رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التطويبات
طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات ماذا يقول إذن؟ طوبى للمساكين بالروح. لأن لهم ملكوت السماوات. نقرأ في الكتاب المقدس عن التعب من أجل الأمور الزمنية "الجميع باطل وكآبة الروح" (حسب طبعة رومية، أما طبعة بيروت "الكل باطل وقبض الريح)، أما كلمة كآبة الروح Presumption of spirit، فتعني الوقاحة والكبرياء والغطرسة، ومن المعتاد أيضًا أن يُقال عن المتكبر إن به أرواحًا متعالية، وهذا صحيح، لأن الريح تدعى روحًا. وبهذا كُتب: "النار والبرَد والثلج والضباب الريح العاصفة Spirit of tempest" (مز 8:148) حقًا إن المتكبر يدعى منتفخًا كما لو كان متعاليًا مع الريح. وهنا يقول الرسول: "العلم ينفخ، ولكن المحبَّة تبني" (1 كو 1:8)... لنفهم بالحقيقة أن المساكين بالروح هم المتواضعون وخائفو الله أي الذين ليس لديهم الروح التي تنتفخ. بالحق ليس للتطويبات أن تبدأ بغير هذه البداية، ما دامت موضوعة لأجل بلوغ الحكمة العالية "رأس الحكمة مخافة الرب" (مز10:111)، ومن الناحية الأخرى "الكبرياء أول الخطايا" (حكمة يشوع 15:10). إذن فليبحث المتكبر عن الممالك الأرضية ويحبها، ولكن "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات". كتاب الموعظة على الجبل للقديس أغسطينوس - القمص تادرس يعقوب ملطي |
15 - 02 - 2013, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التطويبات
طوبى للوُدَعاءِ، لأنهم يرثون الأرض
أظنها تلك الأرض التي وردت بالمزمور. "قلت أنت ملجأي نصيبي في أرض الأحياء" (مز5:142)، لأنها تعني ثباتًا واستقرارًا في الميراث الدائم، الذي فيه تستريح الروح، بواسطة التدبير، بوجودها في موضعها. وذلك كالجسد تمامًا، إذ هو من الأرض يستريح عليها ويتغذى بطعامها... الودعاء هم الذين يذعنون لضعف الآخرين، ولا يقاومون شرهم، بل يغلبونه بالخير (رو21:12). طوبى للرُّحَماءِ، لأنهم يُرحَمون الذين ينقذون البائسين مطوبون، لأن عملهم هذا يرتد إليهم بطريقة يتحررون بها من البؤس. |
||||
15 - 02 - 2013, 04:40 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التطويبات
طوبى للحزانى لأنهم يتعزون الحزن هو التأسف بسبب فقدان أشياء محبوبة. غير أن الذين يهتدون إلى الله يفقدون تلك الأشياء التي اعتادوا اقتنائها في هذا العالم كأشياء ثمينة، لأنهم لا يفرحون فيما بعد بما كانوا يبتهجون به قبلًا. فإذا وجدت محبة الأشياء الأبدية، فإنهم يكونون مجروحين بقدر ضئيل من الحزن. لهذا يتعزون بالروح القدس الذي دُعي بسبب هذا "بالباركليت" أي المعزي، حتى يتمتعوا إلى التمام بما هو أبدي بفقدانهم المتع الوقتية. |
||||
15 - 02 - 2013, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التطويبات
|
||||
15 - 02 - 2013, 04:41 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التطويبات
طوبى للأَنْقِياءِ القلب، لأنهم يعاينون الله يا لغباوة الباحثين عن الله بهذه العيون الخارجية، إذ لا يُرى الله إلا بالقلب، وذلك كما هو مكتوب في موضع آخر "التمسوه بقلب سليم" (حك1:1)، لأنه ما هو القلب النقي سوى القلب السليم والبسيط. وكما أن هذا النور لا يُرى إلا بعيونٍ نقيةٍ، هكذا لا يُرى الله ما لم يكن ذاك الذي يراه (أي القلب) نقيًا. |
||||
15 - 02 - 2013, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 6 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التطويبات
طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناءَ الله يُدعَون يكون كمال السلام حيث لا توجد مقاومة. فأبناء الله صانعو سلام، لأنه ينبغي للأبناء أن يتشبهوا بأبيهم. إنهم صانعو سلام في ذواتهم. إذ يسيطرون على حركات أرواحهم، ويخضعونها للصواب أي للعقل والروح، ويقمعون شهواتهم الجسدية تمامًا، وهكذا يظهر ملكوت الله الذي فيه يكون الإنسان هكذا: كل ما هو سامٍ وجليلٍ في الإنسان يسيطر بدون مقاومة على العناصر الأخرى الجسدانية (التي يشترك فيها مع الحيوان)، وينبغي أن يخضع ذلك العنصر السامي لشيء أفضل أيضًا، ألا وهو الحق، ابن الله المولود، لأنه لا يستطيع الإنسان السيطرة على الأشياء الدنيا ما لم تخضع ذاته لمن هو أعظم منه. . هذا هو السلام الذي يعطي الإرادة الصالحة، هذه هي حياة الإنسان الحكيم صانع السلام. أما رئيس هذا العالم (الشيطان)، المسيطر حيثما وجد الضلال والاضطراب، فيبتعد عن إنسانٍ تسود حياته السلام والترتيب الكامل ويسيطر عليها ابن الله. فعندما ينشأ هذا السلام من الداخل ويثبت، فإن جميع الاضطهادات التي يثيرها رئيس هذا العالم من الخارج، لا تستطيع أن تهز شيئًا من ذلك البناء الداخلي، بل تؤدي قوة البناء من الداخل إلى فشل مكائد إبليس من الخارج. لذا أكمل الرب قائلًا: "طوبى للمطرودين من أجل البرّ، لأن لهم ملكوت السماوات". |
||||
15 - 02 - 2013, 04:42 PM | رقم المشاركة : ( 7 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التطويبات
ترتيب التطويبات في العبارات الثمانية الأولى، كان يتحدث رب المجد إلى الجميع، أما ما جاء بعد ذلك فحدّث به بصفةٍ خاصةٍ الحاضرين. "طوبى لكم إذا عيَّروكم وطردوكم". فالعبارات السابقة كانت موجهة بصيغة عامة، لأنه لم يقل: "طوبى لكم أيها المساكين بالروح، لأن لكم ملكوت السماوات" ولم يقل: "طوبى لكم أيها الودعاء لأنكم ترثون الأرض"، بل قال: "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض"، وهكذا حتى العبارة الثامنة حيث يقول: "طوبى للمطرودين من أجل البرّ لأن لهم ملكوت السماوات". فالعبارات الثمانية تخص الماثلين أمامه رغم توجيهها بصيغة عامة للجميع، والحديث الأخير يخص الجميع بالرغم من توجيهه بصفة خاصة إلى الحاضرين معه. لهذا يجب أن نتأمل بعناية في عدد العبارات الماثلة أمامنا وترتيبها. 1- بدأت التطويبات بالتواضع. "طوبى للمساكين بالروح" أي لغير المنتفخين، عندئذ تخضع الروح للسلطان الإلهي خوفًا من عقابها في الحياة الأبدية، رغم ما يبدو لها من سعادة في الحياة الحاضرة. 2- عندئذ تعرف الروح الكتب المقدسة الإلهية، حيث ينبغي لها أن تعرفها بوداعة وتقوى، لئلا تتجاسر وتنقد ما قد يبدو للجاهل غير معقولٍ، وتصبح غير قابلة للتعليم بسبب المناقشات السقيمة. 3- بعد ذلك تبدأ الروح في التعرف على مقدار أشراك هذا العالم التي تسقط فيها بسبب الخطايا الشهوانية، فتحزن على فقدانها للخير الأعظم، والتصاقها بما هو دنيء. 4- يظهر الجهاد بعد ذلك - في المرحلة الرابعة - حيث يبرز الجهاد، فيبتعد العقل عن الأمور التي سقط فيها بسبب لذة إغراءاتها. هنا يُجاع إلى البرّ، ويعطش إليه، ويكون الاحتمال (القوة) ضروريًا جدًا، حيث لا يمكن ترك ما فيه لذة بدون ألمٍ. 5- لهذا ففي المرحلة الخامسة يُعطى للمثابرين على الجهاد مشورة للتخلص من الأشياء (المهلكة)، فلا يستطيع أحد أن يتخلص من أشراك بؤس عظيمة كهذه بدون معونة من هو أعظم منه. يا لها من مشورة عادلة! فعلى الراغب في معونة من هو أعظم منه، أن يساعد من هو أضعف منه فيما هو قوي فيه، لذلك "طوبى للرحماء لأنهم يرحمون". 6- تأتي في المرحلة السادسة نقاوة القلب، ذلك القلب الذي يستطيع بالضمير الصالح للأعمال الصالحة أن يعاين الصلاح الأعظم. هذا هو الصلاح الذي يدرك بالذهن النقي الهادئ. 7- أخيرًا المرحلة السابعة وهي الحكمة نفسها، أي التأمل في الحق، متشبهًا بالله، عندئذ يقول "طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون". أما المرحلة الثامنة فكما لو كانت تعود إلى نقطة البداية، لهذا دعي ملكوت السماوات في كلى المرحلتين الأولى والثامنة. ففي الأولى: "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السماوات" وفي الثامنة: "طوبى للمطرودين من أجل البرّ لأن لهم ملكوت السماوات". وكأنه يقول: من سيفصلنا عن محبة المسيح، أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف. (رو 45:8) فالأشياء التي تجلب الكمال سبعة، لأن الثامنة ليست إلا توضيح وإظهار لما هو كامل وذلك كالأولى، فكأنها بدأت من جديد |
||||
15 - 02 - 2013, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 8 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التطويبات
طوبى لكم إذا عيَّروكم وطردوكم، وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات طوبى لكم إذا عيَّروكم وطردوكم، وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السماوات. هكذا يقول الرب، ليعلم المسيحي بالاسم، أي الذي يبحث عن ملذات هذا العالم وغنى هذه الأمور، إن سعادتنا داخلية، كما قيل عن الكنيسة بلسان النبي: "جميع مجدها في الداخل" (مز13:45 الطبعة الكاثوليكية - أما البيروتية فهي "مجد ابنة الملك في خدرها"). فقد وعد الرب بالتعيير الخارجي والطرد والاحتقار، إلا أن لهذه الأشياء جزاءً عظيمًا في السماوات، يشعر بها الذين يحتملونها هاتفين مع الرسول "نفتخر أيضًا في الضيقات عالمين أن الضيق ينشئُ صبرًا والصبر تزكية والتزكية رجاءً والرجاءُ لا يُخزِى لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا" (رو3:5،5). . واحتمال هذه الأتعاب المفيدة ليس بالأمر الهين، ولكن احتمالها من أجل المسيح لا يكون بفكر هادئ فحسب بل وبفرح أيضًا. كثير من الهراطقة الخادعين للنفوس تحملوا أتعابًا كثيرة كهذه إلا أنهم حرموا من الجزاء، لأنه لم يقل "طوبى للمطرودين" فقط بل أضاف "لأجل البر" فحيث لا يوجد إيمان قويم لا يوجد بر، لأن البار بالإيمان يحيا (رو17:1). ولا ينبغي أن يظن المنقسمون أن لهم هذا الجزاء، لأنهم يشبهون الهراطقة، وحيث هم بلا محبة فهم بلا بر، لأن "المحبة لا تصنع شرًّا للقريب" (رو10:13) فلو كانت لديهم محبة لما مزقوا جسد المسيح الذي هو الكنيسة إلى أجزاء. |
||||
15 - 02 - 2013, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 9 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التطويبات
إذا عيروكم | قالوا عليكم كل كلمة شريرة قد نسأل ما هو الفرق بين قوله "إذا عيروكم" وقوله "قالوا عليكم كل كلمة شريرة" ما دام المعنى يبدو واحدًا؟ إن القول بكلمة التعيير يكون بسخرية في حضرة المعّير، كما قيل لربنا "أَلَسْنَا نقول حسنًا إنك سامريّ وبك شيطان" (يو48:8)، وهذا يختلف عن تجريح سمعتنا في غيابنا، كما كتب عن المسيح أيضًا "بعضهم يقول إنهُ صالح. وآخرون يقولون لا بل يضلُّ الشعب" (يو12:7). ثم التعيير يكون فيه عنف أو تدبير للمكائد كما جاء عن الذي خان المسيح والذين صلبوه. والحقيقة المؤكدة أيضًا أنه لم يقل "وقالوا عليكم كل كلمة شريرة" فحسب بل أضاف "من أجلي" و"كاذبين". وأظن أن هذه الإضافة قد وضعت لأجل الراغبين في المجد الزمني باعتباره بديلًا عن طردهم وتجريح سمعتهم كما يرغبون في أن يقال عنهم إنهم أتباع المسيح بسبب ما يتحملونه من شرور وآلام، ولكن ما يقال عنهم قد يكون صحيحًا إن كان بسبب أخطائهم، وقد لا يكون صحيحًا إذا اتهموا بأمور لم يفعلوها، وفي هذه الحالة أيضًا لا يحتملونها من أجل المسيح. لأن الذي يدعى مسيحيًا دون الإيمان الحقيقي وتعاليم الكنيسة ليس بتابع المسيح. |
||||
15 - 02 - 2013, 04:43 PM | رقم المشاركة : ( 10 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: التطويبات
افرحوا وتهللوا. لأن أجركم عظيم في السماوات أنني لا أظن الذي دعي بالسماوات هنا هو ذاك الجلد الذي نراه في عالمنا المنظور، وبذلك لا يكون جزاؤنا في أشياء زائلة زمنية بل أبديًا سماويًا. وأعتقد كذلك أن كلمة "في السماوات" تعني الجلد الروحي الساكن فيه البر الأبدي... إذ يقول الرسول عنها "فإن سيرتنا نحن هي في السماوات" (في20:3). ولهذا يدرك المتهللون بالروح هذا الجزاء المنتظر في العالم، غير أن إدراكهم يكمل من جميع النواحي عندما يأخذ الفاسد عدم فساد (أي في الحياة الأبدية). فأنهم هكذا طردوا الأَنْبِياءَ الذين قبلكم لقد استخدم كلمة "الطرد" في هذا الموضع في معناها العام قاصدًا بها التعيير وتجريح السمعة مشجعًا المطرودين حسنًا بمثال الأنبياء، لأن الذين يتكلمون بالحق اعتادوا أن يعانوا من الطرد ومع هذا لم يكفوا عن التبشير بالحق بسبب الخوف من الطرد. |
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
جبل التطويبات |
جبل التطويبات |
جبل التطويبات |
التطويبات |
التطويبات |