المحبة تختبر بالألم ، و تختبر بالضيقة ، و البذل 0
و الذى لا يستطع أن يبذل ، هو إنسان لا يجب 00 فإذا أحب ، بذل كل شئ
إبراهيم أبو الآباء ، من أجل محبته لله ، ترك أهله و عشيرته و بيت أبيه ، و عاش متغرباً فى خيمته 00 و لكن حب إبراهيم لله و صل إلى قمته ، حينما وضع إبنه وحيده الذى يحبه ، على المذبح ، و حوله الحطب و النار ، ورفع يده بالسكين ، ليبذل إبنه 0
وحينما أحب دانيال الرب ، بذل نفسه ، ورضى أن يلقى إلى جب الأسود ، و كذلك الثلاثة فتيه ، يرهنوا على محبتهم ببذلهم أنفسهم ، ليقلوا فى أتون النار 00 بولس الرسول ، قال فى حبه للسيد المسيح :
" خسرت كل الأشياء ، و أنا أحسبها نفاية ، لكى أربح المسيح وأوجد فيه
آباونا الشهداء ، وآباؤنا المعترفون ، من أجل محبتهم للرب بذلوا دماءهم أو حياتهم أو راحتهم ، و دخلوا إلى العذاب و لم يخافوا من أجل عظيم حبهم 00
هناك عوائق تمنع الإنسان من البذل : هى محبة الراحة ، أو محبة الكرامة ، أو محبة الذات00 أما الحب الحقيقى ، فلا تهمه الراحة و لا الكرامة و لا الذات 00
إنه يبذل كل شئ ، من أجل من يحبه 00 يعقوب أبو الآباء ، عندما أحب راحيل ، بذل من أجلها الشئ الكثير 0 تعب من أجلها عشرين سنة ، تحرقه الشمس بالنهار ، و البرد بالليل 00 و كل هذه السنوات ، كانت فى نظره كأيام قليله بسبب محبته لها 0
و أنت ماذا بذلت من أجل المسيح ، الذى بذل ذاته من أجلك على الصليب ؟
الذى يحب ، يبذل ذاته من أجل الله ، و الناس 0 و يتدرب أولاً على بذل ما هو خارج ذاته ، كالمال ، و الوقت ، و القنية 00 أما الذى لا يستطيع أن يبذل ما هو خارج ذاته ، فكيف يبذل ذاته ؟! إن كنت لا تستطيع أن تبذل ، فأنت لا تحب غيرك ، إنما تحب ذاتك فقط