01 - 03 - 2023, 05:41 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
هَلْ يَنْمُو الْبَرْدِيُّ فِي غَيْرِ الْمُسْتَنْقَعِ،
أَوْ تَنْبُتُ الْحَلْفَاءُ بِلاَ مَاءٍ؟ [11]
إذ يتهم بلدد أيوب بالرياء يقدم صورًا مؤلمة عن المرائي بوجه عام، غير أنه يعني أيوب بوجه خاص:
أولًا: بالبردي الذي لا ينمو إلا في مياه مملوءة وحلًا، والحلفاء الجاف الذي بلا ماء [11].
ثانيًا: بالعنكبوت الذي يتكل على بيته، فيظن أنه في آمان، مع أن بيته لن يثبت [14-15].
ثالثًا: بالعشب الذي تحرقه الشمس فتجففه، مع أنها سٌر حياة ونمو النباتات [16].
رابعًا: بمن يتعثر بالحجارة في الطريق، فيسقط ويهلك.
خامسًا: بالشجرة المورقة الجميلة التي يضرب الفأس بجذورها فتُقلع وتموت.
ما هي خبرة الآباء الأولين في هذا الأمر؟ يجيب الآباء بأن آمال المرائين وأفراحهم كالبردي والحلفاء. كلاهما ينميان في المستنقع وسط الطين أو الوحل أو الحمأة، وبالماء. هكذا المرائي لا يحقق رجاء. بدون أرض متعطنة أو جو غير الوحل. يتكل على مظاهر خارجية للتدين والتقوى والنجاح، مظاهره مخادعة، على الغرور بنفسه كلمات المديح الموجهة إليه، هذه كلها ليست إلا وحلًا، وآمالهم ليست إلا بردي وحلفاء.
إن كان البردي يشير إلى الإنسان المرائي الذي يحتاج إلى مياه الروح القدس المقدسة. في وسط المياه يوُلد المؤمن ابنًا لله بالروح القدس، وبمياه الروح يرتوي ويتجدد، حتى يحمل أيقونة السيد المسيح، فيتأهل لنوال شركة المجد الأبدي.
* يشير بالبردي والحلفاء إلى حياة المرائي، إذ له مظهر الخضرة، لكن بلا ثمر نافع لخدمة الإنسان فمع كونه أخضر، له مجرد لون القداسة، يكون دائم الجفاف عديم الثمر عمليًا...
المراءون منفصلون عن واهب البركات الكثيرة بسبب نزعات فكر قلوبهم فمع نوالهم عطاياه يطلبون مديحهم لا مجد العاطي. وبينما يمجدون أنفسهم بمديح ذواتهم عن بركات موهوبة لهم، يقاومون صانع الخيرات بذات العطايا.
المرائي ينتقد بشدة حياة من يوبخه. إذ يتوق أن يثبت أنه مخطئ فوق كل حدود، حتى يبرر نفسه، لا بما يمارسه من أفعال بل بإبراز أخطاء الآخرين... حسنا قيل بسليمان: "لا توبخ مستهزئا لئلا يبغضك" (أم 9: 8)...
هنا نحتاج أن نعرف أن سمو الصالحين يبدأ بالقلب وينمو إلى نهاية الحياة الحاضرة. أما ممارسات المرائين، فإذ ليس لهم جذور فإنهم غالبًا ما يبلغوا إلى لا شيء قبل نهاية الحياة الحاضرة. غالبًا ما يكرسون حياتهم للدراسات المقدسة، وإذ هم يفعلون هذا لا لإقامة مخازن للفضائل بل لنوال مديح وإطراء، فعندما يبلغون عبارة تهبهم مديحًا بشريًا يسرون بالنجاح الزمني. لهذا فهم فارغون تمامًا من الثقافة المقدسة، ويظهرون بسلوكهم بعد ذلك كيف يحبون الزمنيات، أما عن الأبديات فلا تتعدي الحديث عنها بشفاههم... إنهم شهود على أنفسهم أن صلاحهم ليس نابعًا عن القلب.
البابا غريغوريوس (الكبير) * لهذه الغاية اعتمد المخلّص هذا الذي لا حاجة به إلى العماد، حتى يقدِّس الماء لأجل الذين سيولدون من جديد.
* يُسمى العماد "غسل التجديد"، إذ يصحبه تجديد الروح الذي يرف على المياه.
* يخلق الروح القدس لنفسه شعبًا جديدًا، ويجدد وجه الأرض، عندما يخلع الناس عنهم، من خلاله، "إنسانهم العتيق مع أعماله" (كو 9:3)، "ويسلكون في جِدَّة الحياة" (رو4:6).
* كل من حُسِب مستحقا لشركة الروح القدس، بمعرفة أسراره غير المنطوق بها، سيحصل، وبكل تأكيد، على راحة وابتهاج القلب. فحيث قد توصل ، بإرشاد الروح إلى معرفة لكل ما يحدث من أمور - وكيف ولماذا تحدث - فلا يمكن لنفسه أن تضطرب أو تشعر بأسف.
* الطبيعة الإنسانية ضعيفة. وحتى تصير قوية، فهي تحتاج إلى مساعدة من يقويها. مساعدة من؟ مساعدة الروح.
بمعنى أن الذي ينشد القوة الحقيقية، لا بُد أن يصير قويا بالروح.
الأغلبية تصير قوية بالجسد، وحسب الجسد. أما جنود الله (2 تيموثاوس 3:2) فيصيرون أقوياء بالروح، وبالتالي شجعانا في مواجهة "الفكر الجسدي الذي يهتم بما للجسد (رومية 7:8). فالروح في مصارعة مع الجسد، أما روح الإنسان التي يقويها ذلك الروح فستحرز النصر.
* اعتمد الرب لا ليتطهّر بل ليطهّر المياه، حتى إذا اغتسلت المياه بجسده الذي لم يعرف الخطيّة، جاز لها أن تُستخدم في العماد .
* اعتمد المسيح، أعني طهَّر الماء بعماده.
|