عندما جاء الـملاك إلى مريم وأعلن لهـا البشارة:”ها أنتِ تحبلين وتلدين إبنـاً وتُسـمينـه يسوع”، ولكنهـا قالت:”كيف يكون هذا وأنـا لا أعرف رجلاً”(لوقا34:1) وهنا يتطرق سؤالاً: ألـم تكن مريم مخطوبـة للقديس يوسف كما جاء”إلى عذراء مخطوبـة لرجل اسمه يوسف من بيت داود وإسم العذراء مريم”(لوقا26:1-27) فلماذا أجابت مريـم بأنهـا “لا تعرف رجلاً”؟
يقول مفسرون الكتاب الـمقدس بأن مريم كانت قد عزمت على نذر البتوليـة، فالبتوليـة كانت منتشرة أيام الـمسيح وتُعد من علامات التقارب مع الله (مثال يوحنا الـمعمدان وحنـة بنت فنوئيل)، ومن قبل ذلك فلقد ذُكر ان موسى قد انفصل عن زوجتـه صفّورة بعد دعوة الله لـه (خروج15:19)، وعندما طلب الله من الشعب ان يتقدسوا ثلاثة ايام قبل ظهور الله على جبل سيناء فقال “ولاتقربوا امرأة”(خروج15:19) علامة على التكريس الكامل لله، ولم يُذكر مثلاً ان ايليا النبي او اليشع النبي كانا متزوجان. فبتوليـة مريم أعطتهـا صفة التكريس الكامل وإمكانيـة حياة التأمـل وحياة الخدمـة.