحكم قرروا أن يكون الحزب التركي داعما سياسيا ودبلوماس يا واقتصاديا لهم. ورأي الكاتب أن أردوغان منذ نهاية عام 2011 وحتي عام 2012 وجزء من 2013 كان يبدو وكأنه شخص متكامل وكانت الصحافة الصديقة لحزب العدالة والتنمية وأنصار رئيس الوزراء التركي مبتهجين، وكان القرن الحادي والعشرين يبدو وكأنه قرن تركيا والشرق الأوسط حيث إن الحركات الإسلامية الصاعدة في الدول العربية كانت تنظر لأنقرة وكأنها القيادة. ومصر باعتبارها أكبر دولة عربية كانت تقف في مركز خطة حزب العدالة والتنمية لقيادة المستقبل في المنطقة ،وفي المقابل كان ينظر إلي تجربة هذا الحزب التركي علي أنها النموذج سواء في تركيا أو المنطقة ،وكان ينتظر أن يتم نقل هذه التجربة إلي إخوان مصر. وأضاف كوك: كان أردوغان يري أن الإخوان هم القادرون علي اتباع مسار حزب العدالة والتنمية حتي مع وجود معارضة كبيرة ضد مرسي بعدما تم التأكد أنه ليس لديه نية لإعلاء مبادئ الثورة حيث رفضت القيادة التركية أن تتعرف بشكل أفضل علي حقيقة ما يحدث بمصر انحيازا للرئيس السابق. وألقي رئيس الوزراء التركي باللوم علي الولايات المتحدة والغرب لعدم مساعدتهم لمرسي معتبرا أن واشنطن علي وجه الخصوص لا تريد للإسلاميين أن تتعاظم قوتهم ،بينما كان المعارضون لمرسي يرون أن أمريكا كانت تدعم الرئيس السابق جنبا إلي جنب مع تركيا علي حساب المجتمع والشعب المصري. ورأي الكاتب أن غضب أردوغان له أسباب تاريخية تتعلق بتركيا فالإطاحة بمرسي يوم 3 يوليو تعيد إلي الأذهان بالنسبة له تاريخ الانقلابات في تركيا وعلاقة المؤسسة العسكرية بالإسلاميين والتي انتهت بالنهاية السعيدة للأتراك في أعوام 1960 و 1971 و 1980 و 1997 ، إلا أن هذا الغضب يبدو مرضيا للقيادة المصرية الجديدة . وقال كوك إن الدعم الشعبي الساحق للجيش في يوم 3 يوليو يعد رفضا للنموذج التركي الذي يرتبط ارتباطا وثيقا بأردوغان وإن كان قادة الحرية والعدالة كانوا يرفضون دائما استخدام مصطلح نموذج عندما تأتي الإشارة لتركيا إلا أنهم في النهاية كانوا يؤمنون به ،حيث كان الإخوان يعتبرون التجربة التركية في التحرر السياسي والاقتصادي تحت قيادة حزب إسلامي منتخب شعبيا نموذجا لبلدان العالم العربي ،وكان يوم 30 يونيو الذي شهد خروج الشعب المصري للميادين مطالبين بالإطاحة بمرسي انتكاسة استراتيجية كبيرة لرؤية العدالة والتنمية عن دور القيادة في تركيا ولذلك فلا عجب أن يكون أردوغان غاضبا فبما أن اكبر دولة عربية رفضت القيادة التركية فإن أحلامه تتضاءل بشكل كبير فيما يتعلق بقيادته الإقليمية ، كما أن هذه الانتكاسة ستكون لها عواقب سياسية محلية علي أردوغان حيث كان مؤيدوه يروجون دائما بأنه ملك الشارع العربي لإثبات قوته الإقليمية. كما كشفت ثورة 30 يونيو وجهات نظر عالمية فيما يتعلق بمصر وتركيا فعلي الأقل إلي هذه اللحظة يري الجميع أن المؤسسة العسكرية تخضع للقيادة المدنية ومن المستحيل أن تتدخل في السياسة وهو أمر بالغ الأهمية لخلق بيئة مناسبة للديمقراطية علي الرغم من أن هذا الأمر ليس كافيا كما هو واضح للمتابعين للحالة التركية. في مقابل ذلك ينظر كثير من المصريين للجيش علي أنه المنقذ الذي أنقذ البلاد من الفوضي والانهيار شبه المؤكد ،ووفقا لهذا الرأي كما يقول كوك فإن مرسي أهدر بوضوح ولايته الانتخابية خلال فترة كارثية له وتمت الإطاحة به بناء علي رغبة ملايين المصريين الذين خرجوا للشارع . وأضاف كوك أن تدخل الجيش أعطي المصريين فرصة أخري لإعادة ترتيب أوراقهم السياسية وتحقيق الأهداف الديمقراطية التي طالب بها ميدان التحرير ،واعتبر الأتراك هذا الأمر انقلابا لا يفيد الديمقراطية ،ولكن النقطة الأهم والتي تشكل فجوة هي الأسلوب الذي أصبح كل من المصريين والأتراك ينظرون بها للعالم. والأكيد أن كل المعطيات وفقا للمراقبين والمحللين تفيد بأنه لا يمكن إعادة العلاقات بين مصر وتركيا قريبا ،فأردوغان ينافس القيادة الحالية علي المكانة الإقليمية التي فقدها ،كما أنه يشكل واحدا من مصادر القلق السياسي حاليا ،وفي المقابل عودة الجيش للمشهد في مصر وانهيار جماعة الإخوان المسلمين كابوس مفزع لحزب العدالة والتنمية التركي. الموجز |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أردوغان يغازل السيسي |
السيسي ضرب أردوغان على قفاه |
أردوغان يتهم السيسي |
«السيسي» يسبب الصداع لـ«أردوغان» |
أسرار خمسة اتصالات بين مرسى وزعيم القاعدة..وتعليق أردوغان على قرار طرد السفير التركى |