رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
خذوا لنا الثعالب ، الثعالب الصغار المفسدة الكروم لأن كرومنا قــد أقلــــعت معاني الكلمات : خذوا : بمعني أمسكوا...الرب هنا يوجه حديثه لكل نفس منا ( خدام – كهنة – الكنيسة ) لنا : الله القدوس الحبيب يجمع أموره القدسيه وأمورنا الضعيفة في كلمة ( لنا )وكأننا أسرة واحدة .. أنا الكرمة وأنتم الأغصان .. الستم أنتم فيّ وأنا فيكم .. كما أن الأغصان في الكرمة وعصارة الكرمة في الأغصان ..فكل مؤمن غصن في الكرمة الآلهية الثعلب ، الثعالب الصغار المفسدة الكروم : الثعالب مشهورة بالمكر .. تكرار كلمة الثعالب كناية عن مدى خطورتها .. خطورتها في صغر حجمها لأن كرومنا : للمرة الثانية يجمعنا الله القدوس الجالس علي العرش الملتهب الكاروبيمي ويقول كرومنا بدلا من أن يقول كرمتي .. يارب لك المجد قد أقلعت : بمعني قد ظهرت أغصانها الطرية وبدأت تظهر وتزهر ثمارها دعونا ياأخوتي نتكلم اليوم عن نقطتين : أولا : المفهوم الروحي للثعالب الصغار المفسدة الكروم ... الثعالب الصغار تبدو غير خطيرة ولكنها تزحف بكل خفة وتتسلل الي الكروم من ثقب صغير في الأسوار دون أن يشعر بها أحد وتفسد الكروم الثعالب الصغيرة قد تكون مجرد أفكار شريرة : أذ دخلت قلوبنا تنمو وتصبح مشاعر ...فرغبة ... فشهوة .. والشهوة تحبل فتلد خطية والخطية تكمل فتنتج موتا ... كما يقول معلمنا القديس يعقوب الرسول ثم الشهوة أذا حبلت تلد خطية ، والخطية أذا كملت تنتج موتا ( يع 1 – 15 ) والقديس العظيم مار أسحق يقول قولا عميقا ( نتخلص من الأفكار الشريرة بهدم لمح الفكر باسم الرب يسوع ) بمعني أننا ليس فقط نطرد الفكر الشرير بل نهدمه تماما ( بمجرد أن نلمحه في شاشة أفكارنا ) باسم الرب يسوع المسيح الثعالب الصغيرة قد تكون الهفوات أو الخطايا المستترة : فكل هذه تتسلل الي قلوبنا ... تنمو وتتطور الي الشر ... وربما الشر العظيم .. لذا يترنم معلمنا داود النبي ( الهفوات من يشعر بها ، من الخطايا المستترة يا رب طهرني ) مزمور 19 : 12 ويصيح معلمنا بولس الرسول ويقول ( أمتحنوا كل شيء . تمسكوا بالحسن . أمتنعوا عن كل شبه شر ) الثعالب الصغار قد تكون خطايا صغار : التي سرعان ما تنمو لتصبح خطايا عظيمة يقول القديس مرقس الناسك ( يقدم لنا الشيطان خطايا صغار تبدو كأنها تافهة في أعيننا ويقودنا بها الي الخطايا العظيمة ) يا أحبائي طوبي لمن يفطن الي الخطايا والثعالب الصغار في قلبه ويتخلص منها كما يترنم مرنم أسرائيل الحر في ( مزمور 137 : 8 – 9 ) يابنت بابل الشقية طوبي لمن يمسك أطفالك ويدفنهم عند الصخرة ... فبابل مكان السبي ترمز للخطية وقول المرنم طوبي لمن يمسك أطفالك .. بمعني طوبي لمن يمسك خطاياه وهي بعد كالاطفال الصغار ويدفنهم عند الصخرة .. والصخرة كانت المسيح ( 1 كو 10 – 4 ) ثانيا : أمثلة للثعالب الصغار المفسدة لكرومنا : الثعالب الصغيرة للكذب : أنسان صادق ، كلامه نعم نعم ولالا كما أوصي رب المجد في ( مت 5 : 37 ) يتسلل الي الثعلب الصغير في موقف ما ويقول له الصدق في هذا الموقف سوف تحدث مشاكل عديدة ( هذا أسمه كدب أبيض ) لكي تنقذ زميلك وبعد أيام أو أسابيع يعود اليه ويقنعه بكذبة بيضة جديدة فيوافقه وخلال شهور قليلةتتسلل اليه مجموعة من الثعالب الصغيرة للكذب حتي أصبح الكذب سمة من سمات كلامه وفي ذلك يقول يشوع بن سيراخ ( لاتبتغ أن تكذب بشيء ، فأن تعود الكذب ليس للخير ) الثعالب الصغيرة للأدانة : أنسان محترس جدا في حديثه وقد وضع في قلبه ان لا يدين أحد وأمامه قول الرب ( لاتدينوا لكي لا تدانوا ) مت 7 : 1 ، ( من أنت الذى تدين عبد غيرك هو لمولاه ) رو 14 : 4 يتسلل الثعلب الصغير ويحكي له الأحداث ويكررها دون أن يدين الناس ثم يتدرج به لتحليل ونقد الأحداث ويؤكد له أنه نقد بناء ، ثم يدخل به الي طريق الأدانة ربما تحت ستار الأصلاح والغيرة علي الكنيسة ويستمر الثعلب الصغير في الضغط علي أدانة الغير حتي يقع في الأدانة الثعلب الصغير للغيرة والحسد : يتسلل الثعلب الصغير الي قلوب الكثير منا ويتكلم بالغيرة والحسد تجاه أخوتنا أو أصدقائنا الذين نعيش معهم ويوما بعد يوم تنمو الغيرة والحسد وتصل الي الغيظ والحقد ثم تتحول الي الحقد والكراهية وتكون كثيرا مدمرة . ولعل هذا ما حصل مع قايين وهابيل ( تك 4 : 3 – 8 ) الأخوين الأوحدين في العالم في ذلك الزمان الثعلب الصغير للكبرياء والغرور : يتسلل الثعلب الصغير الي قلب أنسان يعيش بالتواضع كما يقول الرب ( تعلموامني لأتي وديع ومتواضع القلب ) مت 11: 29 .. ويقول له عن قدراته الشخصيه ومواهبه وذكائه ويدخل الكبرياء جزئيا الي قلبه فيبدأ في مقاطعة غيره في الحديث لشعوره في داخله أنه صاحب الرأى السديد .. أويبتسم أبتسامة رضي عندما يمدح وهكذا رويدا رويدا يدخل الثعلب الصغير الكبرياء الي قلبه الثعلب الصغير لعدم أحترام الغير ، وربما أهانته : يتسلل الثعلب الصغير الي أنسان لطيف متواضع هادىء الطباع في معملته مع الناس ... ورويدا رويدا يغير قلبه بالكبرباء والغرور .. حتي تصبح كلمات فمه غير لائقه ربما دون أن يدرى . ( زوج) ، ( زوجه ) ، أخ وأخوة تجمعهما محبة حقيقية (يزيل الكلفة بينهما ) لاتكون بينهما كلمة شكر أو تقدير ويفقدا أحترامهما... أصداء يعيشون بمحبة (المرح الزائد ) يتهكمون علي بعضهما البعض وتمتلأ أفواههم بألفاظ جارحه الثعلب الصغير للزنا : ربما يتسلل الثعلب الصغير عن طريق الحواس ولذلك أوصانا رب المجد ( كل من ينظر الي أمرأة ويشتهيها فقد زني بها في قلبه فأن كانت عينك اليمني تعثرك فاقلعها والقها عنك وأن كانت يدك ايمني تعثرك فاقطعها والقها عنك ) مت 5 : 28 – 30 ... وقد يتسلل عن طريق المعاشرات الردية ولذلك يوصينا معلمنا القديس بولس الرسول بأن ( المعاشرات الردية تفسد الأخلاق الجيدة ) 1 كو 15 : 33 وقد يتسلل خلال علاقة بريئة عن طريق دالة زائدة أو أنحراف في المشاعر يبدأ طفيفا جدا ثم يزداد يوما بعد يوم .. أنه نفس الثعلب الصغير الذى نسلل الي قلوب وحياة داود وسليمان وشمشون وكثيرين فطوبي يا أحبائي لمن يحفظ كرم قلبه ويقوى مغاليق أبوابه الثعلب الصغير لليأس وصغر النفوس : الذى يتسلل الي قلوب كثيرين ويملأها باليأس وصغر النفس ويوصلها الي الدمار ... ولذلك يقول الوحي الآلهى على فم ميخا النبي ( لاتشمتي بي يا عدوتي أذا سقطت أقوم ) مي 7 : 8 ... ويوصي القديس بولس الرسول أهل تسالونيكي قائلا ( شجعوا صغار النفوس ، أسندوا الضعفاء ) 1 تس 5 : 14 ...( أنسان كل ما يقع في خطية يتسلل اليه الثعلب الصغير الي قلبه ويصب فيه جرعات من اليأس وصغر النفس ويقول له : لا أمل في توبتك .. فكلماتقوم تسقط .. وأن قمت اليوم فسوف تسقط غدا .. ) هذا القيام والسقوط لا يسمي توبة .. أين حياتك من أبائك القديسين ؟ .. وهكذا حتي يقع الأنسان في اليأس الكامل ويشعر بصغر النفس الثعلب الصغير لهموم هذا العالم : أنه الثعلب الصغير الذى يتسلل الي قلوب الكل فمن منا يا أحبائي لا يتعرض لهموم هذا العالم ... لكن أولاد الله يحفظون قلوبهم ولا يسمحون له بالدخول الي قلوبهم وهم يلقون كل همهم علي الرب ( ملقين كل همكم عليه لأنه هويعتني بكم ) هكذا قال معلمنا القديس بطرس الرسول في ( 1 بط 5 : 7 ) .. أما من يسمعوا كلام هذا الثعلب فيسوع المسيح قال لهم في مثل الزارع ( الذين زرعوا بين الشوك .. هؤلاء هم اللذين يسمعون كلمة الله وهموم هذا العالم . تدخل وتخنق الكلمة فتصير بلا ثمر ) مر 4 : 18 – 19 الثعلب الصغير لمشغولية هذا العالم : وهي التي تتسلل الي أنسان ناجح جدافي عمله وله علاقة قوية بربنا ومواظب أسبوعيا علي حضور القداس والتناول ويحضر أجتماع درس الكتاب وأجتماع الصلاة .. وفي نجاحه في عمله تكثر مشغولياته فيقول له الثعلب الصغير أن يعتذر أولا عن أجتماع الصلاة بحجة ضيق الوقت .. وبعد يومين أن يعتذر عن أجتماع درس الكتاب وبعد يومين آخرين يعتذر عن المناولة لعدم وجود وقت للأعتراف ويهمس في أذنه أن العمل عبادة .. أنت قلبك مع ربنا .. وينجح الثعلب الصغير في أبعاده حتي عن القداس الآلهي الثعلب الصغير للتراخي والكسل : قصة عن أحد الرهبان قد تسلل الثعلب الصغير اليه .. فقد كان في بدأ حياته مواظبا علي تسبحة نصف الليل بالكنيسة ونجح الثعلب الصغير بعد شهور أن يجعله يتراخي ويكسل عن الذهاب الي الكنيسة في منتصف الليل حيث قال له : أنه مجرد يوم واحد ، وصحتك اليوم عليلة ، الطقس بارد ثم تركه عدة شهور منتظم في حضور الكنيسة وجائه بحجة أخرى وجعله يغيب عن الكنيسة .. ثم تركه شهر واحد وجائه مرة ثالثة وأستمر معه هكذا بخطة طويلة المدى حتي نجح بعد 3 سنوات أن يجعله يذهب للكنيسة مرة واحدة في الأسبوع .. ونسي هذا الراهب قول معلمنا القديس بولس الرسول ( غير متكاسلين في الأجتهاد ، حارين في الروح ، عابدين الرب .. مواظبين علي الصلاة ) رو 12 : 11 – 12 لذلك قال الرب ( خذوا لنا الثعالب ، الثعالب الصغار المفسدة الكحروم ) تحــذيــر : سوف لا يداهمنا الشيطان في كل مرة كأسد زائر أنما قد ياتي كثعلب صغير لا يطلب سوى ثقب صغير في قلوبنا يدخل منه ثم يدخل الآخر فثالث ورابع الي أن يفسد كرم قلوبنا .. تماما عندما يوجد ثقب صغير في مركب كبير ن فيدخل الماء قليلا قيلا الي المركب حتي تغرق تماما..فالنعيش يا أخوتي الأحباء بحياة التدقيق نحفظ بها حواسنا وأفكارنا ومشاعرنا وندقق في تصرفاتنا وعادتنا وكلامنا ونحذر من الثعالب الصغيرة التي تبدو أنها غير خطيرة .. حيث يقول لنا الوحي الآلهى ( فوق كل تحفظ أحفظ قلبك لأن منه مخارج الحياة ) أم 4 : 23 ... نحفظ كرم قلوبنا يا أحبائي ونطلب من الرب أن يقوى مغاليق أبوابها. فلا يتسلل اليها الثعالب ، الثعالب الصغار المفسدة الكروم . آميــــن |
29 - 05 - 2013, 11:28 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| العضوية الذهبية |::..
|
رد: خذوا لنا الثعالب ، الثعالب الصغار
تأمل مميز
ربنا يباركك |
||||
30 - 05 - 2013, 08:06 AM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: خذوا لنا الثعالب ، الثعالب الصغار
شكرا على المرور |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|