مَن لا يَثْبُتْ فيَّ يُلْقَ كالغُصن إِلى الخارِجِ فَيَيْبَس فيَجمَعونَ
الأغْصَان وَيُلْقونَها في النَّارِ فَتَشتَعِل"
تشير عبارة "مَن لا يَثْبُتْ فيَّ يُلْقَ كالغُصن إِلى الخارِجِ فَيَيْبَس" إلى إنذار مُخيف لِمن هو غير ثابت في الكَرْمَة، حيث يصف يسوع مصير الأغْصَان التي لا تثبت في الكَرْمَة، وهذا الإنذار هو صدى لنبوءة حزقيال: "يا ابنَ الإِنْسان، بِماذا يَفضُلُ خَشَبُ الكَرم على كُلِّ خَشَبِ غُصن في أَشْجار الغابَة؟" (حزقيال15: 2-4). بهذه الآية يؤكِّد يسوع أن الطَّريق الوحيد للحياة الصَّالحة هو الثَّبات به، أي الاتَّحاد به كاتِّحاد الغُصن بالكَرْمَة. فكما يُقطع الغُصن اليابس ويُتلف، كذلك وضع التِّلميذ غير الوفي الذي لا يُثمر، يُفصل من جماعة المسيح ولا يعود يشارك في واقع موته وقيامته فيفقد الحياة الأبديَّة. ويُعلق العلامة أوغسطينوس: "يصلح الغُصن فقط لأحد أمرين: إمَّا في الكَرْمَة أو في النَّار. إن لم يكن في الكَرْمَة فمكانه يكون النَّار. ولكي يهرب من النَّار يلزمه أن يكون في الكَرْمَة ".