يرى القديس أغسطينوس
أن المرتل هنا يشعر بنعمة الله الغنية التي تسنده على الدوام. هذه هي قصة كل الكتاب المقدس، وقصة كل إنسانٍ مقدس للرب.
* في كل الأسفار الإلهية، نعمة الله التي تخلصنا تودع نفسها فينا، لكي ما نودع نحن أنفسنا فيها. هذا ما يتغنى به هذا المزمور... هذه النعمة التي يوصي بها الرسول... إنه يقول: "لأني أصغر الرسل، أنا الذي لست أهلًا أن أُدعى رسولًا، لأني اضطهدت كنيسة الله" (1 كو 15: 9). يقول: "لكنني رُحمت، لأني فعلت بجهلٍ في عدم إيمان" (1 تي 1: 13). يقول بعد ذلك بقليل: "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبولٍ، أن المسيح جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" (1 تي 1: 15)... نعم سبق كل البشر، ليس من جهة الزمن، إنما من جهة تدبيره الشرير. يقول: "لكنني رُحمت ليُظهر يسوع المسيح فيَّ أنا أولًا كل أناةٍ، مثالًا للعتيدين أن يؤمنوا به للحياة الأبدية"، أي أن كل خاطي وظالم يائسٍ من نفسه له فكر المُجالد (الشخص الأسير أو العبد الذي يقاتل حتى الموت لكي يُعطي مُتعة للناس في روما القديمة)... هذه النعمة التي لله تُودع فينا في هذا المزمور أيضًا.