رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حقاً كما قال معلمنا القديس يوحنا ذهبي الفم [ ليس شيء أعظم من المحبة أو حتى يساويه، ولا حتى الاستشهاد الذي هو رأس كُل الصالحات. فإن المحبة بدون الاستشهاد تصنع تلاميذ للمسيح، لكن الاستشهاد خلواً من المحبة ما يقوى على صُنع تلاميذ. ليس فقط ذلك، أنه خلواً من المحبة ما يُمكن أن يكون هُناك تلاميذ، بل وما ينفع الاستشهاد بدون المحبة شيئاً لمن يكابدونه ] (القديس يوحنا ذهبي الفم في مدح شهداء رومية 1: 1) لذلك يا إخوتي دائماً نحتفل بأعياد شهادة القديسين، ولا نحتفل بأعياد ميلادهم حسب الجسد، بل بعيدهم الحقيقي وهو عيد شهادتهم أمام الطغاة والولاة الظالمين، لأنهم شهدوا شهادة تلميذ المسيح الذي اشترك في آلامه فنال قيامته ليدخل مجده بروح الغلبة الذي شهد فيه شهادة حسنة في وقتها، اي الروح القدس روح الشهادة، الرب المُحيي، لذلك فكل مؤمن حقيقي يُحيي ذكرى شهداء المسيح الرب في قلبه وفكره دائماً، وذلك لكي يرتفع إلى مستوى اقتفاء سلوكهم متمثلاً بإيمانهم الحي في المحبة، ولكي يحسب نفسه – عملياً – شريكاً معهم في ذلك النصيب والاستحقاق الذي ناوله، ولكي نناله كلنا معاً ضمناً منفعة بصلواتهم، لكي نثبت في خفة ضيقاتنا الوقتية التي نُعانيها يوماً بكل لون وشكل، لأن يومنا الدائم، هو مشهد مُثير نحن فيه مصلوبون، نُصلب كل يوم فنموت عن أنفسنا المزيفة والعالم الذي وضع في الشرير بك آثامه وخطاياه وشهواته وغرور مجد كراسيه الزائل، ونُبعث كل يوم بقيامة يسوع، كخليقة تتجدد كل يوم لحساب مجد خالقها، فننمو إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد، لكي نُصبح على صورة يسوع المسيح، ليشع فينا مجده ويُظهر فينا أعماله، حتى كل من يرانا يمجد ابانا الذي في السماوات... |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|