“يا رزَّاق” والقناعة
من أكثر القناعات الحميدة المتغلغلة في ذهن المواطن المصري؛ هي قناعته بأن الله سبحانه هو “الرزَّاق الكريم” للبشر؛ فالمصري بطبيعته لا يخشى كثيرًا إذا طرأ طارئ على عمله (طُرد أو فُصِل أو نافسه أحد في مكان عمله)، لأن مقتنع أن الله “الرزَّاق” سيتكفل بتوفير العمل البديل له، ولسان حاله “محدش بيبات من غير عشا”. وكذلك هو لا ينشغل كثيرًا إذا أنجب مزيدًا من الأولاد (رغم ثبات دخله كما هو) لأنه مقتنع أن الله “الرزَّاق” سيفتح مع المولود الجديد بابًا جديدًا للرزق، ولسان حاله “كل مولود وليه رزق”. بل الأكثر من هذا، أن كثير من المهن اليومية غير الحكومية (الصياد أو السائق أو التاجر أو المندوب او غيرها)، يكون رأس مالها الوحيد هو هذه القناعة، فيخرجون لعملهم طالبين “الرزَّاق”، ويعيشون حياتهم هم وأولادهم على فيضه “الكريم”.