رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مساندة الرب لصدّيقيه: 7 طَرِيقُ الصِّدِّيقِ اسْتِقَامَةٌ. تُمَهِّدُ أَيُّهَا الْمُسْتَقِيمُ سَبِيلَ الصِّدِّيقِ. 8 فَفِي طَرِيقِ أَحْكَامِكَ يَا رَبُّ انْتَظَرْنَاكَ. إِلَى اسْمِكَ وَإِلَى ذِكْرِكَ شَهْوَةُ النَّفْسِ. 9 بِنَفْسِي اشْتَهَيْتُكَ فِي اللَّيْلِ. أَيْضًا بِرُوحِي فِي دَاخِلِي إِلَيْكَ أَبْتَكِرُ. لأَنَّهُ حِينَمَا تَكُونُ أَحْكَامُكَ فِي الأَرْضِ يَتَعَلَّمُ سُكَّانُ الْمَسْكُونَةِ الْعَدْلَ. 10 يُرْحَمُ الْمُنَافِقُ وَلاَ يَتَعَلَّمُ الْعَدْلَ. فِي أَرْضِ الاسْتِقَامَةِ يَصْنَعُ شَرًّا وَلاَ يَرَى جَلاَلَ الرَّبِّ. 11 يَا رَبُّ، ارْتَفَعَتْ يَدُكَ وَلاَ يَرَوْنَ. يَرَوْنَ وَيَخْزَوْنَ مِنَ الْغَيْرَةِ عَلَى الشَّعْبِ وَتَأْكُلُهُمْ نَارُ أَعْدَائِكَ. 12 يَا رَبُّ، تَجْعَلُ لَنَا سَلاَمًا لأَنَّكَ كُلَّ أَعْمَالِنَا صَنَعْتَهَا لَنَا. 13 أَيُّهَا الرَّبُّ إِلهُنَا، قَدِ اسْتَوْلَى عَلَيْنَا سَادَةٌ سِوَاكَ. بِكَ وَحْدَكَ نَذْكُرُ اسْمَكَ. 14 هُمْ أَمْوَاتٌ لاَ يَحْيَوْنَ. أَخْيِلَةٌ لاَ تَقُومُ. لِذلِكَ عَاقَبْتَ وَأَهْلَكْتَهُمْ وَأَبَدْتَ كُلَّ ذِكْرِهِمْ. 15 زِدْتَ الأُمَّةَ يَا رَبُّ، زِدْتَ الأُمَّةَ. تَمَجَّدْتَ. وَسَّعْتَ كُلَّ أَطْرَافِ الأَرْضِ. 16 يَا رَبُّ فِي الضِّيقِ طَلَبُوكَ. سَكَبُوا مُخَافَتَةً عِنْدَ تَأْدِيبِكَ إِيَّاهُمْ. يقدم لنا النبي في هذا المزمور تحليلًا رائعًا لحياة الإنسان الصّدّيق الذي يجد لذته وحمايته ومجده في الرب؛ وفي نفس الوقت يدعونا للصلاة السرية في المخدع مع الاهتمام بأحكام الله ووصاياه والطاعة له للتمتع بخلاصه المجاني. أ. أحكام الله أو وصاياه ليست ثقلًا على نفس الصديق إنما هي علة استقامته، لذا يطلبها ويشتهيها بفرح وبهجة قلب، قائلًا: "فِي طَرِيقِ أَحْكَامِكَ.. انْتَظَرْنَاكَ" [8]. كأن الوصية أو كلمة الله هي موضوع رجاء ولذة وفرح للنفس. وكما يقول المرتل: "بطريق شهاداتك فرحت كما على كل غنى... بفرائضك أتلذذ... شهاداتك هي لذّتي" (مز 119: 14، 16، 24). لعل سر فرح الصدّيق وبهجته بالوصية أنه يكتشف أعماقها فيجدها تلاقٍ مع المسيح كلمة الله وتمتع به كسّر خلاص وحياة وكما يقول القديس أغسطينوس: [نفهم أنه ليس طريق أسرع ولا أأمن ولا أقصر ولا أعلى من المسيح بخصوص شهادات الله، هذا "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم" (كو 2: 3). لذلك يقول (المرتل) أنه يجد فيه بهجة عظيمة كما في كل غنى. هذه هي الشهادات التي بها أكّد لنا إلى أي مدى يحبنا (المسيح)...]. ب. سّر فرح الصدّيق، اتحاده بالله مخلصه وتمسكه باسمه القدوس وتذكاره: "إلى اسمك وإلى ذكرك شهوة النفس، بنفسي اشتهيتك في الليل. أيضًا بروحي في داخلي إليك أبكر" [8-9]. تدرك النفس أنها في ليل هذا العالم تعتاز إلى نور المخلص ليشرق عليها بل وفيها. أنها تطلبه في الليل لأنها ذاقت الأمرّين طوال تعب النهار وآلامه غير المنقطعة، فتُريد أن تلتقي به داخلها لتجد فيه راحتها وسلامها وشبعها بكونه شهوة نفسها. تطلب منه أن تتمتع بكل قبلات (نش 1: 2)، وتناجيه قائلة: "حلقه حلاوة وكله مشتهيات؛ هذا حبيبي وهذا خليلي يا بنات أورشليم" (نش 5: 16). تشتهيه النفس لتلتصق به كل ليل هذا العالم حتى تشرق عليها الأبدية فتبقى معه في أحضانه أبديًا. إنها تطلبه داخلها، تبحث عنه لتجده يطلبها، تُبكر إليه لتجده يُبكر إليها. تُناجيه: "إليك أُبكر، عطشت إليك نفسي يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء، لكي أبصر قوتك ومجدك كما قد رأيتك في قدسك" (مز 63: 1-2). أما هو فيجيب: "أنا أحب الذين يُحبونني، والذين يبكرون إليَّ يجدونني؛ عندي الغنى والكرامة؛ قنية فاخرة وحظ" (أم 8: 17-18). ج. أما نهاية الصّديق فهي تمتعه بالمجد الإلهي، الأمر الذي يُحرم منه الأشرار، إذ يقول النبي: "في أرض الاستقامة يصنع شرًا ولا يرى جلال الرب" [10]. يتمتع الصديق بمجد الرب وجلاله وينعكس بهاء الرب عليه ليصير أيقونة له، بينما يُحرم الشرير من التمتع بهذه العطية الأبدية. * مطوّب ومثلث الطوبى بل ومتعدد الطوبى أولئك الذين يُحسبون أهلًا أن يروا ذاك المجد! عن هذا يقول النبي: "لينزع الشرير فلا يرى جلال الرب" [10 LXX]. الله لا يسمح أن يُنزع أحد منا أو يُستبعد عن رؤيته. فإننا إن كنا لا نتمتع بذلك فسيأتي وقت فيه نقول لأنفسنا: "كان خير لنا لو لم نولد". لأنه لماذا نحن نعيش؟ ولما نتنفس؟ ماذا نكون إن فشلنا في التمتع بمشاهدة ذلك ولم نُمنح معاينة الرب؟! إن كان الذين لا يرون نور الشمس يحسبون الحياة أمرّ من الموت فماذا يكون حال المحرومين من مثل هذا النور؟! القديس يوحنا الذهبي الفم * يقول يوحنا: "أيها الأحباء، نحن الآن أبناء الله، ولم يظهر بعد ما سنكون، إنما نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو" (1 يو 3: 2). يبتدئ هذا الشبه يتشكل فينا من الآن، بينما يتجدد الإنسان الداخلي يومًا فيومًا حسب صورة خالقه. القديس أغسطينوس "يا رب ارتفعت يدك ولا يرون، يرون ويخزون من الغيرة على الشعب وتأكلهم نار أعدائك. يا رب تجعل لنا سلامًا لأن كل أعمالنا صنعتها (رددتها) لنا" [11-12]. يرفع الرب يده لتأديب أولاده فيهبهم سلامًا ونموًا، إذ يقبلونها تأديبًا عن خطاياهم، أما بالنسبة للأشرار فتكون العقوبة نارًا آكلة لهم، تهلكهم وتبيد ذكرهم [14]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 90 | كَهَزِيعٍ مِنَ اللَّيْلِ |
أيوب | فِي حُلْمٍ فِي رُؤْيَا اللَّيْلِ |
أيوب | كَامِلٌ أَنَا لاَ أُبَالِي بِنَفْسِي |
بِنَفْسِي اشْتَهَيْتُكَ فِي اللَّيْلِ |
بِنَفْسِي اشْتَهَيْتُكَ فِي اللَّيْلِ |