منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 03 - 2025, 04:52 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,318,297

ماذا تعلّم الكنيسة عن مفهوم "الحب الحقيقي"



ماذا يعلّم آباء الكنيسة عن مفهوم "الحب الحقيقي"

يقدم لنا آباء الكنيسة، أولئك القادة والمعلمون المسيحيون الأوائل الذين ساعدوا في تشكيل إيماننا، رؤى قوية حول مفهوم "المحبة الحقيقية". إن تعاليمهم، المتجذرة في الكتاب المقدس واختبارهم العميق لمحبة الله، لا تزال ترشدنا وتلهمنا اليوم.

يعلّمنا القديس أوغسطينوس، أحد أعظم آباء الكنيسة، أن المحبة الحقيقية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالله، الذي هو مصدر كل محبة. لقد كتب عبارته الشهيرة: "أحبوا وافعلوا ما شئتم." (كيلر وكيلر، 2011) هذه العبارة، بعيدًا عن كونها رخصة للنسبية الأخلاقية، تعني أنه عندما تكون قلوبنا متوائمة حقًا مع محبة الله، فإن أفعالنا سوف تنبع بشكل طبيعي من تلك المحبة. لقد فهم أوغسطينوس أن المحبة الحقيقية لا تتعلق باتباع القواعد، بل بأن تتحول قلوبنا بمحبة الله حتى نرغب فيما يرغب فيه الله.

أكد القديس يوحنا الذهبي الفم، المعروف بـ "الذهبي الفم" لفصاحته، على الطبيعة التضحوية للحب الحقيقي، خاصة في الزواج. فقد علّم أن على الأزواج أن يحبوا زوجاتهم كما أحب المسيح الكنيسة، باذلاً نفسه من أجلها. هذا الحب، كما قال، لا يقوم على استحقاق المحبوب بل على اختيار المحب أن يحب بلا شروط. (بورك-سيفرز، 2015) تذكرنا تعاليم الذهبي الفم بأن الحب الحقيقي ليس مجرد شعور، بل هو التزام لخير الآخر، حتى لو كان ذلك بتكلفة شخصية كبيرة.

تحدث القديس كليمان الإسكندري عن المحبة كقوة موحدة تقربنا من الله ومن بعضنا البعض. فكتب: "إن اتحاد الكثيرين في الواحد، الصادر في إنتاج التناغم الإلهي من خليط من الأصوات والانقسام، يصبح سيمفونية واحدة تتبع قائد جوقة واحد ومعلم واحد، هو الكلمة، يصل ويستريح في نفس الحقيقة ويصرخ أبّا، أبانا." (ميكوني وأولسون، 2016) هذه الصورة الجميلة تذكرنا بأن المحبة الحقيقية لا تتعلق فقط بالعلاقات الفردية، بل بمشاركتنا في تناغم محبة الله التي توحد الخليقة كلها.

أكد القديس إغناطيوس الأنطاكي، في كتاباته للجماعات المسيحية الأولى، على أن المحبة الحقيقية يجب أن يتم التعبير عنها بالعمل. وحثّ المؤمنين على عدم الاكتفاء بالإعلان عن محبتهم للمسيح، بل أن يظهروها من خلال حياتهم. "من الأفضل للإنسان أن يكون صامتًا وأن يكون مسيحي(#)، من أن نتكلم ولا نكون واحدًا" (تنكويري، 2000) هذا التعليم يتحدانا أن نحرص على أن تتطابق أقوالنا عن المحبة مع أفعالنا.

علّم القديس باسيليوس الكبير أن المحبة الحقيقية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالتواضع والخدمة. كتب: "الشجرة تُعرف الشجرة من ثمرها، والإنسان من أعماله. فالعمل الصالح لا يضيع أبدًا؛ من يزرع المجاملة يحصد الصداقة، ومن يزرع اللطف يجمع المحبة" (ميكوني وأولسون، 2016) هذا يذكرنا بأن المحبة الحقيقية لا تتعلق بالمبادرات الكبيرة، بل بأعمال اللطف والخدمة المستمرة التي تثمر في علاقاتنا.

تحدث القديس غريغوريوس النيصي عن المحبة كرحلة نمو مستمر. علّم أنه بينما ننمو في محبتنا لله، ننمو أيضًا في قدرتنا على محبة الآخرين. هذه المحبة، كما قال، هي تحوّل يجعلنا تدريجياً أكثر شبهاً بالمسيح. تذكّرنا تعاليم غريغوريوس بأن المحبة الحقيقية ليست ثابتة بل هي عملية ديناميكية للنمو والتحوّل.

أخيرًا، ربط القديس أمبروز بشكل جميل بين الحب والفرح والحرية. فقد كتب: "لا محبة بدون رجاء، ولا رجاء بدون محبة، ولا رجاء ولا محبة بدون إيمان." (ميكوني وأولسون، 2016) وهذا يذكرنا بأن المحبة الحقيقية ليست عبئًا بل هي مصدر فرح وحرية متجذرة في إيماننا ورجائنا بالله.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
تعلّم الكنيسة أن الحب الحقيقي يجد تعبيره الأكمل في سياق الزواج
ماذا تعلّم الكنيسة عن مفهوم "الحب الحقيقي"
ماذا تعلّم الكنيسة عن غفران الله
ماذا تعلّم الكنيسة الكاثوليكية عن المرارة
رب الرحمة هي شركة في سمه خاصة بالله "الحب" الحقيقي


الساعة الآن 10:33 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025