رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا ياكوبوس (يعقوب) البطريرك الـ 50 مصباح منير يضئ للجميع إختيار رجل المعجزات لمنصب البابا: حدث أن هجم البربر ( العرب) على البريه المقدسه بوادى هبيب ( وادى النطرون ) سلبوا ونهبوا الأديره وحرقوا الكنائس والمناشيب ( القلالى تعنى مساكن الرهبان ) وقتلوا بعض الرهبان وهرب الآخرون ، وتفرق الرهبان فى المدن والقرى ، ومن رهبان دير أبينا أبى مقار الذين بقوا خميره للنسك قسا راهبا شابا إسمه ياكوبوس إشتهر بتقواه ونسكه وتقشفه الشديد ، قصد الى دير مهجور بالصعيد الأعلى ومكث هناك مده من الزمن. وذكر أبو المكارم فى مخطوط تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن "12" بالوجه القبلى - إعداد الأنبا صموئيل أسقف شبين القناطر وتوابعها 1999م ص 106 : " (فصل دير) بأعمال الصعيد هرب إليه يعقوب القس ( اأصبح يعقوب فيما بعد البابا ياكوبوس لقبه العمود المضئ البطريرك الـ 50 من 819- 830م) ليتعبد فيه وكان هذا القس أولاً فى دير أبى مقار عندما خرب وخربت غيره من الأديره Fol81A فى وادى هبيب (وادى النطرون) من المفسدين " وفى يوما من الأيام عندما كان يصلى كما هى عادته ، ظهرت له سيده الطهر والعفاف أم النور مريم عند رأسه ليلا وعليها تاج منير ومعها ملاكان وقالت له: ( قم وعد الى الموضع الذى خرجت منه لأنك أنت ستكون رئيسا على شعب عظيم) فلحقه خوف عظيم ، وقام لساعته وذهب الى البريه المقدسه ميزان القلوب ( وادى النطرون ) وعندما وصل الى هناك أرسل الله له أبى مقار فى رؤيا أخرى قائلا: بك يجتمع أولادى الى مواضعهم التى بددهم منها الشيطان فأقام وسط الرهبان الذين عاد بعضهم مره أخرى وزاد فى نسكه وتقشفه ، ثم أظهر الله له أمرا عجيبا فبينما هو واقف يصلى لله ليلا بعد أن قضى نهاره يعمل بيديه كعاده الرهبان ، لحقه خوف ورعب وبكى بحرقه شديده فقال له من كانوا حوله: ماذا حدث يأبانا ؟ فقال لهم يأولادى أفكارى إختطفت الى فوق وسمعت أمرا أن البابا مرقس سيظل بطريركا لمده 40 سنه ثم سمعت أمرا آخرا من عند الله لا بل سيموت هذه السنه ، ولأجل ذلك بكيت ، ولم يمضى بعد ذلك وقت قصير حتى مرض البابا مرقس الثانى وفى أثناء مرض البابا سأله بعض الأساقفه هل أظهر لك الرب من يستحق الجلوس بعدك على كرسى مرقس رسول المسيح ؟ فقال لهم:قد أوقد الله المصباح وجعله على المناره ليضئ على سائر من فى بيته ( كنيسته) فألح عليه أحد الأساقفه فأجاب البابا وقال: القس يعقوب من دير أبينا أبى مقار ، ثم تنيح البابا مرقس الثانى ، ونادت الكنيسه بالصوم ثلاثه أيام قبل إختيار البابا ، وكانت هناك مجموعه من الأسماء لإختيار من يجلس على كرسى مرقس الرسول ، ثم ذكر الأسقف الذى سأل البابا قبل نياحته إسم الراهب القس الذى رشحه البابا الراحل ، فوافق الجميع على الإختيار الإلهى ، وقالوا مستحق مستحق مستحق . وتوجه مندوبوا الأساقفه والشعب الى دير الأنبا مقارى الكبير ، وأخذوا الراهب من دير أبى مقار قبل علمه خوفا من هروبه إذا عرف قبل حضورهم ، فقال الراهب يعقوب فى بكاء مستمر : مبارك الرب الويل لى أنا الغير مستحق لهذه الكرامه العظيمه وسأل الله أن يأخذه من هذه الحياه قبل أن توضع عليه أيدى الأساقفه ويصبح بطريركا ولكن الله ناداه لهذه الرتبه فقال له فى حلم : لا تخف يا يعقوب فهو ذا أنا معك الى مصر وأقويك وأكون معك وعندما0 فإستيقظ كان مرعوبا من هذه الرؤيا الإلهيه ، ونال القس يعقوب رتبه الباباويه ورأى شيخ من الرهبان رؤيا عندما فرشوا الإنجيل فوق رأسه (يعتقد ان الإنجيل كان مخطوطا سكرول يبلغ طوله عده أمتار) رأى رؤيه فوق رأس البطريرك عند رسامته صورتين أحدهما صوره ديسقورس والأخرى صوره ساويرس تمسكان الإنجيل من كل جهه وإسم يعقوب البطرك فى الوسط وأصبح بطريركا فى 0شهر بؤونه سنه 525ش 819م فى عصر الخليفه المأمون وحدث أنه كان من عاده الإسكندريين أن يدعون أصحاب الطوائف المسيحيه الأخرى المخالفه ليروا أعيادهم ، ليتفاخروا أمامهم بالمجد الذى أعطاهم الله ففعلوا هذا عند رسامه البابا يعقوب فنظر يعقوب الى شعبه ورآهم مختلطين بهم فقال لهم أى شركه للحق مع الإثم أو أى شركه للنور مع الظلمه أو كيف يتفق المسيح مع بليعال ( الشيطان) أو أى نصيب للمؤمن مع المخالف وكما انه ليس لهم نصيب معنا فى الروحانيات فلا يكون لهم نصيب أيضا فى الجسديات ، فخرجوا جميعا فى خزى وخجل ، فخرج بعضهم وقصوا ما حدث الى رجلا غنيا منهم كان يتولى جبايه الخراج على الإسكندريه ، وكان له إتصال مع عصابات الأندلسيين ، فلما سمع هذا الغنى فارسل الى البابا قائلا: أنه إذا دخلت الكنيسه وبدأت الصلاه قائلا ( السلام لكم ) فلن تجد إنسانا يقول لك ( ومع روحك أيضا) فتنبأ أبينا يعقوب قائلا : فكره يرجع على رأسه 000لفأنا أربطه بلجام شفتيه ولا يزول من مكانه حتى تتم القضيه عليه0 وقال للشعب لإننى لن أدخل كنيسا الله حتى يتمم الله هذا الحكم فيه عاجلا وبعد مده من الزمن تشاجر هذا الرجل الغنى مع رجلا آخرا من العرب فقتله وسلب جميع ماله فوقع رعب على جميع المسيحيين المخالفين وصار بطريركهم يوقره ويخافه0 قصه مقاره النبراوى: كان للبطرك يعقوب البابا رقم 50 قريب من أغنياء بلده نبروه إسمه مقاره ، وعندما سمع بجلوس قريبه يعقوب على الكرسى فرح فرحا عظيما ، ومن محبته لكنيسه المسيح زاد فى صدقته وكان يرسل إلى الإسكندريه ما تحتاجه الكنائس وكان يكرم الأساقفه ويحترمهم ، وحدثت حرب وقتال بين عصابات الأندلسيين وقبيله المدلجه بالأسكندريه فبدأ الغلاء وهرب الشعب القبطى من الغلاء والقتال الى دير وكنيسه مارمينا بمريوط وخلت الكنائس من الشعب ولم يجد البطريرك ما يدفعه لكهنه الكنائس والخراج الذى عليها وكان هناك شماسا إسمه جرجا وكان قيما ومسؤولا عن لإحدى كنائس الإسكندريه قال للبابا إدفع لنا ما نحتاج إليه وإلا فإمضى إلى البريه من حيث جئت فلما سمع البابا هذا الكلام القاسى قال له: لا تعود من الآن تدخل رجليك من هذا البابا الى هذه الكنيسه0 فخرج الشماس غاضبا ولما وصل بيته إعترته حمى وحراره شديده سرت فى جسده ومات فى يومه وإنتشرت هذه الحمى بين أهل بيته وماتوا ولم يبق منهم أحد فخاف المطالبين بالخراج ولم يجسر أحد أن يخاطبه بجساره مره أخرى ويقول ساويرس إبن المقفع المؤرخ أن البابا يعقوب كان عندهم مثل نبى عظيم وإشتهى مقاره النبراوى أن يرى قريبه البطريرك فى بيته فذهب البطريرك الى بيته وحدث أن إمرأته ولدت له ولد ففرح به ووهب الفقراء أموالا كثيره لأجل محبه الله له ولكن بعد أيام مرض الولد ومات فذهب مقاره إلى قلايه البطريرك وكان هذا الرجل عنده إيمانا قوياوقال للبابا : أعن عبدك فإن إبنى مات فقال إحضره هنا فأحضره فقبل الصبى ورشم علامه الصليب على صدره وجبهته وصدره وصلى البابا قائلا ياسيدى المسيح معطى الحياه أقم عبدك هذا الطفل لأبيه مره أخرى حيا فعادت نسمه الحياه اليه وفتح الطفل عينيه وحرك يديه ورجليه فقال البابا الى مقاره إن إبنك لم يموت بل كان نائما ولما رأى مقاره ما حدث مجد الله وزاد مقاره فى صدقته وفعل الخير ويقول إبن المقفع المؤرخ أن صدقته كانت تفيض من يديه كفيضان النهر الجارى فتبرع بثلث ماله للفقراء والأيتام وبنى فى مدينه أورشليم كنيسه المجدليه أصبحت مكانا لإيواء الأقباط الذين يزورون الأماكن المقدسه فباركه الله وضاعف له أمواله(وهذا ما ذكره 00القول الأبريزى للعلامه المقريزى طبع سنه 1898ص54)، ثم حدث أن أقسم مقاره يمينا أن يتمم شيئين هما: أن كل من سأله يعطيه ، ولا يغلق بابه فى وجه أحد ،وكان مقاره له رجاء وشفيع هو القديس تاودرس0 وكان وكان القديس يظهر له ويرشده فى أعماله ، وحدث أن الخليفه أكثر الخراج (الضرائب) على مقاره لكثره وأعماله، فمضى الى الخليفه فى بغداد ولم يكن معه الخراج المطلوب منه لكثره صدقته فرأى فى الطريق منزلا عظيما مزينا بالزخارف الرائعه لم يره من قبل فى هذا الطريق فقال لمن معه قد ضللنا الطريق لأن هذه الدار لم تكن موجوده فى هذه الطريق من قبل فتضايق جدا0 وفجأه رأى إنسانا منير قد خرج من البيت يشبه إنسانا يعرفه فى مصر فقال الرجل يا مقاره لك أيام منذ وصلت هنا ولم نتلاقى وتقدم إليه وعانقه ومسك صاحب المنزل يد الأرخن مقاره ودخل الى البيت وأستمروا سائرين ودخلوا عده أبواب حتى وصلوا الى مكان فيه أموال كثيره لا حصر لها وتشبه خزائن الملوك وقال له خذ ما تحتاج إليه وإذا رجعت إلى بلدك فأعيده إلى وأنا اليوم أنجز حاجتك الى عند الخليفه فأخذ الأرخن المال من بيت هذا الإنسان المنير وأعطاه لمن معه من الغلمان لكى يحملوه وركب الرجل فرسه وكان يسرع قدام مقاره فلما إقترب من قصر الخليفه بدأ الأعوان ينادون قائلين أين مقاره المصرى فأخذوه وأدخلوه الى الخليفه الذى قال له أطلب ما تحتاجه حتى أعطيه لك أما الإنسان المنير خرج من قصر الخليفه فظن مقاره أنه عاد الى قصره الذى فى طريق وعندما إستأذن الخليفه فى العوده الى مصر، وفى طريق عودته لم يجد أثرا للبيت وحاول مقاره أن يبحث عن البيت فى الموضع الذى رآه فيه وطال بحثه بدون جدوى ففهم أنه شفيعه القديس الشهيد العظيم تاودرس الاسفهلار الذى يحبه أتى بهذه الصوره لينقذه فزاد الرجل من صدقاته وأعماله الحسنه حتى يرجع ما أخذه من حبيبه وشفيعه الشهيد تاودرس الاسفهلار خلاف بين مسيحى الشرق والغرب:ذكر كتاب قصه الكنيسه القبطيه ص416 أنه ثار جدل سنه 589م ثم بدأ الخلاف يتسع سنه 810 وهذا الخلاف بدأ فى المجمع المحلى المنعقد فى مدينه توليدو بأسبانيا فقد أعلن الملك ريكاردو (هو ملك قبائل الغوط الغربيين التى إستوطنت أسبانيا) دستورا للإيمان له وللقبائل، هذا الدستور الذى أقره مجمعه أضاف فيه جمله جديده هى (نؤمن بالروح القدس الرب المحى المنبثق من الآب والإبن) وبهذا إختلف دستور مجمعه عن دستور الإيمان الذى أقرته الكنيسه الجامعه فى كل من مجمع: نيقيه325م ، والقسطنطينيه381م ، وأفسس431م00 وفى كل مجمع من المجامع المسكونيه الثلاثه التى إنعقدت كان الآباء يقرون تمسكهم بهذا الدستور ويعترفون به وفى المجمع الثالث ذيلوه بحرمهم لكل من يزيد عليه أو ينقص منه حرفا ، ومن الظاهر أن الملك ريكاردو قد إتبع البدعه الأريوسيه التى تنادى بأن الله أكبر من الإبن فزعم أنه بموافقته على أن الروح القدس منبثق من الإبن أيضا يثبت رجوعه وتوبته وندمه ، وأصغى أساقفه أسبانيا الى هذه الجمله ولم يناقشوها فأدت الى جدل فى داخل صفوف الكنيسه الكاثوليكيه نفسها( وزاد النقاش حده حين سمع الشرقيين قانون الإيمان الذى يردده الرهبان الكاثوليك الذين أرسلهم الإمبراطور شارلمان لحراسه القبر المقدس بإذن من هارون الرشيد (تاريخ الكنيسه للارشيمندريت جبتى ج5ص472-474) وعقدت الكنيسه الشرقيه والكنيسه الغربيه إجتماعا لمناقشه هذا الموضوع ولم يشترك البابا ياكوبوس فى هذا النقاش لإن الدعوه التى وصلت الى مصر أعطوها الى البطريرك الملكى اليونانى (الدخيل) وذهب للتحدث عن مصر مع أنه كان غريبا عن مصر : لسانا ووطننا وإيمانا ولكن أعلن البابا القبطى إيمان الكنيسه لشعبه حتى يكونوا على علم بإيمان كنيستهم فى هذا الموضوع0 تجربه الشيطان للبابا فى الصحراء: ذهب البابا يعقول رقم 50 ليقضى صوم الأربعين يوما المقدسه فى بريه أبى مقار حتى عيد الفصح كما جرت عاده البطاركه فلما وصل قابله الآباء والرهبا بفرح عظيم وبدأ يعمر فى الدير وصارت الأبنيه تعلوا يوما بعد يوم وكان بدأ يبنى كنيسه الأنبا شنوده رئيس المتوحدين وهو قس وأكملها وزينها ،وأحاطها ببعض الكنائس الصغيره0 أما كنيسه القديس مكارى الكبير التى ظلت مهدمه بعد هجوم البربر عليها فأعاد بنائها فى وسط الدير وتفنن فى تزيينها بالزخارف والأيقونات البديعه ( أديره وادى النطرون لايفلين وايت طبع فى نييورك سنه1933ج3ص35)وكرز كنيسه النبا شنوده فى برموده ، وبدأت أبراج الحمام تمتلئ بالحمام بعد أن هجرها، فإغتاظ الشيطان منه0فأعد سهامه ليطلقها عليه، فحدث أن البطريرك كان له شماسا مندفعا يفعل الشيئ بدون مشوره فضرب تلميذا يعتقد انه طالب رهبنه فمات بتأثير الضرب فلما شاهد ذلك قبيله المدالجه خفراء الدير مسكوا البطريرك وطلبوا أن يقتلوا الشماس عوضا عن الذى مات وكان البطريرك يطلب خلاص نفس الشماس ولما رأى المدالجه أنه لن يسلمه لهم طلبوا منه مبلغا كبيرا من المال ولم يكن مع البطرك شيئا فأعانه الأساقفه والشعب0وخرج البطريرك الى الصعيد وخرج الأقباط ليقابلوا باباهم وعندما رأى الشعب أعماله العجائبيه كانوا يهتفون قائلين مبارك الآتى بإسم الرب وهتف آخرون مبارك أبونا إيليا الجديد 0 العلاقه بين الكنيستين القبطيه والأنطاكيه: ظلت العلاقه الأخويه الراسخه بين الكنيستين وكان بطرك الكنيسه المصريه يشتاق الى رؤيه ديودوسيوس بطرك أنطاكيه ولكن كان يمنعه كثره الحروب بأرض مصر وخطوره السير فى الطرق وقد ورد فى تاريخ ابى الفرج الأصفهنى ان بطريرك أنطاكيه جاء الى مصر مرتين، المره الأولى حضر الى مدينه صان الحجر(مركز الشرقيه) فخرج سكانها وكان عددهم فى ذلك الوقت ثلاثين ألف قبطى تقدمهم البابا ومعه كثير من الأساقفه وإستقبلوه إستقبالا حافلا وقال البابا القبطى أن هذه لأول زياره من بطريرك أنطاكيه منذ زياره البطريرك ساويرس الأكبر ، فرد الضيف الأنطاكى الذى كان ضليعا فى التاريخ وقيلسوف حكيم: اننى أذكر أخوتكم بزياره البطريرك أثاناسيوس لكم عندما جاء ليداوى جرح الشقاق الذى أحدثه بطرس لأنطاكيه الأسبق وكان دميان بطريرك الأقباط فى ذلك الوقت( تاريخ الأمه القبطيه ص223 ) وكان سبب زيارته هو مقابله الوالى عبدالله ابن الطاهر ليشتكى من أخيه على ما إقترفه من ظلم فى معامله أهالى أديسا ( تعرف بالرها عند الكتاب العرب وهى مدينه تقع بين النهرين فى الجزئء الشمالى لنهر الفرات ، وهى على طريق القوافل ما بين منطقه الموصل والشمال ) فذهبا معا الى ابن الطاهر الذى سلمه خطابا ينصح أخيه بعدم التعرض للكنائس ويعرفه أنه أطلق الحريه للأقباط فى بناء كنائسهم والتصرف فى شؤونهم الإداريه والقانونيه ويذكر كتاب تاريخ مصر فى القرون الوسطى ستانلى بول طبع بلندن 1936 ص37 أن المصريين أطلقوا أسم عبد اللاوى على الفاكهه القريبه من الشمام مأخوذه من إسم هذا الوالى الذى إسمه بالكامل :عبدالله بن طاهر، إكراما له ولعدالته0 وكان عبدالله خيرا رحوما فى دينه محبا للعدل مبغضا للظلم لهذا دفع الله فى يده أن يهزم الأندلسيين الذين عاثوا فى الأسكندريه فسادا فطردهم وأولهم وولى الوالى عبدالله بن طاهر أميرا على جبايه الخراج على مدينه الإسكندريه إسمه ايلياس بن يزيد ولكن يقول كتاب الأمه القبطيه ا0 ل بتشر ص221 انه عندما ولى عبدالله بن طاهر أباح لجنوده نهب الأديره وإحراق الكنائس والتمثيل بغباده معابد الأقباط وهدمها ويقال أن هذا العمل تسبب فى حزن البابا 49،وموته وفى ص221 من تاريخ الأمه القبطيه يقول عندما إستتب الأمر للخليفه المأمون بن الرشيد جاء الى مصر بشخصه ليؤيد اركان السلام فيها وكان أول عمل فعله هو طرد مسلمى وعصابات الأندلس من الإسكندريه ورشى عبدالله بن طاهر( وكان للمأمون قائد جيش يسمى طاهربن حسين فتوفى وكان إبنه عيدالله بن طاهر يأمل أن يشغل وظيفه والده فى قياده الجيش ولكنه لم يعين قائدا للجيش فذهب الى مصر سنه 818 م ورفع رايه العصيان ودعا الناس بمبايعته بالخلافه فبايعه كثير من المسلمين فى مصر ولما قويت شوكته ذهب إلى الفسطاط بجيشه حيث كان عبدالله ابن السرى واليا فخلعه وعين بدلا منه عبادا ابن إبراهيم واليا وعين على الخراج عيسى بن الجلودى ) بمبلغ من المال ليتنازل عن الولايه ويعود من حيث جاء ، ثم أقام المأمون أخاه المعتصم واليا على مصر وسوريا معا0 وعاد البطريرك الأنطاكى ديونيسيوس التلمحرى الى بلاده ولما وجد أن السلام حل فى ربوع البلاد رجع الى مصر ثانيه لغرض واحد هو أن يشكر البابا المصرى على مساعدته له وزيارته زياره وديه وحينما إلتقى ديونسيوس وياكوبوس هتفت الجموع قائله: الرحمه والحق التقيا ، البر والسلام تلاثما وسارت خلفهما الجموع رافعين الصلبان وحمل البعض الشموع والمجامر ويقال أن الأنبا ديونسيوس هو حكيم القرن التاسع مصر المفككه : فقد ظل القتال على أرض مصر 14 سنه ولكن الله لا يرفض طلب أحبائه ، اما الوضع فى مصر فكان كالآتى: إستولى الأندلسيين على الأسكندريه وملكوها، وإستولى شخص إسمه عبد العزيز الجروى على بعض البلاد، وكانت أجساد الناس تأكلها طيور السماء ولا تجد من يواريهم التراب ، أما عبد العزيز الجروى ، فقد كان مجرما وقاتلا وقاطع طريق وكان يقتل الناس ويأخذ أموالهم فكان يهجم على البيوت هو وبعض الأشقياء والمجرمين فكان يقتل صاحب المنزل ثم يدفنه ويأخذ ماله ثم يقتل الذين ساعدوه حتى لا يكون لهم نصيب ولا يبقى من يعرف مكان المال الذى دفنوه معا ، وحدث أن جمع قمح أرض مصر كلها وخزنها فى مخازن ضخمه حتى يبيعها ويجمع أموال كل المصريين ويزلهم فيدينون له بالطاعه فيملك على مصر ، فصار غلاء عظيم ولم يعطى قمحا للذين فى الأسكندريه وكان يعتقد أنه بذلك يهلك الأندلسيين ويقال أن ثمن الويسه(وزن القمح) وصل الى دينلرين ولم يكن موجودا ( ويظن أن هذا هو سبب هروب المسيحين الى دير مار مينا بمريوط) ثم فكر الجروى أن يصبر حتى يجعل قدح القمح بدينار إلا أن الناس رفعوا عيونهم الى إله السماء طالبين العون، وحدث أن ذهب بجيشه الى الإسكندريه ليحارب الأندلسيين فهربوا منه داخل الأسوار وأغلقوا الأبواب فذاق أهل ألإسكندريه مراره الجوع وأكلوا الدواب وصار يضرب الحصن بالمنجنيق ليهدمه وكان يريد أن يقتل أبينا يعقوب البطريرك لأنه طلب من البطريرك أن يرسم إنسانا أسقفا فلم يفعل فلما عرف مقاره أن عبد العزيز يريد ان يقتل البابا والأساقفه ويهدم الكنائس فأرسل كتابا الى البابا فقال: أنى أدفع جميع مالى عنك حتى لا يؤزيك ولكن لا بد ان تجتمع بالجروى لانه يريد ان يقتل الأقباط ويهدم الكنائس فقام البابا وخرج للقائه ومعه قس محب إسمه يوساب وبينما يسيران فى الطريق قال البابا آمن ياولدى إن هذا الرجل لا ننظره ولا ينظرنا حيا فلما كان الصباح وقع عليه حجر من الحصن فإنكسرت جمجمته وطارت عيناه من مقلتيهما فحمله أصحابه ليدفنوه فكانوا يسدون أنوفهم من رائحه جثته الكريهه ثم دفنوه بسرعه0وتولى إبنه من بعده إسمه على ولم يسير فى الشر كأبيه وفتح المخازن وهبط سعر القمح فمجد الأقباط أبيهم السمائى على هذه النعمه0 نهايه الثوره البشموريه: حضر الخليفه المأمون الى مصر وأحضر معه دينسيوس(دينيس) البطريرك ألأنطاكي ليضع حدا لثوره الأقباط ، ولكن دنيس ويعقوب لم يفلحا فى إيقاف ثوره الأقباط ، فقد ظن القبطى أنه سوف يخلع النير الإسلامى الثقيل ، الذى أذل الأقباط قرونا عديده ، ولكن الدارس فى التاريخ يعرف انه لكى يكسب القبطى الحرب يجب أن يكون أكثر ظلما وقسوه وإجراما منهم ، وهذا لا يوجد فى صفات المصرى ، لهذا فقد أرسل البطريرك المصرى قبل مجئ المأمون ( خاصه أن المأمون لم يرحم أخيه وقتله) رساله الى البشموريين وضح لهم إستحاله نجاحهم وانه خير لهم ان يخضعوا للسلطان الكائن وان من يحمل السيف عبثا( لم يكن له مقدره على حمله والمهاره اللازمه ) فهو عاصيا فيجلب سفك دماء غزيره ويعقبه إضطهاد هائل 0 وأرسل البطريرك هذه الرسائل الى زعيم الثوار وصم الثوار آذانهم ولم يسمعوا للبطريرك بل أنهم إتهموه بالضعف والجبن ، وقال الثوار: أنهم قرروا أن يموتوا أشرافا بحد السيف على أن يعيشوا عبيدا تحت سلطان الظلم والذل وأوفد المأمون دنيس ويعقوب ليتفاوضا مع العصاه ويعقدا صلحا معهم فلم ينجحا ، وكان الأقباط قد أحرزوا إنتصارا ويقول بعض المؤرخين أن سبب رفضهم الصلح هو شعور وغرور البشموريين بإنتصارهم، ولكن الدارس التاريخ يجد ان فى كل المعاهدات التى أبرمت بين العرب والأمم الأخرى كانت تنقض بعد إبرامها بعده سنين وكانت الأسباب التى يرتكن عليها الخليفه أو المسؤول العربى أسباب واهيه وضعيفه تنم على عدم الإستقامه والصدق والأمانه فى الوعود والعهود المبرمه التى وقعها العرب مع الأمم0 وتقول ا0ل0 بتشر فى كتاب قصه الأمه القبطيه ص223 أن الثوار البشموريين لم يأمنوا جانب الخليفه (غدره بعد الصلح )ولم يصدقوا مواعيده وخافوا من إنتقامه( بعد أن يسلموا) فرفضوا طلب البطريركين وردوهما على أعقابهما خائبين كلمات آباؤنا الأقباط كالبذره تنمو: ان كلمات آباؤنا ما زالت تنموا فكتبهم يتهافت عليها الغربيون لانه النبع الصافى الذى ما زال يرتوى منه الجميع ، وحدث أن ميشيل إمبراطور الشرق حينما أراد أن يقيم بينه وبين هلدويج علاقات أخويه، أرسل بعض الهدايا النفيسه منها كتاب لأحد تلامذه أوريجانوس معلم الإسكندريه الشهير ويعتقد ان هذا التلميذ هو ديونيسيوس البابا الإسكندرى رقم14 ، فتلقى هيلدوين كاهن كنيسه سان دونى بباريس هذه الهديه بفرح لا يوصف وكأنها هبه سماويه لإنها كلمات من انسان سمائى(تاريخ الكنيسه الأرشمندريت جيتى ج4 ص113-114) معجزه خروج الدم من الأوانى المقدسه: حدث انه كان للبطريرك شماسا تكلم معه البابا قائلا أن لا ينظر شيئا من أمور العالم ونصحه البابا كثيرا من الإستمرار فى طغيانه لئلا تصيب الكنيسه بلايا من جراء ما يفعل وقد كان الشماس يظن أنه يجمع للكنيسه مالا ، فأصيبت الكنيسه بنكبه وهو ان الوالى طلب خراج على البابا والشماس فاحب الشماس الفضه ولم يتبع قول الكتاب ويبعد عن ، ولما رأى الشماس ما جلبه على الكنيسه من هموم بكى كثيرا وسأل البابا أن يغفر له وبدأ الأمير إيليا بن يزيد يطلب من البطريرك الخراج ويلح فى طلبه ولما رأى البطريرك أنه ليس معه شيئ من المال كما أنه قد إنقطع الناس عن حضور دير الشهيد مار مينا لكثره الحروب أخرج أوانى المذبح وأعطاها للوالى فأحضر الوالى صانعا ليحول الأوانى ( الكاسات المقدسه ) الى حلى ومصوغات، ولما بدأ الصانع يكسر هذه الأوانى سكب دم على يديه وكان الدم كثير جدا لدرجه أن إبن المقفع المؤرخ وصفه أنه مثل خروف قد ذبح فلما رأى الوالى هذه الدماء خاف هو والذين حضروا ليروا هذه الإعجوبه ، وخاف أيضا أن يجعلها فى خزينته كما أمر ألا يكسر منها شيئ وأمر بإعادتها الى البطريرك وطلب منه مالا بدلا منها، وسدد البطريرك ما طلبه الوالى بصعوبه شديده ، وبعد مده عزل هذا الأمير ورجع الى بلده وأصيب بالمرض وذكر لأولاده أعجوبه خروج الدم من الأوانى المقدسه وأوصى أولاده بأن يأخذوا المال الذى أخذه من البطريرك ويذهبوا إلى مصر ويردوة إلى من يوجد بطركا0وحدثت أعجوبه أخرى فى زمن الوالى إيليا بن يزيد فقد حدث أن توفى أسقف من الصعيد كان يجلس على كرسى أسقفيه فاو (مركز نجع حمادى) فأرسل أهل البلده إنسانا الى البطرك ليقيمه أسقفا لهذه المدينه 0 فخاف الرجل لئلا يعطى الله البابا معرفه بأعماله0 فيرفض إقامته أسقفا، فذهب الى الوالى ودفع له مالا وسأله أن يكلم البطريرك فى إقامته أسقفا ، فرفض البابا طلب الوالى لأنه كان متشددا فى امر إقامه الأساقفه فخاف مساعدوه وكبار شيوخ الكنيسه وسألوه أن يرسمه أسقفا خوفا من غضب الوالى فيضهد الكنيسه وألحوا عليه إلحا شديدا الى أن رسمه فقال إن هذا الأسقف أخذ النعمه بالمال فهو يضمحل لأن النعمه التى نالها بعيده عنه وذهب الأسقف ليجلس على كرسيه فمرض فى الطريق ومات قبل أن ينال الكرامه ، وعندما كان الأسقف يتفقد الكنائس والشعب وصل ال ى كنيسه بيت تشمت(يعتقد أن مكانها أرض كوم الراهب مركز سمالوط اآن) فأحضر أهل القريه شابا به شيطان ، وكان الشيطان أخرسه وأطرشه وسألوه ان يخرجه من الشاب فأخذ البابا زيتا من على عظام القديس ساويرس ودهن به الشاب ورسم علامه الصليب على وجهه وأذنيه وقال بإسم المسيح الذى أنقذ خليقته من عبوديه الشيطان يعاف هذا الشاب وينحل عنه رباط الشيطان فتكلم الشاب وأصبح يسمع ، وكان يحب ان يقيم فى بلده تندا فأقام فيها أياما قليله، وحدث ان حاول أحد الأساقفه الدخول إليه فسمعه يقول بصوت خفيفيا يا سيدتى ان أسألك أن تطلبى من سيدى أن يغفر لى وانا مستعد ألما تأمرينى به فلما أطل عليه الأسقف فجأه من البابا وبغير إستإذان صاح بصوت عظيم من هذا الذى يرى ؟ فخفت من هيبته ورجعت فقال لى الله يغفر لك أيها الأخ الذى منعنى ان أشاهد مجد سيدتى ونورها التى أختفت عندما دخلت أنت0 وتنيح هذا البابا فى 14 أمشير وهو يوم نياحه القديس ساويرس وديسقورس وفى الصباح كفنوا جسده وقدموا قربانا تذكارا للأبوين ساويرس والبابا يعقوب وتمت الرؤيا التى رآها عندما رسم عن الصورتين اللتين رآهما تكرزان بالإنجيل وجلس على كرسى مرقس الرسول 10 سنين 8 أشهر |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|