منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 01 - 06 - 2012, 05:21 PM
الصورة الرمزية روشا الفرفوشه
 
روشا الفرفوشه Female
..::| مشرفة |::..

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  روشا الفرفوشه غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 36
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : طفله كبيره
المشاركـــــــات : 26,618









هل يحكمنا المرشد؟!

فاطمة ناعوت
بتاريخ 29/5/2012 ( جريدة عرب لندن )
==========================
يفخرُ كلُّ مصريّ في هذا الزمان أنه عاش يومًا استثنائيًّا كهذا، 23 مايو 2012، سيُدوَّن في ذاكرة مصرَ بحروف مضيئة كأحد أيام إشراقاتها الكبرى مثل 25 يناير 2011. فهذا اليوم ابنُ الثورة البكر وبداية الطريق نحو مصر الحرّة.

لطالما غبِطنا بلادًا مثل أمريكا حيث مواطنون ينتخبون رئيسَهم من بين مواطنين آخرين، "عادي جدًّا"! دون أن يُفرض عليهم رئيسٌ بعينه، يُستفتَى عليه دورةً بعد أخرى، وعقدًا إثر عقد، وأبدًا من وراء أبدٍ! يولد أطفالٌ، ويشبّون، ويهرَمون، ويموتون، والرئيس باقٍ! كأنما هو قدرُنا المقدور، لا بديلَ له، إلا أن يحينَ الأجلُ! إما موتًا طبيعيًّا، أو اغتيالاً. وفورًا، ينقضُّ على الكرسي نائبُه؛ باعتباره القدَرَ البديل، الذي أيضًا لا بديلَ له!!

كأنما نحن شعبٌ من عرائس الماريونيت! خيوطُنا جميعًا في أصابع رجل واحد، هو رجلُ كلّ العصور، وكل المهام. هو البطلُ وهو المُخرجُ وهو مهندس الضوء والشاعرُ والجوقةُ والسيناريست والمؤلف الموسيقيّ، وكذلك هو الجمهورُ والنظّارة. والنقّادُ يمتنعون! إلا قليلاً من الجسورين، ممن رحم ربّي.

إن كان رئيسُنا الأبديُّ كريمًا به مَسٌّ من التواضع، جعل له نائبًا يقوم مقامه في الملمّات، وإن كان غير ذلك، استحواذيًّا شموليًّا كآخر رؤسائنا، رفض تعيين نائب، "لأنه لا يجد من بين الثمانين مليونًا" رجلاً كفؤا لتلك المهمة العسرة": "نائب الرئيس"! فإن كان رئيسُنا من الصنف الأخير، وحان الأجل، لا قدَّر اللهُ، انقضّ الابنُ وريثُ أبيه، دون إرادةٍ منّا ولا اختيار، ومع هذا تُدبّج الأغنياتُ لتهتف: "اخترناه"!

إذن قامت ثورتُنا الشريفة ضدّ فكرة: الرجل الواحد، والحزب الواحد، والرؤية الواحدة، التي تحكم شعبًا من الماريونيت. ونجحنا. لأننا ببساطة لسنا ماريونيت! أثبتنا، لأنفسنا، وللعالم أننا شعبٌ رائع يليق باسم مصر الهائل. نصبرُ حينًا، فإن عِيلَ صبرُنا ثارت غضبتُنا قائلةً: "كفااااية!"

لكن الثوراتِ تُسرَق، مثلما تُسرَق الثرواتُ والأحلامُ والحريّات. ثمة، دائمًا، جماعةٌ عجوزٌ تقف من بعيد ترقبُ. تصمتُ مع الصامتين، حين يجبُ الكلام! وتُطبِّل مع المطبّلين حين يكون التطبيلُ عيبًا أخلاقيًّا. فإن انتفض الثوار هاتفين: "لا"، تهمُّ معهم. ولكن على استحياء بصوتٍ خجول، حتى يبين الخيطُ الأبيضُ من الخيط الأسود. فإن أسفر الهتافُ عن مشروع نشيدٍ، دوزنتِ الجماعةُ أوتارَها الكسول، وضبطت نبرة صوتها، الذي كان خافتًا قبل برهة، ليأخذ في العلوّ تدريجيًّا، وبحذر محسوب، حتى يندمج في الكورال الجمعيّ الذي انتظم الآن في أوبرا عالمية مدهشة سليمة النغم لا نشاز فيها تقول: "ارحلْ".

لكن الجماعةَ، كما يشهدُ تاريخُها تتمتع بفجاجة لا مثيل لها. تخرج على الملأ وتصرخ: "أنا كاتبةُ النشيد، وأنا الملحّنُ، والمُغنّي، والجوقة! وما أنتم، يا صانعي النشيد الأصلاء، إلا كومبارس ليس عليكم إلا: "السمعُ والطاعة"!

جماعةُ "الإخوان المسلمون"، نسيتْ أن ثورتنا قامت ضدّ المغالبة والشمولية، وتسيُّد الحزب الواحد، والرجل الواحد، والرؤية الواحدة. فتذيقُنا الآن، من جديد، لهيبَ المُغالبة والتفرّد بالحكم، ولكن على نحو أكثر صلافةً من الحزب الوطنيّ القديم. توهمُنا أن معها كارت الله! كما قال عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان "عبد الرحمن عبد البر": "مَن يقف أمام الرئيس كمن يقفُ أمام الله!"، يعني "انسوا المعارضة يا شعب"! فهل تتمرد على الله أيها الإنسان؟! حاشانا أن نفعل!

قالوا: لا مطامعَ لنا، وفي الواقع أنهم ليسوا إلا كتلةً من المطامع! قالوا: لا نريد أكثر من 30 بالمئة من البرلمان، فاقتنصوا البرلمان على بكرة أبيه! قالوا: لن ندفع بمرشح رئاسي: فإذا "بالمرسي" يهبط علينا بالبراشوت، لأن المرشد "أَمَرَه" أن يخرج من بيته ويترشح؛ فقال: "سمعًا وطاعة"! وغدت مصرُ المدنيةُ المتحضّرة في قبضة برلمان إخواني- سلفيّ، وقاب قوسين من رئيس إخواني، وحكومة إخوانية، ومحليات ونقابات وقيادات إخوانية في كل منبر، ثم بيع مصر لدول النفط!

فوداعًا للوطن الحر، وأهلا بالمرشد الحاكم الحقيقي، من وراء رئيس الظلّ: السيد المرسي! لماذا تركتنا يا برادعي؟ لكِ الله يا مصر! والبقية في حياتكم في الثورة! وكل ثورة وأنتم طيبون!.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
عوبيديا النبي | ليدينوا (يحكموا) جبل عيسو
عدم جُراءة الخطأة أن يحكموا على المرأة الزانية
أحكم يا أخي على نفسك، قبل أن يحكموا عليك
السيسي عن الإخوان يا يحكموا يا يقتلوا
يا أخى أحكم على نفسك قبل ان يحكموا عليك


الساعة الآن 04:14 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025