منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07 - 04 - 2023, 03:21 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,942

وجدوا يسوع في الهيكل



وجدوا يسوع في الهيكل

وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ. وَلَمَّا كَانَتْ لَهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ كَعَادَةِ الْعِيدِ. وَبَعْدَمَا أَكْمَلُوا الأَيَّامَ بَقِيَ عِنْدَ رُجُوعِهِمَا الصَّبِيُّ يَسُوعُ فِي أُورُشَلِيمَ، وَيُوسُفُ وَأُمُّهُ لَمْ يَعْلَمَا. وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ، ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ. وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ، جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!» فَقَالَ لَهُمَا: «لِمَاذَا كُنْتُمَا تَطْلُبَانِنِي؟ أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟». فَلَمْ يَفْهَمَا الْكَلاَمَ الَّذِي قَالَهُ لَهُمَا. ثُمَّ نَزَلَ مَعَهُمَا وَجَاءَ إِلَى النَّاصِرَةِ وَكَانَ خَاضِعًا لَهُمَا. وَكَانَتْ أُمُّهُ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذِهِ الأُمُورِ فِي قَلْبِهَا. وَأَمَّا يَسُوعُ فَكَانَ يَتَقَدَّمُ فِي الْحِكْمَةِ وَالْقَامَةِ وَالنِّعْمَةِ، عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ”(لوقا41:2-52)

انه من الشيئ الملاحظ ان الحدث الوحيد لطفولة المسيح تم تسجيله في العهد الجديد ويبدو انه شيئ محرج لمريم ويوسف، فحادثة فقد يسوع مثلا تبدو مخيفة فكيف يمكن لمريم ويوسف ان ينسوا صبي ذو ال 12 عام ويتركونه خلفهما في مدينة كبيرة مثل أورشليم؟ واي والدين يمكن ان يفعلا مثل هذا؟ وحتى انه من الأكثر دهشة بعيدا عن أي تفاصيل قد كشفها الأنجيل لنا عن طفولة يسوع فتلك التي تم ذكرها كانت لمحة صغيرة عن السنوات المخفية ليسوع والتي سردها الكتاب المقدس. من تقدمة يسوع في الهيكل كطفل عنده 40 يوما حتى ظهوره عند نهر الأردن وهو رجل ذو 30 عاما لم يقل لنا انجيل لوقا أي شيئ عن حياة يسوع ما عدا حادثة واحدة عندما فقد ثم وُجد في الهيكل وهو صبي ذات ال 12 عام. فلماذا يا ترى ذاك الحدث الوحيد هام عند لوقا؟ وما الذي يمكن ان يقوله لنا عن يسوع وأمه؟

تتطلب شريعة العهد القديم الرجال اليهود ان يقوموا بالحج الي الهيكل في أورشليم في ثلاثة أعياد يهودية هي الفصح و الخمسين و المظال “«ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي السَّنَةِ يَحْضُرُ جَمِيعُ ذُكُورِكَ أَمَامَ الرَّبِّ إِلهِكَ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَخْتَارُهُ، فِي عِيدِ الْفَطِيرِ وَعِيدِ الأَسَابِيعِ وَعِيدِ الْمَظَالِّ. وَلاَ

يَحْضُرُوا أَمَامَ الرَّبِّ فَارِغِينَ”(تثنية16:16).

حيث ان اليهود كانوا منتشرين في القرن الأول الميلادي ويقطنون في أماكن بعيدة عن أورشليم فمن المحتمل انهم كانوا لا يقومون بالسفر الي اورشليم إلا مرة واحدة في العام. لا يمكن اذن ان نجزم ان القديس يوسف كان يذهب ثلاث مرات كل عام ولكن حسب ما كتبه القديس لوقا انه كان يذهب مرة واحدة كل عام خاصة في عيد الفصح حسب الشريعة و يقضون هناك ثمانية أيام (عيد الفصح وعيد الفطير معًا). اما الأطفال ما دون سن الثانية عشر عاما فكانوا غير ملزمين بالشريعة ولهذا فليس من المؤكد بين علماء الكتاب المقدس اذا ما كان يسوع وهو دون سن ال

12 عاما كان يصاحب القديس يوسف للعبادة في الهيكل. اما القديسة مريم وكإمرأة يهودية فمن

المؤكد انها كانت تصاحب القديس يوسف في رحلته الى اورشليم على الأقل مرة كل عام.

ان رحلة ال 8 أميال ما بين الناصرة الي أورشليم سوف تأخذ 3-4 أيام والناس عادة يسافرون في تلك الأعياد في جماعات وفي عربات تجرها الركاب ويشترك الأقارب والأصدقاء والجيران عادة في مصروفات تلك الرحلة فالسفر في جماعات كبيرة في الطرق البعيدة تتيح حماية لتلك

القوافل من لصوص وقطاع الطرق.

لما بلغ يسوع سن ال 12 عاما صاحب يوسف ومريم. وبالنسبة للصبى يسوع فهذه هي الزيارة الأولى لبيت أبيه السماوي. كان الهيكل من الضخامة حتى أنه يتسع لمئات الألوف من الذين يصعدون للهيكل في الأعياد.

وسط هذا الهيكل ووسط الشيوخ أساتذة الناموس يجلسون في حلقات الدرس التي يعقدها شيوخ السنهدريم من الصباح حتى وقت التقدمة المسائية للرد على التساؤلات والإستفسارات. وكان على الشعب حضور اليومين الأولين للفصح، وكان يسمح للشعب بالعودة إلى بيوتهم بعد منتصف اليوم الثالث. ولذلك قرر القديس يوسف والعذراء مريم العودة إذ لم يكن هناك داعٍ لبقائهم بقية أسبوع الفصح بعد أن أتموا كل طقوسه، وهكذا فعل الكثيرون وبدأوا رحلة العودة. وكان المسافرون يسيرون على قافلتين، إحداهما للنساء في المقدِّمة والثانية للرجال في المؤخِّرة، وكان الصِبيَّان يسيرون إِما مع الرجال أو النساء. لذلك فإنَّه إذ اِنقضى اليوم الأول في العودة اِقتربت القافلتان واِلتقى يوسف بمريم كل منهما يسأل الآخر عن الصبي، إذ حسب كل منهما أنه مع الآخر، وقد بقيا يومًا كاملًا يسألان عنه بين الرجال والنساء، وإذ لم يجداه قرَّرا العودة إلى أورشليم حيث قضيا يومًا ثالثًا.

ثلاقة أيام يبحث يوسف ومريم عن كنزهما السماوي الذي لا يقاس فكيف لم يلاحظا اختفاؤه بتلك الصورة؟ لهذا بحثا عن يسوع في شوق شديد. ثلاثة أيام بلا جدوى للبحث عن يسوع وكأن تلك الأيام الثلاث هي شهورا او سنوات. ترى مالذي دار في قلب وفكر القديسة مريم والقديس يوسف طوال الأيام الثلاثة؟. كانا يبحثان عنه:” وَإِذْ ظَنَّاهُ بَيْنَ الرُّفْقَةِ، ذَهَبَا مَسِيرَةَ يَوْمٍ، وَكَانَا يَطْلُبَانِهِ بَيْنَ الأَقْرِبَاءِ وَالْمَعَارِفِ. وَلَمَّا لَمْ يَجِدَاهُ رَجَعَا إِلَى أُورُشَلِيمَ يَطْلُبَانِهِ.وَبَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ وَجَدَاهُ فِي الْهَيْكَلِ”(لوقا44:2-46). ثلاثة أيام يبحثان عنه وهما لا يدريا كيف أضاعاه وأين يمكن ان يجداه، انها خسارة عظيمة اصابت قلب يوسف ومريم وشعرا بألم عميق لكونهما قد تقاعسا عن أداء الرسالة المكلفان بها من الله تعالى. ولكن عناية الله كانت هناك فوجد يسوع في الهيكل ” جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ. فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا”(لوقا46:2-48).

لمدة ثلاثة ايام في بحث مستمر عن يسوع وفي الهيكل بكل ما فيه من بشر وجداه جالسا بين العلماءولكننا لا نستطيع تصور ماذا دار في الحوار بينه وبين الشيوخ، لكن يمكن تصور أن الحوار دار حول معانى الفصح. فالشيوخ يستغلوا هذه المواسم لشرح معانيها للشعب. وربما أظهر الصبي يسوع المعانى المخفية في رموز الفصح وأنها تدور حول المسيا المخلص حمل الله الذي يرفع خطية العالم. ولكم كانت فرحتهما عندما وجداه وقلقهما قد مضى وظلمة الفقدان قد تلاشت وعاد مجد وجوده في حياتهما.

ان يسوع كصبي له من العمر اثنا عشر عاما لم يكن مسؤلا عن افعاله أمام الرب طبقا للشريعة والتي تحدث عندما يصل الانسان الى سن 13 سنة. مهما كان الأمر ان يسوع الصبي أدهش شيوخ الهيكل “ جَالِسًا فِي وَسْطِ الْمُعَلِّمِينَ، يَسْمَعُهُمْ وَيَسْأَلُهُمْ. وَكُلُّ الَّذِينَ سَمِعُوهُ بُهِتُوا مِنْ فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ” (لوقا46:2-47).لقد استخدم لوقا كلمة ” existanto والتي تصف تعجب مصحوب بمواجهة لحضور الله لذلك شبّه لوقا الشيوخ في الهيكل بأنهم متعجبين من مثل ذلك الصبي الموهوب من الله في اسئلته واجوبته لهم وبهتوا من حكمة الله فيه وهو في عمرال 12 عام.

مريم ويوسف أيضا استجابوا لمثل ذلك المنظر بتعجب ولكن تعجبهم ذو طبيعة مختلفة فلوقا استعمل كلمة مختلفة explagan والتي استخدمت في أماكن أخرى لتصف شخص ممتلء بقوة الله وظاهرة في تعليمه “فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّ كَلاَمَهُ كَانَ بِسُلْطَانٍ”0لوقا32:4)، او اخراج الشياطين “ فَبُهِتَ الْجَمِيعُ مِنْ عَظَمَةِ اللهِ. وَإِذْ كَانَ الْجَمِيعُ يَتَعَجَّبُونَ مِنْ كُلِّ مَا فَعَلَ يَسُوعُ”(لوقا43:9)، اوعندما يصاب بالعمي عدو الإيمان كما فعل به بولس “فَالْوَالِي حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى مَا جَرَى، آمَنَ مُنْدَهِشًا مِنْ تَعْلِيمِ الرَّبِّ”(اعمال12:13). يوسف ومريم كانا مملوءان بشعور من القلق العميق لسلامة الطفل بعد ثلاثة أيام وهو بعيد عنهما وهذا الشعور ظل في ذاكرتهما بغض النظر عما شاهداه في الهيكل من مقاطع -ابنهما منهمك تماما ومشغول بأمور أخرى مع معلموا الشريعة في تلك الأيام ويبدو انه غير مدرك لألم الفراق من والديه وما سببه لهما.

يعلّق العلامة أوريجينوس على بحث القدِّيسة مريم والقدِّيس يوسف عن الصبي يسوع، قائلاً: “وجدوا يسوع فى الهيكل وكان يسأل أحيانًا ويجيب أحيانًا، فكان عظيمًا في أسئلته. ونحن نتضرَّع إليه حتى نسمعه يسألنا ويجيبنا. لنبحث عنه بجهد عظيم مقترنًا بالعذاب، عندئذ نجده، إذ يقول الكتاب: “هوذا أبوك وأنا كنَّا نطلبك معذَّبين“. لا تبحث عن يسوع في تراخِ وفتور وتردّد كما يفعل البعض، فإنَّ هؤلاء لا يجدوه. لا اِعتقد أنهما كانا معذَّبين لاِعتقادهم أن الصبي قد فُقد أو مات، فلم يكن ممكنًا لمريم أن تشك هكذا، وهو الذي حُبل به من الروح القدس، وبشَّر به الملاك، وسجد له الرعاة، وحمله سمعان، ولا يمكن أن تنتاب نفس يوسف هذا الفكر، وهو الذي أمره الملاك أن يأخذ الطفل ويهرب به إلى مصر وسمع هذه الكلمات: “لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حُبل به فيها من الروح القدس” (متى 1: 20). لا يمكن أن يخَف يوسف على الطفل وهو متيقِّن أنه الله (الكلمة). إذن فعذاب الأبوين وسؤالهما له مغزى آخر قد لا يستشفُّه القارئ العادي. لقد بحثا عن يسوع وذُهلا لمجرَّد التفكير أنه ابتعد عنهما، أو تركهما وذهب إلى موضع آخر، أو ربَّما صعد إلى السماء لينزل في الوقت المناسب.أنت أيضًا إن فقدت ابن الله يومًا ما اِبحث عنه أولاً في الهيكل… اِسرع واِسرع إلى الهيكل هناك تجد يسوع الكلمة والحكمة، أي ابن الله”.

لقد وجهت مريم ليسوع هذا السؤال: فَلَمَّا أَبْصَرَاهُ انْدَهَشَا. وَقَالَتْ لَهُ أُمُّهُ: «يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!»(لوقا48:2)، ان الكلمة الأخيرة التي استخدمت في اللغة اليونانية odynomenoi يمكن ان تساعدنا ان نفهم بعض الشيئ عن الصدمة التي تعرضا لها مريم ويوسف في بحثهما خلال الأيام الثلاثة، فالكلمة اليونانية تصف القلق النفسي والعقلي العميق ومن الغريب انه استخدمت في التقليد اليهودي لتصف خبرة رعب الوالدين من فقد طفلهم.

ان قلق مريم ويوسف يمكن ان ينظر اليه بنفس الموقف المشابه لوالداي طوبيا وام الشهداء المكابيين فأيضا مريم ويوسف اختبرا قلق عظيم عندما فقدا ابنهما لمدة ثلاثة أيام في أورشليم.

صلاة: يا يسوع، أطفيئ فيّ أي طعم للذة حسية وهبني مذاق الفرح والسرور لمن هم في السماء

و حررني يارب من تلك التجارب المذّلة والتي تبعدني عنك وعن رحمتك. ان فضيلة العِفة والطهارة هي ثمر روحك القدوس فضع ثمرك في قلبي. آمين.

وأيتها الأم الرؤوف القديسة مريم أم يسوع وأمنا، كوني دومًا معنا ليكون السلام في بيوتنا ومجتمعاتنا، سلام المسيح الذي أحبّ العالم محبّة لا متناهية، فدفع ثمن خلاصه دمه وحياته. آمين.

اكرام: تعلم من مثال القديسة مريم كيفية التسبيح والشكر وحاول ان تتذكر كم صنع بك الرب من عظائم واسجد له شاكرا.

نافذة : يا أم الكنيسة باركينا
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يا يسوع سنكون وحدنا
يا ربى يسوع المسيح نجينا من كل قلق
لقد وجدنا يسوع
دخول السيّد إلى الهيكل - تقدمة يسوع إلى الهيكل
لقد وجدنا يسوع


الساعة الآن 10:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024