أنه في أحد أعمال رسالات آباء جمعيتنا، قد جاء إنسانٌ شيخٌ مملؤٌ من السنين ليعترف عند أحد آباء هذه الرسالة، وهو الأب كيساريوس سبورتالي (الذي منذ زمن ليس بمستطيل قد رقد بالرب برائحة القداسة، وجسده بعد أشهرٍ عديدة من نياحه وجد غير فاسد) وكان مجيء هذا الإنسان الشيخ لطلب الأعتراف، بعد أستماعه عظتنا على سمو أقتدار شفاعة مريم البتول الكلية القداسة، العظة التي من عادتنا أن نصنعها دائماً في كل بلدةٍ ومكان نمارس فيه أعمال الرسالة. فلما تقدم الشيخ المومى إليه أمام منبر الأعتراف قال للأب كيساريوس: أن العذراء المجيدة يا أبتي قد صنعت معي عظائم نعمتها: فأجابه الأب المذكور:" هذه هي صنعتها الخصوصية". غير أن الشيخ أردف كلامه بقوله:" انك أنت أيها الأب لا تقدر أن تمنحني الحل عن مآثمي، لأني في مدة حياتي كلها قط ما أعترفت". وبالحقيقة كان الأمر كذلك، أي ولئن كان هذا الشيخ كاثوليكياً فلم يكن حتى ذاك الوقت أعترف قط. فالأب حينئذٍ أخذ يشجعه ويرشده، ثم عرفه أعترفاً كاملاً، ومنحه الحل بحسب الواجبات بتعزيةٍ لا توصف للجهتين للمعرف وللمعترف.*